عربي21:
2024-11-21@12:17:49 GMT

غاية واشنطن من إنشاء المرفأ المؤقت في غزة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

في خطاب الاتحاد الذي ألقاءه الرئيس الأمريكي يوم الخميس الموافق 7 مارس، قال جو بايدن أنّه وجّه القوات الأمريكية في مهمّة طارئة لإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزّة لإستقبال السفن المحمّلة بالماء والغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية الى غّزّة، مشيراً الى أنّه لن يتم نشر جنود أمريكيين فيها. وفي التفاصيل المتعلّقة بهذه المهمة، فانّ إنشاء الميناء المؤقت سيستغرق وفق المسؤولين الأمريكيين حوالي بضعة أسابيع من التخطيط والتنفيذ، كما أنّ قبرص ستكون بمثابة منصّة الإنطلاق لهذه العملية وللمساعدات المفترضة التي سيتم تحميلها باتجاه غزّة.



أثارت هذه المبادرة إنتقادات واسعة كما طرحت تساؤلات حول توقيتها، فحواها، وأهدافها الحقيقية لاسيما في ظل إستمرار حملة الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزّة وسط دعم منقطع النظير من العديد من الدول الغربية لاسيما الولايات المتّحدة وبريطانيا وألمانيا.

لناحية التوقيت، تأتي هذه المبادرة في ظل إزدياد الضغط الشعبي داخل الولايات المتّحدة على الرئيس بايدن لمساندته اللامحدودة لإسرائيل وجرائم الإبادة التي تشنها تل أبيب بقيادة نتنياهو، وهو ما يؤثر بشكل أساسي على حظوظه في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في شهر نوفمبر المقبل. علاوةً على ذلك، تأتي هذه المبادرة بالتزامن مع حلول شهر رمضان، حيث تشير التخوفات الامريكية والغربية الى إحتمال إنفجار الوضع خارج غزّة ما لم يتم تدارك الامر.

ومن هذا المنطلق، تخدم هذه المبادرة التي يتم التسويق لها على أنّها مبادرة إنسانية الهدفين في تخفيف الضغط على بادين داخليا، كما أنّها تحاول إمتصاص الغضب في العالم الإسلامي من خلال الترويج للمبادرة. لكن الأهداف الحقيقية لهذا الطرح تذهب أبعد من ذلك، فالولايات المتّحدة متهمة اليوم بما قدّمته من دعم مباشرة، غير مسبوق، وغير محدود لإسرائيل سياسياً، ودبلوماسياً، ومالياً، وعسكرياً، وإستخباراتيا في المساهمة بقوّة في جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

روّج البعض سرّاً خلال الأشهر الماضية أنّ مصر متورطة في تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين فقط من أجل محاولة الضغط على القاهرة للقبول بعملية تشريد الفلسطينيين داخل أراضيها.ولو أرادت واشنطن المساعدة فعلاَ لكان بإمكانها الضغط على إسرائيل من خلال إيقاف المساعدات المالية والعسكرية لها بدلاً من إدّعاء الضعف وإنعدام الخيارات. وتساهم الإزدواجية الأمريكية في تآكل مصداقيّة حججها بخصوص الميناء، فلماذا يتم اللجوء الى عملية تتضمن بناء ميناء في الوقت الذي تتكدّس فيه شاحنات المساعدات على المعبر البري مع غزّة؟ لماذا لا تقوم الولايات المتّحدة بفتح المعبر بدلاّ من إنشاء ميناء؟  لماذا تلقي واشنطن مساعدات عبر الجو في الوقت الذي تستمر فيه في إرسال القنابل والأسلحة التي يتم قتل المدنيين الفلسطينيين فيها الى إسرائيل؟

الأمر الآخر المثير للإستغراب أنّ فترة تنفيذ المبادرة تستغرق شهر رمضان تقريبا بحسب التصريحات الأوّلية، هذا يعني أنّها تُستخدم لتجاوز الضغوط المتعلقة بضرورة التوصل الى إتفاق لوقف إطلاق النار كان من المفترض أن يحصل قبيل رمضان. كما يتم إستخدام المبادرة على ما يبدو لشراء الوقت لإسرائيل للإستمرار في حملتها العسكرية وجرائمها ضد المدنيين العزّل من النساء والأطفال والشيوخ. الولايات المتّحدة والرئيس الأمريكي تحديداً كان واضحاً إزاء ضرورة تأمين الوقت اللازم لإسرائيل لإستكمال عمليتها العسكرية. واشنطن إستخدمت في أكثر من مناسبة الفيتو لتعطيل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.

يبدو الموضوع من الناحية الشكلية مجرّد عبث هدفه امتصاص الضغط، وتحسين صورة واشنطن، وكسب الوقت للحليفة إسرائيل لاستكمال الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.لا بل إنّ واشنطن قامت بإيقاف الدعم المالي عن الانروا بناءً على ادعاءات إسرائيلية ثبت فيما بعد انّها محض أكاذيب كما كل الروايات الإسرائيلية. ونتيجة للدعم الأمريكي لإسرائيل، هناك اليوم أكثير من 100 ألف فلسطيني تم قتلهم أو جرحهم غالبيتهم من الأطفال والنساء، و80% من سكان القطاع يتم شن حرب تجويع شرسة ضدّهم الى جانب حملة التشريد والحملة العسكرية التي تستهدفهم. وفقاً للأونروا، فانّ الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل خلال بضعة أشهر من حملة الإبادة التي تشنّها تجاوز عددهم الأطفال الذي تمّ قتلهم في نزاعات مختلفة حول العالم خلال السنوات الأربع الماضية.

عندما تمّ سؤال الرئيس الأمريكي "من سيقوم بتأمين المرفأ" المزمع إقامته، قال جو بايدن "إسرائيل"! وفي الحقيقة، فإنّ صحيفة الجيروسالم بوست نسبت إلى مصدر مقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قوله أنّ المبادرة هي مبادرة لنتنياهو كان قد طرحها على الريس الأمريكي في شهر أكتوبر الماضي وذلك بهدف تجاوز سلطة حماس حيث يتم توزيع المساعدات المفترضة مباشرة. ولذلك، هناك من يرى هذه المبادرة أيضاً من زاوية أنّها تحاولة تجاوز مؤسسات دولية مثل الأونروا، لا بل الإجهاز عليها في الوقت الذي يتم فيه استخدامها كذلك لتحسين صورة الولايات المتّحدة وإعفاء إسرائيل من مسؤوليتها كدولة محتلة.

من الناحية الجيوبوليتيكية، هناك من يرى في المبادرة محاولة للإطباق كلياً على غزّة من خلال تجاوز المعبر البرّي والدور المصري المفترض. لطالما لعبت مصر دوراً محورياً في المسائل المتعلقة بغزة نظراً لأفضليتها الجغرافية، تجاوز المعبر باعتقاد هؤلاء يؤدي إلى إنهاء اعتماد غزّة على المعبر مع مصر اقتصادياً، وسياسياً، وربما عسكرياً أيضا وتسهيل تهجير الفلسطينيين عبر البحر. إذ روّج البعض سرّاً خلال الأشهر الماضية أنّ مصر متورطة في تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين فقط من أجل محاولة الضغط على القاهرة للقبول بعملية تشريد الفلسطينيين داخل أراضيها. ومع أنّ القاهرة لم تفعل ذلك، إلاّ انّ عدم إدخالها المساعدات من خلال المعبر وفرضها اتوات على الفلسطينيين الراغبين بالخروج دليل على المكان الذي تقف فيه الآن.

في نهاية المطاف، يبدو الموضوع من الناحية الشكلية مجرّد عبث هدفه امتصاص الضغط، وتحسين صورة واشنطن، وكسب الوقت للحليفة إسرائيل لاستكمال الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين. لكن من الناحية العملية، يؤدي الميناء الى عزل غزّة تماما عن العالم ويضع بحرها تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة وهو الغرض الأساسي على ما يبدو لإستكمال الحصار والعزل في ظل إقفال المعابر البرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المساعدات حرب امريكا غزة مساعدات رأي حرب مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المت حدة هذه المبادرة من الناحیة الضغط على من خلال

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتعمد سلب الفلسطينيين أساسيات الحياة وتستهدف مؤسسات الإغاثة الدولية

 

◄ تعمد تعطيل أعمال المؤسسات الأممية ضمن سياسة الحصار والتجويع

◄ استهداف المئات من موظفي "الأونروا"

◄ اتهام أمين عام الأمم المتحدة بـ"معاداة السامية"

◄ تهديد مقررة الأمم المتحدة بسبب وصف ما يحدث بـ"الإبادة الجماعية"

◄ مسؤولون أوروبيون يدعون لوقف إطلاق النَّار وتكثيف إدخال المساعدات

 

الرؤية- غرفة الأخبار

 

تتعمد إسرائيل استهداف المنظمات والمؤسسات الدولية والأممية في قطاع غزة، ضمن سياستها في إحكام الحصار على القطاع وزيادة حدة الكارثة الإنسانية وتجويع السكان وخاصة في مناطق الشمال لإجبارهم على النزوح إلى الجنوب.

ووصف مسؤولون أوروبيون بارزون الوضع في قطاع غزة بـ"الكارثي"، ودعوا إلى وقف إطلاق نار فوري في القطاع وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، وسط خلاف بشأن مقترح لتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل.

وذكرت لجنة الأمم المتحدة الخاصة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية، أن "حرب إسرائيل في غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية مع سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، والظروف المهددة للحياة المفروضة عمدا على الفلسطينيين هناك".

وفي تقرير لها قالت اللجنة: "منذ بداية الحرب، دعم مسؤولون إسرائيليون علناً سياسات تسلب الفلسطينيين الضروريات الأساسية لاستمرار الحياة من الغذاء والماء والوقود".

وأضافت اللجنة: "عبر حصارها لغزة وعرقلتها للمساعدات الإنسانية مع هجمات مستهدفة وقتل للمدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من مناشدات الأمم المتحدة المتكررة والأوامر المُلزمة من مـحكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب إسرائيل عمدا في القتل والتجويع والإصابات الشديدة وتستخدم التجويع كأداة للحرب وتُوقع عقابا جماعيا على السكان الفلسطينيين".

وتتضمن السياسة الإسرائيلية الإجرامية في هذا الإطار تعطيل عمل المنظمات الأممية والنيل من مسؤوليها، حيث شن سياسيون إسرائيليون هجمات لفظية على موظفي الأمم المتحدة العاملين في المنطقة، فضلا عن الاعتداءات التي أدت لمقتل العديد من الموظفين الأمميين.

ونتيجة لهذا الاستهداف، فقد المئات من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما قصفت إسرائيل مباني الوكالة ومراكز التعليم والمخيمات التابعة لها بالقطاع.

ومنعت السلطات الإسرائيلية العديد من بعثات الأونروا في المنطقة، زاعمة أن الأونروا "باتت امتدادا لحماس" و"منظمة تعمل ضد إسرائيل".

وذهب التطرف بالمسؤولين الإسرائيليين إلى درجة اتهام الأمم المتحدة بـ"معاداة السامية"، حينما استهدفوا شخص الأمين العام أنطونيو غوتيريش قائلين إن المنظمة الأممية "تحولت إلى هيكل معاد لإسرائيل ومعاد للسامية" تحت قيادته، على حد زعمهم.

كما لم يسلم مقررو الأمم المتحدة من الاستهداف الإسرائيلي، إذ أعلنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، أنها تلقت تهديدات بعدما نشرت تقريرا حمل اسم "تشريح الإبادة الجماعية" ذكرت فيه أن ثمة أسبابا مبررة للاعتقاد بأن إسرائيل تجاوزت عتبة ارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في غزة.

ومنعت حكومة تل أبيب، ألبانيز من دخول إسرائيل، وألغت تأشيرة دخول منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في فلسطين لين هاستينغز، فيما صدق الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) على مشروع قانون يدعو إلى إنهاء أنشطة الأونروا.

بدوره، أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، السويسري فيليب لازاريني، الإثنين، أنه لا يوجد بديل لوجود "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين قررت إسرائيل حظر أنشطتها.

وقال لازاريني، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنه "لا توجد خطة بديلة داخل الأمم المتحدة؛ لأنه لا توجد وكالة أخرى قادرة على تقديم الأنشطة نفسها"، وفق "وكالة الصحافة الفرنسية".

وفي وقت سابق، دعا لازاريني العالم إلى إنقاذ الوكالة من حظر إسرائيلي قد يكون له "عواقب كارثية" على ملايين الأشخاص العالقين في الحرب في غزة.

 

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: أمريكا تشارك إسرائيل في قتل الفلسطينيين واللبنانيين
  • إسرائيل تقدم وعداً لبايدن: لن نسعى لتهجير الفلسطينيين
  • إجراءات مشدّدة.. ماذا يجري داخل مرفأ بيروت؟
  • راشيل كرم: إسرائيل تُعرقل أي مفاوضات لإحباط الفلسطينيين واللبنانيين
  • كاتبة صحفية: إسرائيل تُعرقل أي مفاوضات لإحباط الفلسطينيين واللبنانيين
  • بوريل: لا كلمات تعبر عن مأساة غزة ويجب الضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب
  • واشنطن تدعو إلى الضغط على حماس.. وتخاطب تركيا لتضييق الخناق عليها
  • إسرائيل تتعمد سلب الفلسطينيين أساسيات الحياة وتستهدف مؤسسات الإغاثة الدولية
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • يقترح تعليق الحوار مع إسرائيل.. الاتحاد الأوروبي: علينا الضغط لوقف حرب غزة