وزير الأوقاف: مصر والأردن يجمعهما روابط متجذرة وعلاقات متينة في ظل القيادتين الحكيمتين
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
أشاد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بالعلاقات المصرية الأردنية في مختلف المجالات وخاصة التعاون بين وزارتي الأوقاف في البلدين لتعزيز العمل الدعوي ونشر صحيح الدين لما يخدم الأمة الإسلامية والعربية والعالم، مؤكدا أن مصر والأردن لديهما روابط متجذرة وعلاقات متينة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقال وزير الأوقاف، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش مشاركته في افتتاح المجالس العلمية الهاشمية، إن العلاقات المصرية الأردنية تاريخية وعظيمة ولها جذور ودائما في إطار التعزيز بمختلف المجالات في ظل القيادتين الحكيمتين للبلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن مشاركته في افتتاح المجالس العلمية الهاشمية جاءت بدعوة كريمة من الدكتور محمد الخلايلة وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالأردن وتأكيدا لمتانة وقوة هذه العلاقات بين القاهرة وعمان.
وأضاف أن المجالس العلمية الهاشمية والتي يحرص الأردن على إقامتها في شهر رمضان مميزة ولها دور حيوي في نشر الوعي الديني لأنها تقوم على أسس علمية، مؤكدا أن المجالس العلمية والأدبية والثقافية كانت عبر التاريخ العربي أحد أهم عوامل تشكيل بنائنا العلمي والثقافي مما ساهم في صحيح الدين الإسلامي ونشر الوعي ومواجهة التطرف.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن التجديد يعني فهم النص وفهم مدركات العصر، مؤكدا أن التجديد لا يعني التبديل أو التبديد وإنما الحفاظ على الثوابت والتعامل مع المتغيرات في العصر وفهمها مع التأكيد أيضا أن إنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت وإنزال المتغير منزلة الثابت طريق الجمود والتخلف.
وأوضح أن الأمر يحتاج إلى رؤية تأخذ من الماضي ما يتسق مع الحاضر ويبنى عليه، مشددا على أننا نتعامل مع التراث بنظرة موضوعية ونفرق بين الثابت والمتغير، وإننا ننظر لتراثنا العلمي والفقهي بعين التقدير لا التقديس، فلا نقدس سوى المقدس، ويجب أن نعمل ونجتهد، كما جدد واجتهد العلماء في العصور الماضية مع كامل التقدير لدورهم.
وأفاد وزير الأوقاف بأن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال، وما كان راجحا في عصر أو في زمن أو في بيئة قد يصبح مرجوحا إذا تغيرت الظروف، وما كان مرجوحا قد يصبح راجحا، وأن الأقوال الراجحة ليست معصومة، وأن الأقوال المرجوحة ليست مهدومة شريطة أن يكون ذلك من أهل الاعتبار والنظر.
وضرب وزير الأوقاف مثلا بالزكاة وإخراجها هذا العام هل يتم تقديمها نقودا أو مواد غذائية، مشيرا إلى أن الأمر حاليا في قطاع غزة والأوضاع التي يعيش فيها أهلنا هناك هل من الأفضل أن نقدم لهم نقودا أم مواد غذائية؟، مؤكدا أن الأفضل حاليا هو تقديم مواد غذائية لأن الأموال لن تفيد وهو أمر يؤكد أن الفتوة تتغير حسب الأوضاع والظروف دون المساس بالثوابت ولكن تحكيم العقل.
وشدد الدكتور محمد مختار جمعة على أنه لا غنى عن إعمال العقل في فهم صحيح النص وفي تطبيقاته، وفي إنزال الحكم الشرعي على مناطه من الواقع العملي، مؤكدا أن الأمام الشافعي نفسه حينما ترك العراق وكان له مذهبه، قام بتجديده حينما استقر في مصر نظرا لتغير الظروف والأحوال وبالتالي ماذا كان سيفعل لو كان موجودا اليوم؟.
وشارك وزير الأوقاف أمس بكلمته بافتتاح المجالس العلمية الهاشمية التي تعقد بعمان تحت عنوان: "الإمام النووي وجهوده العلمية وأثره في عصره وما بعد عصره"، بالمملكة الأردنية الهاشمية، بحضور الأمير فيصل بن الحسين نائبا عن العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، ووزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالأردن، وأحمد الحسنات مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية، وعبد الحافظ نهار الربطة قاضي القضاة، وسفير مصر بالأردن محمد سمير ونخبة من كبار العلماء والمفكرين والمثقفين بقاعة المؤتمرات الكبرى بالعاصمة الأردنية عمان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزير الاوقاف الوعي الديني الدين الإسلامي الأردن وزیر الأوقاف مؤکدا أن
إقرأ أيضاً:
رئيس الإدارة المركزية يلقي كلمة بمؤتمر الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان نيابة عن وزير الأوقاف
ألقى الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيسُ الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم، كلمةَ وزارة الأوقاف، نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزيرِ الأوقاف، في افتتاح مؤتمر الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان: "الجذور التاريخية والتحولات المعاصرة".
وبدأ كلمته بنقل رسالةِ تقديرٍ وتوقيرٍ وإعزازٍ وإجلال، من الدكتور أسامة الأزهري وزيرِ الأوقاف، مع خالص دعمِه وتمنياته لهذا المؤتمر بكل التوفيق، وتقديرِه للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، والذي تنظمُه الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية نور مبارك، بالتعاون مع الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان.
