حلوى القطايف تغيب عن موائد رمضان في غزة جراء عدوان الاحتلال
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
لأول مرة، لم تعد حلوى القطايف تحتل المكانة المميزة التي كانت تحظى بها موائد إفطار الأسر الفلسطينية في غزة خلال شهر رمضان، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني نتيجة للحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي ضمن عدوانه الوحشي.
وارتفعت أسعار مكونات القطايف بشكل كبير بسبب شح الموارد وتواصل العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من 5 شواكل إلى 30 شيكل ( الدولار يساوي 3.
وتحولت حلوى القطايف، المعتادة على موائد إفطار الأسر في الأعوام السابقة من شهر رمضان، محصورة لأولئك الذين يمتلكون الأموال، ما يجعل لذتها غائبة عن كثير من أهالي غزة في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية.
ويعتبر سكان قطاع غزة "القطايف" سيدة الحلويات الرمضانية وتقليداً يتوارثه الأجيال، حيث تتميز هذه الحلوى بأنها سهلة الصنع ورخيصة التكاليف.
تتكون "القطايف" من فطيرة صغيرة حجمها أصغر من كف يد الإنسان، تحشى بالمكسرات أو الزبادي أو التمر، وتُخبز، ثم تُغمس بـ "القطر" المصنوع من ماء العسل أو السكر.
وفي مدينة رفح بقطاع غزة، يشتكي صانع القطايف، يحيى شلبي (25 عاما)، من قلة المبيعات هذا العام، حيث يدرك ارتفاع الأسعار وعدم قدرة السكان على شرائها.
ويقول شلبي خلال حدثه للأناضول: "تجاوزت أسعار القطايف هذا العام الحد الطبيعي، حيث وصل سعر الكيلوجرام إلى 30 شيكل، بعكس السنوات السابقة التي كانت تتراوح بين 5 و 6 شواكل".
ويضيف: "الظروف المعيشية صعبة للغاية في قطاع غزة نتيجة للحرب، وأغلب السكان غير قادرين على شراء حلوى القطايف التي كانت تعتبر جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار في رمضان".
ويشير إلى أنه في السنوات السابقة، كان الطلب على القطايف مرتفعًا، ولكن هذا العام انخفضت المبيعات وتقلص عدد الزبائن، حيث يقتصر الشراء على أولئك الذين يمتلكون الأموال.
وأوضح شلبي أن القطايف لا تعتمد فقط على العجينة بل تتطلب أيضًا استخدام السكر لإعداد القطر وإضافة المكسرات، وكل هذه المكونات مرتفعة الثمن بشكل جنوني في ظل الحرب على غزة.
من جهته، يعبر الفلسطيني أحمد أبو طوق (23 عاما) عن استيائه من قلة المبيعات لحلوى القطايف، التي كانت مصدر دخل له ولعائلته خلال شهر رمضان.
وكان أبو طوق يعمل على بيع مجموعة متنوعة من الحلويات قبل شهر رمضان، لكن في رمضان يقتصر عمله على بيع القطايف بسبب الطلب الكبير عليها، ومع ذلك، هذا العام شهد انخفاضًا كبيرًا في الطلب بسبب ارتفاع ثمنه مقارنة بالأعوام الماضية.
يوضح: "الوضع الإنساني صعب جدا في قطاع غزة جراء الحرب، وبيع الحلويات مصدر دخل لعائلتي، و لقد اقتصر الآن على بيع القطايف، لكن الطلب عليها شبه معدوم".
ويضيف: "أثرت الحرب على ارتفاع ثمن مكونات القطايف، الحلوى المفضلة لدى الفقراء والأثرياء في رمضان، ولذا ارتفع سعرها".
ويشير إلى أن "الطبقة الفقيرة والمتوسطة تجد صعوبة في شراء القطايف، بينما يمكن لمن يملك الأموال شراؤها ولكن بكميات قليلة"، حسب الأناضول.
ويحل رمضان هذا العام بالتزامن مع تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تفتك بأهالي قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وتتصاعد حدة المجاعة في قطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في المناطق الشمالية، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين، بينهم أطفال ومسنون، جراء الجفاف ونقص حاد في التغذية.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي حرب تجويع وحشية على أهالي قطاع غزة، عبر عرقلة دخول المساعدات من خلال المعابر البرية ما أدى إلى اتساع رقعة المجاعة لا سيما في مناطق شمال قطاع غزة.
وتنفذ عدد من الدول العربية والأجنبية عمليات إنزال جوية للمساعدات الإنسانية على مناطق مختلفة من قطاع غزة في محاولة إلى تدارك الكارثة الإنسانية التي تفتك بالغزيين، غير أن مسؤولين أمميين شددوا على أن ذلك لا يغني عن ضرورة فتح المعابر.
ولليوم الـ162 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 31 ألف شهيد، وأكثر من 72 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القطايف الفلسطينية غزة رمضان الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال رمضان القطايف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شهر رمضان هذا العام التی کانت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يوم دام جديد خلف شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء ، حرب الإبادة على قطاع غزة مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى يومياً، وفارضاً في الوقت نفسه حصاراً مشدداً أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ القطاع. وندّدت منظمة العفو الدولية، بـ”إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل “على الهواء مباشرة” في غزة، حيث وقع الفلسطينيون في براثن اليأس بفعل الحرب وحرمانهم من المساعدات الإنسانية. وارتقى16 شهيدًا في القصف والغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة 12 منهم استشهدوا وسط القطاع. فقد ارتقى 3 شهداء جراء قصف شقة سكنية في المخيم الجديد بالنصيرات، وهم أحمد أحمد وزوجته وطفلته. كما استشهد 3 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة حمدان في مخيم 2 بالنصيرات وسط قطاع غزة؛ هم، بهاء محمد حمدان، فاطمة محمد حمدان، وميس محمد حمدان. فيما ارتقى شهيد وعدد من المفقودين جراء استهداف منزلا سكنيا لعائلة أبو جريبان قرب مدرسة السوارحة جنوب غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كما أصيب شخص، في استهداف شقة سكنية لعائلة أبو حسنين في حي بشارة بمدينة دير البلح. كما استشهد الشاب عبد الرحمن محمد عوني عوض جراء إصابته بقصف إسرائيلي على بلوك ١ في مخيم البريج قبل أسبوع.