البوابة نيوز:
2024-09-15@12:30:41 GMT

منير أديب يكتب: هزيمة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

لا أحد يستطيع أنّ يُجزم وبشكل نهائي هزيمة أيًا من طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي في الحرب الأخيرة، ولكن ما نستطيع قراءته حتى الآن هو هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مرور خمسة أشهر على الحرب في غزة!

صحيح الحرب ما زالت دائرة حتى الآن، ولكن ما لم يُحققه جيش الدفاع الإسرائيلي على مدار الشهور الماضية، لن يحققه في القريب أو البعيد العاجل، وهو ما ترجمته التقارير الاستخباراتية الأخيرة والتي كُشف عنها النقاب، أنّ إسرائيل قد تحتاج إلى سنوات كي تقضي على حماس.

فضلًا على أنّ وكالة الاستخبارات الأمريكية نصحت إسرائيل بالدخول في تفاوض مع حماس بعد أيام قليلة من الحرب؛ لأنها رأت استحالة تحقيق الأهداف الإسرائيلية، كما أنها أدركت أنّ الاستمرار في الحرب يُعني توريط إسرائيل أكثر أو دعنا نقول سوف يُكمل فصول الهزيمة الإسرائيلية.

إسرائيل لم تُحقق ما وعدت به في الحرب وما أوهمت به غيرها؛ حيث وعدت بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى ففشلت في تحقيقهما على حد سواء، رغم حجم النيران التي استخدمتها والدعم الدولي الذي منحته واشنطن لحليفتها، كما أنها أوهمت العالم بأنها الجيش الذي لا يُقهر وأنها الدولة الأكبر عسكريًا، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.

وهنا يمكن القول بأنها سقطت أمام هواة! وهنا لا نقلل من شأن حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني ولا ما تمتلكه من مصادر قوة، ولكن عند المقارنة بين الأدوات التي تمتلكها هذه المقاومة وما يمتلكه جيش الدفاع الإسرائيلي حتمًا سوف ترجح كافة إسرائيل، فضلًا على أنّ حماس ليست دولة أو حتى جيش حتى يُمكنها امتلاك نوع معين من الأسلحة مثل الطائرات والصواريخ، كما لا يُمكنها عقد صفقات سلاح تُمكنها من الصمود، ورغم ذلك صنعت ما صنعت.

لسنا في إطار تقييم وتقدير ما أحدثته حركات المقاومة في 7 أكتوبر الماضي، فقد كان عنوانًا لمقالات سابقة، ولكننا في سياق تقدير موقف المكسب والخسارة والهزيمة أيضًا، على الأقل بعد مرور قرابة 95% من المعركة، ومع قرب التوصل لاتفاق فرضت فيه حماس شروطها أو تضغط من أجل ذلك.

يمكن قراءة هزيمة إسرائيل من الدلالات الواضحة من عدم تحقيق أيًا من أهدافها المعلنة أو غير المعلنة، غير أنها حاولت أنّ تنتقم من الشعب الفلسطيني! وربما كان ذلك واضحًا من الأيام الأولى في الحرب، حتى حجم النيران الإسرائيلية لم تُحقق أهدافها على مستوى الضغط على إسرائيل أو تحرير الأسرى أو حتى كسر الإرادة الفلسطينية.

وهنا يمكن القول إنّ إسرائيل خرجت من معركتها صفر اليدين، كما أنها أثارت القلق العربي من سلوكياتها وإعادة الصراع إلى مربعه الأول، وهذه هزيمة أخرى للمشروع الإسرائيلي، كما يُضاف إلى هذا وذاك تُوريط واشنطن في هذه الحرب؛ فأمريكا تحتاج لتحسين صورتها أكثر مما كانت تحتاج بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.

لا يُوجد سلاح يمكن أنّ تستخدمه إسرائيل عمليًا في الحرب ولم تستخدمه حتى الآن، ولا يُوجد شريك أو حليف إلا أعلن دعمه لإسرائيل، ورغم ذلك فشلت تل أبيب في تحقيق أي هدف ولم يبقَ أمامها إلا التفاوض مع من وعدت بالقضاء عليهم، فأي هزيمة هذه؟ وأي انكسار يمكن أنّ نقرأه من بين سطور هذه الحرب؟

لا أحد يستطيع التكهن بمستقبل ما سوف يُحدث في غزة؟ ولا على ماذا سوف تنتهي الحرب؟ خاصة وأنّ الصراع مازال دائرًا ويمكن لكل طرف أنّ يُحرز أهدافًا في مرمى الطرف الآخر؛ ولكننا على يقين أنّ الانتصار الاستراتيجي الذي تحقق على أرض الواقع لن يمنع من محاسبة حماس بعد الحرب؛ فلسطين قضية كل العرب والمسلمين فى كل مكان، لا أحد يمكن أنّ يفرض شروطه على أصحاب القضية، كما لا بد أنّ يتسع صدر كل الفصائل الفلسطينية، إذا كان الحديث يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.

