تمكن "براد" من خداع طفلة بعمر 14 عاما كي ترسل له صورة عارية، ويبدأ بابتزازها كي يجبرها على ارتكاب أفعال لإيذاء نفسها وإذلالها في بث مباشر أمام مجموعة من المشاهدين في تطبيق "ديسكورد". وكان الطلب الأخير أن تنتحر أمامهم.

والدة الفتاة في ولاية أوكلاهوما الأميركية تمكنت من إنقاذ ابنتها قبل فوات الأوان، وروت قصتها لواشنطن بوست كي تتمكن من رفع الوعي لدى الآباء والأمهات بشأن شبكات إجرامية تستهدف الأطفال لاستغلالهم وابتزازهم مقابل إيذاء أنفسهم.

 

بعد أن أرسلت الطفلة صورتها عارية للمستخدم "براد"، بدأ الابتزاز  بأن طلب منها أن تحفر اسمه وأسماء المستخدمين المتابعين للبث الحي على فخذها وأن تشرب مياه المرحاض وتقطع رأس حيوانها الهامستر الأليف أمامهم.


تقول والدتها: "إنك فقط لا تدرك السرعة التي يمكن أن يحصل بها أمر كهذا".

وتشير الصحيفة إلى أن "المفترسين" كانوا جزءا من شبكة دولية ناشئة من مجموعات عبر الإنترنت تستهدف آلاف الأطفال بـ "شكل ساديّ من الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، الذي يصعب على السلطات وشركات التكنولوجيا ضبطه، وفق تقييم أعدته كل من "واشنطن بوست" ومجلة "وايرد" و"دير شبيغل" الألمانية و"ريكوردر" الرومانية.

وشاركت صحيفة واشنطن بوست وشركاؤها الإعلاميون التقارير الخاصة بهذا التقييم، بما في ذلك سجلات المحكمة والشرطة من بلدان متعددة، ومقابلات مع الباحثين ومسؤولي إنفاذ القانون وسبعة ضحايا أو عائلاتهم، جميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لحماية سلامتهم، في أميركا الشمالية وأوروبا.

وقامت وسائل الإعلام المشتركة بالتقرير بجمع وتحليل 3 ملايين رسالة على "تيليغرام". وكتبت كل مؤسسة إخبارية قصتها الخاصة.


ويذكر التقرير الإعلامي أن المجرمين، الذين عرّفتهم السلطات بأنهم صبية ورجال يصل عمرهم إلى منتصف الأربعينيات، يبحثون عن أطفال يعانون من مشاكل في الصحة النفسية ويقومون بابتزازهم لدفعهم إلى إيذاء أنفسهم أمام الكاميرا.

ووفق التقرير، ينتمي هؤلاء المستغلون إلى نفس المجموعات عبر الإنترنت، والتي يضم بعضها آلاف الأعضاء، الذي قد يغيرون أسماءهم كمستخدمين ليتبنّوا ألقابا جديدة، إلا أنهم يمتلكون العضوية ويوظفون التكتيكات ذاتها.

وتقول "واشنطن بوست" إنه على عكس عمليات "الابتزاز الجنسي" التي يسعى فيها المجرمون إلى الأموال أو الحصول على محتوى أكثر إباحية، تعمد هذه المجموعات إلى "تمجيد الوحشية"، وفق ما تشير إليه السلطات والضحايا.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" قد أصدر تحذيرا عاما، في سبتمبر الماضي، حدد فيه ثماني مجموعات كانت تستهدف القصّر الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني و17 عاما، "بقصد إيذائهم (الأطفال) من أجل إمتاع أنفسهم أو لإشهار أنفسهم". 


المجموعة، التي استهدفت فتاة أوكلاهوما وآخرين تمت مقابلتهم في هذا التقرير، تسمى "764"، والتي سميت على اسم الرمز البريدي الجزئي للمراهق الذي أنشأها، في عام 2021، وتندرج أنشطتها ضمن تعريف "الإرهاب المحلي"، وفق لمرافعة مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخرا في المحكمة.

