عصام الدين الصادق
كان يتجاور في تلك الجزيرةِ الخضراء وهي بين هذين النهرين الجمال والسلام والحياة والبهجة ولإشراق والبسمة والضحكات والدهشه والفرح ودموعه والعداله والعزةِ و الحب والسعاده حتي الموت كان أكثر إشراقاً وجمال ويرشف من كأس الحياة قليلاً ومن السعادة حِفنةٌ ومن الجمال ما يتزين به كانوا يعيشون سوياً
يتزاور الجميع ويتبادلون العطايا في الربيع والخريف والشتاء والصيف من منحة الخالق دون قيد او شرط لا تسمع إلا الضحكات ودموع الفرح تهطل بغزارةٍ فتزدان الخضرةِ بثوب العزةِ ويحضنها الجمال بين إندهاشة الموت والسعادة والحب ليستيقظ الربيع بصوت الضحكات العالي فيودع الشتاء الجميع فقد حانت ساعة الرحيل لينام ،
كانت السعاده تشتعل في كل مكان ولهيب الحب بلغ عنان السماء وشظايا الجمال زانتها كالنجوم
في الضفةِ الاخري من النهر كان الظلامُ حالك والصراعُ مستعر بين الفتنة وبجانبها الموت يقاتلون الضغينة والغدر والحقد ولأنانيه والحسد والقذارة والنار والسرقة والموت ولاغتصاب والتمكين قضت الفتنة علي الجميع خضعوا لها وقدموا صكوك الولاء والطاعه وهم صاغرون يتجرعون كأس الهزيمةِ تحت عناق الفتنة والموت بنشوة النصر
خرجة الفتنة والموت من الحرب مخضبين بالجراح ذهبا إلي النهر ليغتسلا فتسألهما القذارةِ : إلي اين أنتم ذاهبان؟
قالت الفتنه : سنذهب إلي النهر لنغتسل من هذه الدماء قالت: تباً لكي ألا تعلمين العداء بيني وبين ماء النهر ؟
وتريدي أن تذهبي بي إليه لنظافة تلك الدماء التي زينتك كالزهور ؟
أرجوكي أتركي الموت يذهب وحده يغتسل ويأتي لكي ببعض الماء وتغتسلي أما إذا ذهبتي بي سيقتلني النهر فهو لا يحبني ويكرهني لأني قذره، ولاتنسي بأنني سأكون لكي مطيعه وقد تحتاجيني يوماً فأنتي من تدبري كل شئ ونحن رهن إشارتك أرجو أن تفكري في الأمر قبل الذهاب اسأل النار إنها أكثرنا معرفة بالنهر
قالت النار: أعتقد أن القذارة علي حق انا أيضاً اتجنبه
قالت الفتنة : حسناً إذهب إذا أيها الموت وأحضر لي قليلاً من الماء لأشرب وأرسل يداي
ذهب الموت إلي النهر وعندما إقترب رأي في الضفة الاخري من النهر السماء تضيئ والسعادة تشتعل
سأل النهر ماذا يحدث هناك وما هذه الاصوات و الانوار الباهيه ؟
قال النهر إنها جزيرة الحياة و الجمال والبهجة ولإشراق والسلام والحب والعداله
قال الموت أتوجد جزيرةٌ هنا بها تلك الاشياء وما تلك الحياة التي ذكرتيها أتوجد حياة أخري غير تلك التي نعيشها هنا ؟
قال النهر : نعم منذ زمن بعيد ، لكنك مشغولٌ بتلك الحياة التي تعيشها وهذه الصراعات التي تتغذي عليها حتي أصبحت بهذا الشكل القبيح والمتسخ بالدماء والروائح النتنه
قال الموت: أصدقك القول لقد سئمت هذه الحياة وأريد أن أتركها لقد تعبت وأُصِبتُ بكثيرٍ من الامراض وأصحاب السوء فأصبحت الفتنة أقرب المقربين إلييه فأنا أرغب في السلام ولا أحب الحروب فهي تصيبني بعسر الهضم وأمراض المعده
قال النهر: حسناً يمكن أن أساعدك واسأل الحياة برغبتك في العيش معهم
قال الموت : أشكرك أيها النهر العظيم كعظمة مملكة كوش
قال النهر : هل تعرف مملكة كوش ؟
قال: نعم إنها الحضاره التي تواجدت في العام 1500 حتي 2500 قبل الميلاد
إستغرب النهر وقال: كيف علمته بكل ذلك
قال الموت : أنا وُجِدتُ قبل كل هذه الحضارات ، حتي أنت أنا أتذكر متي ولدت قال النهر حقاً ؟
قال الموت طبعا بما أنك ستساعدني بالذهاب إلي الضفة الاخري سأخبرك متي كانت ولادتك
قال النهرُ : حسناً الحياة صديقتي فلن ترفض لي طلباً وسوف توافق علي قدومك إذا طلبت منها ذلك هيا أخبرني متي وُلِدت
قال الموت : نعم اتذكر في تلك الفتره انا كنته شاباً جميلا ووسيم وكثير الصيام والتجوال وأصبحنا أنا والحياة صديقين حميمين وكُنّا نستمتع بالجمال والحب والسلام حتي جاء ذلك الرجل الطيب أدم وزوجته كان نبياً وتقياً أنجب من الأبناء والبنات وتكاثرو وكونوا عائلات حتي تفرعو وأصبحو قبائل وشعوب ثم تفرقوا وبدءوا يفسدون الحياة بالحروب حتي جاء اصدقائك كالفتنة والضغينه فأنا أعرفهم جميعاً لذلك أنا تعبت من هذه الحياة وإبتعدته عنهم
فوجدتَ حياة أفضل في تلك الجزيره
أما قصتك أنت فكان ذلك في عصر المنزل المطير الذي سادت بعدهه فترة جفاف طويله كثرت فيها الصحاري فظهرت أنت وكنت موسميا وضعيف اقصد بأنك لم تكن موجوداً قبل عصر المنزل ولكنك اصبحت في ذلك الشكل إلا في نهاية العصر الجليدي
قال النهر : إذن أنا ولدت وجدت في نهاية العصر الجليدي ؟
قال : نعم
فرح النهر وشكر الموت وقال له إنتظر هنا سأذهب إلي الحياة وأعود إليك بالخبر اليقين يا صديقي
وافقت الحياة علي قدوم الموت للعيش بينهم بعد أن سألت أصدقائها فوافق الجميع علي قدومه والعيش ببنهم ولكن إشترطو عليه ترك اصدقاء السوء
فرح الموت وعاش في جزيرة الحياة مع السلام والحب ولإشراق والسعاده
alsadigasam1@gmail.
///////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قال الموت
إقرأ أيضاً:
وزير الرى يتابع حالة مجري نهر النيل ومجهودات إزالة التعديات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى إجتماعاً، اليوم الثلاثاء، لمتابعة حالة مجري نهر النيل وفرعيه ، ومجهودات قطاع حماية وتطوير نهر النيل وفرعيه فى إزالة التعديات على مجرى نهر النيل بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية .
وتم خلال الإجتماع إستعراض مجهودات إزالة كافة أشكال التعديات على المجرى المائي للنهر وجسوره ، حيث تم إزالة حوالى ٨٧ ألف حالة تعدى على مجرى نهر النيل منذ عام ٢٠١٥ وحتى تاريخه فى إطار "حملة إنقاذ نهر النيل" من خلال حملات مكثفة لإزالة التعديات بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية وأجهزة المحافظات ، كما يجرى تنفيذ الموجة رقم (٢٥) لإزالة التعديات على مجرى نهر النيل والتى تم خلالها إزالة ٢٥٠ حالة تعدي حتي تاريخه علي مساحة ٥٢ ألف متر مربع .
استمرار إزالة التعديات ضمن فعاليات الموجة 25
شدد الدكتور سويلم على إستمرار المتابعة من كافة إدارات حماية النيل لحالة المجري لوأد أى محاولات للتعدي فى مهدها وقبل تفاقمها ، مع استمرار إزالة التعديات ضمن فعاليات الموجة 25 بهدف الحفاظ علي مجري النيل وفرعيه من التعديات ، مع دراسة كافة الحالات بشكل دقيق من كافة الجوانب الفنية والقانونية لتحديد المسار الأمثل للتعامل معها ، ومواصلة المرور الدوري لمسئولى حماية نهر النيل لرصد أى متغيرات تطرأ على مجرى النهر نتيجه أى تعديات وإتخاذ الإجراءات الرادعة في حينها .
كما شدد على ضرورة إلتزام كافة الجهات بتنفيذ الإجراءات والدراسات والإشتراطات الفنية والقانونية المتخصصة عند إجراء أية أعمال أو تنفيذ منشآت على نهر النيل ، مع التأكيد على الحق الأصيل لوزارة الموارد المائية والري في مراجعة التصميمات والرسومات التى تعدها الجهات المختلفة قبل التنفيذ والعرض على اللجنة العليا لتراخيص النيل المختصة بالدراسة في هذا الشأن .
الرفع المساحى لكافة أراضى طرح النهر
كما تم استعراض ما قامت به أجهزة الوزارة المختصة من إجتماعات مع اللجنة الفنية القانونية المالية المشكلة لإستلام الأراضى والمستندات الخاصة بأراضى طرح النهر وذلك على خرائط مساحية معتمدة من هيئة المساحة بإحداثيات محددة وكشوف حصر معتمدة موضح بها أسماء ومساحات واضعى اليد (حال وجود تعديات عليها) ، كما تم تشكيل لجنة فرعية تضم ممثلين عن قطاع تطوير وحماية نهر النيل وهيئة المساحة وهيئة التعمير لإجراء الرفع المساحى لكافة أراضى طرح النهر التى آلت ولايتها إلى الوزارة من خلال خطة موضوعة تمتد على طول مجري نهر النيل بالمحافظات النيلية الستة عشر والتي انتهت بالفعل في محافظة الدقهلية وتجري الآن بمحافظات "اسوان والأقصر والمنيا وبني سويف" ، حيث وجه الدكتور سويلم بمواصلة أعمال الرفع المساحى بهذه المحافظات طبقا للبرنامج الزمنى المقرر ، ومواصلة التنسيق مع الأجهزة المختصة بوزارة الزراعة لنهو إجراءات التسليم والتسلم بين الوزارتين في أسرع وقت لكافة أراضى طرح النهر بالمحافظات .