جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@06:03:31 GMT

الرئيس التائه

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

الرئيس التائه

 

سالم بن نجيم البادي

الرئيس الأمريكي جو بايدن يبدو تائهًا ولا يعرف يمينه من شماله، وكلما اعتلى منصة للخطابة احتار وتردد وعجز عن تحديد الوجهة التي ينبغي أن يسلكها حتى ينبري أحد المُحيطين به لإرشاده.

أما عن زلات لسانه فلا تسأل؛ فهي كثيرة جدًا، كأن يخاطب روساء دول قد ماتوا منذ زمن بعيد وهو يقول إنه تباحث معهم في مشكلات مُعاصرة وملحة ويُسمي الرئيس المصري بالرئيس المكسيكي، وينادي على امرأة قد ماتت ورمت عظامها وهو يظنها في القاعة تستمع إليه!

هذا الرئيس هو من يصب أطنان القنابل على أهل غزة، وهو نفسه من يرسل لأهل غزة مساعدات غذائية زهيدة تسقطها طائراته من الجو فتحملها الرياح إلى البحر وإلى المستوطنات في إسرائيل والقليل منها يصل الى فئة قليلة من الفلسطينيين، وإذا اجتمعوا لالتقاط المساعدات جاءهم الموت من كل صوب بالأسلحة التي يرسلها هذا الرئيس التائه إلى الجيش الإسرائيلي.

هل يوجد من يصدق أن هذا الرئيس عاجز عن إجبار إسرائيل على فتح المعابر البرية حتى يتم إدخال المساعدات عبرها عوضًا عن مهزلة إسقاطها من الجو؟

إسرائيل تعيش على الدعم المالي والعسكري والسياسي الأمريكي وهذا الدعم هو سر بقائها وقوتها، وهذا الرئيس لم يترك مناسبة إلا وتباكى فيها على الأسرى الإسرائلييين في غزة دون أن يذكر عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يُقتلون يوميًا بدم بارد، ليس في غزة فقط وإنما في كل أنحاء فلسطين المحتلة.

ويرى الرئيس التائه أن هدف وقف القتال المؤقت في غزة هو فقط الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وهو يرفض الوقف الدائم للحرب حتى تحقق إسرائيل أهدافها المزعومة.

هذا الرئيس يتبنى الرواية الإسرائيلية للأحداث ويصدق كذبها ويستميت في الدفاع عنها في كل المحافل الدولية، لكن عند ارتكابها الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، فإن إسرائيل في نظره برئية ومسالمة، وهي حمامة السلام وواحة الديمقراطية والتحضر في الشرق الأوسط، وهي المظلومة دائمًا، ولذلك وفي كل الأحوال لها الحق في القتل والتدمير وسرقة الأرض وطرد أهلها وبناء المستوطنات!! ومن يسكنون هذه المستوطنات من الصهاينة لا بأس عليهم إن شردوا وقتلوا وأهانوا أصحاب الأرض المستولى عليها، لأن كل ذلك يعد دفاعًا عن النفس، أما الفلسطيني صاحب الأرض فليذهب إلى الجحيم!!

إسرائيل- في عين الرئيس- بريئة من قصف قوافل المساعدات، ومن قتل الناس وهم ينتظرون المساعدات في طوابير طويلة. الرئيس التائه يؤكد دومًا أنه لن يتوقف عن دعم إسرائيل وبلا حدود. الرئيس التائه يُخطط لبناء ميناء مؤقت قبالة غزة لإيصال المساعدات، لكن بعد أن يموت الناس جوعًا في غزة، ثم إن المتحكم في توزيع المساعدات التي سوف تصل من خلال هذا الميناء هي إسرائيل لا غيرها!!

وهذا الرئيس يعتقد أن أعداد القتلى التي يُعلن عنها في غزة مبالغ فيها وغير حقيقية، وتعمد قتل إسرائيل الأبرياء المدنيين والأطفال والنساء هي تهمة إسرائيل بريئة منها، وإن ثبت بالدليل القاطع أن إسرائيل هي من قامت بارتكاب جريمة ما فإنه يلوذ بالصمت أو يبحث لها عن عذر ويبرر ما قامت به.