وقالت فتاة كندية، تبلغ من العمر 18 عاما، وصفت تعرضها "لغسيل دماغ" ثم وقعت ضحية للجماعة في عام 2021: "كان لدي شعور بأنهم يحبونني حقا، وأنهم يهتمون بي"، مضيفة "كلما ازداد المحتوى الخاص بك لديهم، ارتفع استخدامهم له، وازدادت كراهيتهم تجاهك".

ورغم الانتقادات التي وجهها المشرعون من مخاطر فيسبوك وإنستغرام على الأطفال، تنتعش الشبكات "الساديّة" الحديثة على "ديسكورد" (Discord) وتيليغرام (Telegram)، وهما تطبيقان لجأت إليهما مجموعة "764" "كأداتين لسلب الشعور من الفئات الهشة" كي يتمكنوا من التلاعب بهم، وفق ما أشار إليه مدع فيدرالي في المحكمة مؤخرا.

ويعد "ديسكورد" تطبيقا للمراسلة يشتهر أكثر بين محبي ألعاب الفيديو، ويتيح المجال أمام مستخدمين مجهولي الهوية للتحكم بجماهير واسعة من الحضور في غرف مغلقة تخضع لرقابة قليلة.


أما "تيليغرام" فيتضمن مجموعات محادثة وأكثر من 800 مليون مستخدم شهريا، يتيح محادثات مشفَّرة كليا، وهي ميّزة تحمي الخصوصية لكنها تعيق الرقابة على محتواها.

ولم ترد شركة "تيليغرام" في بيان لواشنطن بوست على الأسئلة التفصيلية حول هذه الشبكة، لكنها قالت إنها تزيل "الملايين" من المحتوى الضار يوميا من خلال "الرقابة الوقائية للأجزاء العامة من النظام وتقارير المستخدم".

وقال ريمي فون، المتحدث باسم "تيليغرام" إن "إساءة معاملة الأطفال والدعوات إلى العنف محظورة صراحة بموجب شروط خدمة تيليغرام"، مشيرا إلى أن التطبيق عالج "المحتوى الضار على نظامنا الأساسي منذ إنشائه".

وبعد أن طلب الصحفيون في التقرير الإعلامي التعليق، أغلقت "تيليغرام" عشرات المجموعات التي حددتها المؤسسات الإعلامية بكونها مراكز اتصال للشبكة.


وقدمت شركة "ديسكورد" "عدة مئات" من التقارير حول "764" إلى سلطات إنفاذ القانون، وفقا لمتحدثة باسم الشركة، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفا من انتقام المجموعات التابعة لـ "764".

وأضافت أن "ديسكورد" حذفت 34 ألف حساب مستخدم مرتبط بالمجموعة العام الماضي، ويفترض أن الكثير منهم يعدون من المخالفين المتكررين.

طائفة تقدّس الساديّة
مؤسس "764" كان برادلي كادينهيد، صبي يبلغ من العمر 16 عاما، في ولاية تكساس، استخدم أسماء مستعارة "فيليكس" أو "براد" أثناء إدارة عمليات المجموعة عبر الإنترنت من منزل والدته.

وسرعان ما طور كادينهيد أتباعا عبر الإنترنت باعتباره "زعيم طائفة تصف نفسها بأنها تقدّر الأعمال السادية"، وفقا لسجلات المحكمة التي تصف حياته على الإنترنت وفي العالم الحقيقي.


وتقول السجلات إن كادينهيد أصبح مفتونا بالصور العنيفة في سن العاشرة. وبعد ثلاث سنوات، تم إرساله إلى مركز احتجاز الأحداث بعد أن هدد بإطلاق النار على مدرسته.

وقام بإنشاء أول "خادم" (server) لمجموعة "764" عبر "ديسكورد"، في يناير عام 2021، بحسب المتحدث باسم الشركة.

ويستخدم "ديسكورد" وصف "خوادم" للتعبير عن مساحات اجتماعات عبر التطبيق يلتقي فيها الأعضاء للتواصل مع بعضهم البعض عبر الرسائل النصية والصوتية والفيديو. ويتحكم الشخص الذي يقوم بإنشاء الخادم بمن يُسمح له بالدخول إليه ومن يشرف على محتواه.

