سودانايل:
2024-11-24@06:00:20 GMT

القوى الوطنية واحياء اتفاق إطاري آخر

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن لقاء وفد من تنسيقية القوى الوطنية برئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، و إعلان نيتها توقيع ميثاق سياسي مع القوات المسلحة، أعتقد هي خطوة لم تدرس سياسيا بشكل جيد، و تعتبر ردة فعل بما قام به تحالف "تقدم" من توقيع " إعلان سياسي أديس أبابا" مع قائد ميليشيا الدعم.

. أن موقف القوى المكونة لتنسيقية القوى الوطنية الداعم للقوات المسلحة هو موقف متسق سياسيا مع الشارع السوداني الذي وقف مناصرا و مؤيدا للجيش في معركة الكرامة، و أن توقيع ميثاق سياسي مع الجيش لكي يجعل التنسيقية الحاضنة السياسية له، تكون التنسيقية تريد أن تعود بنا إلي ذات " الاتفاق الإطاري" بصورة أخرى، و تدخل القضية السياسية في سباق محموم من أجل التقرب للجيش لكي تصبح هي الجهة الوحيدة المناط بها تشكل سلطة الفترة الانتقالية..
يقول مصطفي طنبور أحد قيادات التنسيقية بعد اللقاء (أن التنسيقية أكدت دعمها ومساندتها للقوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة وأن أى عملية سياسية لا تنطلق إلا بعد القضاء على المليشيا المتمردة التي تريد اختطاف البلاد وتدميرها (إذا كانت التنسيقية ترفض عملية اختطاف البلاد من قبل الميليشيا بالانقلاب الذي قامت به، و هو فعل مدان و غير مقبول.. أيضا محاولة استغلال الظرف و تحاول التنسيقية أن توقيع إعلان سياسي مع الجيش لا يقل أثرا عن عملية الاختطاف.. أن البلاد تشهد حربا شرسة و الجيش كله يخوض هذه الحرب، و قالت قيادته تكرارا أن العملية السياسية تبدأ بعد إنتهاء الحرب.ز و بالتالي أن أي طرح سياسي الهدف منه الانفراد بالعملية السياسية يصبح خطوة غير مقبولة.
أن حديث على عسكوري أحد قيادات التنسيقية، عقب اللقاء ( أن اللقاء تطرق إلى مجمل الأوضاع بالبلاد وموقف القوى السياسية والجهود المبذولة لجمع الصف الوطني وتوسيع قاعدة المشاركة لكل القوى السياسية السودانية) هذا الحديث يتوافق مع حديث القائد العام للجيش و الذي ظل يردده منذ الصراع الدائر حول فكرة " الإتفاق الإطاري" و يجب على القوى السياسية جميعها أن تتوافق على الحد الأدني لكي تصبح مؤهلة أن تقدم أفكارا بموجبها تتوافق مع الجيش على حكم البلاد.. و محاولة البعض العودة إلي ذات " الإتفاق الإطاري" و لكن فقط بتغيير الاعبين في المسرح السياسية، و هي مسألة سوف تقود البلاد مرة أخرى لصراع سياسي غير مفيد... و الذين يحاولون تشكيل حكومة فترة انتقالية أخرى عن محاصصات حزبية بمسميات جديدة، اعتقد أن هؤلاء لم يستفيدوا من دروس تجارب الفشل التي أدت للحرب.. أن بعض السياسيين بتفكيرهم المغلق حول مصالح ضيقة يجهضون الأعمال الوطنية العظيمة برغباتهم الشخصية و تطلعهم للصعود من خلال السلم الخلفي، هؤلاء يجب أن يعيدوا التفكير مرة أخرى لأفكارهم ذات البعد الواحد..
