بروكسل - يواصل الاتحاد الأوروبي عقد اتفاقات مع دول شمال أفريقيا بعد تونس وموريتانيا ومصر في محاولة لمنع وصول المهاجرين إلى حدوده، وهي إستراتيجية يقول منتقدون إن فاعليتها غير مؤكدة.

لكن القادة الأوروبيين حريصون على إظهار حزمهم بشأن ملف الهجرة غير القانونية قبل ثلاثة أشهر على الانتخابات البرلمانية حيث تتوقع استطلاعات الرأي صعود اليمين المتطرف.



وتتوجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى القاهرة الأحد برفقة رؤساء حكومات بلجيكا ألكسندر دي كرو وإيطاليا جورجيا ميلوني واليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.

والهدف من ذلك إقامة شراكة مع السلطات المصرية لمساعدة هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة، والذي يقع على حدود حربين في قطاع غزة والسودان، وحيث يوجد نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ، بما في ذلك أربعة ملايين سوداني و1.5 مليون سوري، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وتحدث وزير المالية المصري محمد معيط عن مساعدات أوروبية بـ”5 إلى 6 مليارات دولار” (4.5 إلى 5.5 مليار يورو).

منتقدون يقولون إن فاعلية عقد اتفاقيات أوروبية مع دول شمال أفريقيا لمكافحة ظاهرة الهجرة غير مؤكدة

والنسخة المقترحة من الاتفاق هي ذاتها التي تم التوصل إليها مع تونس. وينتظر الأوروبيون من حكومات دول انطلاق المهاجرين أو تلك التي تشكل ممرا لهم، أن توقف تدفقهم وأن تستقبل أولئك الذين لا يحملون إقامة قانونية في دول الاتحاد الأوروبي مقابل تقديم المساعدات المالية والاستثمارات.

ويُبين خبير الهجرة فلوريان تراونر، من الجامعة الفلمنكية في بروكسل، “بشكل عام، لا تحظى اتفاقات الهجرة مع دول ثالثة بشعبية كبيرة في هذه البلدان، لأنه يُنظر إليها على أنها وسيلة لتكون شرطة الاتحاد الأوروبي… لذلك بدأ الاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقيات أكثر شمولا، حيث الهجرة هي عنصر من بين عناصر أخرى”.

وأكد المتحدث باسم المفوضية إريك مامر خلال مؤتمر صحفي الأربعاء أن بالإضافة إلى الهجرة، “لدينا العديد من مجالات التعاون الأخرى مع مصر، مثل الطاقة وأجندة المناخ”.

وليس التعاون في مجال الهجرة مع دول ثالثة بالأمر الجديد، فقد تم توقيع اتفاق في عام 2016 مع تركيا، يقضي بأن تحتفظ البلاد باللاجئين السوريين على أراضيها. كما التزم الاتحاد الأوروبي، بشكل مثير للجدل، بتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبيين، وذلك على الرغم من المخاوف بشأن سوء معاملة المهاجرين في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات.

وفي السابع من مارس، تم التوصل إلى اتفاق مع موريتانيا يقضي برصد 210 ملايين يورو وينص على زيادة التعاون مع وكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس”.

ومع ذلك، فإن “مذكرة التفاهم بشأن الشراكة الإستراتيجية والشاملة” مع تونس، التي وُصفت بأنها نموذج، كانت في بدايتها غير واضحة، وتخللتها توترات مع السلطات.

ولا يزال اتفاق تونس يثير جدلا يتجلى في انتقادات داخل الاتحاد الأوروبي. وفي قرار تم التصويت عليه الخميس، اعترض أعضاء البرلمان الأوروبي على شروط صرف المفوضية مؤخرا لمبلغ 150 مليون يورو لدعم ميزانية تونس، ودانوا “تدهور سيادة القانون في تونس”.

