في اليوم العالمي لمواجهة كراهية الإسلام| كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في مكافحة الإسلاموفوبيا؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
ساهمت منصات ومواقع التواصل الاجتماعي في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف غير المبرر من الإسلام) لا سيما في المجتمعات الغربية والأوروبية، وهو ما ينتج عنه إضرار بسمعة هذه المنصات، فعلى الرغم من أنها تدعي توفير بيئة آمنة لجميع المستخدمين، وامتلاك سياسات ترفض نشر خطاب الكراهية، إلا أنه من المستحيل مراجعة حجم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي يدويًا، وبالتالي أصبح من الضروري التفكير في إيجاد بدائل تقنية تقوم بهذا الدور.
ومع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative artificial intelligence)، ونماذج تعلم الآلة (Machine learning)، التي تم تعزيزها بما يعرف بالتعلم العميق (Deep learning)، أصبح من الممكن الاستعانة بهذه الأدوات في الكشف عن خطاب الكراهية، بالاعتماد على تقنيات تحليل المحتوى (متعددة اللغات) والكشف عن الموضوعات التي يمكن تصنيفها على أنها معادية للإسلام، وذلك بعد تدريب هذه الأدوات على مجموعات كبيرة من البيانات المشروحة التي تسهل عملية الكشف عن المحتوى المطلوب حظره بدقة أكبر.
ومن خلال هذه الأدوات يتم تصنيف الأعضاء ووصفهم بالكراهية إذا كانت منشوراتهم تتضمن عبارات وألفاظ سلبية ضد المسلمين مثل وصفهم بالإرهابيين أو المتطرفين، أو الدعوة إلى منعهم من دخول البلدان أو منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، ومهاجمة ملابسهم النسائية (الحجاب) أو التحريض ضد رموزهم الدينية لاغتيالهم أو ملاحقتهم.
ولا يتوقف الأمر عند المنشورات فحسب، وإنما يمكن تحليل التعليقات وتصنيفها، بالإضافة إلى تحليل الرموز التعبيرية أيضًا، خاصة تلك التي تحتوي على إساءة أو سخرية من المسلمين.
يقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل النصوص (التغريدات والتعليقات) إلى ميزات مفهومة بواسطة خوارزميات التعلم الآلي، التي يستخدمها في بناء نموذج التنبؤ الذكي، الذي يعد أحد نماذج التعلم العميق.
ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تحليل المحتوى المنشور عبر الإنترنت فحسب، وإنما يمكن من خلاله تطوير تطبيقات ونماذج الرد الآلي على مروجي الإسلاموفوبيا، والدردشة الآلية (Automated chatbot) معهم، بحيث يتم تغذية هذه النماذج بردود ذكية وموثقة لتصحيح المعلومات الخاطئة وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بدور تثقيفي وتوعوي من خلال تطوير واستحداث منصات وتطبيقات تقدم معلومات دقيقة وموثقة عن الإسلام والثقافة الإسلامية، وتصحح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالدين الإسلامي، وتصميم حملات على نطاق واسع حول الإسلاموفوبيا وآثارها السلبية على المجتمعات. بحيث تشمل هذه الحملات العروض التقديمية التفاعلية والفيديوهات والمواد التثقيفية المتنوعة، مما يساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة وتقليل الجهل، والحد من التحيز والكراهية.
ربما واجه الذكاء الاصطناعي عددًا من التحديات في الكشف عن المنشورات المروجة لكراهية الإسلامية، لا سيما تلك التي تتعلق بلغة التغريدات والمنشورات، مثلما يحدث في اللغة العربية العامية، بسبب احتوائها العديد من الأخطاء النحوية والإملائية، كما أنه في بعض البلدان العربية هناك كلمات تعتبر كراهية، بينما في بلدان عربية أخرى هي لا تعتبر كذلك، مما يجعل النتائج المترتبة على تحليل المحتوى العربي غير دقيقة بالشكل الكافي، في مقابل نسب أعلى بكثير من الدقة في تحليل المحتوى المكتوب بلغات أخرى، خاصة اللغة الإنجليزية.
