المُؤشّرات تزداد... هل تتحضّر إسرائيل للحرب مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
يستمرّ القصف المتبادل بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ منذ الثامن من تشرين الأوّل الماضي، وسط ارتفاع حدّة الإشتباكات، وتوسّع رقعة الإستهدافات لتطال الجولان السوريّ المحتلّ، كما قرى قضاء بعلبك. وفي موازاة ذلك، لا تزال إسرائيل مواظبة على إرسال رسائل تهديد للبنان و"المقاومة الإسلاميّة"، عبر تلميحها إلى أنّها جاهزة للحرب إنّ لم تنجح الوساطات والحركة الدبلوماسيّة بين بيروت وتل أبيب في وقف المعارك على الحدود الجنوبيّة.
وما يزيد من نسب حصول الحرب بين لبنان وإسرائيل، قيام العدوّ بخطوات إستباقيّة، تُعتبر بمثابة إستعداد من قبل الحكومة في تل أبيب، بتوسيع النزاع في غزة. ويُعلّق مراقبون للوضع العسكريّ على القصف الإسرائيليّ للعمق اللبنانيّ، وخصوصاً لبعلبك، ويقولون إنّ المدينة البقاعيّة هي من قلاع "المقاومة"، ولا تختلف عن الجبهة الجنوبيّة، فقد كان لها نصيب كبير من العدوان عام 2006.
ويُضيف المراقبون أنّ استهداف العدوّ في المرّة السابقة لمخازن "السجاد" الغذائيّة، من المُؤشّرات التي تدلّ على أنّ إسرائيل تعمل في الوقت الراهن ليس فقط على ضرب مواقع "حزب الله" العسكريّة، ومخازن الأسلحة، وإنّما الأماكن التي يُخبّىء فيها المواد الغذائيّة، وخصوصاً تلك التي تُستعمل في الحروب، كالمعلبات والزيوت والحبوب.
وحُكِيَ في الإعلام الإسرائيليّ قبل أيّام، أنّ تل أبيب بصدد بناء ميناء بديلٍ عن حيفا، في قبرص، لإيجاد مرفأ جديد، إنّ قام "حزب الله" بضرب ميناء حيفا، كيّ لا تتعطّل الحركة التجاريّة بين إسرائيل وبقيّة الدول. ويقول المراقبون إنّ العدوّ يعلم جيّداً أنّ القبّة الحديديّة لا يُمكنها أنّ تصدّ كافة صواريخ "المقاومة"، والعديد منها سيصيب أهدافه، لذا، فهو يُنشىء مرافق حيويّة بديلة، إنّ في دول مُجاورة له، وإنّ في أماكن بعيدة عن خطوط النار.
وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ أصبح عدد عناصره حوالي 100 ألف عند الحدود الجنوبيّة، على الرغم من أنّ الأمين العامّ لـ"حزب الله" حسن نصرالله، أشار إلى أنّ الهدف من فتح جبهة الجنوب، هو مُساندة "حماس" وتعزيز إسرائيل لحضورها العسكريّ قرب لبنان، كيّ لا يكون تركيزها باتّجاه غزة فقط. في المقابل، يرى المراقبون أنّ الإستعدادات الإسرائيليّة في شمال فلسطين المحتلّة، من حيث نشر الدبابات والجنود، إضافة إلى المناورات والتدريبات التي تُحاكي حرباً مع "الحزب"، كلّها تُشير إلى أنّ لا مفرّ من الحرب الآن أو في المستقبل بين العدوّ و"المقاومة".
ويتحدّث المراقبون عن حجم الدمار في المنازل والممتلكات الذي أحدثه الجيش الإسرائيليّ في البلدات الجنوبيّة، وأعمال التمشيط بالأسلحة الرشاشة والثقيلة في بعض الأحيان، باتّجاه البيوت المدنيّة. ويعتبر المراقبون أنّ العدوّ يُنفّذ استراتيجيّة "الأرض المحروقة" في لبنان كما في غزة، وسبق وأنّ حاول حرق العديد من الأشجار والمزروعات بالقذائف الفوسفوريّة، لكشف عناصر "حزب الله" عند تسللهم، ومنعهم من القيام بعمليّات عسكريّة. فإذا لم تنجح الوساطات الحاليّة، فإنّ إسرائيل قد تُطبّق تهديدها، وتُوسّع رقعة النزاع لتطال "الحزب"، وهي تُعدّ الأرضيّة لذلك، عبر التدمير والتهجير وإثارة الهلع والخوف في صفوف المواطنين. وقد سُجِّلت في هذا السياق، زيادة في خرق جدار الصوت فوق المناطق الجنوبيّة، لإخافة السكان، ودفعهم إلى الهرب.
ومن علامات إقتراب الحرب، تجهيز المنازل في المستوطنات القريبة من لبنان، بمولّدات كهربائيّة، لأنّ إسرائيل تخشى من أنّ القصف الصاروخيّ العنيف سيقطع الكهرباء، وسيُحدث أضراراً كبيرة في البنى التحتية. ويلفت المراقبون أيضاً، إلى أنّ الإدارة الأميركيّة، في حال إعادة إنتخاب الرئيس جو بايدن أو فوز دونالد ترامب، لن تحرم الإسرائيليين من الدعم العسكريّ وإمدادات الأسلحة، على الرغم من أنّ هناك دعوات من واشنطن لعدم إجتياح رفح، وعدم إقحام "حزب الله" في النزاع، وعلى الرغم من أنّ المرشّح الجمهوريّ الحاليّ معروف بتشييد معاهدات السلام بين الدول العربيّة وإسرائيل.
ويبقى بحسب المراقبين، إتّخاذ قرار الحرب بالنسبة لإسرائيل أحد الخيارات الصعبة، لأنّ النزاع لن يكون فقط بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ، وإنّما ستشتعل المنطقة كلّها، وسيُشارك الحوثيّون والفصائل المسلّحة المواليّة لإيران في العراق وسوريا بشكل مختلف في المعارك، ما سيضرّ كثيراً تل أبيب. ويُتابع المراقبون أنّ العدوّ سيستمرّ بالتحضير لأيّ حروب مستقبليّة، وسيرفع من جهوزيته، لكنّه لن يختار الحرب، وسيكون هذا الخيار الأخير له، لأنّ قدرات "حزب الله" كبيرة جدّاً، وهناك دول غربيّة لا تُريد الدخول في النزاع، لانشغالها بما يجري بين روسيا وأوكرانيا، وبالإنتخابات الأميركيّة، ومستقبل حلف "الناتو".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجنوبی ة حزب الله
إقرأ أيضاً:
الضفة على صفيح ساخن.. إسرائيل تتوقعها الجبهة الرئيسة للحرب
ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الكابينت هناك مؤشرات على تصعيد وشيك محتمل في الضفة الغربية وإسرائيل تراقب عن كثب.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن "إسرائيل تتوعد بأنها ستلاحق حماس في الضفة الغربية بالإضافة إلى ذلك، ووفقا لاستراتيجية نتنياهو، التي بموجبها يتم تدمير كل تهديد بعد التهديد الذي يليه".
وأضافت، " يبدو أن جبهة الضفة ستصبح الجبهة الرئيسية في الحرب".
وفي وقت سابق، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين، أن من دوافع عملية جنين محاولة منع تكرار نموذج سوريا في الضفة الغربية.
وأضاف المسؤولون، أن العملية مدفوعة بخوف من محاولة متشددين إسلاميين الإطاحة بالسلطة، تأثرا بما جرى في سوريا.
وبين المسؤولون، أن عباس وفريقه كانوا قلقين من أن ما حدث في حلب ودمشق، قد يلهم الجماعات الإسلامية الفلسطينية.
كما أشار مسؤولون إلى أن دافع عملية جنين الأساسي، هو توجيه رسالة إلى ترامب بأن السلطة شريك موثوق به، إذ مساعدو عباس أطلعوا إدارة بايدن ومستشاري الرئيس المنتخب ترامب مسبقا على العملية.
وبينوا أن إدارة بايدن، طلبت من إسرائيل الموافقة على المساعدة العسكرية الأمريكية لأمن السلطة في الضفة، التي تدعم عمليتها الواسعة هناك.
وقال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون للموقع؛ إن عملية أمن السلطة تهدف لاستعادة السيطرة على جنين ومخيمها، حيث تركز على جماعة محلية تضم مسلحين تابعين للجهاد وحماس.
وذكر مسؤول فلسطيني، أن العملية التي ينفذها أمن السلطة لحظة حاسمة بالنسبة للسلطة الفلسطينية، كاشفا أن المنسق الأمني الأمريكي مايك فنزل، اجتمع بقادة أمن السلطة قبل العملية لمراجعة خططهم.
وكشف مسؤولون، أن عباس أمر قادة الأمن بإطلاق عملية السيطرة على جنين ومخيمها، وبعضهم أعرب عن تحفظاته، حيث أبلغ عباس قادةَ الأمن، أن من يخالف الأوامر بشأن سيتم فصله.
كما طلب السفير والمنسق الأمني الأمريكيان من إسرائيل، الموافقة على تسليم المعدات والذخائر للسلطة، كما دعت إدارة بايدن إسرائيل للإفراج عن بعض عائدات الضرائب؛ من أجل دفع رواتب قوات أمن السلطة.
واستشهد فتى متأثرا بإصابته برصاص أجهزة أمن السلطة في جنين، خلال حملتها المتواصلة على المدينة والمخيم، وذلك بعد ساعات من اغتيال القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة بنيران السلطة.
بدورها، استنكرت حركة حماس استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، "وحالة الاستهداف المتصاعد والمتعمد لهم في جنين، التي تتماهى بشكل تام مع عدوان الاحتلال وإجرامه، دون أي اكتراث لكل النداءات بكف يدها عن أبناء شعبنا ومقاومينا".
وأكدت الحركة، أن "استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج المشين، الذي يتنافى مع قيمنا وأعرافنا كافة، يدق ناقوس الخطر، ويؤجج خلافات داخلية نحن في غنى عنها، في هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ قضيتنا، وما تتعرض له من مخططات الضم والتهجير".
ودعت الفصائل والقوى الوطنية وكل مكونات الشعب الفلسطيني، ومؤسساته القانونية والحقوقية، لاتخاذ "موقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة، وخاصة في جنين وعموم الضفة الغربية، والضغط الجاد عليها لوضع حدّ لهذه التجاوزات الخطيرة، التي تهدد نسيجنا الوطني واستقرارنا المجتمعي".