اختص الله عز وجل شهر رمضان المبارك بفضائل وخصائص عن بقية الشهور، أولها فريضة الصيام، وهي من أفضل الأعمال التي أعد الله لأصحابها الثواب الجزيل، ولذا تعد المجاهرة بالإفطار في نهار شهر رمضان من الأعمال الماسة بالعقائد والشعائر الدينية والقوانين.

وتفرض بعض الدول الإسلامية قوانين لتجريم ومعاقبة المجاهرين بالإفطار في نهاره دون عذر، وتتفاوت العقوبات من بلد لآخر، ذلك أن الجريمة ليست الإفطار في حد ذاته، فالصيام كونه فرضا وله أجره عند الله عز وجل فهو أمر بينه وبين ربه، وإنما الجريمة تكمن في “المجاهرة بالإفطار” حيث أن “المجاهرة” تعني إتيان الفعل عياناً بياناً أمام العامة دون استتار أو تستر ودون مراعاة أو رعاية فالإفطار الجهري علة تجريمه هي درأ الأذى ولا شك أن الجهر بالإفطار أمام الصائمين ما هو إلا إيذاء متعمد لا مبرر له.

موقع الشرق يلقي الضوء على بعض القوانين التي تجرم الإفطار علنا في نهار رمضان وتعاقب مرتكبيه في عدة دول مختلفة.

** قطر

نبدأ من قطر حيث يعد الجهر بالإفطار خلال نهار رمضان من المخالفات التي يعاقب عليها القانون القطري بهدف أن يحفظ للمسلم خصوصيته .

ووفق المادة (267) من قانون العقوبات القطري يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر، وبالغرامة التي لا تزيد على ثلاثة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من جاهر في مكان عام بتناول الأطعمة أو المشروبات أو غير ذلك من المواد المفطرة في نهار رمضان، وفقا للبوابة القانونية القطرية (الميزان).

ويؤكد الخبراء على اهتمام المشرع القطري بشكل كبير بحماية الإسلام وصون فرائضه بعقوبات رادعة تحفظ للمجتمع حقه الديني والأدبي والمعنوي.

** السعودية

الجهر بالإفطار علنا في رمضان جريمة تدخل صاحبها السجن في السعودية حيث تصل العقوبة عادة بحق المجاهرين بالإفطار إلى السجن والجلد، إضافة إلى عقوبة الإبعاد من المملكة العربية السعودية إذا كان الفاعل أجنبياً.

وقد أصدرت وزارة الداخلية السعودية، بيانا لمعاقبة التحيز تجاه رمضان، وهو الحبس والجلد.

** مصر

لا يوجد قانون يعاقب على الإفطار العلني في رمضان في مصر، لكن في بعض الحالات تقوم الشرطة بالقبض على المفطرين علنا في رمضان وتقديمهم للنيابة العامة وتتم متابعتهم بسبب بالقيام بفعل فاضح في الطريق العام . وفقا لتقارير إعلامية مصرية.

** المغرب

في المغرب يعاقب المفطر علنا بالحبس حيث ينص الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي رقم 413/1959 على أن: “كل مَن عُرف باعتناقه الدين الإسلامي، وجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقَب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من 12 إلى 120 درهماً.

** الكويت

يعاقب القانون الكويتي رقم 44 لسنة 1968 على الإفطار العلني في رمضان، وقد جاء فيه: “يعاقب بغرامة لا تتجاوز مائة دينار وبالحبس لمدة لا تتجاوز شهراً أو بإحدى هاتين العقوبتين:

– كل من جاهر في مكان عام بالإفطار في نهار رمضان.

– كل من أجبر أو حرض أو ساعد على تلك المجاهرة، ويجوز غلق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض لمدة لا تجاوز شهرين».

** الإمارات

يعاقب المجاهر علنا في نهار رمضان بالحبس مدة لا تزيد عن شهر أو بغرامة لا تتجاوز 2000 درهم لكل من جاهر في مكان عام بتناول الاطعمة او المشروبات او غير ذلك من المواد المفطرة وكل من اجبر أو حرض أو ساعد علي تلك المجاهرة و يجوز اغلاق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض مدة لا تجاوز شهر.

وهو ما نص عليه في القانون الاتحادي رقم 3/1987 في المادة 313 وتشمل العقوبة من يساعد علي الافطار.

** سلطنة عمان

تنص المادة الرقم 312/10 على أنه “يعاقَب بالسجن التكديري أو الغرامة من ريال إلى خمسة ريالات أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أقدم على نقض الصيام علناً في شهر رمضان من المسلمين بدون عذر شرعي.

** الجزائر

لا يوجد نص صريح يجرّم الإفطار العلني في رمضان، ولكن يحدث أن تصدر قرارات إدارية بغلق محال بيع المأكولات والمشروبات.

