جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@13:59:17 GMT

الناس.. وهوس الترند!

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

الناس.. وهوس الترند!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"إذا كنت تريد أن تكون مبدعًا، فكن طفلًا إلى حدٍ ما، مع نفس القدر من الإبداع والبراعة التي يتمتع بها الطفل، قبل أن يتحول إلى مجتمع البالغين" جان بياجيه.

*********

يتساءل البعض عن تأثير وسائل التواصل في التأثير على إهتمامات الناس، وهل الناس فعلا يبحثون من خلال هذه الوسائل المتطورة على الأفضل والأفيد أم ماذا؟

هل اهتمامات العامة من الناس هي علمية أم ثقافية أو تتبع أخبار اجتماعية، أو الجري وراء أخبار الرياضة ومنافساتها، أو الفن بأشكاله المتعددة، أو غير ذلك من أهتمام الحياة، لا سيما في زمن زاد به القلق من الأمن في المنطقة والضيق من تقدمات وتأخرات أخبار السياسة بشتى مواضعها بدءًا من فلسطين وأهلنا في غزة مرورًا بالحوثيين والتأثير على مسار الحركة في البحر الأحمر، أو حتى الإهتمام بتركيب كاميرات المراقبة المرورية في شوارع بغداد.

الحديث شائك وطويل ومتعرج الدرب، وأذكر في حوار مع بعض الأحبة في إحدى ليال شهر رمضان المبارك، أي قبل أيام كان الحديث والحوار يدور حول ذلك، أحد الأحبة أكد وبشكل قاطع بأن إهتمام متابعي وسائل التواصل هو الترند ولاغير، ولاتسأل الناس عن ماهية هذا الترند أو تأثيره العلمي أو السياسي أو حتى على نتائج مباريات السلة الأميركية، أهم شئ الترند والترند كلمة أجنبية تعني الأكثر مشاهدة.

قبل فترة بسيطة ظهر على وسائل التواصل مقطع فيديو لطفل تم سؤاله عن المكان الذي يتم اللقاء فيه (اعتقد أنه مجمع تجاري) فرد الطفل بعفوية بريئة عن رأيه بالمكان: "حلو، زين، ديكوريشن ماله حلو، هوت شوكليت ماله زين" (بلهجة كويتية)، ما الذي حصل بعدها؟

انتشر المقطع بسرعة البرق، يكاد كل جهاز هاتف في الشرق الأوسط وصله هذا المقطع، ومن شدة التأثير ظهر الفنان رابح صقر في حفلة جماهيرية مكتظة ليبدأ وصلته الغنائية بإبتسامة معبرة نحو الجمهور الغفير ثم يقول: حلو! (يقصد مقطع الطفل).

بعدها بوقت قصير جدًا لاعب المنتخب الأردني لكرة القدم يزن نعيمات، وفي لقاء تلفزيوني بعد تأهل المنتخب الأردني لنهائي كأس آسيا في قطر يصرح بحماس وابتسامة عن الفوز بأنه "حلو.. زين. الديكوريشن ماله حلو".

يظهر بعدها الطفل ذاته نجم الفيديو ليراه الملايين ضيف شرف VIP من ضمن ضيوف نهائي كأس آسيا، يبدو أنه نظرًا لتأثير المقطع الذي انتشر كالنار في الهشيم!

هل اللجنة المنظمة للنهائي لها هدف في دعوة الطفل الذي أصبح نجمًا ينافس رونالدو، وينافس شعبية المرشحين في مجلس الأمة الكويتي؟

الفكرة الواضحة والله أعلم هو إضفاء جو معين معبر في النهائي، كذلك وجود الطفل شخصيًا ربما يعطي التصوير الفخم بعدا آخر، وعلى أية حال كان الفوز القطري في النهائي على طريقة "حلو. زين. ديكوريشن ماله زين".

نترك قصة الطفل، ونتوقف عند أهمية الإهتمام بالمقطع، وكيف انتشر، وكيف نال الاهتمام الواسع، مع أنه عفوي جدا، ولايوجد به أي إيحاء سياسي أو أمني أو ثقافي (نتجاوز الكلمات الأجنبية في المقطع فهذه أصبحت كالخبز اليومي في لهجاتنا)؛ بل إنه مقطع عادي جدًا ممكن تصوره لأي طفل في البيت في الشارع في المدرسة. أعتقد أن الموضوع يذهب للحياة اليومية المزدحمة الأحداث عند الناس العاديين، فقدت الابتسامة، منذ زمن لم يظهر أحد يتحدث بعفوية في وسائل التواصل، ويبدو أن السر وراء انتشار المقطع هو حنين الناس لعفويتهم ولتلقائيتهم، والحاجة الشديدة للبعد عن التكلف، لذلك كان مقطع الطفل هو الترند والأكثر مشاهدة والأكثر قبولًا بين الناس، فقط لأنه ذكرهم بالطفل المختفي في دواخلهم، وذكرهم أيضًا بأن العفوية تكسب، وخلينا على الارض.

القصة إذن ليست "حلو. زين. ديكوريشن ماله زين" أو "حلو"، القصة أنها أعادت العفوية للناس وفي كل اللهجات، وكل طوائف أمة بني يعرب.

سؤال أخير هل تعتقد أن من صوّر اللقاء كان يقصد الترند الذي حصل. أو كان يتصور أن اللقاء مع الطفل المحتار ورأيه في "الديكوريشن الزين" سيكون ربما اللقاء الأعلى مشاهدة؟

أيضًا انتشار المقطع يُعطي فكرة واضحة بأن اهتمام الناس أصبح في الترند، وليس مهمًا ما هو نوع الترند، ولا يهم إن كان الموضوع جادًا أو "ديكوريشن"، المُهم هو ملاحقة ومتابعة آخر ترند، وهنا أيضًا يتبيّن لنا الذوق الفني لهذا الزمان، زمان الترند، والتغريدة قليلة الكلمات، وحتى الأكل أصبحت المأكولات السريعة هي الفائز رقم واحد. فهل ستستمر هذه الاوضاع؟ هل ستتغير اهتمامات الناس في متابعة وسائل التواصل؟ الله اعلم. واليوم كما قلت "ديكوريشن وهوت شوكليت"، وغدًا الله أعلم!

لكن.. وقبل ختم هذه الكلمات، هل تعتقد أن ذائقة الناس أصبحت متدنية حتى تتأثر بأي شيء وأي شيء؟ صدقني لا، إنما من خضم الحياة اليومية وصعوبتها، ومتاعبها، أصبح الإنسان في حاجة لأي حركة حركة عفوية أو ابتسامة، أي شيء يُعيد له الإنسان الذي بداخله، أو الطفل الذي نساه في نفسه. فقط هذه كل القصة صدقني.

 

مبارك عليكم شهر رمضان، أسأل الله أن يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه، ‏وأن يجعلنا وإياكم من عتقائه والفائزين برضوانه. وكل عام وأنتم بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وفاة حكومة دار عطاوة الوهمية

-لأن الضرب علی الميت حرام،وبما أنه لا توجد حسنات فی صحيفة هذا الميِّت الذی إستَّهل صارخاً بالأكاذيب فلن تجد حسنة واحدة تذكرها له، وعليه فإنه من اللازم علی المتابع أن يُذَكِّر بعض المشاركين فی مٶتمر نيروبی، بما كانوا عليه وما آلت إليه حالهم،بدايةً من اللواء الركن(م) فضل الله برمة ناصر الذی كان يشغل (منصباً سياديَّاً) بصفته عضواً فی المجلس العسكری برٸاسة المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الدهب،ثمَّ كان وزيراً فی حكومة السيِّد الصادق المهدی،فما الذی لم يتحقق له تحت قيادة سوار الذهب،أو تحت رٸاسة السيِّد الصادق،ويرجو أن يُدركه تحت إمرة الهطلة عبدالرحيم دقلو؟ بعدما بلغ من العمر عتيَّا،وكيف له أن ينسیٰ إنه أول من قام بتسليح القباٸل العربية،تحت مسمّیٰ قوات المراحيل!! وليسأل نفسه قبل أن تسأله مٶسسة رٸاسة حزب الأمة، وتهزأ منه رباح الصادق المهدی، من أين له التفويض للتحدث بإسم حزبه

