منير أديب يكتب: هزيمة إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
لا أحد يستطيع أنّ يُجزم وبشكل نهائي هزيمة أيًا من طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي في الحرب الأخيرة، ولكن ما نستطيع قراءته حتى الآن هو هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مرور خمسة أشهر على الحرب في غزة!
صحيح الحرب ما زالت دائرة حتى الآن، ولكن ما لم يُحققه جيش الدفاع الإسرائيلي على مدار الشهور الماضية، لن يحققه في القريب أو البعيد العاجل، وهو ما ترجمته التقارير الاستخباراتية الأخيرة والتي كُشف عنها النقاب، أنّ إسرائيل قد تحتاج إلى سنوات كي تقضي على حماس.
فضلًا على أنّ وكالة الاستخبارات الأمريكية نصحت إسرائيل بالدخول في تفاوض مع حماس بعد أيام قليلة من الحرب؛ لأنها رأت استحالة تحقيق الأهداف الإسرائيلية، كما أنها أدركت أنّ الاستمرار في الحرب يُعني توريط إسرائيل أكثر أو دعنا نقول سوف يُكمل فصول الهزيمة الإسرائيلية.
إسرائيل لم تُحقق ما وعدت به في الحرب وما أوهمت به غيرها؛ حيث وعدت بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى ففشلت في تحقيقهما على حد سواء، رغم حجم النيران التي استخدمتها والدعم الدولي الذي منحته واشنطن لحليفتها، كما أنها أوهمت العالم بأنها الجيش الذي لا يُقهر وأنها الدولة الأكبر عسكريًا، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.
وهنا يمكن القول بأنها سقطت أمام هواة! وهنا لا نقلل من شأن حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني ولا ما تمتلكه من مصادر قوة، ولكن عند المقارنة بين الأدوات التي تمتلكها هذه المقاومة وما يمتلكه جيش الدفاع الإسرائيلي حتمًا سوف ترجح كافة إسرائيل، فضلًا على أنّ حماس ليست دولة أو حتى جيش حتى يُمكنها امتلاك نوع معين من الأسلحة مثل الطائرات والصواريخ، كما لا يُمكنها عقد صفقات سلاح تُمكنها من الصمود، ورغم ذلك صنعت ما صنعت.
لسنا في إطار تقييم وتقدير ما أحدثته حركات المقاومة في 7 أكتوبر الماضي، فقد كان عنوانًا لمقالات سابقة، ولكننا في سياق تقدير موقف المكسب والخسارة والهزيمة أيضًا، على الأقل بعد مرور قرابة 95% من المعركة، ومع قرب التوصل لاتفاق فرضت فيه حماس شروطها أو تضغط من أجل ذلك.
يمكن قراءة هزيمة إسرائيل من الدلالات الواضحة من عدم تحقيق أيًا من أهدافها المعلنة أو غير المعلنة، غير أنها حاولت أنّ تنتقم من الشعب الفلسطيني! وربما كان ذلك واضحًا من الأيام الأولى في الحرب، حتى حجم النيران الإسرائيلية لم تُحقق أهدافها على مستوى الضغط على إسرائيل أو تحرير الأسرى أو حتى كسر الإرادة الفلسطينية.
وهنا يمكن القول إنّ إسرائيل خرجت من معركتها صفر اليدين، كما أنها أثارت القلق العربي من سلوكياتها وإعادة الصراع إلى مربعه الأول، وهذه هزيمة أخرى للمشروع الإسرائيلي، كما يُضاف إلى هذا وذاك تُوريط واشنطن في هذه الحرب؛ فأمريكا تحتاج لتحسين صورتها أكثر مما كانت تحتاج بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.
لا يُوجد سلاح يمكن أنّ تستخدمه إسرائيل عمليًا في الحرب ولم تستخدمه حتى الآن، ولا يُوجد شريك أو حليف إلا أعلن دعمه لإسرائيل، ورغم ذلك فشلت تل أبيب في تحقيق أي هدف ولم يبقَ أمامها إلا التفاوض مع من وعدت بالقضاء عليهم، فأي هزيمة هذه؟ وأي انكسار يمكن أنّ نقرأه من بين سطور هذه الحرب؟
لا أحد يستطيع التكهن بمستقبل ما سوف يُحدث في غزة؟ ولا على ماذا سوف تنتهي الحرب؟ خاصة وأنّ الصراع مازال دائرًا ويمكن لكل طرف أنّ يُحرز أهدافًا في مرمى الطرف الآخر؛ ولكننا على يقين أنّ الانتصار الاستراتيجي الذي تحقق على أرض الواقع لن يمنع من محاسبة حماس بعد الحرب؛ فلسطين قضية كل العرب والمسلمين فى كل مكان، لا أحد يمكن أنّ يفرض شروطه على أصحاب القضية، كما لا بد أنّ يتسع صدر كل الفصائل الفلسطينية، إذا كان الحديث يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
لا بد أنّ تعلم حماس أنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الاعتراف بذلك قد يكون مفيدًا لها وللقضية الفلسطينية؛ كل حركة مقاومة لها أجندتها الخاصة ولكن يبقى أنّ ممثلًا للشعب الفلسطيني لا بد تجتمع عليها كل حركات المقاومة كما اجتمع عليه الشعب الفلسطيني، فأي انتصار يمكن أن تُحققه أو حققته قد يتلاشى أمام استمرار الانقسام والتشظى الذي غزته إسرائيل على مدار العشرين عامًا الأخيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هزيمة إسرائيل استسلام حماس السلطة الفلسطينية إتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل فی الحرب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
سموتريتش: إسرائيل ستستأنف الحرب على غزة ومحادثات أمريكا وحماس "خطأ مطلق"
قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، 10 مارس 2025، إن إسرائيل ستستأنف الحرب على غزة بقوة كبيرة، بادعاء عدم تقدم المفاوضات مع حماس حول تبادل أسرى.
واعتبر سموتريتش، خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أن "رئيس هيئة الأركان العامة الجديد (إيال زامير) بدأ ولايته ويخطط بشكل مختلف تماما عن سلفه، وهو يريد حربا مكثفة أكثر بكثير، وسريعة وشديدة بهدف احتلال قطاع غزة، وإبادة مطلقة لحماس وإعادة المخطوفين، وسننفذ ذلك بشكل مختلف. ولن نعود إلى غباء رئيس هيئة الأركان العامة السابق"، هيرتسي هليفي.
وحسب سموتريتش، فإنه "سنضطر إلى تجنيد آخر (لقوات الاحتياط) ومواصلة المجهود، من أجل إنهاء المهمة هذه المرة. ولن نتوقف في منتصفها".
ووصف سموتريتش المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس بأنها "خطأ مطلق"، وادعى أن المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى، آدم بولر، الذي أجرى محادثات مع قياديين في حماس، يتصرف "بسذاجة"، وأن خطة بولر هي "هراء".
ونفى سموتريتش أنباء حول تلقيه معلومات من ضباط كبار في الجيش، بشكل مخالف للإجراءات المتعارف عليها وليس من خلال تقارير يقدمها الجيش للحكومة، حول عمليات الجيش الإسرائيلي.
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تدّعي بدء التحقيق في استخدام غزيين كدروع بشرية هآرتس : قد نشهد عودة أسرى من غزة مطلع الأسبوع المقبل محدث: مبعوث ترامب يكشف تفاصيل مقترح تقدمت به حماس في الدوحة الأكثر قراءة وزير الخارجية المصري ونظيره الفلسطيني يبحثان التحضير للقمة العربية وزير إسرائيلي: احتمالات السلام مع العرب تتزايد إذا هُزمت حماس أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة بدء توجه قادة عرب إلى القاهرة للمشاركة بقمة طارئة حول فلسطين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025