واشنطن تورط الناتو في مواقفها من جريمة غزة
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
تطل الولايات المتحدة الاميركية مجددا بمشاريع وخطط في الشرق الاوسط لا تصب الا في جعبة مصالحها متغاضية عن المصالح العربية ومصالح اصدقاءها وحفاءها في المنطقة العربية
الولايات المتحدة التي كانت قد اعلنت عن انسحابها من منطقة الشرق الاوسط والتفاتها الى معركتها مع روسيا والصين وجدت ان هناك خطر حقيقي يمس مكانتها وقطبيتها الواحدة وتعمل على تكريس هذه القطبية مجددا
خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كانت واشنطن تعلن في كل مناسبة عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وممارسه هذا الحق باي طريقة ووسيلة مهما كانت نتائجه كارثية، وقدمت الدعم المالي والعسكري والسياسي لتمارس حكومة التطرف في تل ابيب جريمة الابادة التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها
لقد وضعت واشنطن اصدقاءها وحلفاءها في المنطقة العربية في مأزق كبير من خلال مواقفها المتطرفة الداعمة للمحرقة التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية في قطاع غزة، من دون الالتفات الى الانعكاسات التي ستطرأ شعبيا وامنيا على دول المنطقة
بدعمها الجريمة في قطاع غزة تكون الولايات المتحدة قد وضعت نفسها في مأزق كبير يبدو انها لا تستطيع تحمله امام الرفض الجماهيري الدولي ، فسارعت لاشراك حلف الناتو في القرار الذي تسيطر عليه ليتبناه بشكل اعمى ويتقاسم معها الجريمة واثارها.
لم تقدم واشنطن منذ اندلاع العدوان على القطاع اي مبادرة تصب في صالح اهالي غزة او الدول المحيطة، وما تقدمه وتدعو اليه وتدعي انها تضغط على رئيس الحكومة المتطرفة في تل ابيب بنيامين نتنياهو هو تنظيم عملية القتل وتغطيتها بصناديق من المؤن والاحذية البالية لاكثر من مليوني منكوب
هذه الدعوات والتدخلات هدفها بالدرجة الاولى تكريس مكانة اميركا في المنطقة والعودة مجددا بعد ان تهديدها بفقدان مكانتها الدولية وصعود اقطاب اخرى تنافسها وتتصدى لهيمنتها وسيطرتها على العالم بالتالي فان واشنطن ستعمل خلال فترات متلاحقة على اخضاع الدول العربية وخاصة الخليجية مجددا لها من خلال استحداث ازمات سواءا في البحر الاحمر او الجبهة الايرانية او المتطرفين الذين تديرهم في سورية والعراق وليبيا وصحراء الجزائر
في كل انتكاسة سياسية واخلاقية واقتصادية اميركية ، تعمل واشنطن على لملمة حلفاءها حولها مجددا سواءا بالتهديد او الترغيب وهذه المرة لوحت بفكرة الشرق الاوسط الجديد وتقسيم الدول العربية لارغاب القيادات على عدم الابتعاد عن فلكها
التقهقر الاميركي برزت ملامحه مع اندحار قوات حليفها في كييف الرئيس فلوديمير زيلينسكي وقد وجدت واشنطن ان توريط المنطقة بازمات عسكرية وامنية هو الطريق الوحيد لعودتها والعودة الى ابار النفط والغاز والمياة الاستراتيجية في البحرين الاحمر والمتوسط
لقد قاومت الدول العربية سيما الخليجية التي تمتلك 30 بالمئة من المخزون النفطي العالمي المحاولات الاميركية للتحكم في اسعار الطاقة وهرول الرئيس الاميركي جو بايدن صاغرا للرياض لاقناعم بذلك، الا ان السعوديين تمسكو بمصالحهم وحقوقهم، فعاد يجر اذيال الخيبة
على الدول العربية والاسلامية مواصلة التمسك بهذا الموقف من خلال مؤسساتها الرسمية والتشبث بموقفها الذي اعطاها استقلالية كبيرة وثناء شعبي منقطع النظير لم يشهد له منذ حرب اكتوبر 1973 وتفويت الفرصة على الناتو ومن خلفة الولايات المتحدة لتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي تعمل واشنطن على تنفيذه وتفتيت الدول العربية لتكون مهمهتا في السيطرة عليها اكثر سهولة
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الدول العربیة الشرق الاوسط
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
لا شك أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقا لخبراء.
يرى معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024. ويقول مصدر عسكري أوروبي لوكالة "فرانس برس" إن جزءا من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس "فسيكون الأمر معقدا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، بدون مساعدات جديدة" بالنسبة للأوكرانيين.
ويقول المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو: "إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير".
ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة ليون 3، أن "في معادلة حرب الاستنزاف أنت تضحي إما بالرجال أو بالأرض أو بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما أن تنسحب أو تضحي بالرجال".
في ما يلي أربعة مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأمريكية:
الدفاع المضاد للطائرات
تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها أو بنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.
بعيدا عن خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت أمريكية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز "SAMP/T" حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.
يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن "الصواريخ البالستية مهمة جدا لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا فإن ترامب سيساعد بوتين على قتل المدنيين".
ويشرح ليو بيريا-بينييه من مركز إيفري الفرنسي للأبحاث "مع الباتريوت، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأمريكية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأمريكيين وتسليمها للأوكرانيين أم أن الأمريكيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم".
لتوفير ذخائر الباتريوت، تقوم ألمانيا ببناء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.
ويقول ميشال: "إن أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة "SAMP/T" جيدة جدا ولكنها ليست متنقلة، ويتم إنتاجها بأعداد صغيرة جدا. لابد من زيادة الإنتاج، حتى ولو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا". لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا-بينييه أن "العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين".
ويضيف يوهان ميشال: "إن إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا"، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات "إف-16" و"ميراج 2000-5"، ولديهم مجال لزيادة جهودهم في هذا المجال.
ضربات في العمق
يمكن للمعدات الأمريكية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ "أتاكمس أرض-أرض" التي تطلقها راجمات "هايمارز" التي أعطت واشنطن نحو أربعين منها لأوكرانيا.
ويشير ميشال إلى أنها "إحدى المنصات القليلة في أوروبا".
ويقول بيريا-بينييه: "إن أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين". ويقترح ميشال أن "هناك أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأنا. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية".
ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى "الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك"، مثل صواريخ "سكالب" الفرنسية، و"ستورم شادو" البريطانية.
ولكن بيريا-بينييه يشير إلى أن "المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها".
القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات
في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل.
يقول ميشال: "ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ جافلين الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات "FPV" بشكل جيد".
وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا-بينييه إلى أن "أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءا".
في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بمعدل 1,5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد عن 1,2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.
الاستطلاع/الاستعلام
تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.
ويقول فيسينكو: "من المهم جدا أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية".
ويشير ميشال إلى أن "الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، والعديد منهم يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال".