مركز أبحاث عربي: عسكرة أمريكا للبحر الأحمر استهداف للنفوذ الصيني في المنطقة
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
قال مركز أبحاث عربي إن عسكرة البحر الأحمر عملية مقصودة من الولايات المتحدة التي ربما وجدت في هجمات الحوثيين فرصة حتى تقطع الطريق على احتمالية زيادة الوجود العسكري الصيني حول البحر الأحمر وبحر العرب.
وأضاف مركز "المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة" -في تحليل للدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية- إن التطورات الجارية في البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية على خلفية استمرار الهجمات الحوثية ضد السفن منذ نوفمبر 2023، وما أعقبها من شن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات ضد أهداف حوثية في اليمن منذ الثاني عشر من يناير 2024، تثير العديد من التساؤلات حول أدوار القوى الدولية والتنافس بينها في هذه المنطقة الإستراتيجية.
وبحسب سمير فإن من ضمن هذه التساؤلات، هل استثمرت الولايات المتحدة في هجمات الحوثيين على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب منذ أول هجوم على السفن التجارية المتجهة من وإلى إسرائيل في التاسع عشر من نوفمبر الماضي؟
وقال "إذا كان الأمر كذلك، فما هي أهداف واشنطن مما يمكن تسميته بـ”العسكرة الجديدة”؟ وهل هذه الأهداف تتعلق فقط برسالة ردع لحلفاء إيران في المنطقة، أم أن الأمر يتعلق بإعادة التموضع الأميركي في الإقليم، وقطع الطريق أمام ما يُسمى بـ”المقبولية الصينية” التي تزداد يوماً بعد آخر في المنطقة منذ أن توسطت بكين في المصالحة بين السعودية وإيران في العاشر من مارس 2023؟ وإلى أي مدى يهدف تشكيل واشنطن لتحالف “حارس الازدهار” في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، ثم تأسيس الاتحاد الأوروبي “قوة أسبيدس” في التاسع عشر من فبراير الماضي، إلى وضع التجارة الصينية مع أوروبا تحت سيطرة وهيمنة القوة الغربية؟ وما هي خيارات بكين للرد على تلك الخطوة الأميركية؟
أهداف أميركية
وأضاف أن الدبلوماسية الصينية نجحت في بناء قواعد راسخة لها خلال الأزمة الحالية في البحر الأحمر وباب المندب، ربما استغلت الولايات المتحدة هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر لتحقيق مجموعة من الأهداف التي ليست لها علاقة بحرية الملاحة.
ومن ضمن الأهداف يقول سمير استكمال السيطرة على المحيط البحري لـ”القوة البحرية المشتركة”: هذه هي أكبر قوة بحرية على وجه الأرض تغطي 3.2 مليون ميل بحري من المياه الدولية، وأسستها الولايات المتحدة منذ عام 2002 تحت مظلة الأسطول البحري الخامس الذي يقع مقره في مملكة البحرين، وتشارك فيها 39 دولة.
وأشار إلى أن نطاق عمل هذه القوة البحرية (The Combined Maritime Forces) يغطي مساحة تبدأ من الساحل الغربي للهند حتى البحر الأحمر. وفي الوقت الحالي تعمل تلك القوة تحت قيادة الجنرال براد كوبر، وهو قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، والأسطول الخامس للبحرية الأميركية المعروفة باسم “نافسنت” (NAVCENT).
وتابع "لهذا فإن قوتي “حارس الازدهار” و”أسبيدس” سوف تبقيان في المنطقة حتى بعد نهاية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وسوف تُضاف الأصول العسكرية الجديدة لهاتين القوتين إلى الأصول الأميركية والغربية الموجودة بالفعل في المنطقة منذ تأسيس واشنطن لـ”قوة المهام المشتركة 150″ (CTF 150) التي تعمل خارج مياه الخليج في المحيط الهندي وبحر العرب وقرب الساحل الشرقي لأفريقيا، وتضم نحو 15 سفينة".
وأردف الخبير في العلاقات الدولية "جاء بعدها تأسيس الولايات المتحدة لـ”قوة المهام المشتركة 151″ (CTF 151) التي تعمل في مساحة إقليمية واسعة، وأدت دورا كبيرا في تجفيف منابع القراصنة بالقرب من الساحل الصومالي، ثم أسس البنتاغون “قوة المهام المشتركة 152” (CTF 152)، ومجال عملها الرئيسي في الخليج العربي، ولها إسهامات كبيرة في مجال الأمن البحري والتدريب وبناء القدرات".
ويرى أن كل هذه القوات تمنحالفرصة للأسطول الأميركي لمراقبة أي نشاط صيني في المنطقة التي يمكن أن تنشط فيها أيضا روسيا وإيران. وهذه الأصول العسكرية الغربية الجديدة تعزز الحضور الأميركي في منطقة المحيط الهندي، وغرب خليج ملقا، وصولا إلى الساحل الشرقي لأفريقيا، وهي منطقة تنافس شديد بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والآسيويين من ناحية، والصين من ناحية أخرى.
وطبقا للخبير في العلاقات الدولية فإن الهدف الثاني هو تعزيز الجوانب العسكرية لقوة المهام المشتركة “153”: تشكلت هذه القوة (CTF 153)، في إبريل 2022، وتضم 39 دولة بهدف الحفاظ على الأمن البحري في البحر الأحمر وباب المندب، لكن تلك القوة كانت تحتفظ فقط بمعدات عسكرية خفيفة لمواجهة القرصنة أو التهريب. ووجدت الولايات المتحدة في الهجمات الحوثية على السفن التجارية القادمة والمتجهة إلى إسرائيل في الفترة من التاسع عشر من نوفمبر 2023، وحتى الإعلان عن “حارس الازدهار” في التاسع عشر من ديسمبر من العام الماضي، فرصة لتقوية وتعزيز “القوة 153” بالسفن العسكرية العملاقة، واستحضار أشكال القوة والردع إلى البحر الأحمر بما فيها أنظمة الدفاع الجوي والبحري كافة، وهي مكتسبات عسكرية ما كان لواشنطن أن توفرها في ظروف تختلف عن الظروف الناتجة عن الهجمات الحوثية على السفن. وتحققت كل هذه الأهداف في تحالف “حارس الازدهار” الذي يعمل ضمن نطاق عمل “القوة 153″، ولهذا تضمن هذا التحالف العسكري سفنا وفرقاطات لديها أنظمة دفاع جوي.
بينم الهدف الثالث يتضمن تضييق مساحة العمل أمام القاعدة البحرية الصينية في جيبوتي: لم يترك نطاق عمل القوة البحرية المشتركة الأميركية، الذي بات يضم كلا من البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب، بجانب كل من المياه الدولية المحيطة بالخليج العربي، وجزءا كبيرا من المحيط الهندي غرب السواحل الهندية وحتى الصومال وشرق أفريقيا، مساحة للمناورة أمام الجيش الصيني في القاعدة الصينية في جيبوتي. فمنذ أغسطس 2017، عندما جرى تأسيس القاعدة البحرية الصينية في جيبوتي، كانت الولايات المتحدة تشكو من هذه القاعدة، وتعتبرها خطرا على قاعدتها في ليمونيه المجاورة. وتشكل إضافة المزيد من الأصول العسكرية للبحرية الأميركية والغربية بالقرب من القاعدة الصينية الوحيدة في المنطقة، ضغطا إضافيا وتحجيما هائلا لقدرات هذه القاعدة.
وبشأن الهدف الرابع يقول سمير "قطع الطريق أمام المناورات الصينية المشتركة مع روسيا وإيران: ستشكل الأصول العسكرية الجديدة للغرب، سواء “حارس الازدهار” أم “قوة أسبيدس”، حلقة من النار في مواجهة تنامي المناورات المشتركة التي تجمع الصين وروسيا وإيران في المنطقة، خاصة مع عزم بكين وموسكو وطهران على إجراء مناورات مشتركة في العشرين من مارس 2024.
ويؤكد أن الهدف الخامس هو هيمنة أميركية على طرق نقل البضائع الصينية: تنظر واشنطن إلى هيمنتها على البحر الأحمر عسكريا بأنها سوف تؤثر سلبا في خصمها الصين في أربعة محاور رئيسية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا البحر الأحمر الصين اقتصاد قوة المهام المشترکة الولایات المتحدة الهجمات الحوثیة فی البحر الأحمر حارس الازدهار فی المنطقة وبحر العرب على السفن
إقرأ أيضاً:
للمرة الثانية في يوم.. أنصار الله الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية
صنعاء (الجمهورية اليمنية)- أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين اليمنية، الاثنين 17مارس2025استهدافها حاملة طائرات أمريكية شمال البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيرات، وذلك للمرة الثانية خلال يوم.
جاء ذلك في بيان متلفز للمتحدث العسكري لقوات أنصار الله الحوثيين، يحيى سريع.
وقال سريع: "ردا على استمرار العدوان الأمريكي على بلدنا استهدفت القوات المسلحة اليمنية (قوات الجماعة) حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان شمال البحر الأحمر للمرة الثانية خلال 24 ساعة".
وأوضح أن "الاستهداف تم بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة في اشتباك استمر لعدة ساعات".
وأضاف: "القوات المسلحة نجحت في إفشال هجوم معاد كان العدو يحضر لشنه على بلدنا ما اضطر طائراته الحربية إلى العودة من حيث انطلقت بعد إطلاق عدد من الصواريخ والمسيرات على حاملة الطائرات وعدد من القطع الحربية التابعة لها".
وحتى الساعة 2:20 (ت.غ) لم يصدر تعقيب من الجانب الأمريكي بشأن ما أورده سريع.
وتابع سريع "أن القوات تتصدى لهذا العدوان الإجرامي وتواجه التصعيد بالتصعيد وستمضي قدما في تنفيذ ما ورد في كلمة السيد القائد (زعيم الجماعة) بشأن الخيارات التصعيدية الإضافية في حال استمر العدوان على اليمن".
ومساء الأحد أعلن زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، أن قرار حظر الملاحة سيشمل الولايات المتحدة (بجانب إسرائيل) "طالما استمرت في عدوانها".
وأكد سريع "استمرار قواته في حظر مرور السفن الإسرائيلية حتى رفع الحصار عن قطاع غزة".
والأحد أعلنت الجماعة اليمنية أنها استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" والقطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر بـ18 صاروخا بالستيا ومجنحا وطائرة مسيرة".
والسبت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أمر الجيش بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين في اليمن، أسفر حتى مساء الأحد عن مقتل 53 شخصًا وإصابة 98 آخرين، وفقًا لجماعة الحوثي.
وهذه أول ضربات على اليمن منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في يناير/كانون الثاني الماضي.
و"تضامنا مع قطاع غزة" في مواجهة الإبادة باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ ومسيّرات.
كما شن الحوثيون من حين لآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب (وسط)، قبل أن يوقفوا هذه الهجمات مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ.
وبعد خرق تل أبيب الاتفاق وإغلاق المعابر مجددا لمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مع مطلع مارس/ آذار تزامنا مع شهر رمضان، أعلنت جماعة الحوثي استئناف عملياتها ضد سفن إسرائيل للضغط عليها لكسر حصار غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
Your browser does not support the video tag.