بعد البحرين الأحمر والعربي..منع مرور سفن العدو عبر الرجاء الصالح
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
شكل هذا الإعلان صدمة جديدة وصفعة قوية لأمريكا وبريطانيا اللتين عجزتا حتى الآن عن حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب الـمندب، فكيف سيكون الحال بعد اتساع دائرة الاستهداف إلى المحيط الهندي، ومنع مرور سفنه حتى عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وبهذه الخطوة الجريئة يقابل اليمن التصعيد والتحشيد الأمريكي في البحر الأحمر، بتصعيد أكبر من شأنه توسيع نطاق الحصار البحري على الكيان الصهيوني وبالتالي مضاعفة الخسائر الاقتصادية لكيان العدو ولداعميه من الأمريكان والغرب.
بات العدو الأمريكي والبريطاني أمام فصل جديد من المفاجآت وحرب الاستنزاف خصوصا أنها تأتي بعد اعتراف مسؤولين أميركيين بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية تتم بشكل مفاجئ، وتلحق ضررا كبيرا بالسفن الأمريكية.
حيث نقلت شبكة “سي إن إن” الأربعاء عن مسؤول أمريكي قوله إن هذه العمليات تفاجئ القوات الأمريكية في البحر الأحمر، التي ليس لديها أي فكرة عما تمتلكه صنعاء من أسلحة.
وتزامن هذا التصريح مع إعلان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تنفيذ هجوم بالصواريخ على السفينة الأمريكية “ترو كونفيدنس” بخليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، أصابتها بدقة عالية.
وعقب العملية اعترف مسؤول أمريكي أن الصاروخ ألحق أضرارا كبيرة بالسفينة التي كانت ترفع علم “باربادوس” أثناء عبورها خليج عدن.. مناشدا حكومات العالم للانضمام إلى الولايات المتحدة لوقف هذه الهجمات، في إشارة واضحة إلى أن بلاده باتت عاجزة عن التصدي لها.
وإزاء التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر اتهم نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، “دميتري بوليانسكي” الولايات المتحدة بأنها لا تعرف سوى دبلوماسية البوارج، وأنها تصب الزيت على النار، إلى جانب بريطانيا، محذرا من مخاطر الحشود العسكرية في منطقة البحر الأحمر، وتصعيد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، للشهر السادس، والتي باتت تهدد المنطقة والعالم بعواقب كبيرة.
وانتقد استمرار الولايات المتحدة وبريطانيا في اعتداءاتهما على اليمن، ودعم كيان الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، عسكرياً وسياسياً، عبر إرسال شحنات الأسلحة، واستخدام “الفيتو” في جلسات مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار.
هكذا أصبحت أمريكا وبريطانيا في نظر دول وشعوب العالم عبارة عن حكومتين نازيتين لا تتوقفان عن استهداف الشعوب والتعدي على سيادتها سواء بشكل مباشر كما هو الحال في اليمن، أو عن طريق أدواتهما الإجرامية كما هو الوضع في غزة.
وأمام كل هذا الإجرام لا تزال بعض الأنظمة العميلة تستكثر على اليمن ما يقوم به من تصعيد عسكري لمواجهة الغطرسة الأمريكية الصهيونية البريطانية، إلا أن الشعب اليمني وقيادته الشجاعة لا تضع حسابا لمثل هذه الأصوات النشاز، كون موقف اليمن يأتي من منطلق الواجب الديني والإنساني والعروبي لإسناد شعب فلسطين الشقيق.
لهذا يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن اليمن سيواصل تطوير وتحديث قدراته العسكرية الهجومية والدفاعية ولن يتوان عن تنفيذ كل العمليات العسكرية الممكنة للتنكيل بكل السفن والبوارج والقطع البحرية التابعة لأمريكا وبريطانيا إلى جانب الاستمرار في منع الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي.
وتنفيذاً لتوجيهات السيد القائد في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني واستجابة لمطالب الشعب اليمني وكل أحرار الأمة، بدأت القوات المسلحة اليمنية بالفعل توسيع عملياتها ضد سفن الكيان الصهيوني والمرتبطة به لتشمل المحيط الهندي كساحة عمليات جديدة، حيث نفذت مؤخرا ثلاث عمليات ضد سفن إسرائيلية وأمريكية في المحيط الهندي بعدد من الصواريخِ البحرية والطائرات المسيرة.
وحذرت القوات المسلحة على لسان متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع، كافة السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة أو القادمة منها من المرور عن طريق رأس الرجاء الصالح ما لم فإنها ستكون هدفاً مشروعاً لها.
