عائض الأحمد
لماذا تجعل من نفسك طريقا لكل من تفرقت به السبل، تعيش يومك وكأنك وصي العالم وحاضن كل من تيتم أو جار عليه الزمن، التواصل والرحمة والإنسانية لا تتعارض مع ذاتك حينما تتمسك بالحياة دون أن تؤذي أحدا أو تتجاوز على حقه، "الوسطية" قولا وعملا تحقق أقصى أهدافك دون إفراط أو تفريط.
الإنسانية ليست الإيثار وبذل كل ما تملك من جهد أو مال فقط، ليست أن تخلق جوا عاماً من الزهد وشظف العيش ومعاقبة نفسك التي تتوق إلى جمال الحياة، العقل البشري أسمى من إذلاله وإخضاعه وإهانة رغباته الحسية التي يحتاجها البشر في حالاتهم العادية دون زيادة أو نقص، الإنسانية وعى وإدراك وليست حربًا ذاتية يجب الانتصار فيه وقمع كل ملذات الحياة لتربية "جموحك" الفطري في حده الواعي اليقظ.
العقل هو الذاكرة البشرية التي ميزتك وكلفتك دون غيرك من المخلوقات، فلا تجعله "قطعة" صدئة تحمل مخلفات الزمن وتتراكم فوقها ذرات الوهم وخيالات السراب فيصعب بعد حين صقلها وإعادتها إلى هيئتها الأولى، تربية النفس شيء آخر ليس له علاقة بما تحب أو تكره، فليس بالضروره أن تحيا محبًا أو تموت كارهًا، فميزانهما خاص بعيدًا عن ذاتك ومسار حياتك اليومية، تصرفاتك المشاهدة هي الحكم الفصل وليست مشاعرك الخفية التي تحدث بها نفسك سرا، فلعل تصرفا على الملأ يظل عالقا أبديا لن تخفيه سنوات عمرك وكأنه وصمة "عار" لكل من يعرفك، وهذا لا يعني الانفصال عن العالم وكأنك شخصين في جسد، وإلا ما فائده التواصل وترك مساحة للحرية الذاتية بمقياس العقل الباطن تتجلى فى نهاية الأمر بفعل ظاهر لا يختلف ظاهره عن باطنه، ففي التفاصيل الدقيقة لمن يبحث سيجد عذرا أو قبحا بميزان نحن نخطئ ونصيب في حدنا الأدنى دون أن تكون النفس اللوامة حاضرة في كل شيء فربما تفسد فرحة أو تكسر مشهدا لم تعتده في حينه ثم تندم في خلوة وتأمل متسائلا ماذا فعلت؟
ختامًا: السعادة ليست أكثر من إحساس دافئ بقرب من تحب.
شيء من ذاته: الخطأ هوية إنسانية لن تنتهي إلّا بنهايتك، ولكن الاعتذار وطي الصفحة السوداء سيظل أكثر جمالًا.
سأقول لك شيئًا لا علاقة له بما كنت تظن أو بأي شكل توقعت.. الحياة تتغير من حولك وليس ذنب كل هؤلاء أن طريقك لم يكن إلى شيء، ستبقى هي من أنجبت لا ضير في ذلك.. لكن من أنت؟!
نقد: لماذا لم تتفاعل مع الحدث الآني؟ خذ قلمي وتفاعل أنت!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ميلوني: التحالف مع واشنطن لا يتجزأ وأوروبا ليست معزولة
فبراير 23, 2025آخر تحديث: فبراير 23, 2025
المستقلة/- في خطاب يحمل دلالات سياسية قوية، شددت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، على أن العلاقات بين إيطاليا والولايات المتحدة راسخة وغير قابلة للتجزئة، مؤكدة أن الشراكة بين واشنطن وأوروبا ستظل وثيقة. جاءت تصريحاتها خلال كلمة عبر الفيديو ألقتها في مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي يُعقد في ضواحي واشنطن، حيث أكدت أن “المعركة السياسية من أجل القيم المحافظة ليست محصورة في الولايات المتحدة، بل تمتد إلى العالم الغربي بأسره”.
وأشارت ميلوني إلى رؤيتها للعالم الغربي ليس فقط كحدود جغرافية، ولكن أيضًا كحضارة، ما يعكس توجهًا أيديولوجيًا يعتبر الغرب كتلة ثقافية موحدة تواجه تحديات مشتركة. وفي سياق حديثها عن العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، أكدت ثقتها في الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلة: “خصومنا يأملون أن ينأى ترامب بنفسه عن أوروبا، لكنني أعرفه – إنه قوي وفعال، وأراهن أننا سنثبت خطأهم”.
كما دافعت ميلوني عن موقف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي أثار جدلًا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، مشيرة إلى أن منتقدي تصريحاته كان ينبغي أن يظهروا الفخر بأوروبا منذ زمن طويل، لا سيما عندما فقد الاتحاد الأوروبي استقلاله الاستراتيجي بسبب اعتماده على الأنظمة الاستبدادية وأزمة الهجرة الجماعية.
وفيما يتعلق بالتزام الغرب تجاه أوكرانيا، أكدت ميلوني أن أوروبا والولايات المتحدة عملتا معًا على مدى السنوات الثلاث الماضية لدعم كييف، مشددة على ضرورة استمرار هذا التعاون لتحقيق “سلام عادل ودائم”.
تعكس تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالية موقفًا واضحًا في الدفاع عن التحالف الغربي والتأكيد على أهمية الدور الأوروبي، وسط مشهد دولي يشهد تحولات كبرى، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة والتحديات الأمنية التي تواجه القارة الأوروبية.