أيَّاً كانت الأجندة؟
ويمتد التساٶل لعبد العزيز الحلو الذی ينتمی أصلاً إلیٰ قبيلة المساليت المغدورة من قِبَل الجنجويد الذين إغتالوا الوالی خميس أبَّكر،ومثَّلوا بجثته، وتركوها للأطفال وللنساء ليتلاعبوا بجثمان القتيل،ولم يكتفوا بقتل الرجال،بل دفنوا بعضهم أحياء بعد أن أجبروهم علی حفر قبورهم بأيديهم وكثير من المشاهد المروِّعة، وتصريحات الجنجويد بمحو تاريخ سلطنة المساليت وقالوا(من اليوم مافی دار مساليت!!فی دار عرب.) فی افظع مظاهر العنصرية المقيتة التی نَعَتَ بها الحلو الخرطومَ، وهو يُجالس ويضحك مع عبدالرحيم دقلو الآمر بتلك الفظاٸع،ثمَّ إنه ما الذی حققه الحلو تحت قيادة يوسف كُوَّه ومن فوقهما جون قرنق،حتی يتحقق له ما يشتهی تحت أحذية مليشيا آل دقلو الإرهابية؟ وذات السٶال يُوجَّه كذلك لكمال عمر الذی لا يعرف ماذا يُريد،فكيف جاز له أن يستبدل الخبيث بالطيِّب إذ كيف يستقيم عقلاً أن يرضیٰ أن يهديه ذلك الجاهل عبدالرحيم سُبُلَ الرشاد بدلاً عن الشيخ العالم الفذ الدكتور حسن الترابی؟

-ولشوية باقی الأفندية نقول ماالذی يأتی من خير بإتِّباع نهج (الفواتی) أمثال صلاح سندالة الشايب العايب، وغيره من الزَبَد الذی يذهب جُفاءً، ولا يمكُث فی الأرض فينفع الناس !!
تَعِسَ عبد الدرهم، تَعِسَ عبد الدينار، وقد فضخهم بلسان المقال التشادی العنصری محمد صالح النضيف،وهو يُبَشِر بتغيير إسم دارفور إلیٰ دار عطاوة،خاب فأله وطاش سهمه،فإنَّ أحلامهم قد ذابت تحت شمس فاشر السلطان المُحرقة،فاصبحت الفاشر مَحرقة الجنجويد،وغابت شمس آل دقلو قبل أن تُسفِر عن وجهها الكالح القبيح،وتحشرجت الكلمات فی حلق تسابيح غير المباركة،مكسورة الخاطر،وهی تُرَوِّج ل(أحلام) بعلها إبراهيم (الفَتَیٰ الطاٸر) سليل المراغنة،الذی لا يفرِّق بين كُردفان وكُردستان!!

-وفی الختام نقول إكرام الميت دفنه وجيشنا يدك الأشرار وهو فی كل يوم يُسجِل إنتصاراً تِلو إنتصار،معه كل فٸات الشعب والقوات المشتركة والقوات النظامية من الأمن والشرطة والمستنفرين والمقاومة الشعبية،وصولاً للنصر النهاٸی الحاسم الذی نراه قريباً جداً بإذن الله.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.

محجوب فضل بدری

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قصة المعلم الإسباني الذي وقع في حب السعودية .. فيديو
  • محمد عبده يمازح ابنه : القرد في عين أمه غزال .. فيديو
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • الهريفي عقب خسارة النصر: المشخص ماله حل
  • فيديو «الوطن» الخاص بـ«جنازة محمد محسوب خط الصعيد» يتصدر الترند في مصر
  • مجموعة رجال يتناولون وجبة العشاء برفقة الفهد .. فيديو
  • ديانة مكسيم خليل تتصدر الترند بعد فيديو عقد قران شقيقته
  • وفاة حكومة دار عطاوة الوهمية
  • ما الذي يدور في عقل ترامب؟
  • محافظ الفيوم يتفقد المجمع الصناعي بهوارة المقطع ضمن «شغلك في قريتك»