د. محمد بن خلفان العاصمي
رمضان والناس
شهر رمضان بالنسبة للمسلمين هو ليس مجرد شهر عابر يمر كغيره من الشهور، شهر رمضان له خصوصية دينية وروحانية ذات قيمة معنوية مختفلة، فهو الشهر الذي اختصه المولى عز وجل عن غيره من الشهور بعظيم الأجر والفضائل، ولذلك لابد من استثمار هذا الشهر في تعديل مسار حياتنا كمسلمين.
والأمر لا يقتصر على العبادات التي فرضها الله تعالى علينا من صوم وصلاة وصدقة، بل إن تعديل مسار النفس المؤمنة وتهذيبها أمر واجب، كما إن الحفاظ على عادات رمضان الحميدة أوجب على المسلم مثل تجمعات الأهل والزيارات وعيادة المرضى وحضور حلقات المساجد والحرص على تنشئة الأجيال ودفعهم للمحافظة على هذه العادات الجميلة، كما يجب علينا أن نحرص وبشكل خاص على زرع قيم الإخلاص في العمل والأمانة في التعاملات وجعل رمضان نقطة تحول في ترك عادات وسلوكيات سيئة والاتجاه إلى العادات والسلوكيات الحميدة، إعادة تربية نفوسنا على الفضائل والمُعاملة الحسنة، واستثمار شهر رمضان بأفضل صورة، وشهر الخير فرصة لكل ذلك.
قانون الإعلام
كثر الحديث خلال الفترة الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مشروع قانون الإعلام الذي يُدرس حاليًا في مجلس عُمان كأحد محطات الدورة التشريعية للقوانين والأنظمة في سلطنة عمان، وهو ما نصَّ عليه قانون مجلس عمان، والذي حدّد اختصاصات المجلسين في هذا الجانب، وبعيداً عن مضمون القانون بشكل خاص فإننا ندرك أن ما أصّله النظام الأساسي في هذا الموضوع كفيل بمعرفة المحددات والأطر التي يجب أن يسير عليها قانون الإعلام، وبالتالي المنظومة الإعلامية بشكل عام. فقد راعى النظام الأساسي حرية الإعلام وأقرها وفق ما يتوافق مع القوانين النافذة وبما لا يخالفها ولا يتعدها، هذا التأطير الذي حدد الحقوق والواجبات بشكل واضح وجلي كان ولا زال هو صمام الأمان لهذا المجتمع، وهو الركن الذي ارتكزت عليه ثوابت العلاقة بين أطياف المجتمع العماني، وبه حفظت هوية المجتمع، ومنه قامت علاقة واضحة بين جميع الشرائح. وقدم الإعلام العماني خلال سنوات النهضة المباركة الماضية والنهضة المتجددة أنموذجًا يُحتذي به من حيث الطرح الموضوعي والمصداقية والشفافية والبُعد عن الإثارة التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى داخل المجتمعات، ومن أجل الحفاظ على هذه اللحمة الوطنية والنسيج المتماسك لا بُد لقانون الإعلام الجديد أن يُراعي هذه الثوابت التي نظمتها القوانين، وأن يحفظ للإعلام قوته كأحد الأدوات التي من شأنها المحافظة على مسيرة التنمية في سلطنة عمان، وأن يكون الإعلام إحدى أدوات الرقابة وفق معايير ثابتة من المصداقية والموضوعية، وبما نظمته القوانين والتشريعات، كما أن الإعلام يجب أن ينتقل إلى مفهومه الواسع عبر هذا القانون، وأن يُعاد تعريف الإعلام وفق ما يشهده العالم من تحولات خاصة مع الثورة الصناعية الجديدة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل التي أضحت وسائل إعلام بحد ذاتها. وهنا يجب الإشادة بما يجري في مجلس عُمان من عملٍ، لإخراج هذا القانون بشكل يرضي طموحات جميع الأطراف، وهو الأمر الذي سوف يحافظ على هوية الإعلام العماني الذي عرف بالرزانة والمصداقية والنزاهة.
طريق مسقط السريع
لا شك أن هذا الشريان الحيوي المُهم والذي حل معضلة كبيرة كانت تعاني منها محافظة مسقط والمتمثلة في الزحام المروري في أوقات الذروة لفترات طويلة، هذا المشروع هو أحد ثمار العمل والتخطيط المستمر من قبل الحكومة في حلحلة التحديات ووضع الحلول المناسبة، وقد فتح هذا الطريق مساحات شاسعة من الأراضي التي يمكن استثمارها في مختلف المجالات، ولكن مع الزيادة السكانية وتوسع الأنشطة والنمو الذي تشهده البلاد، خاصة في الجانب الاقتصادي وزيادة عدد المستخدمين لهذا الطريق بات من الضروري إيجاد حلول لهذه المعضلة.
