كيف تعيد المنطقة العازلة التي تقترحها إسرائيل تشكيل قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن القوات الإسرائيلية تقوم بتجريف الأراضي الزراعية وهدم منازل ومدارس الفلسطينيين في قطاع غزة لإنشاء "منطقة عازلة" على طول حدود القطاع مع إسرائيل.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنه سيُمنع دخول الفلسطينيون المنطقة العازلة، والتي ستكون بمثابة "إجراء أمني حاسم في خطة إسرائيل لتجريد غزة من السلاح وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى البلدات والمجتمعات القريبة من الحدود التي تم إخلاؤها بعد هجوم 7 أكتوبر.
تقضي الخطط، التي رسمها المسؤولون الإسرائيليون منذ الأيام الأولى للحرب، بترك "منطقة عازلة" يزيد عرضها عن نصف ميل حيث ستتمكن القوات الإسرائيلية من رؤية ومنع أي شخص يقترب من الحدود.
في الأشهر التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر، أبلغت وحدات الحدود الإسرائيلية عن رؤية أشخاص يقتربون من الحاجز ومعهم خرائط، ويبدو أنهم يدرسونه بحثا عن نقاط الضعف.
يبدو أن الخطة، التي لم تؤكدها إسرائيل علنا، تقضي بالاستيلاء على جزء كبير من الأراضي في قطاع غزة الصغير بالفعل، وهو أمر حذر منه الخبراء وحلفاء إسرائيل الأجانب، وفق وكالة "فرانس برس".
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على إقامة المنطقة العازلة، بحسب "وول ستريت جورنال".
وفي تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، كشفت وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، أن القوات الإسرائيلية تعمل بالمنطقة من أجل "منع نشاط حماس الذي يهدد مواطني إسرائيل".
وكجزء من هذا، يقوم الجيش الإسرائيلي بتحديد وتدمير البنى التحتية الإرهابية الموجودة داخل المباني، من بين أمور أخرى، وفق وحدة المتحدثين.
وقالت إن إنشاء المنطقة العازلة "جزء من الإجراءات الحتمية اللازمة لتنفيذ خطة دفاعية من شأنها أن توفر أمنا أفضل في جنوب إسرائيل"، دون كشف المزيد من التفاصيل حول كونها "مؤقتة أو دائمة".
وإذا تم تحقيق المنطقة العازلة بالكامل، فإنها ستقلل مساحة قطاع غزة الذي يبلغ طوله 25 ميلا بنسبة 16 بالمئة، وفقا لعدي بن نون، أستاذ الجغرافيا في الجامعة العبرية الذي يحلل الخطوات الأمنية الإسرائيلية.
وتعارض إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخطة وحذرت من أي اقتراح من شأنه أن يهدد السلامة الإقليمية لقطاع غزة.
انسحبت إسرائيل عام 2005 في شكل أحادي من غزة وسحبت قواتها ومستوطنيها وانهت وجودها هناك الذي بدأ في عام 1967، لكنها احتفظت بسيطرة شبه كاملة على حدود القطاع الساحلي.
وأبقت على منطقة محظورة ضيقة ذات عرض متفاوت على طول الحدود بينها وبين غزة.
وعلى الجانب الفلسطيني، اقتصرت المنطقة التي تقع خلفها مباشرة على الأراضي الزراعية.
وتم فرض حصار على غزة منذ سيطرة حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخري، على القطاع عام 2007، وتم تشديده في أعقاب هجوم أكتوبر الماضي.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 31490 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 73439، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الجمعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المنطقة العازلة منطقة عازلة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
زعيم المعارضة الإسرائيلية يصعّد ضد نتنياهو ويدعو لتحقيق رسمي في أحداث 7 أكتوبر
دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية للكشف المسؤولين عن الإخفاقات الأمنية التي سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا لقناة الكنيست، وقّع لابيد عريضة تدعو إلى فتح تحقيق حكومي، وأطلق حملة توقيعات واسعة بمشاركة حزب "يش عتيد" ومنظمات مدنية، بهدف الضغط على الحكومة للامتثال لهذا المطلب.
واتهم لابيد الحكومة بمحاولة التغطية على التقصير الأمني، مؤكدًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان على دراية مسبقة بالمعلومات الاستخباراتية لكنه تجاهلها.
وخلال اجتماع حزبي، شدد لابيد على ضرورة كشف الحقائق أمام الجمهور الإسرائيلي، متهمًا الحكومة بمحاولة دفن القضية ومنع محاسبة المسؤولين عن الإخفاق الأمني.
ويواجه نتنياهو وحكومته ضغوطًا متزايدة منذ الهجوم الذي شنته حماس على المستوطنات والمواقع العسكرية المحيطة بغزة، وسط اتهامات للقيادة السياسية والعسكرية بالفشل في التنبؤ بالهجوم أو التعامل معه بشكل مناسب.
يأتي ذلك في ظل استمرار الجهود الدولية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي ترعاه مصر وقطر بدعم أمريكي، في وقت تتصاعد فيه التوترات داخل إسرائيل بشأن إدارة الأزمة الأمنية.