هل تنجح فى مواجهة التطرف؟.. خريطة انتشار الصوفية فى أفريقيا ومناطق النفوذ
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
على مدار عقود مضت خضعت أفريقيا لنفوذ تيارات الإسلامى السياسى المتشددة، التى تبيح العنف وتروج له وتمارسه، مثل: جماعة الإخوان، وجماعة بوكو حرام، وحركة الشباب، وتنظيمى القاعدة وداعش.
ودخل التصوف إلى القارة الأفريقية مع القرن الـ١١، على أيدى المرابطين، الذين توغلوا فى أعماق القارة، ونشروا مذهبهم الذى اعتمد على التقشف والزهد، وكانت الطرق: القادرية، والتيجانية، والشاذلية، من أوائل طرق الصوفيين التى وجدت رواجا وأتباعا بأفريقيا.
وتشمل خريطة الوجود الصوفى فى أفريقيا تاريخا كبيرا فهناك السنوسية فى ليبيا، والقادرية السوكتية فى نيجيريا، ومسانا فى شرق مالي، والتيجانية فى غربها.
ومع استمرار الأزمة بين أصحاب الفكر الإسلامى السلفي، والصوفيين، حيث يعتبر كل منهما الآخر على ضلالة، استطاعت الجماعات المتطرفة أن تنفذ إلى قلب القارة، وصارت ذات نفوذ واضح وخطير بعدد كبير من الدول الأفريقية، فما هى خريطة الوجود الصوفى بالقارة، وهل يملك الفكر الصوفى القدرة على مواجهة التطرف؟
بينما عاشت دول شرق إفريقيا، ومنذ بدايات القرن الماضي، تحت ظل خطاب إسلامى معتدل، استطاع التجاوب مع أفكار الطرق الصوفية وإيجاد مكان لها بقربه، حاولت الجماعات المتشددة طرد الصوفيين، خوفا من أن يكونوا بديلا مناسبا للمسلمين، لا سيما مع التشدد الواضح للتيار السلفى فى أحكام الشريعة.
ويأتى من بين أهم عناصر الاختلاف بين الصوفية والسلفية، أن الأولى لم تؤيد فكر الثانية الذى يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بالعنف والترهيب والاغتيالات.
وبدأ الاهتمام بالطرق الصوفية، على الصعيد العالمي، عندما بدأت تظهر آراء تشير إلى إمكانية مواجهة هذه الطرق لحركات الإسلام السياسى كمنهج فكرى وتربوي، يستطيع كبح جماح حركات العنف المتأسلمة.
ويرى بعض المفكرين أن الانتماء إلى الفكر الصوفى يمثل ردة فعل طبيعية على التعصب والتشدد السلفي، معتبرين أنه يمكن استغلال هذا فى وضع الصوفية بديلا للتيارات المتطرفة.
ويعتبر المراقبون أن الصوفية قادرة على تقديم نفسها كبديل للتطرف، إذا تخلت عن بعض ما يعترى مذاهبها من أفكار سلبية، مثل: التواكل على الآخرين، والفكر الخرافى والأسطوري، وعدم الاعتراف بالعلوم التجريبية، خاصة أن شيوع هذا الفكر بين الصوفية، كان سببا فى نفور الكثيرين الذين لم يجدوا بعد ذلك ملجأ إلا الجماعات السلفية المتشددة.
ويتفق المراقبون أيضا على أن هناك مجموعة من التحديات التى تواجه محاولات تعزيز نفوذ الفكر الصوفي، مقابل الفكر السلفى المتشدد، منها انغماس التصوف فى الروحانيات، بشكل يمكن أن يهدد أحد الجوانب المهمة للفكر الإسلامي، وهو الجانب المادى الخاص بالأحكام الشرعية والحلال والحرام.
كما أن الصوفية لم تستطع أن تدافع عن نفسها بالقوة اللازمة، أمام الهجوم السلفى الضاري، الذى يتهم أتباع الصوفية باللجوء إلى البدع، والخرافات، بل والخروج من الملة بالكلية.
وأمام هذه التركيبة التى تحكم الفكر الصوفي، يبقى السؤال معلقا ويحتاج إلى مزيد من التجارب العملية، هل تستطيع الصوفية أن تحل بديلا للفكر المتشدد؟
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الطرق الصوفية المصرية تدين.. تكفيريون هاجموا رواق الإمام الرفاعى بالأردن وإصابة 20
أعلنت الطرق الصوفية المصرية عن تضامنها مع صوفية الأردن وإدانتها للهجوم الإرهابى، حيث قال الشيخ علاء الدين أبوالعزائم رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، عضو المجلس الأعلى للصوفية إن قيام جماعات متطرفة مهاجمة مقر الطريقة الرفاعية ورواق الإمام الرفاعى بالأردن أمر خطير للغاية، ويؤكد أن الجماعات المتطرفة وصلت للمملكة الأردنية الهاشمية ويجب الحيطة والحذر منهم.
وأعلنت الطريقة الرفاعية ورواق الإمام أحمد الرفاعى بالأردن، عن أن جماعات متطرفة هاجمت اليوم مقر رواق الإمام الرفاعى بالعاصمة الأردنية عمان، خلال صلاة التراويح، وتم الهجوم على المصلين من أبناء الطريقة الرفاعية والطرق الصوفية الأخرى، الأمر الذى أصاب الجميع بحالة من الهلع والفزع والخوف، إلا أن قوات الأمن الأردنية توجهت إلى موقع الحادث بعد هذا الهجوم الإرهابى ونجحت فى السيطرة على الموقف.
وصرح الشيخ فواز الطباع، عميد رواق الإمام الرفاعى بالأردن أنه أثناء صلاة التراويح اليوم هاجم مجموعة من الدواعش والتكفيريين بيتًا من بيوت الله في الأردن، فقاموا بالاعتداء بالضرب بالعصيان والسكاكين الحادة على الرجال والنساء والأطفال أثناء الصلاة، وتم التحرش بالنساء ونزع حجابهن داخل المسجد، الأمر الذى أثار حالة من الغضب فى صفوف المصلين، بالإضافة إلى سب الذات الإلهية والكلمات البذيئة داخل المسجد، وبعد كل هذا الإجرام يضربون الناس وهم يصرخون عليهم قائلين: يا "صوفية يا كفرة".
وأعلن عميد رواق الإمام أحمد الرفاعى، عن إصابة 20 شخصًا كانوا متواجدين داخل مسجد رواق الإمام الرفاعى بالأردن خلال صلاة العشاء والتراويح.
وتقدمت الطرق الصوفية ورواق الإمام أحمد الرفاعي بالمملكة الأردنية الهاشمية ببلاغ عاجل إلى الديوان الملكى الأردنى، مطالبة الجهات الأمنية فى البلاد بالتحقيق الفورى والعاجل لمعرفة ملابسات ما حدث والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا الهجوم.