جمعية علماء الأنثروبولوجيا الأميركية تصوت لمقاطعة إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
صوتت جمعية علماء الأنثروبولوجيا الأميركية "إيه إيه إيه" (AAA) لتبني مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية بسبب دورها في التمييز ضد الفلسطينيين، في انتصار كبير لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "بي دي إس" (BDS).
ووصفت رئيسة الجمعية رامونا بيريز التصويت بأنه "مثير للجدل"، ولكنها قالت إن القرار جماعي "وأصبح الآن واجبنا المضي قدما متحدين في التزامنا بتعزيز المعرفة العلمية، وإيجاد حلول للمشكلات الإنسانية والاجتماعية، والعمل حارسا لحقوق الإنسان".
وأسفر التصويت -الذي أجري عبر الاقتراع الإلكتروني بين 15 يونيو/حزيران الماضي و14 يوليو/تموز الجاري- عن فوز ساحق لصالح المقاطعة، حيث صوت 71% بنعم و29% بلا.
وكانت نسبة المشاركة في التصويت منخفضة نسبيا، حيث لم يدل سوى 37% من الأعضاء المؤهلين في الجمعية بأصواتهم، أي حوالي 3 آلاف عضو، وقالت حركة مقاطعة إسرائيل إن التصويت جاء على خلفية "تورط المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية العميق والمستمر والممنهج في نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي".
وأضافت الحركة أنه "بهذه الخطوة التاريخية أصبحت الجمعية -التي يبلغ عدد أعضائها أكثر من 12 ألف أكاديمي- أكبر جمعية أكاديمية في الولايات المتحدة تؤيد مقاطعة الجامعات الإسرائيلية التي تلعب دورا محوريا في تطوير الأسلحة والأنظمة العسكرية التي تستخدم في قتل وجرح وترويع الفلسطينيين وتسهم في كل أوجه نظام الاضطهاد الإسرائيلي المركّب ضد الشعب الفلسطيني".
وشكرت الحملة الفلسطينية مبادرة "أنثربويكوت" (AnthroBoycott) و"أعضاء الجمعية الذين عملوا بجد من أجل ضمان التزام الجمعية بمبادئها المعلنة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والمساواة ومكافحة العنصرية، كخطوة مهمة في سبيل تحرير الأنثروبولوجيا والأكاديمية بشكل عام من الهيمنة الاستعمارية".
وأضافت "بتمريرها هذا القرار تنضم جمعية الأنثروبولوجيا الأميركية إلى جمعية الدراسات الأميركية وجمعية دراسات الشرق الأوسط والجمعية الكندية للدراسات الاشتراكية ومجلس أميركا اللاتينية للعلوم الاجتماعية وغيرها من الجهات الأكاديمية حول العالم التي اختارت دعم النضال الفلسطيني المستمر من أجل الحرية والعدالة والمساواة من خلال دعم المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل".
وختمت بأنه مع توالي انتصارات ونجاحات حركة مقاطعة إسرائيل على كافة الأصعدة يُثبت نشطاء ومؤيدو المقاطعة أن كل محاولات الترهيب لن تنجح في تقويض التضامن الفعال مع النضال الفلسطيني التحرري.
تظاهرة تضامنبدورها، قالت جيسيكا واينجار عالمة الأثر الاجتماعي والثقافي في جامعة نورث ويسترن لـ"ميدل إيست آي" (Middle East Eye) إن القرار كان "تظاهرة ذات معنى للتضامن" مع الفلسطينيين ضد "السياسات العنصرية التمييزية لإسرائيل والحكم العسكري الوحشي".
وأضافت "كعلماء لدينا تاريخ طويل في دراسة الاستعمار، فالأنثروبولوجيون على دراية كبيرة بالأذى المدمر للاضطهاد وسرقة الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل، هذا التصويت هو خطوة مهمة في إظهار أن الدعم لحقوق الفلسطينيين يقف على نفس المستوى مع قيم الجمعية الأنثروبولوجية لحقوق الإنسان للجميع".
ويعتبر القرار خطوة رمزية مهمة للجمعية، وهو الأول من نوعه الذي يدعم مقاطعة مؤسسات أكاديمية لدولة بكاملها.
وفشلت آخر محاولة للمقاطعة في عام 2016 بفارق 39 صوتا فقط، حيث رأى الكثيرون من علماء الأنثروبولوجيا أن هذه الخطوة تحمل طابعا سياسيا بالنسبة لمؤسسة أكاديمية.
وحتى خلال الحراك الدولي ضد حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا -حيث حدثت تعبئة ضخمة لدعم المقاطعة- لم تؤيد الجمعية مثل هذه المقاطعة ضد مؤسسات جنوب أفريقيا الأكاديمية.