وقال جيريمي لانيير، النقيب في شرطة ستيفنفيل، إن اسم المجموعة يشير إلى الأرقام الثلاثة الأولى في الرمز البريدي لمدينة ستيفنفيل، مسقط رأس كادينهيد، على بعد حوالي 100 ميل جنوب غرب دالاس.


تظهر سجلات المحكمة والشرطة أن "ديسكورد" كافحت لإبقاء كادينهيد خارج منصتها.

وقالت المتحدثة باسم الشركة، إنه بدءا من نوفمبر عام 2020، لاحظت "ديسكورد" أنه تم تحميل مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال من عناوين "IP" (أي نطاقات العناوين، وهي مجموعة من الأرقام التي تحدد الجهاز المستخدم للاتصال بالإنترنت)، والتي تتبعها المحققون لاحقا ليتوصلوا إلى كادينهيد. وقالت المتحدثة إن الشركة أرسلت إلى السلطات تقارير حول صور غير قانونية على 58 حسابا مختلفا يديره كادينهيد حتى عام 2021.

ودفعت التقارير الواردة من "ديسكورد" إلى إجراء التحقيق الذي أدى إلى اعتقال كادينهيد بتهم استغلال الأطفال في المواد الإباحية في يوليو 2021.

وفي حديثه لاحقا إلى ضابط مراقبة الأحداث، قال كادينهيد إن الخادم الخاص به اجتذب ما يصل إلى 400 عضو ينشرون بشكل روتيني صورا صادمة، بما في ذلك مقاطع فيديو للتعذيب والانتهاكات والمواد الإباحية للأطفال.

وقال كادينهيد للضابط إنه "من الشائع جدا" أيضا أن يقوم الأعضاء باستمالة الضحايا وابتزازهم من خلال التهديد بتوزيع صور مسيئة. في بعض الأحيان كان دافعهم هو المال، وفي أحيان أخرى فعلوا ذلك "من أجل السلطة فقط"، كما كتب الضابط في تقرير قدمه إلى المحكمة بعد أن أقر كادينهيد بالذنب.


ولم يرد كادينهيد، الذي يبلغ الآن 18 عاما ويقضي عقوبة السجن لمدة 80 عاما بتهمة الحيازة بقصد الترويج لاستغلال الأطفال في المواد الإباحية، على رسالة لواشنطن بوست تطلب إجراء مقابلة. ولم يرد والداه على رسائل الصحيفة. وقال كريس بيري، محامي كادينهيد، إنه قد يطعن في الحكم بناء على "مشاكل الصحة العقلية المحتملة".

أياديكم ملطخة بالدماء
وفي حضور أسر ضحايا من الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع فبراير الماضي، اتهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الشركات وقال: "أياديكم ملطخة بالدماء"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية عما دار في جلسة الاستماع المثيرة للجدل.

وبدوره اعتذر زوكبربيرغ للعائلات التي حضرت الجلسة، وقال: "آسف على كل شيء مررتم به. لا ينبغي أن يمر أحد بتلك الأشياء التي عانيتم منها، ولهذا السبب نستثمر الكثير (من الأموال)".

وامتدت جلسة الاستماع لقرابة أربع ساعات، حيث سعى الرؤساء التنفيذيون، مارك زوكربيرغ من شركة ميتا، وشو زي تشيو من تيك توك، وليندا ياكارينو من منصة "إكس"، وإيفان شبيغل من "سناب تشات"، ولمنصة "ديسكورد" جيستون سيترون، إلى طمأنة أعضاء مجلس الشيوخ والعائلات بشأن خطواتهم لمواجهة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.


وبحسب بيانات المركز الوطني للأطفال المفقودين والمتعرضين للاستغلال، وهي مؤسسة غير ربحية تتبع مثل هذه القضايا لصالح الحكومة الأميركية، فإن الصور ومقاطع الفيديو الجنسية للأطفال باتت منتشرة على نطاق أوسع من أي وقت مضى.

وأوضحت المؤسسة أن المحتوى الموجود على الإنترنت من هذا النوع، زاد من 32 مليونا عام 2022 إلى أكثر من 36 مليونا خلال عام 2023، وأصبح منتشرا بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي العملاقة مثل فيسبوك، على الرغم من جهود لسنوات لمواجهة المشكلة.

