استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت وفد مؤسسة المطران كاميلو فاريزين وذلك تزامنا مع احتفالها بمرور عشرين عاما على تأسيسها. 

 

وفي بداية الكلمة التي أعدها لهذه المناسبة وقرأها مسؤول من أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان قال البابا لضيوفه إنهم يأتون اليوم حاملين عشرين سنة من مبادرات في خدمة الأخيرين وسير على درب المطران كاميلو فاريزين الذي كان لفترة طويلة أسقف غيراتينغا في ولاية ماتو غروسو البرازيلية.

 ووصف البابا هذا المطران بمثال على الاهتمام الإرسالي والإيمان بالعناية الإلهية، مذكرا بأن المؤسسة تسير أيضا على خطى شقيقَي المطران، الأب سانتو الذي كان مثل أخيه إرساليا ساليزيانيا والأب جوفاني باتيستا الكاهن الأبرشي.

 وتابع الأب الأقدس مشيرا إلى مواصلة المؤسسة ما ميز الأخوة الثلاثة من محبة وإلى تحلي أعضائها بالعزم والنظرة الواسعة في خدمة القريب، وهذا ما جعلهم يقومون بأعمالهم في كل من البرازيل وإيطاليا وأيضا في مناطق أخرى من العالم، أعمال تشمل مجالات كثيرة من بينها التكوين على الخدمة الاجتماعية، الرعاية الصحية وتوفير ظروف حياة كريمة وفرص عمل لأعداد كبيرة من الأشخاص.

هذا وأراد البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء وفد المؤسسة تسليط الضوء على ما وصفهما بخَطَي عمل وتشجيعهم عليهما، وهما العمل وسط الأخيرين، والعمل معا. وفي حديثه عن النقطة الأولى ذكَّر قداسة البابا بأن المطران فاريزين وأخوَيه كانوا من أصول متواضعة وقد تعلموا قيمة أعمال المحبة والعزم الإرسالي وذلك في عائلة بسيطة ومؤمنة وكريمة مثل عائلات كثيرة. وقد تمكنوا وبنعمة الله من معانقة رسالةٍ ودعوة لمستقبلهم كي يكونوا وسط الأخيرين لمساعدتهم، وقد قاموا بهذا بمحبة لا تكل وسخاء وفطنة وذلك وسط الصعاب الكبيرة أيضا. وذكّر البابا هنا بأن المطران كاميلو فاريزين وقبل أن يتمكن من التوجه إلى البرازيل كان قد ساعد في روما اليهود المضطهدين خلال فترة الحرب العالمية الثانية. 

وتابع الأب الأقدس أن الكاهن ثم الأسقف فاريزين كان طوال حياته ينطلق من اندفاع لا يقاوَم للقرب ممن يعيشون أوضاعا صعبة، حتى أنه وعقب انتهاء خدمته الأسقفية قد طلب أن يظل في ماتو غروسو البرازيلية وسط شعبه، وعاش هناك حتى وفاته كخادم متواضع للمتواضعين، وهكذا ظل في الخفاء صديقا ورفيق درب أي أنه واصل الخدمة ذاتها التي كان يقوم بها كراعٍ.

وتابع البابا فرنسيس كلمته مؤكدا أن المطران فاريزين قد ترك لنا مثالا كبيرا يجب الاقتداء به، أي أن نكون مع الأخيرين. وأضاف الأب الأقدس أن القيام بهذا يعني تفضيل الأوساط الأكثر فقرا للبقاء فيها واعتبارها الأرض الموعودة التي يجب السير نحوها والتخييم فيها وذلك لبدء أعمال جديدة. كما ويجب عمل هذا من خلال حضور ملموس بالقرب من الجماعات التي تقدَّم إليها الخدمة، أي من الداخل، قال الأب الأقدس وتابع متحدثا عن العمل وسط الفقراء ومشاركتهم حياتهم بأكبر شكل ممكن. فهكذا فقط يمكن لمس نبض الاحتياجات الحقيقية للأخوة والأخوات الذين يضعهم الله على طريقنا، قال البابا، هكذا فقط يمكن أن نغتني بالنور والقوة والحكمة التي تأتي من كوننا مع يسوع في أكثر أعضاء جسده تألما.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

الأب بولس جرس: الأصدقاء يمثلون "الصداقة المثمرة" التي تبني الآخر وتدعمه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى الأب بولس جرس الأمين العام لمجلس كنائس مصر سابقا عظة مميزة اليوم الأحد الأول من بابة، حيث استعرض قصة الكسيح الذي حمله أربعة أصدقاء إلى يسوع، مستندًا إلى إنجيل مرقس 2: 1-12.

في هذه العظة، تناول الأب بولس ثلاث شخصيات رئيسية: يسوع المسيح، الكسيح، والأصدقاء الأربعة.

ووصف يسوع بأنه "حمل الله الذي يحمل خطايا العالم"، مؤكدًا على دوره كفادي ومخلص وشافي للأمراض.

أما الكسيح، فتم تصويره كشخص عاجز جسديًا واجتماعيًا، حيث تركه أهله، لكنه ما زال يحتفظ ببعض الأمل من خلال أصدقائه الذين بقوا أوفياء له.

وشدد الأب بولس على أن هؤلاء الأصدقاء يمثلون "الصداقة المثمرة" التي تبني الآخر وتدعمه.

واستعرض الأب بولس أربعة أفعال قام بها الأصدقاء الأربعة، وهي: جاءوا، عجزوا، نقبوا، كشفوا، ودلّوا، حيث أشار إلى أن هذه الأفعال تعكس إيمانهم ووفاءهم وجهودهم في البحث عن شفاء لصديقهم، وعدم توقفهم أمام الصعوبات.

وفي ختام العظة، طرح الأب بولس سؤالًا ملهمًا: "إلى من وإلى أين نحمل الأصدقاء ويحملونا؟"، مما دعا الحضور للتفكير في أهمية الصداقة والدعم المتبادل في حياتهم.

تُعد هذه العظة دعوة للتأمل في معاني الصداقة والإيمان، وكيف يمكن للأصدقاء أن يكونوا عونًا لبعضهم في الأوقات الصعبة.

مقالات مشابهة

  • هكذا وصف بابا الفاتيكان قصف الاحتلال للمدنيين في غزة ولبنان
  • الأنبا توماس يستقبل الزائر العام للرهبنة الفرنسيسكانية
  • بابا الفاتيكان يصف الاستخدام المفرط للقوى في غزة ولبنان بالعمل غير الأخلاقي
  • بابا الفاتيكان: الغارات الجوية على لبنان “تتجاوز الأخلاق”
  • بابا الفاتيكان يصف الهجمات الإسرائيلية على لبنان بـغير الأخلاقية
  • بابا الفاتيكان يطالب بوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • ‏بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • الأب بولس جرس: الأصدقاء يمثلون "الصداقة المثمرة" التي تبني الآخر وتدعمه
  • البابا فرنسيس يدعو العالم إلى إرساء السلام وتجنب «عار الحرب»