يسمونها الأسطورة وتحب مناداتها بـ"المعلمة".. أنسة الخطيب صعيدية تعيش بجلباب الرجال منذ 50 عامًا
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
"ملابس الرجال لها هيبة ووقار"بهذه الكلمات عبرت المعلمة أنسه الخطيب، ابنة مركز قوص بـ قنا ، عن سبب ارتدائها ملابس الرجال لأكثر من 50 عاماً، وإصرارها على العيش فى جلباب الرجال، دون اهتمام لما يردده البعض جهراً أو سراً خوفاً من رد فعلها الذى يخشاه الكثير من المتعاملين معها، فالملابس ليس وحدها التى أخذتها من الرجال، فقد تخلت عن هدوء ورقة النساء لترسم لنفسها شخصية صلبة وقوية يقدرها الجميع.
الملابس لم تقتصر على الجلباب فحسب، لكن ما يتعلق بالملابس رجالى، منذ قررت أن ترتدى ثوب الرجال عقب وفاة والدها وهى بعمر الثانية عشرة، لتحافظ على موقفها حتى دخولها العقد السابع من عمرها، دون أن يهتز موقفها أو تتراجع ولو لمرة واحدة، ما جعلها شخصية فريدة ومتميزة فى قريتها" الخرانقة"، ومن أصحاب المشورة فى الكثير من الموضوعات.
جلباب الرجال الذى عاشت بداخله سنوات عمرها، كان حصناً لها فى معاملاتها مع التجار والمواطنين خلال توزيع المواد التموينية التى يتزاحم عليها المواطنون وقت حضورها، فبكلمة واحدة منها يقف الجميع فى طوابير منتظمة، حتى لا ينال ما يحمد عقباه من توبيخ، فهى شخصية لا تعرف للهزار طريقاً، وهو ما يتجسد فى ملامحها الجادة التى حفرت نفسها بقوة على وجهها.
المعلمة أنسة أحب الألقاب"المعلمة أنسة"، من أحب الألقاب التى تحب أن تنادى بها، رغم إطلاق أهالى قريتها الكثير من الألقاب التى تعبر عن شخصيتها الفريدة، فيما يعتبرها بعض الأهالى بمثابة " اسطورة" لقدرتها على إنهاء الكثير من المشكلات والحصول على الحصص اللازمة من الدقيق والمواد التموينية لأهالى القرية، فى وقت عجز الكثير من التجار الرجال عن تلبية مطالب مناطقهم.
العمل فى تجارة دقيق التموين، ليس العمل الوحيد الذى امتهنته " المعلمة أنسه"، فقد عملت قبل ذلك فى تجارة المينى فاتورة، ومن قبل فى الجزارة، مرة بنفسها ومرة أخرى بمساعدة جزارين آخرين تحت اشرافها، لكنها فى الفترة الأخيرة اكتفت بتجارة الدقيق، لتستطيع تلبية الاحتياجات المتزايدة للأهالى، دون أى ملل أو كلل من الوقوف لساعات طويلة فى توزيع الدقيق للطوابير الممتدة.
مواقف انسانيةالجلباب الرجالى والملامح الجادة التى ترتسم على وجه " المعلمة أنسه"، لم تمنعها أن تكون لها مواقف انسانية، مع الكثير من الحالات التى تقصدها، فضلاً عن حفاظها على الصلوات فى أوقاتها، ولم يمنعها من الذهاب إلى الأراضى المقدسة لأداء العمرة، سوى إصرارها على عدم خلع ملابس الرجال.
قالت أنسه محمد الخطيب، تاجرة دقيق، عمرى أكثر من 70 عاماً، وقصتى مع ملابس الرجال بدأت وعمرى 12 عاماً، حيث قررت عقب وفاة والدى ارتداء جلباب الرجال، لكى أقف وسط التجار والرجال بقوة ودون خوف أو قلق، ومن وقتها وأنا أرتدى الجلباب، وأعيش حياتى وسط الرجال بشكل طبيعى، دون أن يجرؤ أحد على مضايقتى أو التعرض لى بسوء.
أقف بين الرجال دون أن أهتز
وتابعت الخطيب، لم أجد نفسى فى ملابس النساء أو الحياة الناعمة للفتيات منذ الصغر، كما أننى لا أحب جلسات النساء وحالة الضعف اللاتى يظهرن بها، وأقف وسط آلاف الرجال دون أن أهتز، وساهم ارتدائى الجلباب فى أن أعمل بعدد كثير من المهن التى يعتبرها البعض حكراً على الرجال، أبرزها تجارة المينى فاتورة والجزارة وآخرها دقيق التموين.
وأشارت المعلمة أنسة، إلى أنها لا تعترف بملابس النساء فهى تقلل من قيمتها أمام الآخرين، وأن ارتدائها لجلباب الرجال أعطاها نوعاً من الهيبة والوقار جعل الجميع يحترمها ويقدرها، ما ساعدها فى التجول بين البلاد دون أى مضايقات، كما أنها تدخل على المسئولين بزى الرجال بشكل طبيعى ومع الوقت اعتاد الجميع على رؤيتها بهذا الشكل.
