Poor Things.. باربي تلتقي بفرانكنشتين في ديزني لاند
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: رشح فيلم Poor Things لـ11 جائزة أوسكار، حصل منها على 4 لأفضل ملابس، وماكياج، وتصميم مناظر، وممثلة لبطلته إيما ستون، مضيفاً إلى حصيلة الجوائز الكثيرة التي حصدها منذ أن عرض في مهرجان فينيسيا الماضي، وحصل على الأسد الذهبي كأفضل فيلم في المهرجان.
وفوق ذلك حقق الفيلم إيرادات تقدر بحوالي 109 مليون دولار، وهو رقم كبير جداً مقارنة بميزانية إنتاجه التي لم تزد عن 35 مليون، مع ذلك، ورغم كل هذه الجوائز والشعبية، يظل Poor Things واحداً من أغرب الأفلام التي ظهرت خلال السنوات الماضية وأكثرها صعوبة على الهضم.
لطالما عرف صانع الفيلم اليوناني، يورجوس لانثيموس، بعوالمه السوريالية الغريبة، منذ فيلمه Alps عام 2011، الذي حقق لاسمه شهرة ما، ثم من خلال فيلمه البديع The Lobster، الذي شارك في بطولته النجمان كولين فاريل وريتشل وايز، وكان آخر إبداعاته فيلمه شبه التاريخي العجيب The Favourite في 2018، قبل أن يعود بأكثر أعماله إثارة للعجب إلى الآن، وهو Poor Things.
نبدأ من عنوان الفيلم، وهو أيضا عنوان الرواية التي اقتبس منها الفيلم، والتي صدرت 1992 بتوقيع آلاسدير جراي، ويشير المؤلف في إحدى الفقرات أن كل شخصيات عمله يجمع بينها كلمة “بائس” أو “فقير” poor، سواء لوصفهم أو لكثرة استخدامهم لها.
كذلك ترد الكلمة في عبارة متأخرة من الرواية، يستخدمها الفيلم أيضاً، على لسان الدكتور جودين (دانيال ديفو) الذي يقوم بتخليق كائنات هجينة مثل رأس كلب بجسد دجاجة، أو امرأة ناضجة الجسد بمخ رضيع، كما في حالة الشخصية الرئيسية بيلا باكستر (إيما ستون).
عندما تواجه بيلا جودوين بصدمتها في أنه كذب عليها، يقول، معترفاً بخطأه، أنه لا يقل بؤساً عن زوجها القديم الذي يظهر لاستردادها، ومن ثم فإن أفضل ترجمة لعنوان الفيلم في تصورنا قد تكون “كائنات بائسة”، وهو عنوان يتفق مع تحليلنا لمعنى الفيلم ومضمونه، بالرغم من صعوبة الإمساك بهذا التحليل أو المعنى.
ومن العنوان إلى قصة الفيلم التي تدور أحداثها في لندن النصف الأول من القرن التاسع عشر، فيما يعرف بالعصر الفيكتوري، نسبة إلى الملكة فيكتوريا، وهي الفترة التي شهدت ذروة الثورة الصناعية (بداية باكتشاف طاقة الفحم (والآلات البخارية)، ثم الكهرباء، وهي الفترة التي شهدت مولد أدب الرعب الحديث، ممثلاً في رواية “فرانكنشتين” لماري شيلي، التي تعتمد عليها رواية وفيلم “Poor Things إلى حد كبير.
لقد عولجت رواية “فراكنشتين” عشرات، إن لم يكن مئات المرات، في الأدب والمسرح والسينما، بتنويعات وتأويلات مختلفة، وأحد هذه التنويعات هو التعاطف مع المسخ الذي يقوم يتخليقه الدكتور فرانكنشتين، واعتباره ضحية، وكائن مسكين يبحث عن هوية وذاكرة ومعنى لوجوده.
وهذه هي الفكرة التي تتردد عبر رواية وفيلم Poor Things، ولكن من خلال امرأة، ما يجعل بحثها مزدوجاً وأكثر تركيباً، فهي تبحث عن كل من إنسانيتها وأنثويتها.
من الطريف أن نقارن Poor Things بفيلم Barbie الذي كان ظاهرة 2023، والذي حقق نجاحات وإيرادات قياسية، كل من بيلا وباربي تتشابهان في محنتيهما الدرامية إلى حد مذهل، ولكن الفارق هو المعالجة، وهو فارق ليس فقط شاسعاً، ولكنه شديد التباين والتأثير إلى حد مذهل.
Barbie فيلم تقليدي، مهذب، ومتصالح إجتماعياً، يترك تأثيراً متفائلاً ومريحاً ومرحاً على مشاهده. أما Poor Things ففيلم خارج عن التنميط، مقتحم، ووقح، وصادم إجتماعيا، وهو يترك تأثيراً متشائماً وكئيباً، ولكن مرحاً أيضاً، على المشاهد.