** البحرين

القانون البحريني يجرم الإفطار العلني ويعتبره جنحة عقوبتها قد تزيد عن ثلاثة أشهر، ويخول مأموري الضبط القضائي بتوقيف مَن يجاهر بالإفطار في نهار رمضان ولا يفرق بين المقيم والزائر والمسلم وغيره.

** العراق

يعاقب القانون العراقي المجاهر بالإفطار العلني بالسجن خمسة أيام إلا أنه يستثني المرضى والمسافرين.

** الأردن

تنص المادة 274 من قانون العقوبات الأردني رقم 16/1960 على الحبس لمدة شهر، وغرامة مالية بقيمة 25 دينارًا لمَن يفطر علنًا في رمضان، والتجريم على المسلمين دون غيرهم.

** لبنان

لا يوجد قانون يجرّم الإفطار العلني في رمضان، ولكن في بعض المدن والأحياء حيث الغلبة للمسلمين تغلق المطاعم ويعتبر تناول الطعام أمام الصائمين أمرا غير مقبول ويحط من مكانة المفطر اجتماعياً.

** استهجان المجتمع

يجرم الإفطار العلني في بعض الدول الأخرى فيجرم في جزر القمر، وفي الصومال، ورغم أنه لا يوجد نص قانوني يعاقب على الإفطار العلني، تظل التقاليد الاجتماعية تستهجن الإفطار علانية دون عذر.

الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: م الإفطار العلنی فی نهار رمضان لا یوجد علنا فی دون عذر فی مکان

إقرأ أيضاً:

نايف بن نهار يفتح أبوابا للتفكير في دور القراءة بين المعرفة والتباهي

القراءة بأبعادها وأدوارها العظيمة في بناء الوعي للمجتمعات، تحوم التساؤلات الخارجة عن المألوف، بحثًا خلف الجانب المظلم للقراءة، وهو المحور الأساس الذي تطرق إليه الدكتور نايف بن نهار، ضيف معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته التاسعة والعشرين، في جلسة حوارية فتحت آفاقًا للتفكير مع جمهور غفير حضرها مساء أمس.

وجاء الحديث الذي قدمه الدكتور نايف بن نهار مختلفًا ومثريًا -كما اعتاد أن يقدم ذلك لجمهوره- وهو ما فتح أبوابًا للنقاش والسؤال، بل وسمح للفكر أن يدخل في كثير من التفاصيل التي غيبت الساحة الثقافية، فالكثير يدعو للقراءة، ولكن "بن نهار" في جلسته الحوارية كان يدعو بألا تأخذ القراءة دور التفكير، فهي خطورة كبيرة على الوعي البشري، حيث قال: "البعض لا يستطيع التكلم دون ذكر اسم المؤلف، وقام البعض بالاستغناء عن العقل للتفكير على حساب الآخرين" متطرقًا في حديثه لأوجه القراءة التي قد تقود القراء لمواطن خطيرة، تسلب الوعي من خلالها.

وأكد أن القراءة ضارة حين تكون بديلًا للعمل، وقال: "نحن نقرأ ليكون عيشنا أفضل، فالعلم هناك كثير يعلمون، ولكن من يعمل بما يعلم أو يتعلم؟، فمشكلة الناس دائما في العمل، حيث أصبحت القراءة أداة للتباهي". وأضاف: "أحيانًا أنت تستمر بالقراءة لأنك تبحث عن المتعة والدهشة، لكن ليس هدفي كمسلم هو القراءة، وهناك البعض ممن يقرأ ليستعرض ذلك للآخرين، مع إغفال أن القراءة هي جسر لرفع الوعي، ربما في بعض الأحيان تقرأ لتعي قضية معينة، وليست للمباهاة، فالحياة ليست بالهزل، وإنما هناك غايات لا بد العمل عليها، ولا بد من الانتباه لأهمية القراءة بالتركيز على هدفها الأساسي".

وركز "بن نهار" في حديثه على أهمية أن يجد الإنسان لنفسه سبيلًا في القراءة، كالتنوع في اختيار المجالات التي يقرأ فيها ليولد في داخله نضجًا معرفيًا، وقال: "حالة التجزئة جديدة، حيث إنها لم تكن موجودة في التاريخ، فالقارئ أو الباحث أو الدارس لا يجزئ في اختياراته، بل ينوعها، ربما فقط في العلوم الطبيعية نستطيع فهم التخصص الدقيق، ولكن فيما سواه لا يوجد تجزئة أو تخصيص".

وتطرق أيضا الدكتور نايف في حديثه لعلاقة القراءة بالنخبة، وأوضح أن كلمة النخبة كمصطلح فيه أبعاد ومعانٍ كبيرة جدًا، ولكنها في استخداماتها ودلالاتها أصبحت مختلفة تمامًا، حيث إنه صارت النخبة تطلق على "كل جماعة تجمع مشهدًا ما"، وأصبح معيار النخبة هو مستوى اختراعك لرأي المجتمع، وبعض الناس تكتب كتابات تتعمد أن لا تصل لكل الجمهور، فقط ليقال إنه يكتب للنخبة.