يذكر أن "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام، أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أنها ستحجب المزيد من المحتوى الذي يمكن أن يشاهده المراهقون على الموقع والتطبيق، بعد ضغوط عليها من جهات رقابية حول العالم، للحد من المحتوى الذي قد يتسبب في أضرار للأطفال والمراهقين.
وقبيل الجلسة، كانت منصة إكس أعلنت تأسيس قسم في أوستن بولاية تكساس مخصص لمكافحة المحتوى المتعلق بالاعتداء الجنسي على القُصَّر.

وسيكون الهدف الأولي لـ"مركز التميز في مجال الأمن" توظيف "100 مشرف" يركزون أساسا على هذا النوع من المنشورات، وكذلك على الانتهاكات الأخرى لقواعد الشبكة الاجتماعية، حسب ما أفاد، السبت، مدير العمليات في إكس جو بيناروش، وكالة فرانس برس.

وشدد بيناروش على أن "إكس ليس لديها نشاط يركز على الأطفال، لكن من المهم أن نقوم بهذه الاستثمارات لمنع المجرمين من استخدام منصتنا لأي نوع من التوزيع أو التعامل مع المحتوى المتعلق بالاعتداء الجنسي على القصر".

نشرت الشركة التي اشتراها إيلون ماسك نهاية عام 2022 بيانا، الجمعة، حول جهودها في هذا المجال، قائلة إنها "مصممة على جعل إكس مكانا غير مضياف للساعين إلى استغلال القصر".

وتعرضت شركات رسائل التواصل الاجتماعي لانتقادات حادة اتهمتها بالتقصير في مراقبة المحتوى الذي يستغل الأطفال جنسيا عبر الإنترنت، وزادت المخاوف في ظل ظهور تقنيات مثل التزييف العميق من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وذلك عقب انتشار صور مفبركة للنجمة تايلور سويفت، والمخاطر التي تشكلها تلك التكنولوجيا على  الفئات الهشة، مثل الأطفال، من حيث إمكانية ابتزازهم جنسيا رغم أن تلك الصور لا تمت بالواقع بصلة.

وانطلقت تحذيرات للأهالي من نشر صور أطفالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي خوفا من استغلالها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الابتزاز الجنسي الجنس الابتزاز البيدوفيليا حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی عبر الإنترنت عام 2021 بعد أن

إقرأ أيضاً:

أكثر من 26 مليون متجر إلكتروني في العالم.. ماذا عن العرب؟

من المتوقع أن تصل قيمة سوق التجارة الإلكترونية العالمي إلى 6.3 تريليونات دولار أميركي عام 2024 وفق ما ذكرت مجلة فوربس، ومن المتوقع أن تصل إلى 8 تريليونات دولار بحلول عام 2027 مدفوعة بالعدد المتزايد من مستخدمي التجارة الإلكترونية واعتمادهم على المنصات الرقمية للتسوق.

وبلغ عدد المتسوقين عبر الإنترنت 2.71 مليار شخص على مستوى العالم بحلول عام 2024، وهذا يعني أن 33% من سكان العالم يتسوقون عبر الإنترنت، ويمثل هذا زيادة بنسبة 2.7% عن العام السابق.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد المتسوقين عبر الإنترنت إلى 2.77 مليار بحلول عام 2025، مما يعكس الطفرة في التجارة الإلكترونية بسبب زيادة انتشار الإنترنت في العالم وراحة التسوق عبر الفضاء الرقمي، وفق ما ذكرت منصة  "سيلرز كوميرش".

وتتصدر الصين اتجاه التسوق عبر الإنترنت مع 915.1 مليون متسوق عبر الشبكة، في حين  يوجد في الولايات المتحدة 270.11 مليون مشتر عبر الإنترنت في عام 2024.

أكثر من 26 مليون متجر إلكتروني

واعتبارا من عام 2024، يوجد 26.6 مليون موقع للتجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 3.83% عن العام السابق. وهذا يعني أن المعدل اليومي لبدء محلات جديدة كان 2685 موقعا للتجارة الإلكترونية بين عامي 2023 و2024.