Barbie فيلم تقليدي فنياً، بالرغم من تقنياته العالية وعالمه اللطيف، أما Poor Things فهو متمرد وجرئ، ويتجلى ذلك في كل عناصره: التصوير الذي يعتمد على لقطات “عين السمكة” كأننا نتفرج عبر مخروط “الفانوس السحري” القديم، وألوانه الزاهية المشبعة كأنها من رسم طفل عابث، وأداءه ممثليه المبالغ فيه، كأنهم دمى في مسرح العرائس أو ديزني لاند، وتشدد الملابس والماكياج والموسيقى الحادة في تأكيد هذا التأثير الغرائبي المتجاوز للمعقول، والمقبول.
ينتمي Poor Things في قلبه إلى ما يعرف بأفلام الوصول إلى النضج Coming of Age، ومن خلال فكرته الخيالية (مثل Barbie) يستكشف الوعي الأنثوي في عالم يهيمن فيه الذكور، ويسوده النفاق الاجتماعي والمظاهر المدعية والقهر، بعقل طفل يبحث عن المغامرة، وجسد حر لا يتحكم فيه المجتمع، تدخل بيلا التجربة تلو الأخرى: تستمتع وتتعلم وتتألم، وتكتشف بؤس العالم وتفاهته وظلمه، ومن متعة الجسد الأخرس، تنتقل إلى متعة الذهن الواعي، المثقف، تتخلى عن كل شئ فيما عدا الحرية، والعقل، فتنجو..رغم رعب وهوان الرحلة التي تمر بها.
لا تنتظر إذن مشاهدة ممتعة مسترخية مع Poor Things، بالرغم من أنك قد تضحك كثيراً في كثير من المشاهد، ولكنه ضحك مر كالعلقم، مصحوب بالدهشة، الصدمة، وكثير من الارتباك، وبعض الرعب والنفور أحياناً.
هذا واحد من أكثر الأفلام غرابة، وانتهاكاً للمحظورات، قد يذكر في بعض نظرته للواقع الإنساني بأعمال الايطالي بازوليني أو الألماني فاسبندر، ولكن بنبرة مرحة، وخفة تتناسب مع عصر الخفة غير المحتملة الذي نعيش فيه، وقد يذكر في بعض خياله السوريالي بأعمال المكسيكي ديل تورو، أو السويدي روي أندرسون، ولكنه أكثر سوداوية، وجروتسكية (والجروتسكية هي مذهب في الرسم والسينما يعتمد على تشويه المخلوقات والموضوعات بأسلوب كاريكاتيري مبالغ فيه).
من الطريف أن نقرأ بعض عبارات التصنيف التي ذكرها نقاد حول Poor Things: كوميديا سوداء، كوميديا قوطية، كوميديا جنسية، كوميديا عبثية، وإيما ستون نفسها تصفه بأنه كوميديا عاطفية Romantic Comedy، الصفة التي يتفق حولها الجميع أنه عمل كوميدي، ولكنها كوميديا يستحيل تصنيفها أو وصفها.
ربما يعتقد المرء أنه لم يعد هناك جديد تحت شمس السينما، وأنه من الصعب العثور على فيلم مبتكر لا يشبه غيره، ولكن الحقيقة أن المبدعين الكبار لا يكفون عن صنع أعمال أصيلة قادرة على إثارة الدهشة، وPoor Things واحد من هذه الأعمال.
هذا عمل من نتاج مخرج طليق الخيال، وإنتاج وتمثيل ممثلة شديدة الجرأة، ولا يقل عنهما شجاعة الكبيران دانيل ديفو، ومارك روفالو، في دورين يمثلان علامة في حياتهما الفنية.
ربما لا يكون Poor Things من النوع الذي تفضله، وربما لا تتقبله ذائقتك (مثل الطعام الذي تأكله وتلفظه بيلا باكستر طوال الفيلم)، ولكنها تجربة ضرورية من أجل النضج، وتدريب هذه الذائقة على هضم أعمال أرقى.
main 2024-03-16 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: Poor Things
إقرأ أيضاً:
صورة: ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان 2025 ؟
ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان 2025 ، حيث تعتبر ظاهرة الصيام من الظواهر الطبيعية التي تحدث في عالم الحيوان، حيث تعتمد العديد من الكائنات الحية على دورات غذائية معينة تتناسب مع بيئتها وظروفها البيئية، ومع ذلك، عندما نتحدث عن "الحيوان الذي يصوم رمضان"، فإننا نشير إلى موضوع مثير للجدل وغير موثق علميًا، ولكنه يحظى بشعبية كبيرة في الثقافة الشعبية العربية والإسلامية.