وقال بن نهار: "بعض الكتاب صار يكتب ما لا يُفهم، وكل خروج عن اللغة العامة يحتاج إلى دليل، بينما الأصل أن تكتب لتنفع الناس، ولكن كيف تكتب بما لا يفهمه الناس، حيث إن بعض الكتاب لديهم فوبيا السطحية، لهذا يلجأ لأن يختار لغة غير مفهومة تحاشيًا للوقوع في السطحية، ولكني أقول إذا كان القرآن ميسرًا فما بالك بغيره، القرآن يقرأه الجميع ويعقله، فماذا عن غيره!".

كما أشار بن نهار في محاضرته للحديث عن فكرة أنماط الناس الذين لا ينتفعون بالقراءة ولو أعطيتهم المنهجية، موضحًا أن التفكير له 4 أنماط وهي: نمط التفكير العلمي، والتفكير العقلي، والتفكير الرغبوي، والتفكير المؤامري، كما أوضح أن هناك شكلين للقراءة هما: القراءة العشوائية، والقراءة المؤصلة (التي تدخل البيوت من أبوابها).

وفتح الدكتور نايف أبوابًا للتساؤلات الخارجة عن المألوف مع الجمهور، حيث دار التساؤل عن ماهية الهوية، وما الفرق بين الهوية العربية والهوية الإسلامية، وأيهما الثابت والحتمي وأيهما المتغير، وكانت هذه التساؤلات ما جعلت تفاعل الجمهور ومشاركتهم الأفكار مجالًا للتفاعل الكبير.

وأشار بن نهار أيضًا في الجلسة الحوارية إلى قضية إضاعة الوقت في القراءة، حيث إن الكثير من الكتب لا تأتيك بمحتواها المباشر الذي يمكن أن يفتح لك بابًا للتفكير بعد القراءة، وإنما أنت تضيع في وقت القراءة بحثًا وسط الإسهاب عن المعنيين الضمني والحقيقي المستفاد من القراءة، وقال: "مثلًا في رسائل الدكتوراه نجد الخلاصة في آخر شيء، والباقي حشو، لهذا أنا أنتقد كثيرًا الكتابات الأكاديمية، كذلك بعض الكتاب يحاولون أن يكتبوا أكثر لتزداد عدد الصفحات، لا لتقديم المفيد والمفهوم والمختصر، وللأسف كثر ممن يقرؤون يقولون نحن نصل للصفحة الخمسين دون أن نعرف ماذا يريد الكاتب أن يقول، لهذا نحن نبحث عن الكتب التي تكون مباشرة، وإيجاد الإجابة الدقيقة للسؤال: ما مدى مطابقة الكلام المقروء للواقع المرئي؟".

وتطرق للحديث عن بحثه المكثف في سورة الفاتحة التي تستدعي التوقف الطويل أمامها والتفكر في مفرداتها ودلالاتها.

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور نايف بن نهار هو أكاديمي ومفكر قطري، وأستاذ جامعي في مجالات الفلسفة والفكر الإسلامي، وقد عمل مديرًا لمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، وله عدد من المؤلفات والأبحاث التي تتناول موضوعات مثل الفلسفة السياسية، والفكر الديني، والحداثة، ويتميز أسلوبه بالجمع بين التحليل الفلسفي العميق والاهتمام بقضايا الواقع المعاصر، كما عُرف بمشاركاته الإعلامية ومداخلاته الفكرية التي أثارت نقاشات واسعة في العالم العربي، وأبرز مؤلفاته: كتاب "مفهوم الدولة الإسلامية"، وكتاب "مدخل إلى الحاكمية"، وكتاب "سؤال الحرية"، وكتاب "مستقبل القيم".

مقالات مشابهة

  • بعد فضيحة لحوم الخيل والحمير،، فضيحة جديدة بمطعم وسط تركيا
  • مسارات جديدة للتبادل الحضاري بين الصين والعالم العربي
  • نكهات هندية أصيلة مع تجارب الإفطار وغداء العمل في "مطعم موسم"
  • نايف بن نهار يفتح أبوابا للتفكير في دور القراءة بين المعرفة والتباهي
  • واشنطن تكشف مطالبها من دمشق قبل أن تغير موقفها بشأن العقوبات
  • لافروف: ندرس مقترحات جدية للتسوية في أوكرانيا ونرفض كشف التفاصيل علنا قبل اكتمال المفاوضات
  • بعد وفاة التيك توكر شريف نصار.. تعرف على عقوبة التنمر الإلكتروني
  • كولر يعاقب لاعبي الأهلي بعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا
  • حالات التعويض في الحبس الاحتياطي بمشروع قانون الإجراءات الجنائية تعرف عليها
  • معتقل سوري يواجه سجانه: أجبرني على الإفطار في نهار رمضان