يستمرّ القصف المتبادل بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ منذ الثامن من تشرين الأوّل الماضي، وسط ارتفاع حدّة الإشتباكات، وتوسّع رقعة الإستهدافات لتطال الجولان السوريّ المحتلّ، كما قرى قضاء بعلبك. وفي موازاة ذلك، لا تزال إسرائيل مواظبة على إرسال رسائل تهديد للبنان و"المقاومة الإسلاميّة"، عبر تلميحها إلى أنّها جاهزة للحرب إنّ لم تنجح الوساطات والحركة الدبلوماسيّة بين بيروت وتل أبيب في وقف المعارك على الحدود الجنوبيّة.


 
وما يزيد من نسب حصول الحرب بين لبنان وإسرائيل، قيام العدوّ بخطوات إستباقيّة، تُعتبر بمثابة إستعداد من قبل الحكومة في تل أبيب، بتوسيع النزاع في غزة. ويُعلّق مراقبون للوضع العسكريّ على القصف الإسرائيليّ للعمق اللبنانيّ، وخصوصاً لبعلبك، ويقولون إنّ المدينة البقاعيّة هي من قلاع "المقاومة"، ولا تختلف عن الجبهة الجنوبيّة، فقد كان لها نصيب كبير من العدوان عام 2006.
 
ويُضيف المراقبون أنّ استهداف العدوّ في المرّة السابقة لمخازن "السجاد" الغذائيّة، من المُؤشّرات التي تدلّ على أنّ إسرائيل تعمل في الوقت الراهن ليس فقط على ضرب مواقع "حزب الله" العسكريّة، ومخازن الأسلحة، وإنّما الأماكن التي يُخبّىء فيها المواد الغذائيّة، وخصوصاً تلك التي تُستعمل في الحروب، كالمعلبات والزيوت والحبوب.
 
وحُكِيَ في الإعلام الإسرائيليّ قبل أيّام، أنّ تل أبيب بصدد بناء ميناء بديلٍ عن حيفا، في قبرص، لإيجاد مرفأ جديد، إنّ قام "حزب الله" بضرب ميناء حيفا، كيّ لا تتعطّل الحركة التجاريّة بين إسرائيل وبقيّة الدول. ويقول المراقبون إنّ العدوّ يعلم جيّداً أنّ القبّة الحديديّة لا يُمكنها أنّ تصدّ كافة صواريخ "المقاومة"، والعديد منها سيصيب أهدافه، لذا، فهو يُنشىء مرافق حيويّة بديلة، إنّ في دول مُجاورة له، وإنّ في أماكن بعيدة عن خطوط النار.
 
وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ أصبح عدد عناصره حوالي 100 ألف عند الحدود الجنوبيّة، على الرغم من أنّ الأمين العامّ لـ"حزب الله" حسن نصرالله، أشار إلى أنّ الهدف من فتح جبهة الجنوب، هو مُساندة "حماس" وتعزيز إسرائيل لحضورها العسكريّ قرب لبنان، كيّ لا يكون تركيزها باتّجاه غزة فقط. في المقابل، يرى المراقبون أنّ الإستعدادات الإسرائيليّة في شمال فلسطين المحتلّة، من حيث نشر الدبابات والجنود، إضافة إلى المناورات والتدريبات التي تُحاكي حرباً مع "الحزب"، كلّها تُشير إلى أنّ لا مفرّ من الحرب الآن أو في المستقبل بين العدوّ و"المقاومة".
 
ويتحدّث المراقبون عن حجم الدمار في المنازل والممتلكات الذي أحدثه الجيش الإسرائيليّ في البلدات الجنوبيّة، وأعمال التمشيط بالأسلحة الرشاشة والثقيلة في بعض الأحيان، باتّجاه البيوت المدنيّة. ويعتبر المراقبون أنّ العدوّ يُنفّذ استراتيجيّة "الأرض المحروقة" في لبنان كما في غزة، وسبق وأنّ حاول حرق العديد من الأشجار والمزروعات بالقذائف الفوسفوريّة، لكشف عناصر "حزب الله" عند تسللهم، ومنعهم من القيام بعمليّات عسكريّة. فإذا لم تنجح الوساطات الحاليّة، فإنّ إسرائيل قد تُطبّق تهديدها، وتُوسّع رقعة النزاع لتطال "الحزب"، وهي تُعدّ الأرضيّة لذلك، عبر التدمير والتهجير وإثارة الهلع والخوف في صفوف المواطنين. وقد سُجِّلت في هذا السياق، زيادة في خرق جدار الصوت فوق المناطق الجنوبيّة، لإخافة السكان، ودفعهم إلى الهرب.
 
