زار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي مركز الرئاسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات في دير سيدة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك في ذوق مكايل، لمناسبة إحياء  الذكرى ال300 سنة لإعادة الشراكة الكنسيّة مع كنيسة روما، حيث أقامت الراهبات الباسيليّات الشويريّات نشاطًا للتعريف بتاريخ الرهبنة وروحانيّتها ورسالتها بحضور حشد من مطارنة الطائفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات اضافة الى حشد من الرهبان والراهبات .



والقى العبسي كلمة بالمناسبة تحدّث فيها عن المحطّات التاريخيّة في الكنيسة الملكيّة وعن الراهبات الباسيليات الشويريات، وقال:"في هذا الدير تحديدًا، وفي يوم عيد رفع الصليب المحيي من عام 1737، أتت خمس فتيات عابدات من حلب ليبدأن مسيرتهنّ الرهبانيّة، تحت رعاية الأب العامّ على الرهبانية الحنّاوية آنذاك الأبِ الفاضل نقولا الصائغ. وبعد أربعين يومًا، لحقتهنّ خمس عابدات أخريات لنفس الغرض. عندها تمّ تكريس هذه الكنيسة على اسم بشارة العذراء ولبسن ثياب المبتدئات ونهجن قانون الرهبانيّة الباسيليّة الحنّاويّة. ثمّ ما لبثن أن رتّبن فرائضهنّ الخاصّة بهنّ وفقًا لقواعد القدّيس باسيليوس، يقضين وقتهنّ بين الصلاة والعمل، في فقر فعليّ. ولا يمكن أن ننسى فضل العلّامة عبدالله الزاخر وأيضًا الأب بطرس فروماج اليسوعيّ في مواكبة هذه الجماعة الناشئة. وقد أخذ عدد الدعوات في الرهبانية  يكثر بحيث دفع الراهبات إلى تأسيس دير ثان لهنّ في بقعتوتا على اسم سيّدة النياح".

اضاف: "في أربعينيّات القرن الماضي، آثرت الرهبانيّة الانتقال من الحياة المحصّنة إلى الحياة الرسوليّة  فأسّست لها أديارًا ومراكز عديدة في لبنان وسوريا والأردنّ وأوستراليا، واضعة في كلّ الأحوال نصب أعينها تمجيدَ الله وبنيانَ جسد الكنيسة وتقديس الذات والآخرين وإشعاع المحبّة، بحيث نعدّ لها في لبنان فقط، ستّة وعشرين مركزًا بين أديار ومدارس وحضانات أطفال ومستوصفات ومؤسّسة للصمّ والبكم، هدفها تقديم الرعاية والدعم للمجتمع وتعزيز القيم الروحيّة والتعليميّة".

وختم العبسي: " باسم كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة أشكر الرهبانيّة الباسيليّة للراهبات الشويريّات على ما صنعنه منذ العام 1737 وعلى ما قدّمنه لأبنائنا حيثما حلّوا ولغير أبنائنا. قدّس الربّ الإله رهبانيّتهنّ المحبوبة وزاد في عددهنّ وأبقاهنّ منارة تَشِعّ دفئًا وخدمة وعطاء وتنضح رجاء ومحبّة وإيمانًا، إلى سنين سنين كثيرة".


الام ندى طانيوس

والقت الام الرئيسة ندى طانيوس كلمة قالت فيها : "نستقبلكم اليوم في بيتنا وقلوبنا مغموره بالسعاده والبركه ونحن على مسافه ثلاثه ايام من عيد القديس يوسف البتول شفيعكم وانتم مثال الاب المحب والعامل بصمت انتم خير حارس للكنيسه الروميه الملكيه الانطاكية انتم رجل الحضور اليومي".

اضافت: "في الذكرى المئوية الثالثة لاعادة الشراكة مع كرسي روما في العام 1724 اردتم ان يعيش ابناء الطائفه على اختلافهم وفي كل اماكن وجودهم وقفه تأمل في تاريخنا العريق والغني وان يدركوا سمو دعوتكم كوكلاء للوحده. فكان هذا اليوم. اليوم الرهباني بامتياز حيث سعينا ان نجمع الى تاريخ تكرسنا الرهباني بعده الرسولي".

وتابعت : "سوف نقف اليوم جميعا على عتبة بين الماضي والمستقبل نتأمل المسيرة التي عاشتها رهبانية الراهبات الباسليات الشويريات منذ تاسيسها عام 1934 وكيفية انتظام عملها ورسالتها في الكنيسة الى يومنا هذا من خلال مشاغل ومحطات وفيديوهات تعيد لكل مرحلة تاريخية رونقها وتبرز التراث والرسالة والانتشار".

وقالت:" معكم سننظر الى الماضي ونعتز ونفتخر .كيف لا وقد بلغت رهبانيتنا مكانتها وحضورها في وجود راهبات استضاءت بها علامة عقود من الزمن".

واردفت:" معكم سوف ننعطف من الحياة المحصنة الى الحياة الرسولية حيث ساد الشعور بضرورة اعطاء الرهبانية اتجاها جديدا يحولها من توحدية الى رسوليه تلبيه لمتطلبات العصر والمجتمع فنتوقف على نوعية خدماتنا واماكن وجودنا ومراكزنا التي ابت الا ان تكون مراكز محبة تعيش فيها راهباتنا عيشة الانجيلية لبنيان وانماء جسد المسيح السري".

وختمت :" عهد منا لكم جميعا ان نمضي قدما بتراثنا وروحانيتنا وان نشهد دائما بمثلنا ورسالتنا وان نبقي ذواتنا في اهبة الاستعداد الدائم لخدمه رسالة المسيح والكنيسة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحياة بعد الستين

الكثيرون منا على مشارف الستين أو ربما وصلناها، والبعض قد يكون اتخذ قرارا بأن يرتاح بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء، لكن تقاعدنا نحن أبناء هذا الجيل ليس كتقاعد الأجيال التي سبقتنا، فالمتقاعد في عمر الخمسين منذ عقود مضت لم تكن الحياة المتاحة له مثلما هي متاحة اليوم، فعمر الستين هي الأربعون الجديدة كما يقال، ذلك أن تطور الخدمات الصحية والرفاهية التي يعيشها أبناء جيلنا تجعلنا ليس فقط نعيش لفترة أطول، ولكن نعيش حياة أفضل ونتمتع بصحة جيدة حتى منتصف الثمانينيات من العمر وفقا لتوقعات الحياة.

مما يعني ثلاثين سنة أخرى أمامنا بعد ترك الوظيفة، فما الذي نويت القيام به خلال هذه السنين؟ هل فكرت في وضع خطة جديدة لحياتك، تتضمن تعويض ما فاتك؟ ربما أحلام كنت قد وضعتها في شبابك لكن لم يتسن لك تحقيقها؟ وقد تكون أحلاما جديدة تمخضت عن هذه المرحلة العمرية التي تتسم بالنضج، والتي أثرتها الخبرات، الجميل أن في هذه الفترة كل شيء ممكن ومتاح، ففي كثير من أنحاء العالم تجد المتقاعدين يبدأون في دراسة تخصصات جديدة، ويبدأون العمل في قطاعات مختلفة تماما عما اعتادوا عليه، اليوم القوانين تغيرت، والحدود ذابت فلست مضطرا للدراسة في بلدك، ولست حتى مضطرا للترحال من أجل التعليم والعمل، فالعالم الافتراضي أصبح بين يديك كمصباح علاء الدين الذي يضع العالم بين يديك.

لأولئك الذين يفضلون الراحة والاسترخاء وربما السفر، أصبح هذا متاحًا لهم وبشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية، فكثرة خطوط الطيران أتاحت السفر بكل سهولة، وكثير من الدول ألغت تأشيرات الدخول إليها من أجل جذب السياح والمستثمرين على حد سواء، وأصبح بإمكان المرء شراء بيت والإقامة فيه في أغلب الدول الآن.

بمعنى آخر يمنحك بلوغ الستين اليوم فرصة للبدء من جديد، والأمر متروك لك فيما إذا أردت القيام ذلك أم لا، فكونك بلغت الستين أو تجاوزتها فهذا يعني أن لديك رصيدا من المهارات والمعارف التي تستطيع أن تصنع لك بها حياة ثرية، وتصنع فارقا في حياة من حولك، وتقوم بما كنت ترغب القيام به دائما، إنه عمر جديد فعلا.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟ الإفتاء تجيب (فيديو)
  • في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز المحطات الفنية للفنان عزت أبو عوف
  • قد ينفجر الوضع داخليا في لٱ حظات… اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين من اليهود الحريديم
  • كلمة مختصرة في مشواري التربوي الطويل ،،، بقلم /متعب شجاع العتيبي
  • أستاذ بأكاديمية الفنون: الثقافة تساهم في بناء الأوطان وتدخل بكل مناحي الحياة
  • حدث في مثل هذا اليوم.. نقل رفات القدّيسَين كيروس ويوحنّا
  • ميركاتو 2024.. الأهلي يشكر أنتوني موديست بعد رحيله رسميًا
  • بتكليف من البابا تواضروس... سيامة كاهن جديد ودياكونين لشيكاغو
  • الحياة بعد الستين
  • الأنبا كاراس سيامة كاهن جديد ودياكونين لشيكاغو