ما هي الاستراتيجية التي يعمل نتنياهو على تطبيقها في غزة بعد الحرب؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
تحدث كاتب وصحفي إسرائيلي مخضرم، عن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي "الاستراتيجية" لمستقبل قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، مؤكدا أنها لا تشمل أي ربط أو تواصل جغرافي في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال رون بن يشاي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن نتنياهو يسير بخطوات "ناجحة وصغيرة"، لتحقيق حل بعيد المدى للأوضاع في غزة بعد الحرب، وفق رؤية اليمين الإسرائيلي، يشمل إنشاء كيان منفصل في غزة، تسيطر عليه "إسرائيل" من الناحية الأمنية.
غير أن نتنياهو غير مستعد لأن يعرض على الجمهور في "إسرائيل"، وعلى الإدارة الأمريكية ولا حتى على المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" مخططه خشية أن يؤدي هذا الى تفكيك ائتلافه، فتحتدم المواجهة مع واشنطن وتفقد "إسرائيل" دعم الدول العربية التي تقيم معها علاقات من فوق ومن تحت الطاولة. وفق بن يشاي.
تفاصيل الخطة
وفقا لكل المؤشرات، يقول بن يشاي، فإن نتنياهو معني بأن يصبح قطاع غزة كيانا منفصلا، بمثابة مدينة على نمط سنغافورة، باستثناء أنها مجردة من السلاح، ومرتبطة بالعالم الواسع عبر ممرين، بري وبحري، وهذان الممران يسمحان للغزيين بالتحرك بحرية نسبية من والى القطاع، وأن يقيموا علاقات تجارية واقتصادية مع دول أجنبية وأن يصطادوا في مياه شواطئهم، كل هذا دون أن يمروا بـ"إسرائيل". ومع ذلك، تراقب الأخيرة الحركة في الممرين كي تمنع تهريب الوسائل القتالية والمواد الخام التي تسمح بإنتاج السلاح.
ويضف بن يشاي عن رؤية نتنياهو: "الإدارة المدنية في القطاع، بما في ذلك إنفاذ القانون، الخدمات العامة، جباية الضرائب وما شابه، يقوم به سكان محليون بإشراف مجلس أو منظمة يقامان بموافقة دولية، وهذا الجسم يستمد صلاحياته من قرار مجلس الأمن أو منظمة إقليمية معروفة بموافقة إسرائيلية".
ويبدو أن نتنياهو معني أن يكون في عضوية هذا الجسم الولايات المتحدة، والامارات، مصر، والأمم المتحدة وربما أيضا البحرين. نظرا لأن هذه الدول والجهات توجد مصلحة في إعمار قطاع غزة، ولديهم "جيوب عميقة" بما يكفي كي يمولوا الإعمار، وإرادة للإبقاء على تجريد القطاع من السلاح، كي لا تضيع الاستثمارات هباء. وفق الكاتب.
ويتطلع نتنياهو لأن تكون السعودية أيضا شريكا في هذا الجسم، لكن هذا لن يحصل إلا إذا تحققت الرؤيا الإقليمية لإدارة بايدن المشروطة بموافقة "إسرائيلية" لحل الدولتين.
ويرى بن يشاي أن الإمارات يفترض أن يكون يكون لها دور في المخطط المستقبلي، لتصبح جهة إقليمية مؤثرة تخلف قطر كمتنفذة في الساحة الفلسطينية وذلك كي تثبت بأن اتفاقات "أبراهام" تخدم المصلحة العربية والإسلامية بعامة.
لكن الكاتب رأى أنه من السابق لأوانه أن نرى في مخطط نتنياهو موضوعا يرى النور، ليس فقط لأن نهاية الحرب لا تزال غير واضحة، بل لأن الخطة تثير معارضة داخلية، وهذا ما يجعل نتنياهو "يبقي أوراقه قريبة من صدره ويحاول بوسائل تلاعبية أن يحرك الجهات ذات الصلة في المواجهة الغزية لاتخاذ خطوات تتطابق وخطته".
ويفترض بن يشاي أن إقامة الرصيف العائم على شاطيء غزة هذه الأيام هو جزء من مبادرة أصيلة لرئيس الوزراء تخدم جيدا "استراتيجية سنغافورة" خاصته.
ويبدي نتنياهو الآن مؤشرات واضحة على أنه لن يعارض الرصيف الأمريكي الذي سيبدأ في غضون بضعة أسابيع بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات هائلة، ويمكن أن سيستبدل في المستقبل ببناء دائم يبنى في شمال القطاع، بتمويل إماراتي وربما أيضا بحريني وسعودي. وفق التوقعات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاستراتيجية غزة الفلسطينية نتنياهو فلسطين غزة نتنياهو استراتيجية الممر البحري صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟
بات السؤال المطروح: كم عدد الدول التي قد يعجز نتنياهو عن زيارتها؟ بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية، يوم الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفقا لنظام روما الأساسي، وهو المؤسس للمحكمة، تلتزم 123 دولة من أعضائها بالتعاون مع قراراتها، بما في ذلك اعتقال الأفراد المطلوبين وتسليمهم عند دخول أراضيها، وتشمل هذه الدول: دولا أوروبية مثل فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا، ودول أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين والبرازيل، ودول افريقية مثل جنوب أفريقيا، والسنغال ، اما الدول الآسيوية فهي محدودة مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
في المقابل، هناك دول غير ملزمة بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية، لأنها لم تصادق على نظام روما الأساسي أو انسحبت منه، مثل: أمريكا وقّعت على الاتفاقية ثم سحبت توقيعها، أما الصين وروسيا لم تصادقا على النظام.
وهذا يعني أن أي زيارة يقوم بها نتنياهو إلى إحدى الدول الموقعة على نظام روما، قد تعرضه لخطر الاعتقال، مما يضع قيودا كبيرة على حركته الدولية.