يمانيون:
2024-09-30@12:02:12 GMT

رمضان في غزة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

رمضان في غزة

أحمد يحيى الديلمي

في هذه الأيام الفضيلة – أيام الرحمة وغفران الذنوب ونحن في ضيافة الخالق سبحانه وتعالى – كان من المفترض أن نتحدث عن فضائل هذا الشهر الكريم وشروط الصوم، إلا أن المشاهد التي تظهر علينا في شاشات التلفزيون كل مساء وصباح تجعل القلم يتوقف والأفئدة ترتجف ، فكم من المجازر تُرتكب صباحاً ومساء في ظل غطرسة وتجبر العدو الصهيوني المدعوم من أمريكا وبريطانيا ومعظم دول الغرب، والعرب للأسف الشديد والمسلمون يتبادلون التهاني بهذا الشهر، أي تهانٍ وأي فرحة وأي رحمة ستتنزل من السماء والدماء تسيل أنهاراً والجوع يفتك بالأطفال والنساء والشيوخ.


ما يحدث في غزة لم يسبق له مثيل في التاريخ الإنساني، ومع ذلك يظل العرب يتشبثون بأمريكا وبريطانيا وبمجلس الأمن الدولي، وهذا الأخير الذي أصابه العجز بل بلغ حالة الشيخوخة المميتة، ويعيش في مرحلة الموت السريري انتظاراً للتشييع النهائي طالما بقيت أمريكا هي المتحكمة في شؤون هذا الكيان وهي التي تشرف على صياغة القرارات، بل وتباركها إذا كانت في صالح العدو الصهيوني فقط، أما ما عدا ذلك فالفيتو كفيل بإسقاطها ومنع خروجها إلى حيز الوجود.
الله معكم يا أهل غزة وقلوبنا معكم وأنتم ترتشفون التُراب بدلاً من الماء عند أذان المغرب وتتعاطون الأشجار في السحور، والمترفين من أبناء جلدتكم يوزعون الأموال يميناً ويساراً وكأن الأمر لا يعنيهم ، بل الأشد والأنكى أن بعضهم يتآمر عليكم ويصدر بيانات تنديد وشجب في صالحكم بينما يده ممدودة للعدو الصهيوني ولأمريكا يمدونهم بالمال والسلاح والغذاء تحدياً للإرادة العربية وللإسلام والمسلمين، فكيف سيقابل هؤلاء الناس رمضان؟ وما هي فلسفة الصوم بالنسبة لهم؟ أليس الصوم مدخلاً للتراحم والتعاطف بين المسلمين وحتى مع غيرهم، فكيف إذا قد تحول هذا الموسم العظيم إلى محطة للتآمر والنيل من المظلومين؟! وكيف يتقبل الله سبحانه وتعالى صوم هذا الحاكم الذي لم يعد له من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه؟! بعد أن نقل المعابد الصهيونية إلى عقر داره وأصبحت تمارس فيها العبادات أفضل من المساجد، فلماذا يدعي أنه مسلم؟! ولماذا يهنئ ويقبل التهاني في رمضان؟!.. مثل هذا الحاكم أين هو من رمضان وأين رمضان منه؟! بل أين هو من الإسلام وأين الإسلام منه؟! لقد تنكر لكل شيء للعقيدة وللعروبة ولكل المقدسات الإسلامية، لذلك يرى ما يجري في غزة عملاً بطولياً وفي قتل الأطفال والنساء غزوات دينية، إنها لطامة كبرى!! خاصة عندما نسمع من يدّعون أنهم عرب وهم يشككون في مواقف الآخرين، كما يحدث مع موقف اليمن البطولي المناصر للمظلومين من أبناء غزة وفي فلسطين بوجه عام، فمثل هذا الحاكم يظل يقلل من أهمية هذا الموقف بينما الشعوب عرفت وتعرف حتمية هذا الموقف وأهميته ومصداقيته الذي جعلته يتميز عن كل المواقف ويعتبر فعلاً موقفاً عظيماً ذا دلالة هامة يؤكد أن الشعب اليمني من حمل الإسلام إلى أصقاع الأرض هو الذي سيظل متمسكاً به وقادراً على أن يدافع عن حياضه .
وهنا نقول لا تيأسوا أبناء غزة طالما أن شعباً مثل اليمن يقف معكم ويؤيدكم ويبذل الغالي والرخيص من أجل نصرتكم، بل ويتعرض للعدوان في سبيل هذا الموقف، فشكراً لهذا الشعب وشكراً لقائده العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وإن النصر لقادم إن شاء الله مهما تكالب الأعداء، والله من وراء القصد.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم: القدس الشريف قطعة منا وجزء من عقيدتنا

قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأزهر الشريف يمثل إرادة إلهية، شاء الله له أن يبرز نجمه، بعد عقود وقرون مضت من تاريخ الدعوة، بعد أن توحش أصحاب المخالفات في الفرق والجماعات، فشاء الله تعالى أن يبرز الأزهر في سماء مصر الكنانة، ليضم في أروقته أبناء المسلمين من كل الأرض، وليرسل بعلماءه إلى أقطار الدنيا، ويبعث بأبناءه الذين يعلمهم إلى بلادهم، لينيروا قومهم إذا رجعوا إليهم.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، خلال حديثه اليوم في أولى لقاءات "الأسبوع الدعوي"، والتي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر، أن رسالة الأزهر التي حملها في كل أشواط حياته وسيرته ومسيرته، هي راية الوسطية التي جاء بها القرآن الكريم، ومن أجلها جعل الله تعالى هذه الأمة خير الأمم، لقيامها بهذه الرسالة، مؤكدا أن الأزهر يمثل العالم كله وهو يقوم بهذه الرسالة عن الأمة الإسلامية، تلك الأمة المكلفة تكليفا وجوبيا بأن تقوم بتبليغ رسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، بينما كانت كل أمة من الأمم السابقة تتبع رسولها  حتى تأتي الأمة التي بعدها، إلى أن جاءت أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة الخاتمة الخالدة للعالمين، وهي مكلفة بأن تبلغ الرسالة، بجانب تكليفها بالإيمان والطاعة، ومن هنا كان العلماء ورثة الأنبياء، وكان الأزهر قيمة كبرى ممثلا للأمة، وقائما برسالتها ودعوتها،  قال فيه أحد المؤرخين "من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام ولا عز الإسلام لأن فيها الأزهر".

وأضاف هاشم، أن الأزهر حين يحمل لواء الوسطية، فهو يحمل لواء العدل، بعدما طفت على السطح بعض الاتجاهات والفرق والملل، منها الذين ينحرفون ويميلون عن طريق الإسلام الوسطي الصحيح الذي ينبذ المغالاة والانحراف، بل يدعو  إلى الاتزان واتباع ما أمر الله ورسوله به، ليكون الأزهر قلعة الإسلام الوسطية والحصن الحصين الباقي في العالم، يدعو إلى الاعتدال والاتزان واتباع ما أمر الله ورسوله به، دون إفراط أو تفريط.

وفي ختام كلمته، توجه الدكتور أحمد عمر هاشم بالدعاء إلى الله تعالى من أجل أشاقائنا في الأرض المحتلة، وفي القدس الشريف، التي هي قطعة منا وجزء من عقيدتنا، مطالبا المسلمين في كافة بقاع الأرض بالتضرع إلى الله عزوجل والدعاء بنصرة  الشعب الفلسطيني الأبي في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي وأن يرد عن عنهم أعدائهم.

وتنظم الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، فعاليات "أسبوع الدعوة الإسلامي– رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ"، يوميا، وعلى مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزه، وذلك في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وبتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث انطلقت أولى اللقاءات اليوم السبت  تحت عنوان " (الأزهر حامل لقاء الوسطية)"، بهدف إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • احترام الزوجة لزوجها في الإسلام
  • نقطة تحول تاريخية!
  • أحمد عمر هاشم: القدس الشريف قطعة منا وجزء من عقيدتنا
  • صدى العدوان الإسرائيلي على لبنان: ما الذي قد يخفيه موقف اليمن؟
  • شاهد/الموقف الذي جعل السيد حسن نصرالله يبكي اثناء خطابه
  • بيان للسيد السيستاني
  • السيد السيستاني يعزي باستشهاد حسن نصر الله
  • الإفتاء: الإسلام وضع كبار السنِّ في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم
  • «الإفتاء»: الإسلام وضع كبار السنِّ في مكانة خاصة وحث على رعايتهم
  • هل يجوز الجمع بين الصلوات لعذر؟.. الإفتاء تُجيب