تفاصيل المقاطعةستقتصر المقاطعة على امتناع الجمعية الأنثروبولوجية عن التعاون الرسمي مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وفقا لبيان أمس الاثنين، ولكن المقاطعة ستطال العديد من جوانب الحياة الأكاديمية.
وسيتم منع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية من الظهور في المواد المنشورة للجمعية والإعلان في منشورات الجمعية والمشاركة في المؤتمرات المشتركة وإعادة نشر وطبع المقالات من منشورات الجمعية الأميركية في المجلات والمنشورات.
في المقابل، سيتمكن مختصو الأنثروبولوجيا الإسرائيليون -بشكل فردي- من النشر في مجلات الجمعية والعمل محررين في تلك المجلات وحضور المؤتمرات، كما سيستمر السماح للباحثين الإسرائيليين بحضور الفعاليات والنشر حتى لو دفعت مؤسساتهم مصاريفهم.
وبهذه الخطوة تصبح الأكاديمية الإسرائيلية مستهدفة بشكل متزايد على خلفية القضية الفلسطينية، ففي يونيو/حزيران الماضي قامت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتعليق نقل الأموال المخصصة للبحث أو العلوم أو المشاريع التكنولوجية التي تُجرى في الضفة الغربية المحتلة.
وعكست الخطوة قرارات عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي رحب به العديد من المدافعين عن إسرائيل في أواخر عام 2020، حيث سمح ترامب بتوجيه التمويل الأميركي لاستخدامه في مشاريع العلوم والتكنولوجيا في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك لأول مرة منذ عام 1967.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مقاطعة إسرائیل
إقرأ أيضاً:
المقاطعة تضرب ستاربكس ماليزيا وتجبرها على إغلاق بعض فروعها
أفاد موقع ماليزي بإغلاق مؤقت لما يقرب من 50 فرعًا من سلسلة مقاهي ستاربكس في ماليزيا، وسط تصاعد حملة المقاطعة الشعبية للعلامات التجارية التي تساند وتدعم الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الشركة المشغلة لستاربكس ماليزيا، "Berjaya Food"، أن القرار جاء نتيجة "المشاعر العامة تجاه الصراع في الشرق الأوسط"، مما تسبب في تراجع الإيرادات وتسجيل خسائر صافية بلغت 38.2 مليون رينغيت (8.6 مليون دولار) خلال الربع الثاني من العام الجاري.
وأكدت الشركة أن هذا الإغلاق المؤقت جزء من استراتيجية لخفض التكاليف، مع الحفاظ على حقوق الموظفين، حيث تم إعادة توزيعهم على فروع أخرى لضمان استمرارية تقديم الخدمات دون التأثير على العمالة.
ووفقا لمجموعة "ماي بنك"، وهو أكبر البنوك في ماليزيا، فإن ستاربكس يشهد انخفاضًا كبيرًا في المبيعات بسبب المقاطعات المستمرة من قبل مؤيدي القضية الفلسطينية.
وحذر "ماي بنك" من أن سلسلة المقاهي الأمريكية قد تواجه انخفاضًا طويل الأمد في المبيعات نتيجة الغضب الشعبي المرتبط بعلاقاتها المفترضة مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.
ورغم أن ستاربكس لم تُدرج رسميًا ضمن قائمة المقاطعة التي أطلقتها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في ماليزيا، إلا أن محللي بنك "ماي بنك إنفستمنت" يرون أن العلامة التجارية قد تفقد جاذبيتها بشكل دائم.
وتتوقع التقارير أن تتحمل "بيرجايا فود بيرهاد" (BFood)، صاحبة الترخيص المحلي لستاربكس ماليزيا، خسائر تصل إلى 65 مليون رينغيت ماليزي (14.5 مليون دولار أمريكي) بحلول نهاية العام. كما تم تخفيض توقعات الأرباح للسنتين المقبلتين بنسبة تصل إلى 15%.
وأعلنت "بيرجايا فود بيرهاد" عن خسائر ما قبل الضريبة بلغت 31.82 مليون رينغيت ماليزي (7.1 مليون دولار) في الربع الأخير، مما يمثل الخسارة الفصلية الرابعة على التوالي. وانخفضت الإيرادات السنوية بأكثر من 50%، لتسجل 124.19 مليون رينغيت (28 مليون دولار).
وتراجعت أسهم الشركة، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات ستاربكس، بنسبة تقارب 37% منذ بداية العام.
وحذر محللو "ماي بنك" من أن تحقيق تنوع كبير في الإيرادات سيستغرق وقتًا، نظرًا لاعتماد الشركة الكبير على ستاربكس.