لا تفوتي مواسم الطاعة ولا تضيعي كنوزا من النفحات والحسنات.
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
من القلب وإليه، نخاطبك اليوم أخية من خلال منبر ركن قلوب حائرة و الأمل يحذونا أن نكون سببا في مراجعتك لحساباتك وترتيب أولوياتك خاصة في هذا الشهر الفضيل.فرمضان هاهنا أخية لا يجب أن يكون فيه تفريط في تحصيل الحسنات وعطايا الله من صالح الأعمال والعبادات.
تقومين بها فتنالين الأجر والتواب. أي نعم عديد المسؤوليات ملقاة على عاتقك في سائر الايام فمابالك في رمضان، لكن هذا لا يعني أبدا أن تتبخر بين يديك في غمرة إنشغالك.
تنشغلين بالوقوف في المطبخ يوميا لإعداد اشهى المأكولات. وتنامين ليلا منهكة خائرة القوى بعد أن إستنفذت طاقة بطاريتك بفعل عديد المسؤوليات. وأنت تفوتين أجمل الأوقات(أوقات القيام والصلاة وأوقات الإستجابة). وغيرها من فيض الحسنات المنهمر الذي يفوتك .
ثوان، ودقائق تعقبها ساعات ومنها أيام.وها قد إنقضى رمضان وعوض أن تخرجي منه مثقلة بصالح الأعمال. تخرجين منه خاوية الوثاق، أيعقل هذا؟
في وقفة صراحة أخية مع نفسك: هل وقفت وقفة محاسبة مع الذات ؟ هل ضمنت أن الله سيمدّ في عمرك حتى تتمكني من أن تتداركي رمضان المنصرم. ورمضان لهذه السنة وتجتهدي في رمضان أخر؟
لا تعلمين كم مرة كنتِ فيها مذنبة، ومن منا بلا سيئات أو ذنوب، ولكننا نستغل عطايا الرحمن في هذا الموسم . الذي هو من أهم مواسم الطاعة والخير . لنغتسل فيه من ذنوب نعرِفها، وذنوب طُمِست بداخلنا وكانت في طي النسيان. فما عدنا حتى نستغفر منها، ولكن ما عند الله لا يُنسى. وكل شيء عنده في كتاب.
أُخيَّتي، قد أعطاك الله الحياة اليوم،فأحسني العيش فيها. وليكن انقضاؤها في طاعة، واللهِ إن جنة ربك غالية. فهل ستبيعينها وتتركين تنوُّع الطعام يُلهيك عنها؟
يكفيك من إعداد الطعام القليل،فشهر رمضان شهر عبادة وطاعة. شهر غذاء الأرواح وليس شهر غذاء البطون، قال صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من البطن، فإنْ كان لا بد فثُلُثٌ للطعام، وثُلُثٌ للشراب، وثُلُثٌ للنَّفَس”.
رمضان ليس لتنوع الطعام والشراب والملبس. فكثرة الطعام تمرض البدن حيث قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ ، والإسراف في المأكل تحريك لشهوات البطن، وازدياد في الكسل و بالتالي هو إعراض عن أداء العبادات، فلتغتنمي وقت إعداد طعامك في الذكر والتسبيح والاستغفار.
و لتكن أيضا صلاتك في موعدها مؤديّة لها بخشوع. ولتقرئي وِردَكِ من القرآن بتدبر، ولتتركي العنان لدموعك، لتتفاعلي مع معاني الآيات القرآنية العظيمة. فلكلّ آية رسالة من رب العباد تقرِّبك من خالقك أكثر فأكثر.
يمكنك أيضا أن تستمعي لدروس الشيوخ والدعاة المفضَّلين لديك، ليزيد ذلك من لين قلبك، ولتتعايشي مع أسرتك في جو رمضاني جميل. ولتملئيه بأطيب العبادات فما أعظمه من شهر! وما أجمله من لقاء! لذا فلتَغتنمي اليوم ولتحييه بالتفكير في كيفية التنويع في عباداتك أنت وأسرتك.
ضَعي غاليتي خُطتك هذا العام على ورقة، ولتضعي لها عنونًا ولتخطيه بكل ثقة وقوة، ولترددي على مسامعك بصوت عالٍ وتقولي: سأعبد الله واجتهد في طاعته كما لم أجتهد من قبلُ، وليكن هذا هو شعارك من الآن، ولتشجعي نفسك، ولتشُدّي من أزرها، ولا تلقي بها إلى التهلكة، واحذري أن ترتدي ثوب الطاعة في رمضان، ثم يأتي العيد فتتطاير أعمالك وتأخذها رياح الفتن.
فاحذَري يا أَمَةَ الله أن تكوني ممن شتت فكرهنّ الفتن ، من أجل أشياء ستشهد عليكِ فتأتي عباداتك التي ضيَّعتِها في نهار وليل رمضان، تشهد عليكِ وتقول: لقد ضيَّعتْني وتركتني من أجل طعام البطون، وكانت تكفيك لُقيمات صغيرة.
