فصائل فلسطينية: تشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني يعمق الانقسام
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
غزة – استنكرت فصائل فلسطينية، امس الجمعة، تكليف الرئيس محمود عباس، محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، في خطوة اعتبرتها “تعزيزا لسياسة التفرّد وتعميق للانقسام”، متسائلة عن جدوى استبدال حكومة بأخرى ورئيس وزراء بآخر “من نفس البيئة السياسية”.
ويوم الخميس، كلف عباس رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني (الصندوق السيادي) التكنوقراطي محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة خلفا لمحمد اشتية، الذي قدم استقالته في فبراير/ شباط الماضي.
وتعقيبًا على ذلك، قالت عدد من الفصائل الفلسطينة في بيان مشترك، إن “اتخاذ القرارات الفردية، والانشغال بخطوات شكلية وفارغة من المضمون، كتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني هي تعزيز لسياسة التفرّد، وتعميق للانقسام”.
وأضافت أن ذلك يأتي “في لحظة تاريخية فارقة (العدوان على غزة) أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة، وتشكيل قيادة وطنية موحّدة، تحضّر لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بمشاركة جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني”.
وتابعت الفصائل: “من حقّ شعبنا أن يتساءل عن جدوى استبدال حكومة بأخرى، ورئيس وزراء بآخر، من ذات البيئة السياسية والحزبية”.
ورئيس الوزراء المكلف ليس عضوا في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، لكنه عضو “مستقل” في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشغل عددا من المناصب في حكومات سابقة، إضافة إلى رئاسة صندوق الاستثمار الفلسطيني أحد مؤسسات منظمة التحرير منذ عام 2015.
وأكدت الفصائل الفلسطينية، في بيانها، أن “الأولوية الوطنية القصوى الآن هي لمواجهة العدوان الصهيوني الهمجي وحرب الإبادة والتجويع التي يشنّها الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، والتصدّي لجرائم مستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وخاصَّة المسجد الأقصى، وللمخاطر الكبيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية وعلى رأسها خطر التهجير الذي لا يزال قائماً”.
واعتبرت أن هذه الخطوات من الرئيس عباس “تدل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلعاته، وهو ما تؤكّده آراء الغالبية العظمى من شعبنا التي عبَّرت عن فقدان ثقتها بهذه السياسات والتوجهات”.
وتابعت: “في ظل إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة سياسة التفرّد، والضرب عرض الحائط، بكل المساعي الوطنية لِلَمِّ الشمل الفلسطيني، والتوحّد في مواجهة العدوان على شعبنا، فإننا نعبّر عن رفضنا لاستمرار هذا النهج الذي ألحق ولا يزال يلحق الأذى بشعبنا وقضيتنا الوطنية”.
ودعت الفصائل “أبناء شعبنا وقواه الحية لرفع الصوت عالياً”، ومواجهة ما وصفته بـ”العبث بحاضر ومستقبل قضيتنا ومصالح شعبنا وحقوقه الوطنية”.
كما دعت “كافة القوى والفصائل الوطنية، وخصوصاً الإخوة في حركة فتح، إلى التحرّك الجاد والفاعل، من أجل التوافق على إدارة هذه المرحلة التاريخية والمفصلية، بما يخدم قضيتنا الوطنية، ويلبّي طموحات شعبنا في انتزاع حقوقه المشروعة، وتحريره أرضه ومقدساته، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
وفي فبراير الماضي، قبل الرئيس عباس استقالة اشتية الذي أعلنها في كلمة خلال اجتماع أسبوعي.
وقدّم اشتية، استقالته على ضوء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعلقة بالحرب على قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية.
وقال، آنذاك، إن المرحلة المقبلة “تحتاج إلى ترتيبات سياسية حكومية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التطورات في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية، والحاجة الملحة إلى تحقيق توافق فلسطيني يستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وبسط السلطة على كامل أرض فلسطين”.
يأتي كل ذلك على وقع حرب مدمرة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، رافقها تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية، رغم دخول شهر رمضان، ومثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية” في حق الفلسطينيين.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: حکومة جدیدة
إقرأ أيضاً:
السلطة الفلسطينية تعلن تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون غزة
أعلن مجلس الوزراء الفلسطيني -اليوم الثلاثاء- تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة، وذلك بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقال رئيس الوزراء محمد مصطفى -في كلمة خلال افتتاح الجلسة الأسبوعية لحكومته- "تأكيدا على وحدة أراضي الدولة الفلسطينية، وحرصا على تعزيز الوحدة الوطنية، قررت الحكومة الفلسطينية التي تنضوي تحت قيادة الرئيس محمود عباس تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة".
وأضاف أن "الحكومة وضمن جهودها المستمرة وبالتنسيق مع الأشقاء، خاصة جمهورية مصر والأطراف المعنية، وبتوجيهات مباشرة من الرئيس محمود عباس تعمل على تسريع وصول المساعدات الإنسانية، وفتح الطرق وإزالة الركام، وتوفير تجمعات مناسبة لإيواء من تدمرت بيوتهم، تمهيدا لإعادة الإعمار الشامل".
ولفت رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أنه "تم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إنشاء الفريق الوطني للتحضير لإعادة الإعمار والذي يعمل بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الأممية والدولية الشريكة للتحضير لعملية إعادة الإعمار".
وتابع "على الأرض تعمل الحكومة من خلال غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في غزة وبالتنسيق مع مختلف الشركاء، لتوفير ما أمكن من الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم".
إعلان المصلحة الوطنيةوتعليقا على الموضوع، قال إحسان عطايا، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في تصريحات للجزيرة نت إن "أي قرار متعلق بغزة لا يتخذ بالتفاهم مع قيادة المقاومة في غزة، لا يخدم تعزيز الموقف الفلسطيني الموحد، ولا يصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية".
وأضاف أن عدم الاتفاق مع المقاومة في غزة "يسهم في زيادة الشرخ والانقسام بين الفلسطينيين بما يخدم مشروع الأعداء، ولا سيما في ظل الهجمة المعادية التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته، والتي تستدعي زيادة التنسيق والتفاهم بين الفصائل الفلسطينية".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ومنذ منتصف يونيو/حزيران 2007، تسيطر حماس على قطاع غزة عقب جولات قتال مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية آنذاك، في حين تسيطر الأخيرة على الضفة الغربية.
وارتكبت إسرائيل بدعم أميركي بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.