أن مسيرة العديد من القوى السياسية و الحركات، و التي وقفت مع القوات المسلحة صفا واحدا ضد مغامرة ميليشيا الدعم التي أضرت بالوطن و المواطن من تخريب و دمار و سرقة و نهب و أغتصابات، يجب أن تجعل الجميع أن يفكروا تفكيرا عقلانيا حكيما يكون الوطن هو الأول و الثاني و الثالث و ليس مصالح مكوناتهم و مصالحهم الشخصية، يجب أن القفز فوق هذه الرغائب الضيقة، حتى يستطيع الكل أن يمارس التفكير العقلاني الذي يفتح نوافذ يمر منها الهواء النقي الذي يجعل الكل يفكر بحكمة.. أن التفكير المحدود لاغتنام الفرص عند الأزمات يضعف الثقة بين المكونات..
أن خروج الشعب السوداني في كل ولايات السودان تأييدا للجيش، و هم يستقبلون متحركاته بالتكبير و التهليل كان لها الأثر القوى في رفع الروح المعنوية للمقاتلين في كل مكان، و كانت أيضا محفزا قويا أن يندفع الشباب ملبين دعوة الاستنفار التي أطلقها القائد العام، و أيضا دعوة المقاومة الشعبية لحمل السلاح دفاعا عن مناطقهم و ممتلكاتهم و اعراضهم، هؤلاء بينهم المتعلمين في كل حقول المعرفة و أيضا الخبرات... ماذا تقول القوى السياسية إذا أصر هؤلاء وحدهم يجب أن يسمح لهم الجيش إدارة الفترة الانتقالية.. لا اعتقد يقبلون ذلك.. أن دعوة التنسيقية لتوقيع " ميثاق سياسي" مع الجيش مهما تدثرت بثوب القومية و غيره أن الهدف من ذلك هو السطو على سلطة الفترة الانتقالية..
أن دعوة التنسيقية لحوار سوداني سوداني اعتقد هو مخرج البلاد من أزمتها، و عليها أن تتمسك بهذه الدعوة دون السعي لتوقيع ميثاق مع الجيش.. أن البرهان منذ صراع " الإتفاق الإطاري" كان يكرر في كل خطاباته، أننا لا نريد أن نحكم، و لكن لابد من مشاركة كل القوى السياسية في حوار و الوصول الاتفاق الحد الأدني .. و كرر البرهان هذه المقولة في زيارته الإولى و الأخيرة أيضا لمصر، و في عدد من خطاباته من على منابر معسكرات الجيش المختلفة.. يجب على القوى السياسية أن لا تعيد العملية السياسية لذات فكرة و صراع ما قبل الحرب، يجب عليها أن تفكر خارج دائرة السلطة، و سوف تجد حلولا أفضل، و لكن الذين يركزون على السلطة هؤلاء سوف يضعون العوائق لعقولهم و لا يساعدهم من عملية التفكير المنطقي و الصحيح الذي يقود للحل. و نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة مع الجیش یجب أن