ما هو الحيوان الذي يصوم رمضانمع قرب الشهر المبارك ، يكثر السؤال عن ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان ، إذ أنه وفي التراث الشعبي العربي والإسلامي، يُقال إن هناك حيوانًا يُسمى "أبو الحصم" أو "أبو حصين" هو الحيوان الوحيد الذي يصوم شهر رمضان مثل البشر المسلمين، يُعتقد أن هذا الحيوان يتوقف عن الأكل والشرب أثناء النهار خلال شهر رمضان، ويستأنف تناول الطعام بعد غروب الشمس.
من هو أبو الحصم؟- وصف الحيوان: يُوصف أبو الحصم بأنه حيوان صغير الحجم يشبه الجرذ أو الفأر، ويتميز بفروه الناعم وأذنيه الطويلتين.
- مكان العيش: يُقال إنه يعيش في المناطق الصحراوية والجبلية، ويتغذى على النباتات والبذور.
- الصيام: وفقًا للأسطورة، يبدأ أبو الحصم صيامه مع بداية شهر رمضان، ويستمر حتى نهايته، تمامًا كما يفعل المسلمون.
قصة ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان ، ليست مبنية على أدلة علمية، بل هي جزء من التراث الشعبي الذي يهدف إلى تعزيز قيم الصيام والتقوى بين الناس، قد تكون هذه الأسطورة نشأت كوسيلة لتوضيح أهمية الصيام وقيمته الروحية، حيث يتم تقديم الحيوان كرمز للطاعة والالتزام بالعبادة.
الصيام في عالم الحيوان: حقائق علميةعلى الرغم من أن قصة أبو الحصم غير مثبتة علميًا، إلا أن هناك العديد من الحيوانات التي تعتمد على دورات غذائية مشابهة للصيام نتيجة لظروف بيئية أو فسيولوجية. ومن أبرز الأمثلة:
1. الدببة أثناء السبات الشتوي
- الدببة تدخل في حالة سبات شتوي تستمر لعدة أشهر، حيث تتوقف عن الأكل والشرب تمامًا وتكتفي بالاعتماد على مخزون الدهون في جسمها.
2. الجمال في الصحراء
- الجمال يمكنها البقاء لفترات طويلة دون ماء أو طعام، مما يجعلها رمزًا للتحمل والقدرة على التكيف مع الظروف القاسية.
3. الطيور المهاجرة
- بعض الطيور المهاجرة تقطع مسافات طويلة دون توقف لتناول الطعام، حيث تعتمد على مخزون الطاقة المخزن في أجسامها.
4. الحيوانات الصحراوية
- العديد من الحيوانات الصحراوية تنشط فقط في الليل (مثل الثعالب والجرذان) وتتجنب النهار الحار، مما يجعلها تعتمد على موارد محدودة.
هل يمكن للحيوانات أن تصوم؟من الناحية العلمية، لا يمكن للحيوانات أن تصوم بناءً على إرادة دينية أو روحية، لأن سلوكها يعتمد على الغريزة البيولوجية وليس على الإيمان أو الوعي الديني. ومع ذلك، يمكن أن تظهر بعض الحيوانات سلوكيات مشابهة للصيام نتيجة لظروف بيئية أو موسمية، وذلك ضمن مقال ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان.
الدروس المستفادة من قصة أبو الحصم- التواضع والطاعة: إذا كانت هذه القصة خيالية، فإنها تعلمنا قيمة الطاعة والالتزام بالعبادات.
- التأمل في الطبيعة: تشجعنا القصة على التأمل في عجائب الخلق وكيفية تكيف الكائنات الحية مع بيئاتها.
- تعزيز القيم الدينية: القصة تُستخدم كوسيلة لتحفيز الأطفال والكبار على الالتزام بصيام رمضان.
قصة ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان (أبو الحصم) هي أسطورة شائعة في الثقافة الشعبية، ولكنها غير مثبتة علميًا. ومع ذلك، فإنها تحمل رسائل روحية وأخلاقية مهمة، وتشجعنا على التفكير في كيفية تكيف الكائنات الحية مع بيئاتها. وفي النهاية، تظل هذه القصة جزءًا من التراث الذي يعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة في العالم الإسلامي.
سواء كانت قصة أبو الحصم حقيقية أم لا، فإنها تظل رمزًا جميلًا للتواضع والطاعة، ودعوة للتفكر في عظمة الخالق وقدرته على تنظيم الحياة بكل تفاصيلها.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من منوعات 2023 امساكية رمضان 2025 قطر ليلة الشك رمضان 2025 موعدها بالضبط جدول صلاة التراويح في الحرم المكي 1446 لمدة 30 يوما الأكثر قراءة غزة - شهيد وإصابة بقصف إسرائيلي في رفح الجيش الإسرائيلي يطالب سكان مخيم نور شمس بإخلائه فورا الرئيس عباس يثمن مواقف الملك عبد الله الثاني الرافضة لتهجير شعبنا الصحة تطالب بالإفراج الفوري عن الطبيب حسام أبو صفية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025