لا بد أنّ تعلم حماس أنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الاعتراف بذلك قد يكون مفيدًا لها وللقضية الفلسطينية؛ كل حركة مقاومة لها أجندتها الخاصة ولكن يبقى أنّ ممثلًا للشعب الفلسطيني لا بد تجتمع عليها كل حركات المقاومة كما اجتمع عليه الشعب الفلسطيني، فأي انتصار يمكن أن تُحققه أو حققته قد يتلاشى أمام استمرار الانقسام والتشظى الذي غزته إسرائيل على مدار العشرين عامًا الأخيرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هزيمة إسرائيل استسلام حماس السلطة الفلسطينية إتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل فی الحرب یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ترامب وهاريس.. من يستطيع حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

مع اقتراب المعترك الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة، بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، تتزايد التكهنات بشأن قدرة المرشحين على حل الصراع المتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في تقريرها المنشور في صحيفة "هآرتس" تشير داليا شيندلين إلى أن ترامب وهاريس لا يمتلكان القدرة على حل الصراع ووفق الكاتبة، ربما تكون كامالا هاريس "فازت" بالمناظرة الرئاسية ضد دونالد ترامب، لكنها لم تحاول حتى أن تشرح كيف ستكسر الجمود بشأن حرب غزة.

وبحسب التقرير، فإن رئاسة ترامب "ستكون أكثر كارثية"، والطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق هي أن ترغب إسرائيل نفسها في تغيير اتجاهها.

Whether Harris or Trump, the U.S. won't fix Israel and Palestine / @dahliasc https://t.co/IpnBxFiXxG

— Haaretz.com (@haaretzcom) September 12, 2024 السياسة الخارجية

وتتحدث شيندلين عن أن الرؤساء في ولايتهم الأولى قد يكونون سيئين للغاية في التعامل مع السياسة الخارجية. ففي فترة ولاية بيل كلينتون الأولى، لم تحدث إبادة جماعية واحدة، بل اثنتان في البوسنة ورواندا، إلى جانب الكارثة التي حلت بالبلاد في الصومال.

ولم يكن حاكم أركنساس السابق يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع السياسة الخارجية.

أما جورج دبليو بوش فكان أيضاً من خارج السياسة المحلية، حيث خدم لمدة خمس سنوات حاكماً لولاية تكساس. وفي وقت مبكر من ولايته الأولى، ضربت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ورداً على ذلك، شن حرب العراق، فأظهر حكمة بدائية في السياسة الخارجية.

وأصبحت تلك الحرب واحدة من أكثر السياسات كارثية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، فقد كانت سيئة بالنسبة للعراق والشرق الأوسط، وسيئة بالنسبة للعالم.

وإذا فازت كامالا هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني) ربما تقع هي أيضاً في مأزق السياسة الخارجية خلال ولايتها الأولى، على الرغم من اكتسابها المزيد من الخبرة في العمل مقارنة بمن سبقوها في منصب نائب الرئيس.

ولكن إذا حكمنا من خلال المناظرة التي جرت هذا الأسبوع، ومن خلال الفقرات الأربع الموجزة حول السياسة الخارجية في برنامج حملتها الانتخابية، فمن الصعب أن نتوقع أي شيء رائع، على الأقل في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية.

واكتسبت هاريس أكبر قدر من الخبرة في السياسة الخارجية في عهد الرئيس جو بايدن، الذي تبنى نهجاً "غير مبال" تجاه إسرائيل وفلسطين قبل الحرب، بحسب التقرير.

وكان هدف الإدارة قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هو إبعاد الشرق الأوسط عن طاولة المفاوضات، حتى يتمكن الرئيس من التركيز على الصين.

وعملياً، كان هذا يعني السماح لحكومة بنيامين نتانياهو بالمضي قدماً في عملية ضم أراض جديدة في الضفة الغربية، مع الاستمرار في خنق غزة.

كما كان يعني هذا أن الولايات المتحدة تقبلت الفكرة (التي لا أساس لها من الصحة) بأن إحياء عملية السلام القائمة على حل الدولتين سيكون بمثابة فشل سياسي مكلف.

Benjamin Netanyahu announced his endgame in Gaza: the “voluntary migration” of Palestinians forced to choose between leaving or dying by bombardment and starvation. His goal is to end the Palestinians as a people and as a national movement.https://t.co/RDrm36aE0O

— Mondoweiss (@Mondoweiss) December 28, 2023 السابع من أكتوبر

منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والحرب التي تلتها في غزة، كانت الإدارة الأمريكية غنية بالحماسة الأخلاقية والبلاغية.

وفي بعض الأحيان، كانت هاريس في موقف متقدم من الدعوة علناً إلى وقف إطلاق النار أو انتقاد الدمار والموت الذي لا يمكن تصوره في غزة.