إقرأ أيضاً:

ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟

كتب مجد بو مجاهد في" النهار": انشغل لبنان بالجانب الخاصّ بالتوصّل إلى وقف للنار وتطبيق القرار 1701 من المقترح الأميركي، لكنّ هناك جزءاً منه لم يأخذ الحيّز الأوسع من التشاور أو الاهتمام الإعلامي رغم أنه شكّل جزءاً من المستندات التي حضّرت في الملفّ الأميركي الذي عرضته السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارتها لمقرّ رئاسة مجلس النواب قبل مجيء كبير مستشاري الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين، حسب تأكيد مصدر لبناني رسميّ مواكب. لقد شكّل المقترح الأميركي خريطة طريق للمرحلة المقبلة أيضاً شملت أفكاراً مثابرة لحلّ ترسيمي للحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، كطرحٍ هو بمثابة نتاج لكلّ مفاوضات هوكشتاين السابقة في البلدين بهدف ترسيم الحدود البرية.
في معطيات واكبتها "النهار"، إن التركيز اللبناني الرسمي في ملفّ ترسيم الحدود البرية، سيحصل بعد الوصول إلى وقف للنار والانتشار الإضافي للجيش اللبناني بمؤازرة اليونيفيل على الحدود الجنوبية على أن يوسَّع التشاور فيه في مرحلة لاحقة، لكن الأولوية تكمن حالياً في وقف النار وتنفيذ القرار 1701 بكافة بنوده للانتقال إلى مرحلة استقرار. ولا يمانع من يتابع المفاوضات على المستوى اللبناني الرسمي التوصّل إلى حلّ للحدود البرية بعدما استطاعت المفاوضات سابقاً أن تتيح إنهاءً مبدئياً للنزاع على 7 نقاط في مرحلة ماضية، فيما بقيت المحادثات تدور حول 6 نقاط نزاع أخرى بين لبنان وإسرائيل. ببساطة، البحث اللبنانيّ عن حلّ في موضوع الحدود البرية متوقّف حالياً عند مسألة التوصّل إلى وقف للنار، وهناك من لا يغفل الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية للتوصّل إلى معاهدات دولية. إن النقطة الأكثر أهمّية التي تحتاج إلى اتفاق ترسيمي حولها هي النقطة B1 بحسب التحديد اللبنانيّ، التي
يطالب كلّ من لبنان وإسرائيل بضمّها نتيجة أهمية موقعها الاستراتيجي وطابعها الأمنيّ فوق رأس الناقورة، لأنها تشكّل نقطة تكشف مساحة كبيرة من الأراضي في الداخل الإسرائيلي وتشمل منشآت ومنتجعات وقواعد عسكرية ما يجعلها ذات أهمية للبلدين خصوصاً أنها نقطة ساحلية. وثمة من يختصر أهمية هذه النقطة بالقول إنه إذا حصل التوصّل إلى حلّ حولها فسيكون ملف ترسيم الحدود البرية قد أنجز في غالبية  نقاطه خصوصاً أنّ النقاط الباقية الأخرى التي يحصل الشدّ التنافسي حولها بعضها خاص بمحاولة الحصول على مساحات إضافية من الأراضي وبعضها الآخر بمسألة تقنية طوبوغرافية. 
وإذ لا تشمل النقاط كافة، البالغ عددها 13 نقطة، قرية الغجر ومزارع شبعا، فإن المفاوضات التي حصلت مع لبنان الرسميّ في مرحلة سابقة تضمّنت اقتراحاً لهوكشتاين بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي لقرية الغجر إضافة إلى التشاور في حلّ للنقاط الترسيمية، بحسب أجواء سابقة لرئاسة الحكومة اللبنانية. ولم يشمل الطرح الذي تفاوض به هوكشتاين في الأشهر الماضية مزارع شبعا. وتالياً، فإن المفاوضات محصورة بجزء من قرية الغجر. لكن ثمة استفهامات لا تزال في أروقة رسمية لبنانية تحيل المشكلة الحدودية البرية أيضاً إلى سيطرة إسرائيل على الشطر الشمالي من قرية الغجر وهل ستوافق إسرائيل على الانسحاب منها، فهي كانت قد عملت قبل بدء مرحلة تشرين الأول 2023 على بناء سياج لضمّ الشطر الشمالي من القرية.    
 

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
  • التنسيقية تهنئ النائبة نهى الشريف لحصولها على درجة الزمالة العُليا من جامعة سنغافورة الوطنية 
  • ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟
  • تعليقا على لقاء وفد الإصلاح والزبيدي.. بن دغر: المصلحة الوطنية تقتضي تمتين العلاقات بين القوى المناهضة للحوثيين
  • وسط استعدادات الجيش.. العراق يتخذ خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات إسرائيل
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • ميقاتي: الجيش اللبناني يستعد لتعزيز حضوره في جنوب البلاد
  • البطريرك ميناسيان: ندعو القوى السياسية إلى اختيار رئيس يكون رمزًا للوحدة
  • ميقاتي بذكرى الاستقلال: الجيش الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب يقدم التضحيات زودا عن ارض الوطن
  • تفاصيل لقاء محافظ أسيوط مع نائب وزير الخاجية ورئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية