يزداد الوضع الاقتصادي صعوبة في السودان، نتيجة الحرب المتواصلة، الأمر الذي ترك أثره على حياة المواطنين بعد ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وتكاليف المعيشة.
ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على السلع الرئيسية بل امتد إلى خدمات أخرى ليطال إيجار السكن والقوة الشرائية التي تراجعت، مما جعل تلبية احتياجات شهر رمضان هذا العام تحديًا حقيقيًا.


وبعيدًا عن داره وبدون أفراد أسرته يستقبل عمر الشامي شهر رمضان. فالرجل السوداني الذي يعمل مدرسًا نزح من جبل أولياء إلى الخرطوم بحثًا عن الأمن والعمل وسط الحرب.
ولم يعد عمر يهتم بتحضير وجبات الإفطار وحيدًا. وهو يفكر بتدبير أموره في بورتسودان مع ارتفاع تكاليف السكن ويريد توفير ما يمكن توفيره ليعيل أطفاله وعائلته بعد أن نزحوا إلى أماكن أخرى.
كما يعتريه شوق إليهم في شهر رمضان ويريد التواصل معهم ولو عبر وسائل التواصل إلا أن خدمة الاتصالات المحجوبة تحول دون ذلك.
ويراود كثير من السودانيين أمل في انحسار مشكلاتهم الاقتصادية والمعيشية والتغلب على ظروفهم الصعبة. لكن هذه الآمال سرعان ما يبددها تصاعد الأسعار المتلاحق. ويلقي أصحاب رؤوس المال والتجار باللائمة على الصعوبات الأمنية في مناطق النزاع على أنها السبب في تفشي الغلاء.
ويوضح التاجر في سوق بورتسودان عبيد علي أن سلعًا كثيرة تأتي من الخارج مثل الفول والسوداني وكلها صارت بأسعار مرتفعة.
وقد فاقم تدمير مصانع الإنتاج في العاصمة الخرطوم وتوقف الزراعة عامًا كاملًا وتدني قيمة العملة الوطنية معاناة السودانيين، لا سيما في رمضان.
ويشرح أستاذ الاقتصاد بجامعة البحر الأحمر أحمد البدوي أن هذه الحرب أدت إلى نزوح المواطنين من أماكن النزاع إلى المناطق الآمنة وهو ما أدى لتشكيل ضغط وارتفاع في الطلب على السلع وبالتالي ارتفاع أسعارها.
ويواجه عموم النازحين هذه الأزمة المالية في شهر رمضان بوتيرة لا تتماشى مع قدراتهم المالية بعد أن استنزفت الحرب مواردهم ومدخراتهم وما زالوا يأملون أن تنتهي هذه الحرب وتنتهي معها المصاعب الأخرى.

قناة العربي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

ثورة الكرامة.. ثورة مائة الف شهيد

بمناسبة الحديث عن الثورة و كأن ثورة ديسمبر هي آخر الثورات المقدسة!! لا يا عزيزي.. ما يحدث الان هو ثورة وهي من أهم اسباب التغيير الذي طرأ على الميدان العسكري في السودان و زيادة رقعة الامن للمواطنين السودانيين. ثورة قدمت حتى الآن في تقديراتها الدنيا ما يفوق مائة الف شهيد منهم ١٥ الف في غرب دارفور لوحدها الذين قاوموا مجرمي الحرب والابادة في الجنينة بالسكاكين امام جحافل تاتشراتهم و الالاف من أبناء الجزيرة الذين قاوموا جحافل تتار العصر بالعصي و الطوب و الأحجار و الالاف في كادوقلي و الدلنج و ضواحي النهود الذين قاوموا باسلحتهم الشخصية البسيطة امام ثنائي ورباعي مضادات الطيران.
هذا التغيير الكبير لصالح الدولة السودانية هو نتيجة لتدافع السودانيين جميعهم في سوح القتال. تدافع المقاومة الشعبية و المستنفرين و الكتائب المتعددة في البراء و الفرقان و البرق الخاطف و الثورية و غاضبون و القوة المشتركة و درع السودان و الزبير بن العوام و القبائل من ابناء شرق السودان و قبائل الحمر في النهود و الكبابيش و دار حامد في شمال كردفان و ابناء النوبة في جنوب كردفان و استنفار ابناء السودان مع إخوانهم في بابنوسة و الأبيض و الاف المفصولين و المسرحين و المعاشيين من الأجهزة الامنية و الشرطة الموحدة
هذا التدافع غير المسبوق لجميع ابناء السودان هو ثورة شاملة لاستعادة كرامتهم وحقهم في السيادة على وطنهم و طرد مجرمي الحرب و مرتكبي الابادة الجماعية، ثورة شاملة ضد ظلم الميليشيا و بغيها و طغيانها. ثورة من اجل حقوقهم الاساسية المشروعة في الحياة و الامن و ان يعيشوا مكرمين في منازلهم ، ثورة من أجل حقهم في ان يذهبوا إلى اشغالهم و من أجل أن يتعلموا في مدارسهم و جامعاتهم التي حرقتها الميليشيا. حقهم في العلاج في مستشفياتهم التي دمرتها و احتلتها الميليشيا ، حقهم في ان يسافروا من طوكر الى الجنينة لا يخشون من قطاع الطرق و العصابات اذا لم تكن هذه ثورة فماذا يكون اسمها اذا !؟ كيف نعبر عن هذا الوعي الكبير بمفهوم السيادة الوطنية و رفض الوصاية الاجنبية الذي تشاهده و تسمعه في كل مكان و على شبكات التواصل بعد ان قام القحاتة بتدميره خلال فترة وجودهم على المشهد السياسي، أليس ذلك ثورة؟ هي ثورة من أسمى ثورات السودانيين من بعد الاستقلال لأنها بكل بساطة تطالب في ان تكون لنا دولة بها مستشفيات و مدارس و جامعات تعمل و بها بيوت يأمن المواطن ان يرجع إليها لينام و خالية من العصابات و قطاع الطرق ومجرمي الحرب
انها ليست معركة الكرامة بل هي ثورة الكرامة

الدكتور امين بانقا:

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نشرة الطقس البحرية: تحذيرات من اضطراب الأمواج في المياه اليمنية
  • خبير : خفض أسعار السلع الغذائية ينعكس على القدرة الشرائية للمواطن
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • مقال الرزيقي
  • سفير السودان لدى جوبا عصام كرار: متوقّع عودة أكثر من 4 آلاف لاجئ سوداني من جوبا إلى بورتسودان عقب أحداث العنف الأخيرة
  • تراجع الأسهم الآسيوية وارتفاع الدولار وسط قلق رسوم ترامب الجمركية
  • تصل لـ200 ألف جنيه.. شركات السياحة تكشف أسباب ارتفاع أسعار عمرة رمضان 2025
  • ثورة الكرامة.. ثورة مائة الف شهيد
  • رئيس موازنة النواب: أتوقع زيادة المرتبات والمعاشات أول مارس .. 400 جنيه نصيب كل فرد حال التحول إلى الدعم النقدي.. ولا ارتفاع في أسعار الوقود الفترة القادمة مع استمرار توقف الحرب بغزة
  • في حواره مع “التغيير ” (2).. أسامة سعيد: سننازع بورتسودان في الشرعية والموارد