ومن المتوقع أن تتم 20.1% من عمليات الشراء بالتجزئة عبر الإنترنت في عام 2024. ويُتوقع أيضا أن ترتفع هذه النسبة إلى 22.6% بحلول عام 2027.

%20.1 من عمليات الشراء بالتجزئة تتم عبر الإنترنت في عام 2024 (مواقع التواصل) عوامل نمو سوق التجارة الإلكترونية العالمي أدى ظهور الأجهزة المحمولة والتطبيقات إلى توسيع نطاق التجارة الإلكترونية، مما مكن العملاء من التسوق أثناء التنقل. تعمل التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز على تحويل كيفية عرض المنتجات وتجربتها عبر الإنترنت. يتحرك سوق التجارة الإلكترونية العالمية من خلال التكامل المتزايد للتكنولوجيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والميل المتزايد للمستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت. زيادة حجم الاستثمارات الخاصة والمبادرات الحكومية، وكلها عوامل تعزز من نمو السوق وفق ما ذكرت منصة "برسيدانس ريسيرتش" . ماذا عن العرب؟

يشهد سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية طفرة تحولية، تعيد تشكيل المشهد التجاري في المنطقة وسلوكيات المستهلكين مدفوعا بالاستخدام الواسع النطاق للتقنيات المتطورة والمبادرات الحكومية المواتية لتعزيز الاقتصاديات الرقمية.

ويتضمن هذا القطاع الديناميكي شراء وبيع المنتجات والخدمات المتنوعة عبر الإنترنت، مما يحفز تحولا كبيرا في كيفية عمل الشركات وكيفية وصول المستهلكين إلى السلع.

ويشمل السوق مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك متاجر البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، والأسواق الرقمية، والمعاملات بين الشركات والمستهلكين، فضلا عن المعاملات بين الشركات وفق ما ذكرت مجموعة "آي إم إيه آر سي".

ويتمتع المستهلكون في المنطقة الآن براحة التصفح والشراء وإجراء المعاملات من منازلهم، بفضل الاستخدام الواسع النطاق للهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. ويمثل سكان المنطقة الشباب المتمرسون في مجال التكنولوجيا، إلى جانب ارتفاع الدخول المتاحة وبالذات في دول الخليج العربي، قاعدة استهلاكية واسعة لزيادة حجم التجارة الإلكترونية في المنطقة.

ومن المتوقع أن تصل إيرادات سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة إلى 95.09 مليار دولار في عام 2024، وأن ترتفع إلى 162.7 مليار دولار بحلول عام 2029 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 11.34% خلال الفترة نفسها. ومن المتوقع أيضا أن يصل عدد المستخدمين في سوق التجارة الإلكترونية إلى 161.4 مليون مستخدم بحلول عام 2029 وفق ما ذكرت منصة "ستاتيستا".

 خمسة من أبرز المتاجر الإلكترونية

فيما يلي قائمة بخمسة من أبرز المتاجر الإلكترونية العاملة في العالم العربي وفق ما ذكر عدد من المنصات مثل مجلة "تيغ ماغازين"، و"ميديوم"، و"استزاده" وغيرها.

أمازون (سوق.كوم سابقا)

استحوذت شركة أمازون العالمية على "سوق.كوم" عام 2017 الذي كان في السابق أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم العربي. وقد أنفقت شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة مبلغ 580 مليون دولار لضم سوق.كوم تحت لوائها وقد أعادت تسمية المنصة من "سوق.كوم" إلى (Amazon.ae) وفق ما ذكرت منصة " سي إن بي سي".

أمازون استحوذت على سوق.كوم بنحو 580 مليون دولار (رويترز)

ولم تعمل هذه الخطوة على توسيع نطاق أمازون فحسب، بل أدت أيضا إلى ترقية تجربة التسوق لملايين الأشخاص في المنطقة العربية من خلال مجموعة المنتجات الواسعة التي تقدمها.

يقدم الموقع الإلكتروني كل شيء بدءا من أحدث الأدوات التقنية والإلكترونية إلى اكتشافات الموضة والأزياء والمستلزمات المنزلية ومواد التجميل والكثير غيرها. وتشتهر المنصة بتجربة سهلة الاستخدام والتسليم الموثوق وخدمة العملاء والمصداقية في التعامل.