وفي رسالة بعث بها الثلاثاء إلى أورسولا فون دير لاين قبل توجهها إلى القاهرة، حذر عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي منير ساتوري (الخضر)، مقرر البرلمان الأوروبي لمصر، من “الوضع الكارثي للديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر”.

في السابع من مارس، تم التوصل إلى اتفاق مع موريتانيا يقضي برصد 210 ملايين يورو وينص على زيادة التعاون مع وكالة حرس الحدود الأوروبية "فرونتكس"

ودانت كاثرين وولارد، مديرة المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين، وهو تحالف للمنظمات غير الحكومية، “الاتفاقات المبرمة مع الحكومات القمعية”، والتي تعتبر “محاولات من جانب الاتحاد الأوروبي للتعاقد عبر تحمل مسؤوليته في شكل غير مباشر”.

وتساءل إريك مامر “هل نحن راضون عن الوضع في هذه البلدان؟ بالتأكيد لا”. لكن “نعتقد أن من الحكمة إبرام اتفاقيات شاملة معها من شأنها أن تحسن تدريجيا الوضع (…) سواء بالنسبة إلى سكانها أو إلى المهاجرين في هذه البلدان”.

ومع ذلك، فإن فعالية هذه الشراكات تظل موضع تساؤل. ولئن استقبلت تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري على أراضيها، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان لم يتردد في استخدام قضية المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي.

وأما بالنسبة إلى تونس، فتظهر الأرقام الأخيرة انخفاضا في عدد المغادرين من هذا البلد، وزيادة طفيفة من ليبيا.

وترى المنظمة الدولية للهجرة أن هناك عوامل مختلفة يمكن أن تفسر هذا الاتجاه، ومن السابق لأوانه ربط هذا الأمر بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتونس.

ويعد وسط البحر المتوسط طريق الهجرة الأكثر خطورة، حيث قضى أو فقد ما يقرب من 2500 شخص في عام 2023.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی مع دول

إقرأ أيضاً:

“الدبيبة” يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا

الوطن| متابعات

استقبل رئيس الحكومة المنتهية عبدالحميد الدبيبة، سفراء الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا؛ لبحث مستجدات الأوضاع السياسية، ومتابعة استكمال عودة السفارات للعمل من ليبيا، وتنسيق الجهود لعقد منتدى الهجرة عبر المتوسط،في طرابلس منتصف يوليو القادم بمشاركة الدول الأفريقية والأوروبية ذات العلاقة.

وتم تأكيد دعم جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للوصول للانتخابات وفق قوانين عادلة، والترحيب بتفعيل الانتخابات البلدية ودعم الحكومة لها وتقديم التسهيلات اللازمة.

كما أشاد السفراء بجهود الحكومة في ملف الهجرة غير النظامية، مشيرين إلى ضرورة المشاركة الفاعلة من الدول الأوروبية في المنتدى المزمع عقده في طرابلس للحد من هذه الظاهرة.

الوسومسفراء الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا عبدالحميد الدبيبة ليبيا

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن اتفاقات استثمارية مع مصر تتجاوز 40 مليار يورو
  • وفد أوروبي يزور ليبيا لبحث الهجرة والانتخابات
  • نسبة لافتة.. الاتحاد الأوروبي يرصد زيادة بمعدل ترحيل المهاجرين خارج حدوده
  • تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجزء من اتفاق مثير للجدل مع إيطاليا
  • وفد من الاتحاد الأوروبي يزور ليبيا غدا لبحث ملف الهجرة
  • النمسا تؤيد ترحيل المهاجرين بينهم العراقيون الى بلادهم
  • وكالة الأنباء الفرنسية: ليبيا ساعية لإعادة المهاجرين غير الشرعيين طواعية لديارهم
  • لماذا ينزعج الاتحاد الأوروبي من التقارب التونسي مع الشرق؟
  • السفاح "توربو" يواجه في الاستئناف قضية قتله شابا في فرنسا بعد حصوله على "براءة" مثيرة للجدل
  • “الدبيبة” يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا