الملك محمد السادس يترأس الدرس الأول من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، اليوم الجمعة بالقصر الملكي بالرباط، الدرس الأول من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1445 هـ.
وألقى الدرس بين يدي أمير المؤمنين، السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، متناولا بالدرس والتحليل موضوع “تجديد الدين في نظام إمارة المؤمنين”، انطلاقا من الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".
واستهل المحاضر هذا الدرس بالتأكيد على أن إمامة أمير المؤمنين قد أدت وتؤدي أمانتها في جميع المجالات، وأن هذا الأداء قد أثمر في شأن الدين، بمعناه الشامل لوجوه الحياة، مواصلة لحماية اختيارات الأمة وتجديدا في بابها بما يناسب المتغيرات.
واستعرض السيد التوفيق في هذا الصدد جوانب من تلك الحماية وذلك التجديد من خلال ثلاثة محاور همت مسألة تجديد الدين كما طرحت عند المسلمين وعند غيرهم في الماضي وفي عصرنا الحاضر، وتجديد الدين في نظام إمارة المؤمنين، وآفاق هذا التجديد على مستوى الأمة، استشرافا لنموذج يكون امتدادا لمساعي أمير المؤمنين في أداء الأمانة.
وأبرز المحاضر أنه قد يكون لدعاة التجديد داخل الإسلام في العصر الحاضر بعض الأثر، ولكن دعوتهم لم تقدم للمسلمين الجواب الذي ما يزال مطلوبا، وهو كيف يصلون بالتدين إلى الحياة الطيبة كما جاء الوعد بها في القرآن.
وفي معرض حديثه عن مسألة تجديد الدين في المغرب ماضيا وحاضرا، أكد السيد التوفيق أن الله تعالى قد امتن على المغرب بالنجاة من الفتن في هذا الباب، وذلك باختيار نظام إمارة المؤمنين مند عهد الأدارسة.
وأبرز في هذا الصدد، أنه إذا كانت كل الدول التي تعاقبت على المغرب على برامج إصلاح وتجديد، فإن الدولة العلوية قد قامت على إصلاحات ميدانية، مبرزا أن من علامات ذلك تلك النصائح السلطانية التي وقع استمدادها من روح الحديث النبوي الذي بني عليه هذا الدرس، ومن ضمنها رسالة جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، التي بعثها على رأس القرن الخامس عشر الهجري، وقال فيها إن الله قد أكرم المسلمين بدين صالح لكل زمان ومكان وشريعة لا تحتاج إلى إدخال أي تغيير على مبادئها.
وأبرز السيد التوفيق عمل إمارة المؤمنين منذ أزيد من عقدين من الزمن في باب حفظ الدين الشامل للحياة وتجديده من خلال عدة قضايا منها "تأصيل لقب رئيس الدولة (أمير المؤمنين)" الذي كتب الله أن يكون المغرب هو البلد الذي حفظ فيه هذا اللقب، ومشروعية الحكم على أساس البيعة، والتزامات الحاكم التي سماها الفقه السياسي بالضرورات الشرعية أو الكليات الخمس.
ومن هذه القضايا أيضا، يضيف المحاضر، الالتزام الأول ضمن الكليات، وهو حفظ الدين باعتباره الصلة مع الله بالنسبة للمؤمن، والالتزام بحماية النفس، و"حماية العقل"، أي حماية أوفاق المعروف الجماعي ضد سلوك الفوضى، وشرط حماية المال، الذي شرحه السابقون في حدود تصور عصرهم، بأنه حماية الممتلكات وإجراء العقود والمعاملات.
وأضاف السيد التوفيق أن من عمل إمارة المؤمنين في باب حفظ الدين وتجديده، هناك حماية العرض، بما هي أي حرص المبايع على ضمان الكرامة للناس، والحريات العامة التي استلزم تعقد الحياة أن تضمنها الدولة وتنظمها، وكذا الاجتهاد الذي أخذ نظام إمارة المؤمنين في بابه بكيفية تلقائية بكل ما هو مطابق للعقل من جهة المصلحة.
وتنضاف إلى ذلك، يضيف المحاضر، قضية الأسرة التي اهتم بها نظام إمارة المؤمنين في جوانب التجديد القانوني والدعم الاجتماعي والإصلاح الحقوقي، وقضية المرأة التي تحقق في نظام إمارة المؤمنين تعادلا واستحقاقا مطردا.