وأضاف قائلًا: إن العلاقات التي تربط بين مصر وجمهورية كازاخستان تُعد نموذجًا مميزًا للتعاون المتبادَل المبنيِّ على الاحترام والتفاهم المشترك؛ إذ تقوم على التعاون المثمر، وقوةِ الترابط بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وخاصة مجال تبادل المعارف والثقافات، وهي علاقات تجمع بين الإرث التاريخيِّ العريق، والتوجهاتِ المستقبلية الواعدة، في ظل تطوراتٍ إقليمية ودولية متسارعة؛ حيث ترتبط مصر وكازاخستان بروابطَ تاريخيةٍ وثقافيةٍ تعود إلى عصور الإسلام الأولى، فقد كان لكازاخستان إسهامٌ بارزٌ في نشر الفكر الإسلاميِّ في منطقة آسيا الوسطى، وكان الأزهر الشريف –باعتباره مؤسسةً تعليميةً إسلاميةً عريقة – محطَّ أنظار طلاب كازاخستان، الذين توافدوا إليه منذ عقودٍ؛ لتلقِّي العلومَ الشرعيةَ واللُّغوية، وقد أسهم هذا التواصلُ العلميُّ والدينيُّ في بناء جسورٍ من الثقة والتقاربِ بين الشعبين الشقيقين.
وإن وزارة الأوقاف المصرية حريصةٌ على دعم هذا الترابط، وتعزيزِ آليات التعاون بين البلدين؛ لتحقيق المصالح المشتركة لشعبيهما، والسعيِ دائما على دعمها في كافة المجالات ذاتِ الاهتمام المشترك؛ لتعميق الروابط التاريخية والثقافية بينهما، وخيرُ دليل على ذلك: هذا الصرحُ العلميُّ العريق "الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية" بكازاخستان، والتي تسعى دائمًا إلى نشر الفكر الوسطيِّ المستنير، وتُعد منارةَ علمٍ يفدُ إليها طلاب العلم في منطقة آسيا الوسطى.
وأكد أنَّ الإِسلامَ رِسالةٌ إنسانيةٌ عالميةٌ، تنبضُ بالحبِّ، وتَفِيضُ بالتسامحِ، وتَدعو إلى التعايشِ لَا الصِّراع، وإِلى التَّعارفِ لا التَّنافرِ، وإلى البناءِ لا الهَدمِ، فمنذ فجرِه الأول، أسَّس الإسلامُ للتعايش السلميِّ بين الناس على اختلاف أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم، داعيًا إلى الحوار، ونبذِ العنف، والتعامل بالحسنى مع الجميع، ويتجلّى ذلك من خلال كلمة: {لِتَعَارَفُوا} في هذا النداء الرصين من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، فكم في هذه الكلمة: {لِتَعَارَفُوا} من سَعة أفقٍ، وعمقِ رؤيةٍ، ورغبةٍ في احتضان الآخر لا إقصائِه.
فقد علّمنا الإسلام أن الإنسان إنسانٌ، قبل أن يكون مسلمًا أو غيرَ مسلم، فالإِسلام فِي جَوهرهِ، نداءُ محبَّةٍ وسلامٍ، يبني الجُسورَ لا الجُدرانَ، ويَمدُّ الأياديَ لا العنف والعداءَ.
وأشار إلى أن الإسلام يقدِّم مفهومًا واسعًا وعميقًا لعلاقة الإنسان مطلقًا مع غيره في أي مكان في العالم، وكيفيةِ تيسير حياة الإنسان في أي بقعةٍ على ظهر الأرض، والتأكيد على أهمية العلاقة التفاعلية الواسعة بين كل الناس، وذلك من خلال بيان الرؤى والمداخل المشتركة التي تؤسِّس لصناعة ثقافة السلام، وحسن الجوار بين الدول، وبما يؤكد أن فلسفة الأديان هي فلسفة الحياة والعمران، وليست فلسفةَ الموت والقتلِ، والعداوة، والصدام، والدمار، والدماء.
وأوضح أن تجرِبة الإسلام في آسيا الوسطى تعدُّ نموذجًا فريدًا للتسامح، والاعتدال، وقبول الآخر، مستندةً إلى تاريخٍ طويلٍ من التفاعل الثقافيِّ والدينيِّ بين مختلف الشعوب والأديان، ودورٍ بارزٍ للطرق الصوفية، وسياساتٍ حكومية داعمةٍ للتعددية الدينية، هذا النموذجُ يقدِّم دروسًا قيِّمة في كيفية بناء مجتمعاتٍ متعددة الثقافات والأديان، تعيش في وئامٍ وسلام.
وفي ختام كلمتِه وجَّه فضيلتُه التحيةَ باسم وزارة الأوقاف المصرية إلى السادة الموقرين القائمين على هذا المؤتمر؛ على ما بذلوه من جهودٍ عظيمة، وإعدادٍ محكَم، وترتيبٍ منظَّمٍ لجميع أعمال المؤتمر.
كما توجَّه بخالص التحية والإعزاز إلى رئيس جمهورية كازاخستان وشعبها الكريم، داعيًا المولى -سبحانه وتعالى- أن يديم نعمة الأمن والأمان والرقيِّ والازدهار لشعبي مصر وكازاخستان، وسائرِ بلاد العالمين.