نون.كوم

تعد  شركة نون واحدة من أبرز المواقع والمنصات المتخصصة بالتجارة الإلكترونية في المنطقة، وقد نمت بسرعة منذ إنشائها عام 2016. والمنصة عبارة عن مركز تسوق مزدحم للإلكترونيات والأزياء والسلع المنزلية وحتى البقالة.

في أغسطس/آب 2022، وسعت الشركة نطاقها في مجال الموضة والأزياء من خلال الاستحواذ على شركة "نمشي" المتخصصة بهذا المجال بمبلغ وصل إلى 335.2 مليون دولار مما عزز مكانتها كوجهة تسوق شاملة في المنطقة وفق ما ذكرت رويترز.

علي إكسبرس 

هي خدمة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت مملوكة لشركة علي بابا الصينية، وتقدم مجموعة واسعة من المنتجات من الأدوات المنزلية إلى الإلكترونيات والملابس وغيرها الكثير من البضائع والمنتجات.

تأسست الشركة عام 2009، وتحظى بشعبية واسعة في المنطقة العربية لدرجة غطت فيها على موقع علي بابا الأصلي.

جوميا مصر

"جوميا مصر" ، جزء من شركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية في عموم قارة أفريقيا، تم إطلاقها عام 2012. وهي من الأسواق الرقمية المزدحمة، تجمع بين مجموعة متنوعة من البائعين والمنتجات، بدءا من الإلكترونيات إلى الأدوات المنزلية، وكل شيء بينهما.

جوميا هي جزء من شركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية في عموم قارة أفريقيا (رويترز)

وباعتبارها شركة تكنولوجية، قامت جوميا ببناء شبكة معقدة من الخدمات اللوجستية وخدمات الدفع، مما أدى إلى تبسيط عملية التسوق عبر الإنترنت لملايين الأشخاص في المنطقة. وبينما تمتد جذورها إلى  نيجيريا، فإن فروع جوميا تمتد عبر القارة السمراء، حيث تعد مصر واحدة من أكبر أسواقها في القارة الأفريقية.

نمشي 

يقع المقر الرئيسي لشركة نمشي في دبي، وهي من أكبر شركات البيع بالتجزئة لملابس الأطفال والنساء والرجال والأزياء في الشرق الأوسط. وتضم الشركة أكثر من 550 علامة تجارية مختلفة من الأحذية والملابس والأزياء، مما يسمح للعديد من العلامات التجارية العالمية بالوصول إلى سوق الشرق الأوسط.

وقد استحوذت شركة نون على "نمشي" عام 2022، لكنها لا تزال تعمل كعلامة تجارية مميزة في مجال التجارة الإلكترونية. وقد سمح هذا الاستحواذ لنمشي بالاستفادة من البنية التحتية الإقليمية الشاملة لنون، ​​مما عزز نطاقها وقدراتها التشغيلية.

مقالات مشابهة

  • باي سكاي تشارك في قمة كاريرها 2024
  • أكثر من 26 مليون متجر إلكتروني في العالم.. ماذا عن العرب؟
  • قرار حوثي صادم ضد ‘‘اليوتيوبرز’’ وصناع المحتوى وأصحاب الدخل من مواقع الإنترنت
  • كيفية تحقيق الربح من يوتيوب
  • فكّ لغز الأغنية الأكثر غموضا على الإنترنت
  • الكشف عن مصير الطالبة الإيرانية التي خلعت ملابسها وتجوّلت عارية في الجامعة
  • بعد 17 عامًا من الغموض.. الكشف عن حل لغز أشهر أغنية مجهولة على الإنترنت (فيديو)
  • المدني: كثرة الدراجات النارية التي يقودها الأطفال ظاهرة خطيرة في طرابلس
  • انهيار شامل لخدمات الإنترنت في اليمن وسط احتكار حوثي وتقاعس حكومي
  • منسق مبادرة الكشف المبكر تطمئن الأمهات وتوضح أماكن التوجه لفحص الأطفال