يمانيون:
2025-04-28@01:08:16 GMT

رمضان في غزة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

رمضان في غزة

أحمد يحيى الديلمي

في هذه الأيام الفضيلة – أيام الرحمة وغفران الذنوب ونحن في ضيافة الخالق سبحانه وتعالى – كان من المفترض أن نتحدث عن فضائل هذا الشهر الكريم وشروط الصوم، إلا أن المشاهد التي تظهر علينا في شاشات التلفزيون كل مساء وصباح تجعل القلم يتوقف والأفئدة ترتجف ، فكم من المجازر تُرتكب صباحاً ومساء في ظل غطرسة وتجبر العدو الصهيوني المدعوم من أمريكا وبريطانيا ومعظم دول الغرب، والعرب للأسف الشديد والمسلمون يتبادلون التهاني بهذا الشهر، أي تهانٍ وأي فرحة وأي رحمة ستتنزل من السماء والدماء تسيل أنهاراً والجوع يفتك بالأطفال والنساء والشيوخ.


ما يحدث في غزة لم يسبق له مثيل في التاريخ الإنساني، ومع ذلك يظل العرب يتشبثون بأمريكا وبريطانيا وبمجلس الأمن الدولي، وهذا الأخير الذي أصابه العجز بل بلغ حالة الشيخوخة المميتة، ويعيش في مرحلة الموت السريري انتظاراً للتشييع النهائي طالما بقيت أمريكا هي المتحكمة في شؤون هذا الكيان وهي التي تشرف على صياغة القرارات، بل وتباركها إذا كانت في صالح العدو الصهيوني فقط، أما ما عدا ذلك فالفيتو كفيل بإسقاطها ومنع خروجها إلى حيز الوجود.
الله معكم يا أهل غزة وقلوبنا معكم وأنتم ترتشفون التُراب بدلاً من الماء عند أذان المغرب وتتعاطون الأشجار في السحور، والمترفين من أبناء جلدتكم يوزعون الأموال يميناً ويساراً وكأن الأمر لا يعنيهم ، بل الأشد والأنكى أن بعضهم يتآمر عليكم ويصدر بيانات تنديد وشجب في صالحكم بينما يده ممدودة للعدو الصهيوني ولأمريكا يمدونهم بالمال والسلاح والغذاء تحدياً للإرادة العربية وللإسلام والمسلمين، فكيف سيقابل هؤلاء الناس رمضان؟ وما هي فلسفة الصوم بالنسبة لهم؟ أليس الصوم مدخلاً للتراحم والتعاطف بين المسلمين وحتى مع غيرهم، فكيف إذا قد تحول هذا الموسم العظيم إلى محطة للتآمر والنيل من المظلومين؟! وكيف يتقبل الله سبحانه وتعالى صوم هذا الحاكم الذي لم يعد له من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه؟! بعد أن نقل المعابد الصهيونية إلى عقر داره وأصبحت تمارس فيها العبادات أفضل من المساجد، فلماذا يدعي أنه مسلم؟! ولماذا يهنئ ويقبل التهاني في رمضان؟!.. مثل هذا الحاكم أين هو من رمضان وأين رمضان منه؟! بل أين هو من الإسلام وأين الإسلام منه؟! لقد تنكر لكل شيء للعقيدة وللعروبة ولكل المقدسات الإسلامية، لذلك يرى ما يجري في غزة عملاً بطولياً وفي قتل الأطفال والنساء غزوات دينية، إنها لطامة كبرى!! خاصة عندما نسمع من يدّعون أنهم عرب وهم يشككون في مواقف الآخرين، كما يحدث مع موقف اليمن البطولي المناصر للمظلومين من أبناء غزة وفي فلسطين بوجه عام، فمثل هذا الحاكم يظل يقلل من أهمية هذا الموقف بينما الشعوب عرفت وتعرف حتمية هذا الموقف وأهميته ومصداقيته الذي جعلته يتميز عن كل المواقف ويعتبر فعلاً موقفاً عظيماً ذا دلالة هامة يؤكد أن الشعب اليمني من حمل الإسلام إلى أصقاع الأرض هو الذي سيظل متمسكاً به وقادراً على أن يدافع عن حياضه .
وهنا نقول لا تيأسوا أبناء غزة طالما أن شعباً مثل اليمن يقف معكم ويؤيدكم ويبذل الغالي والرخيص من أجل نصرتكم، بل ويتعرض للعدوان في سبيل هذا الموقف، فشكراً لهذا الشعب وشكراً لقائده العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وإن النصر لقادم إن شاء الله مهما تكالب الأعداء، والله من وراء القصد.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بارزاني و عبدي يبديان موقفهما بمؤتمر وحدة الموقف الكوردي في سوريا

بارزاني و عبدي يبديان موقفهما بمؤتمر وحدة الموقف الكوردي في سوريا

مقالات مشابهة

  • علي الأزهري: الرجل مطالب بالإنفاق على زوجته حتى لو كانت غنية
  • الرهانات الخاطئة على فشل الإسلام السياسي
  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)
  • بارزاني و عبدي يبديان موقفهما بمؤتمر وحدة الموقف الكوردي في سوريا
  • البابا فرنسيس والعلاقة مع الإسلام والمسلمين... إيمانٌ بالحوار والأخوّة بلا مجاملات
  • الرجل والمرأة في الإسلام.. بين تساؤلات الماضي والحاضر
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • هل فرض على الرجل الزواج أكثر من مرة؟.. الدكتورة دينا أبو الخير تجيب
  • لماذا الإسلام في علو وانتشار والمسلمون في دنو وانكسار؟