قضائنا العادل .. ضمان امننا المجتمعي
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن ..
مرة اخرى ينتصر القضاء وكعادته لقيم المجتمع العراقي ويحافظ على أصالته ووحدته ، مرة اخرى يعزز القضاء العراقي العادل قناعة ابناء شعبنا بان امننا واستقرارنا بايد امينة حريصة على احقاق الحق واهله ورفض الباطل واهله .
وليس غريب على ابناء المؤسسة القضائية في العراق ذلك لان التاريخ القديم والحديث والمعاصر يشهد بأحداث كان للقضاء فيها صولات وجولات في ميدان الحق وحفظ العراق واهله والانتصار الدائم لابناءه الشرفاء وأخذ الحق .
أصدرت المحكمة الاتحادية الموقرة في قرارها بالعدد ( ٣٢٥) وموحدتها ٣٣١/ اتحادية / ٢٠٢٣ ) بتاريخ ١٣ / ٣/ ٢٠١٤ بشأن المحتوى الفاحش وتضمن القرار الموقر تفرعات كثيرة كلها تصب في حفظ الامن العام والاستقرار المجتمعي .
اطلعت على نص القرار وشعرت بالفخر الكبير لان وزارة الداخلية كانت شريكة لمجلس القضاء الأعلى في الخطوات الاولى التي استحدثنا فيها منصة ( بلغ) بشأن المحتوى الفاحش والذي يسيىء إلى أعراف وتقاليد مجتمعنا الأصيل وكان عمل الوزارة والقضاء واحد في توجيه الإعلام الرقمي إلى الاتجاه الذي ينبغي ان يكون فيه لا ان يشتغل هذا الفضاء الواسع بما يشوه صورة العراق في المحافل الدولية ويضر بسمعة وطننا في وقت تذرف فيه الدماء الغالية كل يوم حتى يبقى العراق حرا أبيا شامخا منارا لكل الامم .
وبالتأكيد انقسم الرأي العام في حينها بين مؤيد بشدة ورافض لهذا التوجه واختار فريق آخر طريق الحياد او الصمت لان قناعته لم تكتمل بخصوص الموضوع إلا ان وزارة الداخلية ومجلس القضاء الأعلى الموقر كانت مستشعرة لكل هذه الهواجس وعملت على إيصال فكرة أننا ليس في خندق الضد من اولاءك الذين ينشرون هذه المحتويات بل على العكس كانت الروح الأبوية الإصلاحية حاضرة في الموضوع والأهداف أسمى وارقى من شخص يحاول ( الطشة ) على حساب العادات والأعراف والتقاليد غير ابه بما قد يسببه ذلك من دمار مجتمعي وخراب عام في السلوك الإنساني .
قرار المحكمة الاتحادية العليا تضمن عبارة ( التعرض للآخرين والإساءة اليهم ) وان هذه العبارة جاءت في آخر سطرين ابتدأت ” بالتجاوز على الذات الإلهية وحرمة الكتب المقدسة وعلى الأنبياء والرسل والرموز الدينية والإساءة والسخرية من الأديان والمذاهب ” وكل ذلك اعتبر جريمة الزم الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم حسب نص القرار .
وهنا أقول ولكم ان تتصورا كيف للمحكمة الموقرة ان اعتبرت التعرض للآخرين والإساءة اليهم جريمة لا تقل اهمية عن باقي الجرائم المؤشرة في نص القرار لإيمان المحكمة الموقرة المطلق بان الإساءة للآخرين عمل مرفوض شرعا وقانونا يلزم اتخاذ اجراءات عقابية بحق القائم به .
تفاقمت في الاونة الأخيرة دون رادع ملموس او اجراء من قبل المؤسسات المعنية ظاهرة ” التعرض للآخرين والإساءة اليهم ” في تناقل لا يستند على دليل هدفه التقسيط والتشويه والتجريح من قبل بعض المنتفعين الذين اعتادوا العيش في الظلام قابعين خلف حواسيبهم لا هم لهم سوى تنفيذ اجندات تعتمد الكذب وتضليل الرأي العام عبر تسويق أفكار هدامة وقد نسى هؤلاء او تناسوا ان إساءاتهم وأكاذيبهم لا تؤثر على الشخص المستهدف من قبلهم بل على عائلته وأولاده وتسبب انهيار في منظومة مجتمعية تكون فيه الاسرة الحلقة الأهم الذي يحرص هؤلاء على تهديم أسسها دون واعز اخلاقي او ديني .
وعود على بدء نقول ان ايماننا المطلق بالقضاء في العراق هو الضامن الحقيقي لمنظومة العدالة التي ستبقى حاضرة ومتصدية لكل من يحاول تعكير الاستقرار والأمن الاهلي والسلم المجتمعي ، ولأن الإنصاف هو ديدان وطريق العدالة في بلدنا سنبقى في طليعة المتصدين لكل المسيئين مهما كلفنا ذلك او اسيء لنا ولعوائلنا ومثلما وضعنا يدنا بيد قضائنا الموقر وأسسنا سوية لمحاربة المحتوى الفاحش فسنعمل سوية ايضا لوضع حد لكل من يسىء لكل الشرفاء ويبقى القضاء هو الفيصل
والله من وراء القصد د. سعد معن
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: نرفض التهجير ولا بديل عن الحل العادل بإقامة دولة فلسطين المستقلة
اختتمت الدورة التدريبية الدولية الثامنة لاتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي اليوم، بعنوان «دور الإعلام في بناء الإنسان.. رؤية مستقبلية»، بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي.
