المشكلة السودانية شديدة التعقيد على نحو لا يسهل تفكيكه. من ضمن الخيوط خيط القوات التى ذهبت للحرب فى اليمن دون أن يوافق المجتمع السودانى على قرار إرسالها، ودون أن يستطيع أحد أن يمنع حميدتى، قائد قوات الدعم السريع، من التصرف فى جنوده، بعيداً عن قيادة الجيش السودانى!. ومن المعروف أن العدد الأكبر من ضحايا الحرب فى اليمن لم يكن من اليمنيين، ولا من السعوديين أو الإماراتيين، وإنما كان من السودانيين وغيرهم من الجنود الأفارقة الذين ذهبوا للحرب دون أن يعرفوا موقف الجانب الذى يقاتلون لأجله ومدى اختلافه عن موقف الجانب الذى يقاتلونه.

ليست المشكلة أن حميدتى يتاجر فى الإبل، أو أنه لم يدخل كلية عسكرية، ولا أنه لم يلتحق بالجيش كمجند من الأساس، وإنما أن يكون بالدولة جيش رسمى وميليشيا تأتمر بأمر شخص بخلاف قائد الجيش!. ترتب على هذا الوضع أن سعى كل طرف مسلح إلى كسب ثقة هذه الدولة الخارجية أو تلك، وتوالت الوفود الرائحة إلى إسرائيل والغادية فى محاولة إقناع تل أبيب بالجدارة والموثوقية وأصبح البلد الطيب يلهث لنيل رضا الإسرائيليين الذين عاش العمر كله يراهم أعداء!.

الكارثة أن هذه الحرب ستطول ولن تتوقف حتى يتم سحق أحد أطرافها سحقاً نهائياً، لأن التمثيلية التى خاضها الطرفان منذ عام 2019 لم يعد فى الإمكان المضى فيها إلى أبعد مما وصلت إليه. فى السابق كان الطرفان يتظاهران بالتحالف، ويقدمان نفسيهما للشعب السودانى على أنهما طرف واحد، واليوم تم إسدال الستار وهدم المسرح وانكشف العرض الردىء أمام الناس فى الشارع. وما يجعل وقف إطلاق النار مستبعداً هو كيف سيجلس الطرفان مع بعضهما فى المستقبل بعد أن أعلن كل منهما رأيه فى الآخر؟، وكيف يستطيع أى منهما أن ينال ثقة الشارع السودانى وهما اللذان جعلا من شوارع المدن ساحة لضرب النار، أصيب وقتل فيها من المدنيين أكثر مما قتل من الطرفين المتحاربين!. إن ما يجرى اليوم فى السودان يمس الأمن القومى المصرى فى الصميم، وحسناً فعلت السياسة المصرية بوقوفها على مسافة واحدة من طرفى الصراع، ورغم هذا فالمهتمون بأمان السودان وسلامته يتطلعون إلى الدور المصرى القادر على إعادة التماسك إلى المجتمع الذى يتفكك بفعل مجازر المعارك التى تطال المدنيين وتخرب حياتهم. ولا يمكن إنكار أن هناك محاولات تجرى لتهميش مصر وإبعادها عن الملفات الحيوية فى المنطقة، مثل ملف غزة، إلى جانب الملف السودانى، ومن الغريب أن تدير الولايات المتحدة محادثات مع أطراف عربية وأخرى أجنبية بشأن الحرب المحتدمة فى السودان، متجنبة الطرف المصرى الذى هو فى حقيقة الأمر الطرف الأول المعنى بالموضوع والقادر على التأثير فى الأحداث لصالح الشعب الشقيق، فضلاً عن كون مصر معرضة للتأثر بما يجرى هناك.
نسأل الله أن يحفظ السودان وأهله من مؤامرات الداخل والخارج.

أحزان سودانية – أسامة غريب
المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وكالة السودان للأنباء تحذر كاتب بصحيفة اسرائيلية مقيم في الإمارات بسبب استخدام اسمها

متابعات ـ تاق برس. حذرت وكالة السودان للأنباء من منصة مزيفة تنتحل اسم “وكالة السودان للأحداث والأنباء”، يشرف عليها أمجد طه، المعروف بـ “الأحوازي”، وهو شخصية مثيرة للجدل متخصصة في تأسيس منصات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي،و كاتب في صحيفة “إسرائيل اليوم”، يحمل الجنسية البريطانية، ومن أصول إيرانية ويقيم فى الامارات.

 

وقالت سونا انها لا علاقة لها بها، كما انها لا تمثل الدولة، ولا ترتبط بأي مؤسسة إعلامية سودانية رسمية، حيث تاكد انها تُدار من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتستخدم اسم “وكالة السودان للأحداث والأنباء”، لنشر أخبار مضللة، بهدف الإيحاء بأنها جهة رسمية تتبع للحكومة السودانية.

أكدت وكالة السودان للأنباء (سونا) فى بيان رسمى اليوم،أنها الوكالة الرسمية الوحيدة المخولة بجمع ونشر الأخبار المتعلقة بالسودان، وهي عضو مؤسس في كل من،
اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)
اتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي (يونا).

ولديها اتفاقيات تعاون وتبادل إخباري مع عدد من وكالات الأنباء العالمية والإقليمية.

الإماراتصحيفة إسرائيليةوكالة السودان للأنباء

مقالات مشابهة

  • الحرية المصرى: ندعم القيادة السياسية فى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن القومي
  • وكالة السودان للأنباء تحذر كاتب بصحيفة اسرائيلية مقيم في الإمارات بسبب استخدام اسمها
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • كاتب من تل أبيب: انتصار إسرائيل «وهم خطير» والفلسطينيون باقون بأرضهم
  • مصري صائم يدخل موسوعة غينيس بعد سحبه قطارا ضخما (شاهد)
  • معاناة رعاة الإبل في مأرب اليمنية بين النزوح والموت بالألغام
  • أثناء الصيام.. مصري يدخل غينيس بسحب قطار يزن 279 طناً
  • رويترز: الألغام الأرضية تشكل تهديدا لرعاة الإبل وقطعانهم في اليمن
  • مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
  • مصارع مصري يدخل موسوعة "غينيس" بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن 279 طنّا