وكررت هذه السطور بتواضع، ولكن بحذر أثناء مناظرة يوم الثلاثاء، وبدت ملتزمة بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، ولكن يجب أن تنتهي الحرب ويجب أن يعود الرهائن. كما أكدت دعمها لحل الدولتين، وجادلت أيضاً بأن الفلسطينيين يحتاجون إلى الأمن والكرامة وتقرير المصير.

وترى الكاتبة أنه كان من المنطقي استراتيجياً أن ترغب هاريس في احتواء هذه القضية الملتهبة أثناء المناقشة ضد دونالد ترامب.

وبحسب التقرير، فشلت إدارة بايدن حتى الآن في تحقيق أهم أهداف هذه الحرب على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، ألا وهو وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

ولعل السبب في ذلك هو أن الإدارة، من أجل تحقيق هذه الأهداف، استثمرت في المقام الأول الوقت والكلام على الصعيد الدبلوماسي، وأطلقت تحذيرات سياسية فاترة لإسرائيل في شكل عقوبات ضد عدد قليل من الأفراد والمنظمات المختارة (في الضفة الغربية)، وإبطاء شحنة واحدة من الأسلحة.

لكن الإدارة الأمريكية أغدقت الدعم على إسرائيل لمواصلة الحرب، بالأسلحة والمساعدات المالية والغطاء السياسي في المحافل الدولية.

"I will always give Israel the ability to defend itself ... how it does so matters."

Vice President Kamala Harris addressed the Israel-Hamas war, hostage deal, and ongoing cease-fire negotiations, during the #ABCdebate pic.twitter.com/TZxIxJWNPe

— ABC News Live (@ABCNewsLive) September 11, 2024 دعم حل الدولتين

وكانت الإدارة أكثر نجاحاً في ردع التصعيد الإقليمي الكامل، وهو أمر جيد، ولكنه ليس كافياً لقتل المدنيين في غزة، أو الرهائن الإسرائيليين، كل ساعة.

ونظراً للمستوى المتدني، والمعارضة الصارخة المتزايدة لحل الدولتين في الحكومة الإسرائيلية، فليس من السيئ أن تكرر هاريس دعمها لحل الدولتين.

ولا يبدو أن بايدن ولا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين حريصان على قول هذه الكلمات بأنفسهما في الأشهر الأخيرة ناهيك عن المعارضة الإسرائيلية.

في يوم الثلاثاء، سأل المشرفون على المناظرة هاريس عن الكيفية التي تخطط بها لكسر الجمود بشأن الحرب، ولم تحاول حتى الإجابة.

ووفق التقرير، فإن سياسات ترامب المتمثلة في إغداق الهدايا على إسرائيل وتعزيز التطبيع في الشرق الأوسط من أجل التخلص من الوضع الفلسطيني كانت من بين العوامل الأساسية وراء اليأس الفلسطيني الذي انفجر في نهاية المطاف.

ولم تتدخل هاريس في هذه القضايا أثناء المناظرة، وهو أمر غير مفاجئ، بحسب الكاتبة. ولكن من المخيب للآمال أنها لم تتحداه حتى في قضايا أقل أهمية، فقد زعم ترامب في المناظرة أن إيران أصبحت أكثر جرأة تحت إدارة بايدن.

Kamala Harris said what Israeli center-left leaders won't: We need the two-state solution | Haaretz Editorialhttps://t.co/vHhec9tvru

— Haaretz.com (@haaretzcom) September 12, 2024 مفاوضات الهدنة

وأصبحت المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بمثابة نسخة مقلقة من سنوات من المفاوضات العقيمة من أجل السلام الإسرائيلي الفلسطيني: حيث تتولى الولايات المتحدة زمام المبادرة ثم تلوم الجميع، ونحن جميعاً نعتبر دورها أمراً مسلماً به.

وتختتم الكاتبة بالقول إن إسرائيل لا بد وأن ترغب في التغيير، إن "نتانياهو قضية خاسرة"، ولكن إذا كانت هناك معارضة تستحق اسمها، فلا بد وأن تنهض وتطالب بإنهاء المذبحة في غزة، وإعادة الرهائن من خلال صفقة، وتهدئة التصعيد في المنطقة، وإنهاء الاحتلال على المدى الطويل، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم

مقالات مشابهة

  • سياسي إسرائيلي كبير يكذب رواية الجيش عن هزيمة حماس في رفح ويكشف أرقاما مثيرة
  • لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس
  • كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى يحيى السنوار؟
  • أمين عام الناتو: يمكن إجراء حوار مع روسيا في مرحلة معينة لإنهاء الحرب
  • هاريس وأفق السلام الفلسطيني الإسرائيلي
  • النائب علاء عابد يكتب: الانتخابات الأمريكية بين «غزة وأوكرانيا»
  • إسرائيل: مساعٍ لتشكيل حكومة بديلة للدفع باتجاه صفقة مع حماس
  • تظاهرات في عدة مدن محتلة تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية
  • وزير العدل الفلسطيني للحرة: نرفض اتهام إسرائيل للأونروا بالإرهاب
  • ترامب وهاريس.. من يستطيع حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