ومن علامات إقتراب الحرب، تجهيز المنازل في المستوطنات القريبة من لبنان، بمولّدات كهربائيّة، لأنّ إسرائيل تخشى من أنّ القصف الصاروخيّ العنيف سيقطع الكهرباء، وسيُحدث أضراراً كبيرة في البنى التحتية. ويلفت المراقبون أيضاً، إلى أنّ الإدارة الأميركيّة، في حال إعادة إنتخاب الرئيس جو بايدن أو فوز دونالد ترامب، لن تحرم الإسرائيليين من الدعم العسكريّ وإمدادات الأسلحة، على الرغم من أنّ هناك دعوات من واشنطن لعدم إجتياح رفح، وعدم إقحام "حزب الله" في النزاع، وعلى الرغم من أنّ المرشّح الجمهوريّ الحاليّ معروف بتشييد معاهدات السلام بين الدول العربيّة وإسرائيل.
 
ويبقى بحسب المراقبين، إتّخاذ قرار الحرب بالنسبة لإسرائيل أحد الخيارات الصعبة، لأنّ النزاع لن يكون فقط بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ، وإنّما ستشتعل المنطقة كلّها، وسيُشارك الحوثيّون والفصائل المسلّحة المواليّة لإيران في العراق وسوريا بشكل مختلف في المعارك، ما سيضرّ كثيراً تل أبيب. ويُتابع المراقبون أنّ العدوّ سيستمرّ بالتحضير لأيّ حروب مستقبليّة، وسيرفع من جهوزيته، لكنّه لن يختار الحرب، وسيكون هذا الخيار الأخير له، لأنّ قدرات "حزب الله" كبيرة جدّاً، وهناك دول غربيّة لا تُريد الدخول في النزاع، لانشغالها بما يجري بين روسيا وأوكرانيا، وبالإنتخابات الأميركيّة، ومستقبل حلف "الناتو".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجنوبی ة حزب الله

إقرأ أيضاً:

ليبرمان: نحن نخسر الحرب في غزة والردع الإسرائيلي تراجع للصفر

#سواليف

زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان:

إدارة وزير الدفاع يوآف غالانت للحرب فاشلة ويتحمل المسؤولية مباشرة بعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. نحن نخسر الحرب في غزة والردع الإسرائيلي تراجع إلى الصفر. مع غياب خطة واضحة للحرب الإحباط موجود لدى الجنود والضباط في رفح. الحكومة غير قادرة على اتخاذ قرار وعاجزة عن تحقيق نصر في الجنوب والشمال. مقالات ذات صلة “حمى غرب النيل” تضرب وسط إسرائيل.. 4 وفيات وعشرات الإصابات 2024/06/27

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إسرائيل يهدد إيران وحزب الله: سنتحرك بكل قوة
  • رغم تحذير إيران.. هل تهاجم إسرائيل لبنان؟
  • إيران تحذر إسرائيل من "حرب إبادة" إذا هاجمت لبنان
  • إيران: الهجوم الإسرائيلي على لبنان سيعني "حرب إبادة"
  • إيران تحذر إسرائيل من "حرب إبادة" إذا هاجمت لبنان
  • إيران تهدد إسرائيل بـ حرب مدمرة في حال شنت هجوما واسعا على لبنان
  • 3 شهداء... إليكم لحظة إستهداف العدوّ الإسرائيليّ لمبنى في كفركلا
  • حزب الله يقصف أهدافا إسرائيلية والاحتلال ينقل قوات ويجري تدريبات استعدادا للحرب
  • ليبرمان: نحن نخسر الحرب في غزة والردع الإسرائيلي تراجع للصفر
  • آخر المعلومات... هكذا بدأ الجيش الإسرائيليّ يتحضّر للحرب مع لبنان