كما استحضر السيد التوفيق تجديد نظام إمارة المؤمنين في كل من باب التعامل مع الأبناك من خلال إحداث معاملات بنكية تسمت بالمالية التشاركية، والمسألة الاجتماعية التي تظهر الابتلاءات أن قيم الدين قد صقلت ضمير الأمة في هذا الباب، وأن إمارة المؤمنين قدوة فيه.
واسترسل السيد التوفيق في استعراض عمل إمارة المؤمنين في باب حفظ الدين وتجديده، مشيرا في هذا الصدد إلى المسألة الثقافية من خلال رعاية التعدد الثقافي لمختلف مكونات الأمة، وحماية القيم الروحية المعبرة عن عمق التدين، وحماية الخصوصية في إطار الانتماء للأمة الإسلامية والتعامل المادي والمعنوي مع قضاياها، ورعاية نهج الوسطية في العقيدة، وحماية الأرض، وصيانة الروابط العلمية والروحية مع بلدان إفريقيا، وتعزيزها بتدابير مكملة منها إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وبتأطير رشيد يعد الأئمة فيه بمثابة حجر الزاوية.
وتوقف السيد التوفيق في المحور الثالث من هذا الدرس عند موضوع التدين الذي يتعلق بصميم التجديد. وأكد في هذا الصدد، أن وجود تفاوت بين كمال الدين والنقص في جودة التدين، يتطلب حضور عنصر في معادلة التغيير والتجديد وهم العلماء الربانيون المتمكنون الذين يكونون نماذج للناس في التواضع ومحاسبة النفس.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: السید التوفیق أمیر المؤمنین فی هذا الصدد تجدید الدین حفظ الدین من خلال فی باب
إقرأ أيضاً:
نائب محافظ بني سويف يترأس الاجتماع الأول للجنة أسر الشهداء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس "بلال حبش" نائب محافظ بني سويف اجتماع لجنة أسر الشهداء من القوات المسلحة والشرطة، حيث حضر الاجتماع :العميد محمد برعي عبد المجيد المستشار العسكري للمحافظة، لمياء العربي مدير إدارة المجالس واللجان "مقرر اللجنة" وباقي أعضاء اللجنة من رؤساء المدن ووكلاء الوزارات ومديري المديريات الخدمية والجهات المعنية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.
ناقش نائب المحافظ خلال الاجتماع الأول للجنة_بعد قرار إعادة تشكيلها_ بعض الإجراءات المطلوبة ،لتقديم كافة أوجه الرعاية والدعم من خدمات تعليمية وصحية واجتماعية وغيرها من الخدمات، وذلك من خلال خطة عمل تحت رعاية إشراف المحافظ الدكتور محمد هاني غنيم "وبمشاركة أجهزة المحافظة التنفيذية والمجالس القومية النوعية بالتعاون مع مكتب المستشار العسكري للمحافظة.
وجه نائب المحافظ بتخصيص شباك بكل مركز تكنولوجي بالوحدات المحلية لتلقى طلبات أسر الشهداء في المعاملات الحكومية والخدمات الجماهيرية، وتسهيل إنهاء والحصول على تلك الخدمات، تقديرا لتضحيات شهداء الواجب، بجانب تكليفاته بتحديث قاعدة بيانات أسر الشهداء وفق الصوابط المنظمة لذلك وبموجب بطاقة تكريم سارية المفعول وصادرة من صندوق تكريم الشهداء ومصابي العمليات الإرهابية والحربية والأمنية.
وكان محافظ بني سويف قد أصدر القرار رقم 207 / 2025 بإعادة تشكيل لجنة أسر الشهداء لتكون برئاسة نائبه"بلال حبش":وعضوية كل من:المستشار العسكري ،ورؤساء المدن ،ووكلاء وزارات :التعليم، الصحة، الشباب والرياضة، الإسكان، التضامن، المجلس القومي للمرأة، السياحة،المجالس واللجان،حيث تختص اللجنة بدراسة أحوال أسر الشهداء والتواصل معهم ومساعدتهم و زيارتهم في المناسبات الدينية والقومية وإعداد برامج ترفيهية وتنظيم رحلات لهم ، على أن تعقد اللجنة بصفة شهرية ، وتعد تقرير بنتائج عملها لعرضه على المحافظ.