وبهذا التطور اللافت أدخلت القوات المسلحة اليمنية المحيط الهندي ضمن نطاق عملياتها التي تستهدف السفن الإسرائيلية، في إنجاز استراتيجي وتاريخي، سيضع له الغرب ألف حساب وسيجعل من اليمن لاعبا أكبر في المنطقة.
وبقدر ما مثلت هذه المفاجأة صدمة للعدو فقد استبشر بها أبناء الأمة وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الشقيق الذي بات يعول كثيرا على جبهة اليمن لفك الحصار الصهيوني الأمريكي الظالم على قطاع غزة بعد أن وصل إلى مستوى التجويع الممنهج لأهالي القطاع وموت الكثير من الأطفال والنساء جراء سوء التغذية.
وعلى الرغم أن عمليات اليمن جاءت لإسناد الشعب الفلسطيني منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” إلا أن العدو بات ينظر إلى التطور المتسارع لقدرات اليمن الدفاعية والهجومية كتهديد حقيقي خصوصا بعد أن وصلت مدياتها إلى المحيط الهندي والممرات البحرية المحاذية لجنوب أفريقيا.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر القوات المسلحة المحیط الهندی
إقرأ أيضاً:
الصواريخ الفرط صوتية للقوات المسلحة اليمنية.. ما تأثيرُها على العدوّ الصهيوني؟
يمانيون – متابعات
تواصلُ القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتِها المسانِدةَ لغزةَ ولبنانَ، سواء في البحار أَو من خلال القصفِ على عُمقِ كَيانِ العدوّ.
وخلال عملياته داخل المغتصَبات الصهيونية في فلسطين المحتلّة، استخدم الجيشُ اليمني لأكثرَ من مرة صواريخَ فرط صوتية من نوع فلسطين2، مستهدِفًا مواقعَ عسكرية إسرائيلية في يافا المحتلّة التي يُطلِقُ عليها العدوُّ تسميةَ “تل أبيب”، بالتوازي مع قصف بالطائرات المسيَّرة، وصواريخَ باليستية ومجنَّحة أُخرى على مغتصَبات أُخرى، لا سِـيَّـما في “عسقلان” وَ”أُمِّ الرشراش”.
ويتساءلُ الكثيرون عن جدوائية هذه العمليات اليمنية في العُمق الصهيوني، لا سِـيَّـما الصواريخ الفرط صوتية، وما مدى تأثيرُها على العدوّ الإسرائيلي.
في هذا الشأن يقول الخبير العسكري زين العابدين عُثمان: إن القوات المسلحة اليمنية “لا تعتمدُ على سقفٍ محدَّدٍ في استخدام القوة أَو العمليات الهجومية؛ فهي تأخُذُ بعينِ الاعتبار مساراتٍ وسيناريوهاتٍ تصاعديةً أكبرَ وأوسعَ من المراحل الماضية، منها تطويرُ مستويات القوة والقدرات التسليحية المتاحة وتكييفُها لتنفيذ هجمات مدمّـرة ذات بُعدٍ استراتيجي في عمق كيان العدوّ الصهيوني”، مُشيرًا إلى أنه “خلال هذه المرحلة تم اعتمادُ أسلحة ضاربة في تنفيذ العمليات منها صواريخ HIBERSONIC” فلسطين2″ والتكنولوجيا الحديثة من الطائرات المسيَّرة الاستراتيجيةYAFA” ” التي يمكن لكلَيهما تجاوز مختلف القدرات الدفاعية لكيان العدوّ، وضرب أدقِّ الأهداف الحيوية في العمق، ومن مسافات 2000 كم”.
ويضيف: “لذلك قواتُنا المسلحة -بعون الله تعالى- وعبرَ هذه المرحلة والأسلحة المتاحة، تسعى إلى فرض قواعِدَ جديدة للمعركة الحالية، يتم فيها تكثيف العمل الهجومي كَمًّا ونوعًا، وبما يحقّق الانتقال من طور التأثير إلى طور التدمير لكل الأهداف الحيوية في عمق كيان العدوّ”.
ويؤكّـد عثمان في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن “قواتِنا المسلحة؛ مِن أجلِ أن تفرضَ قواعدَ جديدةً في المعركة، تستخدمُ الصواريخ الفرط صوتية (فلسطين 2) كذراعٍ ناريةٍ رئيسيةٍ في توجيهِ الضربات التي أثبتت نجاحًا غيرَ مسبوق في ضرب القواعد والمراكز الحسَّاسة والأهداف الحيوية في يافا المحتلّة والمناطق الأُخرى كمطار يافا “بن غوريون” وقاعدة “نيفاتيم الجوية” في النقب وغيرها من القواعد التي تبعُدُ أكثرَ من 2000 كم دون أن تتم ملاحظتها أَو اعتراضُها بأية وسائل دفاعية متاحة”، مؤكّـدًا أن “جميع أنظمة الدفاع الجوي متعدد الطبقات التي يملكها كيان العدوّ القبة الحديدية، وأنظمة حيتس3 والأنظمة الأمريكية ثاد التي أُرسِلت مؤخّرًا لم تتمكّن من توفير أدنى مستوى من الفاعلية في اعتراض هذه الصواريخ”.
كسرُ التوازن ولجمُ العدو:
لقد أصبحت صواريخُ فلسطين2 تمثل معضلة تقنية حقيقية لدى كيان العدوّ؛ إذ لم يتمكّن إلى الآن من احتواء خطرها وقوتها التأثيرية في المعركة؛ فلم يسبق للكيان أن تعرض للاستهداف بصواريخ فرط صوتية تفوق سرعتها 15 ماخ، وتمتلك مناورات شبحية خارج وداخل الغلاف الجوي، كما أن أفضل قدراته وقدرات أمريكا الدفاعية غيرُ مخوَّلة لمواجهة مثل هذه التكنولوجيا الفتاكة”.
وبالتالي، ووفقًا للخبير العسكري عثمان فَــإنَّ “قواتنا المسلحة في هذا الظرف الاستثنائي تسعى إلى فرضِ معادلة تتجاوز مفهوم الردع إلى كسر التوازن”، مؤكّـدًا أن “الهدف الرئيسي هو لجمُ كيان العدوّ تحت مِظلة نارية من الضربات المدمّـرة والوصول به إلى حالة الانكسار والإرغام الكامل لإيقاف عدوانه الوحشي على قطاع غزة ولبنان”، موضحًا أن “أعماقَ العدوّ الحيوية ستبقى مستهدَفةً بشكل متواصل دون أية ضوابطَ أَو خطوطٍ حمراءَ، وَأن أمريكا التي تسعى لإعاقة فرض هذه المعادلة بعدوانها على بلدنا وغاراتها الجوية المتواصلة لن تنجحَ -بعون الله تعالى-، بل ستزيد من عزم قواتنا المسلحة في تكثيفِ زخم العمليات المفروضة والذهاب لمسارات تصعيد لم يسبق لها مثيلٌ في تاريخ المواجهة، والأيّامُ القادمةُ ستُثبِتُ ذلك إن شاء الله تعالى”.
المرحلةُ السادسة على الأبواب:
من جانبٍ آخرَ، يرى خبراءُ عسكريون وسياسيون أن تكثيفَ قواتنا المسلحة لعملياتها العسكرية في الأيّام الأخيرة، واستهدافَ الأهداف الحيوية للعدوّ بشكل متكرّر، هو مؤشرٌ للانتقال إلى مرحلة سادسة من عملياتها ضد الكيان الصهيوني خلال الفترة القادمة.
وطبقًا للمصادر، فمن المتوقع أن تدخُلَ أسلحةٌ جديدةٌ محليةُ الصنع حَيِّزَ الاستعمال في إطار المرحلة السادسة من التصعيد، والتي تفرِضُ قواعدَ ومعادلاتٍ جديدةً في عمق كيان العدوّ، وربما تجعل الولايات المتحدة تراجِعُ حساباتِها حولَ عدم جدوى استخدامِ القاذفات الاستراتيجية B52 التي أرسلتها إلى المنطقة، أَو استخدام أسطولها البحري في مواجهة القوات المسلحة التي أجبرت القواتِ البحريةَ الأمريكية على الانسحاب والهروب من البحر الأحمر إلى المتوسط وغيره، وكذلك إفشال العملية العسكرية الأمريكية ضد اليمن، حَيثُ استهدفت قواتنا المسلحة بعمليتَينِ عسكريتينِ حاملةَ الطائرات الأمريكية (أبراهام) المتواجدة في البحرِ العربي، ومدمِّـرتَينِ أمريكيتَينِ في البحر الأحمر أثناء تحضيرِ العدوِّ الأمريكي لتنفيذِ عمليات معادية تستهدفُ بلدَنا، وحقّقت العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ؛ وتم إفشالُ عمليةِ الهجوم الجويِّ للعدوِّ الأمريكي الذي كان يُحَضِّرُ له على بلدِنا.
————————————–
المسيرة: عباس القاعدي