حذر مقررو الأمم المتحدة، في بيان مشترك صدر أمس الجمعة، من أن المشاعر المعادية للإسلام في جميع أنحاء العالم وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، ودعوا إلى الرد على جميع أشكال الكراهية الدينية بناء على القيم والمبادئ العالمية والإطار القانوني لحقوق الإنسان.

وأضاف البيان، الذي جاء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام أو "الإسلاموفوبيا" في 15 مارس/آذار: "إننا نشهد وقوع هجمات على المساجد والمراكز الثقافية والمدارس وحتى الممتلكات الخاصة التابعة للمسلمين في جميع أنحاء العالم"، كما أعرب عن بالغ أسفه جراء حوادث "حرق القرآن الكريم بشكل علني ومخطط له".

كما شدد البيان، على أنه من المروع أن تستمر إسرائيل في منع إيصال المساعدات الإنسانية والغذائية الكافية إلى السكان المدنيين ذوي الأغلبية المسلمة في غزة خلال شهر رمضان المبارك، رغم انتشار الجوع، وأبدى قلقا إزاء استمرار إسرائيل في فرض قيود غير مبررة على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، قرارا بعنوان: "تدابير مكافحة كراهية الإسلام". وصوتت 115 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، في حين امتنعت 44 دولة عن التصويت. ولم تصوت أي دولة ضد القرار الذي يدعو، من بين أمور أخرى، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا.

ورحبت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها أمس الجمعة بالقرار، مشيرة إلى تشجيع المملكة وتبنّيها لقيم السلام والحوار بين أتباع الأديان والحضارات وتعزيز ثقافة التعايش بين الشعوب للوصول إلى السلام والازدهار للعالم أجمع.

حوادث إحراق نسخ من القرآن الكريم في عدد من الدول الأوروبية أدت إلى مظاهرات منددة في مختلف الدول الإسلامية (الفرنسية)

من جهتها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي، عبر أمينها العام حسين إبراهيم طه، أهمية تضامن العالم في مواجهة مكافحة "الإسلاموفوبيا"، مشددة على أهمية "إطلاق نداء عالمي لجميع الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات ملموسة لردع قوى الشر؛ التي تهدف إلى تدمير التعايش السلمي بين مختلف الأديان".

وبهذا الشأن، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "من استغلال البعض بشكل مخجل الكراهية ضد المسلمين والسياسات الإقصائية لتحقيق مكاسب سياسية،" مؤكدا أن "الكراهية تدمر نسيج مجتمعاتنا وتقوض المساواة والتفاهم واحترام حقوق الإنسان".

كما حثت الصين عبر داي بينغ، نائب مبعوثها الدائم لدى الأمم المتحدة، "كل الدول على تبني نهج عدم التسامح واتخاذ إجراءات ملموسة لمكافحة التمييز والعنف ضد المسلمين ومنع التحريض على الكراهية على أساس الدين أو المعتقد ووضع حد للإفلات من العقاب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

الدفاعات الجوية الروسية تسقط 13 طائرة مسيرة .. وعمليات الفرار في الجيش الأوكراني تثير القلق

موسكو "وكالات": أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الجمعة، أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 13 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق أراضي عدة مناطق.

وقال البيان: "خلال الليلة الماضية، دمرت أنظمة الدفاع خمس طائرات مسيرة فوق أراضي منطقة بريانسك، وثلاث فوق أراضي منطقة كورسك، واثنتان فوق كل من أراضي منطقتي بيلجورود وتولا وواحدة فوق أراضي منطقة أستراخان"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.

ويأتي الهجوم الأوكراني بعد موجة كبيرة من الهجمات الروسية الأربعاء أسفرت عن انقطاع الكهرباء عن عدة مناطق في أوكرانيا، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

مسيرات أوكرانية تهاجم غروزني

أعلن رئيس هيئة الطيران المدني الروسية الجمعة أن مدينة غروزني كانت تتعرض لهجمات بطائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا، أثناء محاولة هبوط طائرة عائدة للخطوط الجوية الأذربيجانية تحطمت لاحقا في كازاخستان الأربعاء.

وأكد المسؤول الروسي أن أجواء العاصمة الشيشانية شهدت ضبابا كثيفا و"الظروف حول المطار في ذاك اليوم وتلك الساعات كانت بالغة التعقيد".

وقال دميتري يادروف عبر تلغرام إن "المسيّرات العسكرية الأوكرانية كانت تشنّ هجمات إرهابية على المنشآت المدنية... في ذاك الوقت"، مشيرا الى أن الطائرة حاولت مرتين الهبوط في مطار عاصمة جمهورية الشيشان، قبل أن تتوجه نحو كازاخستان.

وأضاف "أعطي الطيار خيارات لمطارات بديلة. اتخذ قرار التوجه الى مطار أكتاو" في كازاخستان.

وأشار المسؤول الروسي الى أن سلطات مطار غروزني علّقت رحلات الإقلاع والهبوط بسبب هجمات المسيّرات الأوكرانية، من دون أن يحدد متى تمّ ذلك.

وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في غرب كازاخستان الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 38 شخصا من أصل 67 كانوا على متنها.

ونقلت تقارير صحافية عدة عن مسؤولين في باكو ترجيحهم أن تكون الطائرة قد تضررت بصاروخ دفاع جوي روسي قبل تحطمها. من جهته، أكد الكرملين الجمعة أنه لن يعلّق على المسألة قبل انتهاء التحقيق في أسباب الحادث.

الموافقة على التفاوض

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سعي بلاده لإنهاء الحرب في أوكرانيا، معلنًا موافقة موسكو على استضافة سلوفاكيا مفاوضات بين روسيا وأكرانيا. جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده الرئيس الروسي، عقب اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في مدينة سانت بطرسبورغ. وقال الرئيس الروسي إن السلطات السلوفاكية "يسعدها أن تجعل من بلادها ساحة للمفاوضات، ولا نعارض إذا كان الأمر هكذا. لم لا؟ سلوفاكيا تتبنى موقفًا محايدًا". وأكد بوتين أن بلاده ستواصل تحقيق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى عام 2025، وهي مهمة يعتبرها الأولوية المقدٌَمة في الوقت الراهن، منوهًا بإمكانية استخدام الصواريخ فرط الصوتية من طراز "أوريشنيك" مرة أخرى - إذا لزم الأمر -. وفيما يخص نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا أوضح أنه لم يتبّقَ ما يكفي من الوقت في العام الجاري لتوقيع اتفاقية جديدة لنقل الغاز عبر أوكرانيا، محملًا كييف المسؤولية لرفضها تمديد الاتفاقية التي يُنقل بموجبها الغاز إلى سلوفاكيا والتشيك والنمسا. يشار إلى أن اتفاقية نقل الغاز الحالية بين روسيا وأوكرانيا، والتي تبلغ مدتها خمس سنوات، تنتهي بنهاية العام الجاري. وينقل خط أنابيب أورنجوي-بوماري-أوزجورود الغاز من سيبيريا عبر بلدة سودجا الخاضعة حاليًا لسيطرة القوات الأوكرانية، في منطقة كورسك الروسية، ثم يتدفق عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا ثم إلى التشيك والنمسا.

عمليات فرار

يروي الجندي الأوكراني أولكسندر فراره من وحدته القتالية في شرق أوكرانيا لينجو بحياته كي لا يلقى مصير رفاق السلاح الذين رآهم بأمّ العين طوال ستة أشهر يسقطون ضحايا القصف الروسي.

تلقّت وحدته أمرا بشنّ هجوم مضاد في منطقة لوغانسك. وشعر أولكسندر البالغ أنه سيموت حتما.

بصوت هادئ، يقول لوكالة فرانس برس من دون أن يفصح عن اسم عائلته "نريد العيش وليس لنا خبرة عسكرية، فنحن أشخاص عاديون، عمّال يأتون من القرى".

وضعه ليس استثنائيا في صفوف الجيش الأوكراني المنهك الذي خسر 43 ألف جندي على الأقلّ في المعارك فيما لا يزال عشرات الآلاف مفقودين منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022.

وقد قام آلاف الجنود، مثل أولكسندر، بالفرار من الجيش الذي يصعب عليه تعويض خسائره في وجه قوّات روسية أكثر عتادا وعديدا تتقدّم على الميدان على وقع هجمات شديدة العنف.

شعور بالذنب

وبحسب النيابة العامة الأوكرانية، قدّمت 90 ألف قضيّة على الأقلّ منذ العام 2022 على خلفية عمليات فرار من الجيش أو تغيّب من دون إذن. وقد شهدت هذه الحالات ارتفاعا شديدا في 2024.

وفي سبتمبر، أعلن الجندي سيرغي غنيزديلوف (24 عاما) على مواقع التواصل الاجتماعي أنه غادر وحدته من دون إذن، مسقطا أحد المواضيع المحرّمة في البلد.

وبعدما خدم في صفوف الجيش لمدّة خمس سنوات، كان يريد الاحتجاج على أن تجنيد الأوكرانيين في خضمّ الحرب يجري لمدّة غير محدّدة.

ووصف مكتب التحقيقات الأوكراني، وهو هيئة حكومية، سلوكه بأنه "غير أخلاقي"، قائلا إنه يعود بالنفع على روسيا. وأوقف الشاب وهو يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى 12 عاما.

أما أولكسندر، فيروي أنه نسي إلى حدّ بعيد السنة التي تلت هروبه والتي أمضاها في منطقته في لفيف (الغرب)، إثر فقدانه الذاكرة بسبب الارتجاجات الدماغية الناجمة، بحسب قوله، عن القصف.

ويتذكّر أنه "تناول الكحول خصوصا" لتناسي الفظائع، مع إحساسه بشعور متنام بالذنب.

وفي نهاية المطاف، بالرغم من توسّلات أقربائه، قرّر العودة إلى جبهة القتال بعدما رأى شبابا يلتحقون بصفوف الجيش وآخرين يعودون إلى الجبهة بعد إصاباتهم.

ويقول أن شقيقته قالت له إنه سيلقى حتفه في الجبهة، وهي تفضّل "جلب الطعام له في السجن على وضع الزهور على قبره".

وقد قضى شقيقهما إثر تعرّضه لضرب مبرح وقت الاحتجاجات المنادية بالالتحاق بالمعسكر الأوروبي سنة 2013 في ساحة ميدان في كييف.

ويروي الشاب البالغ 29 عاما أنه فر من صفوف الجيش بعد إصابته في المعارك التي دارت لتحرير مدينة خيرسون من قبضة الروس في أواخر 2022.

ويقول مبرّرا قراره إن "التعرّض المتواصل للقصف يضرّ بحالتك النفسية. ورويدا رويدا تصاب بالجنون. أنت في حالة ضغط دائم، ضغط هائل".

وفي ظلّ نقص الجنود، تعاملت السلطات الأوكرانية بقدر من التساهل مع الفارين.

واعتمد البرلمان في أغسطس قانونا يعفي من الملاحقات القضائية هؤلاء الذين يعودون إلى وحداتهم، شرط ألا يكون قد حكم عليهم سابقا بمخالفة من هذا النوع.

وفي ديسمبر، أعلنت الكتيبتان رقم 47 و53 في الجيش الأوكراني أنهما ستعيدان دمج الجنود الذين غادروا من دون إذن في صفوفهما. وجاء في الإعلان "نرتكب جميعا أخطاء".

وكشفت النيابة العامة أنه في شهر نوفمبر وحده عاد 8 آلاف جندي فر من وحدته أو غادرها من دون إذن إلى صفوف الجيش.

دعم نفسي

لكن، بحسب سيفر قائد الكتيبة الهجومية الأولى المعروف بلقب دا فينتشي،

يزداد عدد الجنود الذين يغادرون وحداتهم لأن كثيرين من الأكثر حماسة قضوا أو جرحوا.

ويقول سيفر الذي لا يكشف بدوره عن شهرته لوكالة فرانس برس "قليلون هم الذين يقدرون على تحمّل الحرب. وبات المزيد من الأشخاص" يجبرون على الالتحاق بالجيش.

وكشف عسكريون كثيرون لوكالة فرانس برس أنه من شأن تحسين التدريب والتوجيه أن يساعد في الحدّ من عمليات الفرار.

ويروي بوتش أنه بفضل سلوك القيادة الحالية، تحسّنت حالته النفسية وكفاءته القتالية، مقارنة بمهامه الأولى التي عانى فيها من سلوك غير لائق من بعض الضباط الذين لم يكونوا يعاملون جنودهم "كبشر".

ويقترح القائد سيفر دعما نفسيا أفضل لتحضير الجنود الذين قد يمضون "أسابيع" في الخنادق "في الوحل والبرد والجوع".

غير أن سيفر لا يرى أيّ حلّ جذري من شأنه أن يحلّ بالكامل مشكلة الفرار المرشّحة للازدياد مع استمرار المعارك، ما خلا "إنهاء الحرب".

مقالات مشابهة

  • حقن إنقاص الوزن في بريطانيا تثير القلق.. خبراء يحذرون من الترويج غير القانوني
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط 13 طائرة مسيرة .. وعمليات الفرار في الجيش الأوكراني تثير القلق
  • الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير القلق
  • رعشة توم هانكس تثير القلق بشأن صحته
  • خبير: الدول العربية لعبت دوراً في فضح جرائم دولة الاحتلال أمام العالم
  • صواريخ الحوثيين تثير القلق في إسرائيل: صفارات الإنذار تدوي مجددًا
  • الأمم المتحدة تعتمد اتفاقية تاريخية تتعلق بـ"الجرائم الإلكترونية"
  • الأمم المتحدة تعتمد اتفاقية عالمية جديدة بشأن الجرائم الإلكترونية
  • دون تصويت.. «الأمم المتحدة» تعتمد اتفاقية تاريخية لمكافحة الجريمة السيبرانية
  • جمال عبد الجواد: حلف الناتو يتعرض لضعوط كبيرة تدفع لتقسيمه