لا أحب جلسات النساءوأوضحت الخطيب، بأنها لا تحب جلسات النساء لكن إذا تعرضت أى سيدة أو فتاة لموقف ما، تتصدر المشهد وتحصل على حق أى فتاة، كما أنها تسعى لتلبية مطالب الجميع فى قريتها، ومقابلة المسئولين لحل المشكلات التى قد يتعرض لها البعض، ولا يستطيع أحد أن يعارضنى سواء خوفاً أو احتراماً، لكن فى النهاية الكل يعمل ألف حساب لكلمتى ووقفتى، ولا أخشى من أى أحد سوى المولى عزوجل.
https://fb.watch/qQdMM-kbJb/
أنسه الخطيب
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا قوص الجلباب الخرانقة جلسات النساء
إقرأ أيضاً:
البصرة تعيش فتنة المال والسياسة
21 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: حيدر سلمان
للاسف ما نسمعه هذه الايام يكاد يؤلم من له قلب محب للعراق عموما والبصرة خصوصاً.
مع تصاعد الحديث عن انقسام ةلبصرة عن البصرة (الزبير عن البصرة) اوجه كلامي لطرفين وانهيه بثالث يمثلني شخصيا عسى مانكتبه يجد طرقه لاكثر من يقرأ فقد كتبته وتكاد دموعي تسابق كلماتي.
الطرف الاول
الداعمين لاقتطاع الزبير من البصرة نحو تكوين محافظة:
اخوتي الكرام لايمكن المزاودة على من اعرفهم على اقل تقدير من حبكم للبصرة خصوصا والعراق عموماً.
لكن لايمكن التهرب بدلا من المطالبة بحقوق مدينتكم نحو تقطيعها فانتم بذلك تنفذون حرفيا ما تريده بعض الكتل التي تتفذ حرفيا مقولة “Divide And ARule” “اقسم وتحكم” وتتناسون ان هذه الفتنة بعينها.
يجب ان تفهموا ان ماتفعلونه سيؤدي لانقسام شمال البصرة وجنوبها لاحقا، كما ستتبخر الاموال التي تطالب بها البصرة من الحكومة، كما سيكون هناك قطيعة بين ابناء البصرة على اساس حدوث انقسام غير ودي.
عليه نرجوا ان تفهموا انها فتنة ينفذها سياسيون فاشلون ومنتفعين لا اكثر وانتم ابناء بار لهذه المدينة المعطاء ولايوجد في البصرة اصلا تاريخ دون اي من امتداداتها سواء الزبير او القرنة او الفاو فهي مكملة لبعضها، فلا تذهبوا بعيدا بالامر لطريق اللاعودة وما ينتج عنه من محافظات ضعيفة ةن حضرت لاتعد، وان غابت لاتفتقد.
الطرف الثاني
المناوئين لاقتطاع الزبير من البصرة نحو تكوين محافظة:
اخوتي الاعزاء ليس سبيلا لانهاء هكذا فتنة ان تخونوا المقابل بكلمات نابية، منها انكم غير بصريين او انها مؤامرة خارجية او اساليب تعمق الهوة.
هذه الامور تزيد التنافر وكانكم بذلك تحققون المراد من الفتنة بالضبط بل وتصبحون اداة فيها، وتتركون المقابل في حيرة، ان نبذ هذا التوجه يراكم تهاجمون الكل دون استثناء و ان ذهب للانقسام لاسامح الله فقد اعطيتوه مايتحدث به ويستشهد به كدليل على تعاملكم معه.
بدلا من ذلك بينوا لمن يتجه لتقسيم المقسم اصلا، أننا ابناء مدينة معطاء ومصيرنا معا ولايفصلنا الا 4 الى 5 كم فقط وعلينا الاصرار على المطالب المشتركة بدل التنافر والتدافع على ضياع حتى ما تحقق.
فالمرجو منكم ان يتصل كل فرد منكم بصديق له في الزبير ويطيب خاطره ويجذبه بمعسول الكلام فالكلمة الطيبة صدقة ونحن ابناء هذه المدينة وهذه البلاد وهو واجبنا ان نكري بعضنا البعض.
اخيرا عن نفسي
يؤلمني ما راه من ابناء المدينة الواحدة وانا ارى ما عملنا لاجله بدل ان يثنى علينا يتبدد ويتناحر الاخوة على تقطيع حتى اوصال البيت الواحد وهدمه بمعول الفتنة فنحن في الخارج ونفتخر باصولنا فان ذهب ذلك الاصل بمن نفتخر بعد ذلك؟
عودوا لرشدكم يا اخوتي، فلا يوجد شيء اسمه غريب واصيل فنحن ابناء البصرة سواء من الفاو الى القرنة الى الزبير الى ابو الخصيب الى شط العرب وامانتنا ان نحافظ على بيتنا اولا البصرة وندعم بلادنا العراق نحو الرقي والتحضر والنضج بدل هذا التناحر الذي لن يقدم او يؤخر وتذكروا ان ماتحقق لم يكن ليكون لولا اننا باغلبيتنا قلب على قلب في السراء والضراء، في الافراح والمحن.
عسى ان تكون كلماتي “الصمغ” الذي يعيد ألفتكم بينكم، راجيا ترك مايريده سياسيين فاشلين لايجد طريقا غير تهديم البيت للصعود على اطلاله، ليكون هو المنتصر وانتم اهل البيت الواحد خاسرين جميعا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts