الخماسية تستأنف نشاطها الاثنين.. حرق الأسماء مستمر والرؤية الأميركية نحو السلة الكاملة
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
رد لبنان الرسمي امس على الورقة الفرنسية مركّزا على القرار الدولي 1701 لجهة ضرورة أن تلتزم به إسرائيل خصوصا وأن لبنان لطالما أبدى استعداده ولا يزال لتنفيذه، فضلا عن أن الرد جدد تأكيد اهمية ان توقف إسرائيل اعتداءاتها على لبنان وانتهاكاتها له، وركز على عودة الاجتماعات الثلاثية في الناقورة.
اما على المستوى الرئاسي، ورغم دخول البلد شهر رمضان، فإن "اللجنة الخماسية" لن توقف نشاطها سواء من خلال تحركات السفراء مجتمعين أو بشكل احادي.
ووفق المعلومات فان وجهة النظر الأميركية تعزز حظوظ السلة الكاملة المتكاملة والتي تتضمن حلا للوضع في الجنوب وانتخاب رئيس، وان كانت الأولوية اليوم بالنسبة إليها تكمن في اهمية عودة الهدوء والاستقرار إلى جنوب لبنان.
وبينما تحرك السفير السعودي وليد البخاري في الساعات الماضية حيث استقبل في دارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ثم زار منفردا بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، فإن زيارة سيقوم بها السفراء الخمسة مجتمعين الأسبوع المقبل إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وتركز المصادر على أن عنوان نشاط سفراء الدول الخمس سينصب مجددا على أهمية انتخاب رئيس وضرورة التشاور من أجل الوصول إلى التفاهم حول مرشح ثالث، خاصة وأن التوازنات الراهنة في البرلمان تحتم التفاهم، مع تشديد المصادر على أن مبادرة الاعتدال الوطني تحظى بتأييد "الخماسية" وتحديدا من السعودية وهي ارجأت جولتها الثانية على القيادات السياسية الى حين انتهاء جولات السفراء.
وقال مصدر سياسي أن وفدا من الكتلة وخلال زيارته الرياض التقى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي لم يبد أي إشارة تجاه الذهاب الى انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وهذا يؤشر إلى أن امام الأخير مطبات كثيرة عليه أن يتجاوزها ويفك التعقيدات الطائفية التي تحول دون القبول به رئيسا للجمهورية.
وفي سياق متصل، جزمت اوساط سياسية بارزة أن الأسماء التي تطرح بين الفينة والأخرى لرئاسة الجمهورية ليست الا تأكيدا على اننا لا نزال في الوقت الضائع، وان من يسرب هذه الأسماء يهدف إلى حرقها لا أكثر.
واعتبرت المصادر ان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري تبلغ من القطريين أن الدوحة لا ترشح أحدا وأن ما يهمها التشاور بين المعنيين من أجل انتخاب رئيس وهذا الامر تبلغه أكثر من مكوّن سياسي في البلد.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
لم يكن اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، يحتاجون إلى الكثير من المعلومات لكي يعرفوا مسبقًا ما سيكون عليه ردّ الرئيس بري، بصفته "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، على الورقة الأميركية للحّل. فهو في النهاية يريد أن يأكل عنبًا، بالتزامن مع سعيه من خلال تنسيقه مع "حزب الله" إلى إبعاد "الناطور" عن الحديقة الخلفية للبنان، وذلك من خلال رفضه ما تضمّنته الورقة الأميركية للحّل من نقاط من شأنها إطلاق يد إسرائيل جوًّا وبرًّا وبحرًا. وهذا ما لا يقبله أي لبناني عاقل. فالقبول بما يمكن أن يطمئن إسرائيل غير وارد، لأن ما يطمئن إسرائيل يتعارض مع السيادة اللبنانية، وهذا ما كانت عليه طبيعة الردّ اللبناني. فالرئيس بري على تنسيق تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يصرّ على تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإعطاء الجيش الدور الأكبر في المحافظة على الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من دون توسيع لصلاحياتها الأساسية، مع رفض مطلق لما تحاول إسرائيل فرضه بقوة النار، أي أن تمتلك "حق العمل العسكري" متى شاءت. وهذا يعني التنازل عن مبدأ السيادة، وبالتالي التسليم باستباحة مناطق البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، بحيث يصبح العيش فيها شبه مستحيل. أمّا ما يتعلق بتوسيع اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار 1701 فإن الرئيس بري، ومعه الرئيس ميقاتي، لا يريان أي فائدة في انضمام كل من المانيا وبريطانيا إلى هذه اللجنة الدولية، التي يرأسها جنرال أميركي وآخر فرنسي. ويرى الجانب اللبناني تفعيل عمل اللجنة القديمة بدلًا من توسيعها. وهو لزوم ما لا يلزم. لأن أي زيادة على عمل اللجنة القديمة يعني زيادة على ما نصّ عليه القرار 1701، أي أن يكون مذّيلًا بعلامة +. وهذا ما يرفضه لبنان كأساس صالح لمفاوضات يُعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة، مع إصرار على ألا تبدأ هذه المفاوضات إلاّ بعد وقف شامل للنار، إذ من غير المنطقي أن يقبل لبنان بالسير بهذه المفاوضات على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تدّك المناطق المستهدفة يوميًا، والتي ينتج عنها المزيد من الضحايا والدمار والخراب. لذلك فإن الاولوية اليوم هي للتفاوض على وقف الحرب، أما ما بعدها فمتروك لنجاح التسوية، ولكن على عكس ما يروج له البعض من أن التسويات تأتي دائمًا على حساب لبنان، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة عدم وضوح في الرؤية وفي التقدير وبعد النظر. ويرى مراقبون حياديون أن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والتي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، مرهون بمدى جدّية استعداد تل أبيب لوقف شامل للنار، وهي التي تؤكد على لسان قادتها والمسؤولين فيها أن الحرب الشاملة والواسعة، التي شنتّها على لبنان منذ شهرين تقريبًا لم تحقّق أهدافها بعد. وهذا يعني أن لا نية لدى حكومة الحرب الإسرائيلية بوقف مسلسل اعتداءاتها قبل أن تضمن عدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" بنسخته اللبنانية". ويقابل إصرار تل أبيب على مواصلة اعتداءاتها تمسّك "حزب الله" بخطابه الجماهيري، الذي يرفض التسليم بالأمر الواقع، من خلال ابرازه ما حقّقه من إنجازات ميدانية، حتى أن بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يذهبون بعيدًا في مسألة إبراز هذه الإنجازات، التي يعتبرون أنها ستفضي عاجلًا أم آجلًا، إلى تراجع تل أبيب عن شروطها التعجيزية، ومن ضمنها بالتأكيد إبقاء الجنوب ولبنان كله تحت العين الإسرائيلية، مع الإصرار على أن تطورات الميدان الجنوبي لا تسمح لإسرائيل بأن تدّعي النصر وفرض شروطها التي تتناقض مع السيادة. من هنا، فإن "حزب الله"، الذي سلم ملاحظاته للرئيس بري، يحاول أن يرسّخ معادلة جديدة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، مع ما يمكن أن يترتب عن هذه المعادلة المعقدة والمكلفة في آن. وهذا ما تفعله أيضًا إسرائيل، التي تسابق دباباتها في الجنوب المسار التفاوضي. المصدر: خاص "لبنان 24"