من المفارقات العجيبة أن يكون هذا الرئيس هو رئيس أكبر دولة تدعي أنها حامية لحقوق الإنسان والحرية والعدالة والديمقراطية، والرئيس التائه لهذه الدولة يمارس النفاق وازدواجية المعايير، والكيل بمكيالين والكذب والانحياز الأعمى إلى جانب من يرتكبون أبشع الجرائم من احتلال عنصري بغيض وإبادة جماعية وتهجير قسري وهو يظهر ذليلًا وضعيفًا وخانعًا ومُستسلمًا لا حول له ولا قوة أمام قادة الكيان الإسرائيلي، للدرجة التي تجعله حتى لا يستطيع انتقادهم علنًا، وهذا لا يليق برئيس دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: سد فجوات بين الجيش والمستوى السياسي بشأن مساعدات غزة

ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت) من المتوقع أن يعقد اجتماعًا جديدًا يوم الإثنين المقبل، لمواصلة مناقشة تطورات الحرب على غزة وخطواتها المقبلة، في ظل استمرار الخلافات داخل أروقة صنع القرار.

وأفادت الصحيفة، بأن اجتماع الكابنيت الذي عُقد مساء أمس الخميس، شهد تقدمًا نسبيًا في ملف المساعدات الإنسانية، حيث تم التوصل إلى تفاهم بين الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي بشأن طريقة توزيع المساعدات داخل القطاع، بما يضمن عدم استفادة حركة حماس منها.

ووفقًا للمصادر، قدم الجيش الإسرائيلي خططًا جديدة تتوافق مع مطلب الوزراء بأن لا تصل المساعدات إلى حماس بأي شكل من الأشكال، مع الحفاظ على سلامة الجنود الإسرائيليين خلال عمليات التوزيع في حال تم اعتمادها.

اقرأ أيضا/ خلافات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن قصف غـزة

ورغم هذا التقدم، أشارت الصحيفة إلى أن خلافات حادة لا تزال قائمة بين رؤساء المؤسسة الأمنية وبعض الوزراء بشأن الخطوات القادمة من العملية العسكرية، وصلت إلى حد المشادات الكلامية وارتفاع الأصوات داخل الاجتماع، ما دفع الجيش إلى إعادة صياغة خططه العسكرية بما يتماشى مع نهج الحكومة.

وفي سياق آخر، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الجمعة، أن ما يقارب 500 ألف شخص نزحوا مجددًا داخل قطاع غزة خلال الشهر الماضي، نتيجة الأوامر المتكررة بالإخلاء التي تصدرها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت أونروا في بيان رسمي إلى أن موجات النزوح الأخيرة أدت إلى محاصرة السكان في أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مضيفةً أن هذه المناطق المتبقية باتت مجزأة، غير آمنة، وبالكاد صالحة للعيش.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية  خلافات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن قصف غزة.. أزمة ثقة تلوح في الأفق تفاصيل مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 في معارك شمال غزة الجنائية الدولية ترفض إلغاء أو تعليق مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت الأكثر قراءة صحيفة: القيادة العسكرية الحالية لحماس ليست أقل تطرفا من يحيى السنوار والضيف نتنياهو يرفض طلب عباس بهبوط مروحيات أردنية في رام الله لنقله إلى دمشق قرارات جديدة للسفارات الأميركية بشأن التأشيرات ممن زاروا غزة سفير أميركا لدى إسرائيل: لا أعبر عن رأي الإسرائيليين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ???? الحقيقة التي يعلمها هذا التائه أن معركة الكيزان ليست مع أشباه الرجال !!
  • إسرائيل: سد فجوات بين الجيش والمستوى السياسي بشأن مساعدات غزة
  • إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى غزة منذ 7 أسابيع
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بـ «إنهاء» الحظر على غزة
  • هل تفلح الضغوط الدولية على إسرائيل في إدخال المساعدات لغزة؟
  • إيران: محاولات إسرائيل لحرف مسار الدبلوماسية باتت واضحة تماما
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إسرائيل للسماح بمرور المساعدات إلى غزة
  • إسرائيل: لا قرار حتى الآن بشأن السماح بإدخال المساعدات إلى غزة