أقرت الأمم المتحدة اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام، في الخامس عشر من مارس من كل عام، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على التحيز والعداء ضد المسلمين والترويج للتسامح والسلام في المجتمعات العالمية، ورفع الوعي حول خطورة هذه الظاهرة وتبعاتها السلبية على المجتمعات المتأثرة بها. ويشمل جهود المكافحة تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات، وتشجيع التعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان للجميع بغض النظر عن انتمائهم الديني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسلاموفوبيا ظاهرة الإسلاموفوبيا اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء
آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 11:01 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- لجأت شركة الأزياء الإسبانية مانغو في حملتها الإعلانية الصيفية الموجهة للشباب، إلى عارضة أزياء رقمية اصطناعية في يوليو الماضي، فماذا كان رد فعل المشاهدين؟،أشار استطلاع للرأي أجراه معهد “أبينيو” لأبحاث السوق، إلى أن نحو 72 بالمئة من بين ألف مشارك في الاستطلاع، اعتقدوا أن العارضة والملابس في الصورة حقيقية.ويقول مايكل بيرغر المدير التنفيذي “لاستديو بيوند”، وهو مجموعة تصميم تعتمد إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور: “نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لعملائنا كل يوم، دون أن يلحظوا ذلك”.وقد لا يكون ذلك مثيرا للدهشة حيث يتيح الذكاء الاصطناعي الكثير من المزايا للشركات، فلم تعد هناك حاجة إلى السفر إلى أماكن مختلفة من العالم لالتقاط الصور المطلوبة، لأن المسألة صارت سهلة وتحتاج فقط إلى إنشاء خلفية رقمية للصورة، الأمر الذي يوفر الوقت والمال كما يساعد على حماية البيئة. وبالنسبة للعملاء سيكون من الأوفر لهم، عدم دفع أموال مقابل استخدام عارضة أزياء من البشر.ومع ذلك فإنه لا تزال هناك في الوقت الحالي حاجة، لتصوير الملابس والإكسسوارات على جسم العارضة البشرية، حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تصويرها بشكل صحيح.وهذا يؤدي بشكل متزايد إلى استخدام ما يسمى بأجسام العارضات، حيث يتم تصوير الملابس على أجسامهن ثم استبدال رؤوسهن في وقت لاحق بشكل رقمي، ولا تزال هذه العملية مكلفة ماليا، ويقول بيرغر: “بمجرد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ هذه العملية رقميا ستصبح التكلفة أقل”. وفي كثير من الدول أصبح عالم الأزياء، يميل بشكل متزايد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل مجموعة أوتو الألمانية، التي قالت إنها تلجأ لعارضات أنشئن عن طريق الذكاء الاصطناعي، للقيام بعروض منتجات الأزياء منذ ربيع عام 2024.وفيما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى الاستغناء عن العارضات والمصورين، يقول نوربرت هانسن رئيس مجلس إدارة رابطة وكالات عروض الأزياء المرخصة، هناك أوقات قاتمة تنتظر نشاط عروض الأزياء.ويوضح هانسن أن كثيرا من المتاجر الإلكترونية تقوم بتصوير عدد لا يحصى من الملابس كل يوم، مع التركيز على المنتج وليس على العارضة، ويقول “هذه الأفكار والعناصر يمكن أن يحل محلها الذكاء الاصطناعي بالكامل على المدى الطويل”.غير أن ماركو سينيرفو، وهو رئيس إحدى أكبر وكالات عروض الأزياء في ألمانيا، لا يتفق مع هذا الرأي، ويقول إن “الذكاء الاصطناعي خال من الجاذبية والسحر”.ويضيف أن استخدام الصور الرمزية المولدة بالذكاء الاصطناعي، يعد خطوة إلى الوراء أكثر من كونه ابتكارا، ويؤكد أنه “في عالم تشوبه السطحية وسريع الخطى بشكل متزايد، يحتاج الناس إلى صور واقعية بعيدة عن الخيال”، ويرى أن عارضات الأزياء التي يتم تصميمها إليكترونيا، توحي “بصورة للجمال بعيدة تماما عن الطابع الإنساني”.