*تشهد عليكِ صلاتك وأنتِ تاركة للفرض، يأتي عليك الفرض وأنتِ تعدين ما لذ وطاب.
*تشهد عليكِ صدقتك وأنتِ تسرفين في شراء المشتريات، وقد نسيتِ إخراج صدقة يومك.
*يشهد عليكِ ليلُك وقد ضيَّعتِ قيامه وقرآنه، وأنتِ إما متعبة ومنهكة، أو متابعة للصوص رمضان، متتبعة لكل ما يُعرض على شاشات التلفاز.
*سيشهد عليكِ الذكر والتسبيح والاستغفار – وهي عبادات يسيرة – أنك لم تكوني مؤدية لها وغافلة عنها.
*احذري أُخيتي من تضييع الفرص، فتتابع عليك سنوات عمرك وقد ضاعت فيما لا يفيد.
*احذري من تضييع رمضان ومواسم الطاعة، فلن يفيد الندم وأنتِ تقرئين صحيفتك وتنظرين فيها، وتظلين تبحثين عن عباداتك؛ سواء كانت في رمضان، أم غيرها من الأيام.
*اعقدي وجدِّدي النية من الآن أن رمضان هذا العام سيكون الأجمل لك، وبداية مولد جديد لقلبك، بداية التغيير، بداية لتنقية نفسك من ذنوب ما مضى.
*فليكن رمضان بوابة العبور للالتزام، ليكن رمضان النور الذي جاء ليُبدد ظلام سنوات من الغفلة، ردِّدي بداخلك: ما أجمل صحيفتي وهي ممتلئة بأعمالي الصالحة.
احذري ثم احذري ضياع أيام معدودات، فاغتنميها أُخيّتي تفتح لك أبواب الجنة في الآخرة، وأبواب الرّخاء والسعادة في الدنيا.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: فی رمضان
إقرأ أيضاً:
بث مباشر.. صلاة العشاء اليوم في الجامع الأزهر بحضور آلاف المصلين
أدى آلاف المصلين صلاة العشاء اليوم داخل أروقة الجامع الأزهر في ليلة 27 إحدى الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، وذلك وسط أجواء روحانية ونفحات إيمانية، حيث يؤدي المصلين صلاتهم آملين أن تصادف الليلة ليلة القدر المباركة.
وكان عدد كبير من المصلين أقبلوا على الجامع الأزهر، لأداء صلاة العشاء والتراويح خاصة في العشر الأواخر من رمضان، آملين أن تكون ليلة القدر، حيث تبدأ بعد قليل شعائر الصلاة في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان.
وحرصًا من "صدى البلد"، ينقل لكم بثًا مباشرًا لأداء صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر..
عدد ركعات التراويحواختلف الفقهاء حول عدد الركعات التي يمكن للمسلم أن يؤديها خلال هذه الصلاة التي تُعدّ من السنن المؤكدة في الشهر الفضيل.
وأوضح الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، أن صلاة التراويح يجب ألا تقل عن 8 ركعات، مؤكدًا أنه إذا صلّى المسلم أقل من ذلك فلا تُسمى «تراويح».
وأشار إلى أن جمهور الفقهاء اتفقوا على أن التراويح تؤدى مثنى مثنى، ويمكن أن تصل إلى 20 ركعة أو أكثر وفقًا لِما ثبت عن الصحابة والتابعين، بينما يكتفي البعض بعدد أقل تبعًا لقدرتهم.
ويُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.
فضل قيام الليلوكان الدكتور محمد أبوزيد الأمير، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، ألقى درس التراويح أمس السبت، عن فضل قيام الليل.
وأوضح الأمير، خلال درس التراويح بالجامع الأزهر أن شريعتنا الإسلامية حثتنا على قيام الليل وكذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولما كان المقصد الأسمى من الصيام تحقيق التقوى لذا كان من أوصاف المتقين أنهم كانوا يحرصون على قيام الليل امتثالا لقوله تعالى:"كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".
وبيّن الدكتور الأمير فضل قيام الليل وأنه من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه وله فضل كبير في الدنيا والآخرة، ومن علامات الصلاح وفيه مغفرة للذنوب وشفاء من الأمراض وغيره من الثواب والأجر العظيم وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف فقال صلى الله عليه وسلم:" عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير السيئات ومطردة للداء عن الحسد".
واختتم أن قيام الليل دليل على الإخلاص، فقيام الليل عبادة خفية لا يطلع عليها أحد، وهي دليل على صدق العبد في علاقته مع الله، كما أنه راحة للقلب ويزيد من قوة الإيمان والتوكل على الله، كما أنه من أسباب استجابة الدعاء.