ورغم أن هناك العديد من الحلول التي نُفِّذت بهدف تقليل أوقات الذروة مثل ساعات الدوام المرن والعمل عن بعد، إلّا أنه ما زالت هناك بعض الإشكاليات التي أراها هندسية في المقام الأول والتي تسبب الاختناقات المرورية، هذه المشكلة المتمثلة في طريقة إنشاء الطرق لدينا، فكثير من مشكلات الزحام هي ناتجة عن أخطاء في التصميم وعدم توقع المشكلات قبل تنفيذ المشاريع. وهنا يجب على الجهة المسؤولة أن تُعيد دراسة هذه الطرق والاطلاع على تصاميم مشابهة وابتكار حلول هندسية يمكنها تقليل هذه المشكلات خاصة عند المداخل والمخارج والجسور. وبكل تأكيد هناك حلول لكل مشكلة تصميمية، ومما لا شك فيه أن أغلب المدن الكبرى في دول العالم تُعاني من الاختناقات المرورية في ساعات الذروة، إلّا أنها تجتهد في وضع حلول مناسبة لتقليل تلك الاختناقات، وعليه لا بُد من الإسراع في وضع حلول مبتكرة، خاصة وأننا مقبلون على فترة الصيف الحارة، والتي تجعل سائقي المركبات في حالة من التوتر وقلة الصبر، والله المستعان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعز تتحول لمدينة الإنتاج الدرامي في رمضان 2025 ما الذي ميزها وما أبرز التحديات؟ مخرجون وممثلون يجيبون
أصبحت مدينة تعز محطة رئيسية لتصوير الأعمال الدرامية اليمنية خلال شهر رمضان 2025، وفضل العديد من المخرجين والمنتجين اختيارها لما تتميز به من تنوع جغرافي، يجمع بين الجبل والسهل والساحل، إضافةً إلى توفر الخدمات الأساسية التي تسهّل عملية التصوير.
وتعدّ تعز نقطة التقاء للفنانين من مختلف المحافظات، مما ساهم في تسهيل عمليات الإنتاج الفني وتعزيز التعاون بين الفرق الدرامية، وجعلها بيئة تصوير مثالية، تجمع بين المشاهد الطبيعية المتنوعة والبيئة الداعمة للفن.
بلقيس وطريق إجباري
وفي إطار الحديث عن تطور الدراما في تعز يؤكد المنتج خالد المرولة مدير شركة عام النبيل للإنتاج الفني، على أهمية مدينة تعز كموقع رئيسي لتصوير الأعمال الرمضانية.
المرولة الذي ينتج مسلسل طريق إجباري لقناة بلقيس هذا العام قال في حديثه لـ الموقع بوست إن اختيار تعز للأعمال الرمضانية هذا الموسع، يأتي لكونها مدينة الفن والثقافة، معتبرا أنها مدينة جميلة ورائعة، وأن أجواء مسلسل طريق إجباري ريفية تختلط بالمدينة، وذلك ما سيظهره بشكل أفضل من خلال التصوير في تعز.
إقرأ أيضا:
مسلسل طريق إجباري يتصدرالنقاش والترند في اليمن وحجاب النجمة سالي حمادة يثير تساؤلات حول رمزية العمل
المرولة تحدث عن تحديات واجهتهم من أبرزها صعوبة ووعورة المنطقة التي جري التصوير فيها داخل إحدى القرى، وكذلك الضغط الكبير الناتج عن عدد الممثلين الكبير الذي وصل إلى 45 ممثلًا، وهو ما شكل عبئًا إضافيًا، وفقا للمرولة.
يضيف: " كنا في سباق مع الزمن لإتمام العمل قبل موسم رمضان، والحمد لله تم التغلب على هذه الصعوبات بجهود الجميع والطواقم اليمنية والمصرية التي بذلت جهدًا كبيرًا".
أما عن قصة المسلسل الذي تبثه قناة بلقيس هذا العام كأول عمل درامي لها فيقول المرولة إنه يتمحور حول قصة اجتماعية تركز على الظلم الذي يتعرض له أصحاب القرى من بعض أصحاب النفوذ والمال، إضافة إلى قضايا اجتماعية جريئة مثل زواج القاصرات، وهي قضايا تهم المجتمع.
ويردف بالقول: "إن المسلسل يحمل رسالة قوية تركز على منع زواج القاصرات بشكل كامل، ونحن نأمل أن يتم توصيل هذه الرسالة بوضوح".
خيارات واسعة
يعتبر الممثل حسام الشراعي، الذي يجسد دور "ياسين" في أحد المسلسلات الرمضانية أن تعز مدينة غنية بالتضاريس المتنوعة، مما يمنح المخرجين خيارات واسعة تتناسب مع مختلف المشاهد الدرامية، إلى جانب ذلك، يتميز أهل تعز بالبساطة وحسن الضيافة، مما يخلق بيئة مشجعة لصناعة الدراما، وفق حديثه للموقع بوست.
ويشير المخرج ياسر الظاهري، الذي أخرج مسلسل "درة" التابع لقناة المهرية إلى أن اختيار تعز لم يكن عشوائيًا، بل جاء بناءً على معايير إنتاجية دقيقة، موضحًا في حديثه للموقع بوست أن: "العمل الدرامي يتطلب تنوعًا جغرافيًا يتماشى مع القصة، وتعز توفر ذلك، بالإضافة إلى كونها مركزًا مهمًا يجمع الطواقم الفنية من مختلف المحافظات، مما يسهل سير الإنتاج بسلاسة."
عقبات التصوير
رغم الجهود المبذولة لتقديم أعمال درامية متنوعة، إلا أن هناك تحديات تعرقل الإنتاج في بعض المناطق، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث يواجه المخرجون صعوبة في الحصول على تصاريح التصوير، ما يدفعهم للبحث عن بدائل أكثر مرونة، مثل تعز أو حتى اللجوء إلى دول أخرى كالأردن ومصر.
ويرى العديد من المخرجين والمنتجين أن هذه القيود تعيق تطور الدراما اليمنية، مؤكدين أنه لولا الحرب لكان بالإمكان التصوير في جميع المحافظات بحرية أكبر.
ومع ذلك، تبقى تعز الأفضل نظرًا لتوفر الخدمات وسهولة الإنتاج فيها، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لصنّاع الدراما.
الدراما وتنوع القضايا
تحمل الأعمال الدرامية اليمنية هذا العام طابعًا متنوعًا، حيث تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية هامة، تعكس واقع المجتمع اليمني بمختلف جوانبه.
وتتناول بعض المسلسلات مواضيع مثل التهريب، عصابات المال، الانقسامات السياسية، استرداد الحقوق المنهوبة، إضافة إلى قضايا اجتماعية كصراعات الإرث وزواج القاصرات بسبب جشع بعض الآباء.
ويكشف الممثل حسام الشراعي عن طبيعة دوره في أحد الأعمال الرمضانية، قائلًا في حديثه لـ "الموقع بوست:"أجسد شخصية شاب يواجه صراعات أسرية تتعلق بالإرث، مما يؤثر سلبًا على حياته، وهذه القصة تعكس جانبًا من معاناة الشباب في اليمن بسبب النزاعات العائلية."
من جانبه يوضح المخرج وليد العلفي، الذي يتولى إخراج الجزء الثاني من مسلسل "دروب المرجلة" وسيبث على قناة السعيدة في تصريحه لـ "الموقع بوست" أن العمل يجمع بين الكوميديا والتراجيديا، ويعالج قضايا اجتماعية مختلفة ضمن سياق درامي مشوّق، مع تقديم شخصيات جديدة تتجاوز 27 شخصية رئيسية وثانوية.
وتحدث الممثل مروان المخلافي عن دوره في مسلسل "الجمالية" الذي ستبثه قناة يمن شباب قائلًا بأنه يلعب دور مدير مدرسة في قرية نائية، وهي شخصية بسيطة وصادقة تسعى لحل مشكلات أهل القرية. هذا الدور جديد بالنسبة لي، حيث لم يسبق لي تقديم شخصية تجمع بين الثقافة والعفوية بهذه الصورة، وفقا لحديثه للموقع بوست.
تحديات الدراما اليمنية ومستقبلها
ورغم التقدم الذي تشهده الدراما اليمنية، لا تزال تواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الكوادر الفنية المحترفة، بسبب هجرة العديد من المبدعين إلى الخارج، وفي هذا السياق، يشير المخرج ياسر الظاهري إلى أن هذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على جودة الإنتاج، قائلاً: "لدينا مواهب فنية واعدة، لكنها تضطر إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل، مما يترك فراغًا في الساحة الدرامية المحلية".
يضيف الظاهري الذي يخرج مسلسل "درة لقناة المهرية": لذلك نحاول الاعتماد على الطاقات الشابة وتدريبها لضمان استمرار الإنتاج بجودة عالية."
وتعكس مجمل الأعمال الفنية التي يجري اعدادها من تعز الأعمال الفنية في تقديم محتوى يعكس قضايا المجتمع ويسلط الضوء على تحدياته، في محاولة لخلق وعي وإيجاد حلول، رغم العقبات التي تواجه الإنتاج الدرامي في اليمن.