غزة- العُمانية
يستقبل أهالي قطاع غزة شهر رمضان المبارك في ظروف استثنائية، وواقع مؤلم وقاسٍ بسبب الحرب الإسرائيلية التي تُشن على القطاع منذ ستة أشهر.

ويأتي الشهر الفضيل لتتكشف معاناة سكان غزة أكثر فأكثر لعدم توفر الغذاء بسبب الحصار والقيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على إدخال المساعدات من معبر رفح البري.

وتعيش عائلة إبراهيم عساف النازحة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه بعد تدمير منزلهم في الأسابيع الأولى للحرب بظروف حياتية صعبة وخيمة نزوح بالية بناها بجهد شخصي كي تكون مأوى لعائلته.

وقال إبراهيم في حديث لمراسل وكالة الأنباء العُمانية في قطاع غزة إنه يبذل جهدًا كبيرًا كي يحصل على طعام لأطفاله ويعتمد على ما يتم تقديمه من الطعام للنازحين في مناطق مختلفة من القطاع وهي سبيلهم مع قليل من المساعدات التي تقدم لهم لإعداد سحورهم وإفطارهم.

وأضاف أنه يستذكر شهر رمضان العام الماضي عندما كان يعيش أجواء شهر رمضان وروحانيته المعهودة، واليوم صار ذلك معضلة كبيرة.

وذكرت زوجة إبراهيم عساف أنها تعد الطعام بمشقة عالية وهي تشعل ما جمعه زوجها من أخشاب وأوراق على موقد النار الصغير الذي تمتلكه، مشيرة أنها لم تكن تتخيل أن تعيش هذا الواقع الذي طال ودخل شهره السادس، وإعداد قليل من الطعام رغم بساطته يحتاج منها لوقت وجهد كبيرين وذلك في ظل عدم توفر الاحتياجات اللازمة.

وزيّن أهالي قطاع غزة خيامهم كما كانت تتزين بيوتهم التي دُمرت في هذه الحرب في محاولة لمعايشة أجواء شهر رمضان بطريقتهم المعهودة، وذلك في صورة من صور التحدي والإصرار رغم تلك المعاناة التي لا وصف لها.

وقالت ولاء المصري (25عامًا)، النازحة من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة إن معاناتها مع النزوح طويلة وقاسية، بعد تعدد نزوحها من مكان لآخر ليستقر بها الحال في خيمة وسط مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأشارت إلى أن تزيين مخيم النزوح يعبر عن محاولة رسم البسمة والفرح على وجوه الصغار والكبار رغم حياتهم المأساوية، وأن هذا المشهد تعبير منهم على التحدي والإصرار في مواجهة معاناته الطويلة مع الحرب.

من جانبها أكدت الطفلة سمر (13 عامًا)، النازحة من بلدة بيت لاهيا شمال غزة بأن تزيين خيمتهم هو محاولة لتناسي المعاناة التي يعيشونها مجبرين، ورسالة للاحتلال، بأن إرادتهم قوية رغم الواقع الصعب الذي فرض عليهم، مضيفة أن مأساة نزوحهم لا يمكن أن تنسيهم معايشة أجواء الشهر الفضيل.

يذكر أنه يعيش أكثر من مليون ونصف فلسطيني حياة معقدة في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء التي تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة وظروفًا معيشية صعبة مع استمرار الحصار، والقيود التي يفرضها الاحتلال على إدخال المساعدات الإنسانية.

وقد ساهمت تلك الظروف في فقدان الأمن الغذائي وانتشار المجاعة خاصة في منطقة شمال غزة، وذلك مع استمرار الحرب التي دخلت يومها 160 ولم يتغير فيها مشهد العدوان الذي يطال كل مرافق الحياة في القطاع.

وقد بلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى يوم أمس 31 ألفًا و490 شهيدًا، وإصابة 73 ألفًا و439 آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي.




 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: شهر رمضان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية

خاص سودانايل: دخلت الحرب السودانية اللعينة والبشعة عامها الثالث ولا زالت مستمرة ولا توجد أي إشارة لقرب انتهاءها فكل طرف يصر على أن يحسم الصراع لصالحه عبر فوهة البندقية ، مات أكثر من مائة ألف من المدنيين ومثلهم من العسكريين وأصيب مئات الالاف بجروح بعضها خطير وفقد معظم المصابين أطرافهم ولم يسلم منها سوداني فمن لم يفقد روحه فقد أعزً الاقرباء والأصدقاء وكل ممتلكاته ومقتنياته وفر الملايين بين لاجئ في دول الجوار ونازح داخل السودان، والاسوأ من ذلك دفع الالاف من النساء والاطفال أجسادهم ثمنا لهذه الحرب اللعينة حيث امتهنت كرامتهم واصبح الاغتصاب احدى وسائل الحرب القذرة.

خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية:

بالطبع كان الصحفيون السودانيون هم أكثر من دفع الثمن قتلا وتشريدا وفقدا لأعمالهم حيث رصدت 514 حالة انتهاك بحق الصحفيين وقتل 21 صحفي وصحفية في مختلف أنحاء السودان اغلبهن داخل الخرطوم وقتل (5) منهم في ولايات دارفور بعضهم اثاء ممارسة المهنة ولقى 4 منهم حتفهم في معتقلات قوات الدعم السريع، معظم الانتهاكات كانت تتم في مناطق سيطرتهم، كما فقد أكثر من (90%) من منتسبي الصحافة عملهم نتيجة للتدمير شبه الكامل الذي الذي طال تلك المؤسسات الإعلاميّة من صحف ومطابع، وإذاعات، وقنوات فضائية وضياع أرشيف قيم لا يمكن تعويضه إلى جانب أن سلطات الأمر الواقع من طرفي النزاع قامت بالسيطرة على هذه المؤسسات الاعلامية واضطرتها  للعمل في ظروفٍ أمنية، وسياسية، بالغة التعقيد ، وشهد العام الماضي وحده (28) حالة تهديد، (11) منها لصحفيات ، وتعرض العديد من الصحفيين للضرب والتعذيب والاعتقالات جريرتهم الوحيدة هي أنهم صحفيون ويمارسون مهنتهم وقد تم رصد (40) حالة اخفاء قسري واعتقال واحتجاز لصحفيين من بينهم (6) صحفيات ليبلغ العدد الكلي لحالات الاخفاء والاعتقال والاحتجاز منذ اندلاع الحرب إلى (69) من بينهم (13) صحفية، وذلك حسب ما ذكرته نقابة الصحفيين في بيانها الصادر بتاريخ 15 أبريل 2025م بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب.

هجرة الاعلاميين إلى الخارج:

وتحت هذه الظروف اضطر معظم الصحفيين إلى النزوح إلى بعض مناطق السودان الآمنة داخل السودان منهم من ترك مهنة الصحافة ولجأ إلى ممارسة مهن أخرى، والبعض الاخر غادر إلى خارج السودان إلى دول السودان حيث اختار معظمهم اللجوء الى القاهرة ويوغندا وكينيا أو اللجوء حيث يمكنهم من ممارسة أعمالهم الصحفية هناك ولكن أيضا بشروط تلك الدول، بعض الصحفيين الذين لجأوا إلى الخارج يعيشون أوضاع معيشية وانسانية صعبة.

انتشار خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة والمضّللة

ونتيجة لغياب دور الصحافة المسئولة والمهنية المحايدة عمل كل طرف من أطراف النزاع على نشر الأخبار والمعلومات الكاذبة والمضللة وتغييب الحقيقة حيث برزت وجوه جديدة لا علاقة لها بالمهنية والمهنة تتبع لطرفي الصراع فرضت نفسها وعملت على تغذية خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجدت الدعم والحماية من قبل طرفي الصراع وهي في مأمن من المساءلة القانونية مما جعلها تمعن في رسالتها الاعلامية النتنة وبكل أسف تجد هذه العناصر المتابعة من الالاف مما ساعد في انتشار خطابات الكراهيّة ورجوع العديد من أفراد المجتمع إلى القبيلة والعشيرة، الشئ الذي ينذر بتفكك المجتمع وضياعه.

منتدى الإعلام السوداني ونقابة الصحفيين والدور المنتظر منهم:

ولكل تلك الاسباب التي ذكرناها سابقا ولكي يلعب الاعلام الدور المناط به في التنوير وتطوير قطاع الصحافة والاعلام والدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ونشر وتعزيز قيم السلام والمصالحة وحقوق الانسان والديمقراطية والعمل على وقف الحرب تم تأسيس (منتدى الاعلام السوداني) في فبراير 2024م وهو تحالف يضم نخبة من المؤسسات والمنظمات الصحفية والاعلامية  المستقلة في السودان، وبدأ المنتدى نشاطه الرسمي في ابريل 2004م وقد لعب المنتدى دورا هاما ومؤثرا من خلال غرفة التحرير المشتركة وذلك بالنشر المتزامن على كافة المنصات حول قضايا الحرب والسلام وما يترتب عليهما من انتهاكات إلى جانب التقاير والأخبار التي تصدر من جميع أعضائه.

طالب المنتدى طرفي النزاع بوقف القتال فورا ودون شروط، وتحكيم صوت الحكمة والعقل، وتوفير الحماية للمدنيين دون استثناء في كافة أنحاء السودان، كما طالب طرفي الصراع بصون كرامة المواطن وحقوقه الأساسية، وضمان الحريات الديمقراطية، وفي مقدمتها حرية الصحافة والتعبير، وأدان المنتدى التدخل الخارجي السلبي في الشأن السوداني، مما أدى إلى تغذية الصراع وإطالة أمد الحرب وناشد المنتدى الاطراف الخارجية بترك السودانيين يقرروا مصيرهم بأنفسهم.

وفي ذلك خاطب المنتدى المجتمع الدولي والاقليمي بضرورة تقديم الدعم اللازم والمستدام لمؤسسات المجتمع المدني السوداني، خاصة المؤسسات الاعلامية المستقلة لكي تقوم بدورها المناط بها في التنوير ورصد الانتهاكات، والدفاع عن الحريات العامة، والتنديد بجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين، والمساهمة في جهود تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.

وكذلك لعبت نقابة الصحفيين السودانيين دورا هاما أيضا في رصد الانتهاكات التي طالت الصحفيين والمواطنين حيث أصدرت النقابة 14 تقريرًا يوثق انتهاكات الصحفيين في البلاد.

وقد وثّقت سكرتارية الحريات بنقابة الصحفيين خلال العام الماضي 110 حالة انتهاك ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان نحو 520 حالة، من بينها 77 حالة تهديد موثقة، استهدفت 32 صحفية.

وأوضحت النقابة أنها تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع الصحفيين العاملين في المناطق المختلفة بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة وانقطاع الاتصالات وشبكة الانترنت.

وطالبت نقابة الصحفيين جميع المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين، ووقف حملات التحريض الممنهجة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.

خطورة ممارسة مهنة الصحافة في زمن الحروب والصراعات

أصبح من الخطورة بمكان أن تمارس مهنة الصحافة في زمن الحروب والصراعات فقد تعرض كثير من الصحفيين والصحفيات لمتاعب جمة وصلت لحد القتل والتعذيب والاعتقالات بتهم التجسس والتخابر فالهوية الصحفية أصبحت مثار شك ولها تبعاتها بل أصبح معظم الصحفيين تحت رقابة الاجهرة الامنية وينظر إليهم بعين الريبة والشك من قبل الاطراف المتنازعة تهمتهم الوحيدة هي البحث عن الحقيقة ونقلها إلى العالم، ولم تسلم أمتعتهم ومنازلهم من التفتيش ونهب ومصادرة  ممتلكاتهم خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع.  

مقالات مشابهة

  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع
  • صورة: الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 3 مناطق بغزة بالإخلاء
  • حياة الشابات في السودان: الحرب تتركهن في مهب العنف الجنسي والجوع
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • المجاعة تتسع .. الإعلامي الحكومي يحذر: قطاع غزة على شفا الموت الجماعي
  • الإعلام الحكومي بغزة: القطاع على شفا الموت الجماعي