كما حضر ممثلون من ثماني دول هي: مصر، والسعودية، والسودان، والجزائر، والسنغال، وتونس، والجابون، واليمن، إذ قدم حفل الختام الكاتب الصحفي محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف للشئون، وافتُتِح الحفل بتلاوة عطرة من الشيخ محمود الشحات أنور، واختُتِم بابتهالات دينية للشيخ محمد الجزار، وحضر الفعالية عدد من قيادات وزارة الأوقاف، الذين شاركوا في دعم وتيسير تنظيم الدورة.
وفي كلمته، رحب وزير الأوقاف بالضيوف جميعًا، مهنئا المشاركين في الدورة على إتمامهم هذا البرنامج التدريبي الذي شمل العديد من الفعاليات المعرفية والتعايشية والسياحية.
وأعرب عن سعادته بنجاح البرنامج بكل فعالياته، آملًا أن تشكل هذه التجربة إضافة قيمة في حياتهم المهنية، مؤكدا أن الهدف من الدورة نشر مفاهيم البناء الإنساني من خلال الإعلام.
وأضاف أن الدورة التدريبية ركزت على دور الإعلام في بناء الإنسان، وهي قضية محورية في العصر الحالي، مؤكدا ضرورة أن يسهم المشاركون في نقل هذه الخبرات إلى بلادهم، وأن يسهموا في تقديم خطاب إعلامي يعزز الوعي الفكري والثقافي لدى المجتمعات، ويساعد في فهم التحديات التي تواجه الأوطان.
كما أشار إلى أن بناء الإنسان يمثل قضية مشتركة بين وزارة الأوقاف وجميع المؤسسات الإعلامية، لافتًا إلى الجهود التي تبذلها الوزارة في تقديم خطاب دعوي معرفي مستنير يسهم في هذه المهمة.
كما وجه أسامة الأزهري تحية وتقدير للدور الكبير الذي تقوم به إذاعات وتليفزيونات دول العالم الإسلامي في تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم الرسالة الإعلامية الإيجابية، مبديا تقديره البالغ لكلمة المتحدث باسم الضيوف من جمهورية الجزائر، معربًا عن فخره بزياراته المتعددة للجزائر التي كانت محط فخر له لما لمسه من تضامن وحب تجاه مصر.
كما وجه تحية للمشاركين في الدورة، مشيدًا بتفاعلهم المثمر، مؤكدًا أن التعاون بين الدول الإسلامية سيظل مستمرًا، وأن اللقاءات التي جمعتهم في هذه الدورة ستكون بمثابة جسر للتواصل المستمر وتعزيز التعاون الفكري والثقافي بين البلدان المشاركة.
وشدد وزير الأوقاف على أنها تمثل الأولوية الكبرى للأمة الإسلامية، مشيرا إلى دعم مختلف دول العالم للقضية الفلسطينية، مع تأكيد ضرورة تحقيق الحل العادل بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وتوجه الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، بخالص الشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وفريقه المتميز على تنظيم الدورة التدريبية بنجاح، مشيدًا بجهود وزارة الأوقاف في إنجاح هذا الحدث، كما شكر جميع المتدربين على تفاعلهم الفاعل.
وعبر «الليثي» عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية التي أسهمت في تعزيز التعاون الإعلامي والديني، معربا عن أمله في استمرار هذا التعاون في المستقبل لتحقيق المزيد من الفاعلية في نشر الفكر الوسطي والإعلام المتوازن.
كما خص بالشكر جمهورية مصر العربية، قيادةً وشعبًا، مؤكدًا أن مصر تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بلد الحضارة وملتقى الثقافة وحاضنة الأمة الإسلامية.
وأشار إلى التحديات التي يواجهها وطننا العربي، مؤكدًا أن الأمة ستنتصر طالما ظللنا متحدين، داعيًا إلى دعم المواقف المصرية والأردنية والسعودية والكويتية وجميع الدول الرافضة لمحاولات التهجير. وأكد ضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور عمرو الليثي الله -عزوجل- أن يحفظ فلسطين ويحفظ مقدسات الأمة الإسلامية.
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن المتدربين، ذكر عبد الحق بولحيه، رئيس تحرير إذاعة القرآن الكريم الجزائرية، قول الله سبحانه: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»، مشيرًا إلى أنهم دخلوا مصر آمنين ومطمئنين.
وأوضح أن الدورة التدريبية التي تخللتها العديد من الزيارات، كانت فرصة ثمينة للاستفادة من الأفكار والخبرات التي قدمها الأساتذة والمحاضرون.
كما أعرب عن تقديره للزيارات التي قاموا بها، مثل زيارة دار مصر للقرآن الكريم، والمدينة الإعلامية، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، إضافة إلى زيارة مبنى ماسبيرو واستوديوهات قناة النيل والإذاعة المصرية.
وفي ختام اللقاء، أهدى الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، درع الاتحاد للدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تقديرا لجهوده المخلصة في النهوض بالإعلام الإسلامي، كما كرَّم الوزير المتدربين في الدورة.