حرب الانزياحات الدولية في اقليم الشرق الأوسط..غزة انموذجا..
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
#حرب #الانزياحات_الدولية في اقليم #الشرق_الأوسط.. #غزة انموذجا..
ا.د #حسين_محادين*
لا شك ان المواطن العربي منحاز وجدانيا الى حق الشعب الفلسطيني التاريخي بأن يتحرر من ربقة الاحتلال الإسرائيلي وان تكون له دولته المستقلة على اراضيه…لكن التساؤل العلمي الواخز واقعا ومصالح استراتجية هو؛ هل بنية وشبكة العلاقات الدولية وتصاعد الصراعات الاقليمية الراهنة وفي ظل سيادة اميركا للقطب العالمي الواحد يمكن ان تتطابق مع رؤية الحكومات الرسمية الواقعية مع امنيات المواطنيين المتظاهرين عربا وغربيين بالضد من الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا في ظل حرب الابادة الدامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ومحيطها.
ليس سرا انه وبمجرد اندلاع حرب 7 اكتوبر في غزة بقيادة حماس الاسلامية المدعومة من ايران وربما من روسيا وكوريا، الامر الذي اضعف عمليا فرص الاصطدام المسلح الذي كان محتملا بين كل ايران وإسرائيل بصورة مباشرة او على الارض الايرانية فيما لو قصفت اسرائيل المعامل النووية بعد ان اخفقت كل المباحاثات الامريكية ومنظمة الطاقة النووية الدولية بدليل عجز الاخيرتين عن اقناع ايران بالتوقف او حتى تخفيض انتاجها للقنبلة النووية التي وصلت الى اكتمالها تقريرا حسب التقارير الدولية. الانزياح الثاني
بعيد الفشل الاسرائيلي والامريكي الغربي وتحلفاتهما الدولية التي خدشت هيبتهما في القضاء على صمود جيش حماس في انفاق غزة رغم حرب الابادة التي شنتها تلك الدول الغربية الكبرى على السكان المدنيين كما بتثه وساىل الاعلام التكنولوجي العابر للاعلام التقليدي الذي كان منحازا لاسرائيل على الدوام في دول اوروبا اضافة الى ووقوع القيادات السياسية الغربية عموما في الحرج الكبير امام شعوبها جراء هذه الاخفاقات في تدمير حماس غزة التي تشكل الخاصرة الرخوة لاسرائيل ، لذا كان لابد من خلق انزياح كبير في تغيير كل من ساحة المعركة والاهتمام بموضوعات حرب الابادة خصوصا بعد ان تقدمت دولة جنوب افريقيا بشكوى قوية التوثيق ضد اسرائيل في المحكمة الدولية ؛وبناء على ماسبق كان لابد سياسيا من نقل الانظار من معركة غزة ومحيطها نحو منطقة رفح وبالتالي تصديق رئيس الوزراء ( نتنياهو ) على خطة شن هجوم جديد على رفح بحجة تواجد قيادات ومقاتلين من حماس وبغض النظر عن النتائج الدموية الجديدة المتوقعة من خسائر وسمعة عالمية سيئة لاسرائيل امام شعوب العالم جراء استمرار ابادة الفلسطيين في حال تنفيذ هذا الهجوم. الانزياح الثالث..
وهو تفتيت الوجدان الشعبي الصادق الذي تعاطف بقوة مع المقاتلين الفلسطينيين وأهالينا في غزة في هذه الحرب الدفاعية عن الحق الفلسطيني والمدعومة من دول اقليمية وعالمية تكره وتنافس امريكا وراس حربتها الإسرائيلي في المنطقة، اقول تفتيت هذا التضامن العربي المسلم ودفعه نحو خلق خلافات اعلامية وتخوينية بين المتاضمنين انفسهم ، كأنقسام الراي الشعبي في بلداننا من الذي يحول دون وصول المساعدات الغذائية والعلاجية الى اهلنا في غزة الذي وصل حد التشكيك في نوايا ومبررات من يقدم مثل تلك المساعدات لغزة دولا عربية او اسلامية، وطرح الشكوك في دور دول بعينها في تشجيع عمليات التهجير التي تسعى اليها اسرائيل لخلق اختلال في التركيبة الديمغرافية فيها ولصالحها. الانزياح الرابع..
هو استمرار اللعب وجدانيا على مفاوضات تبادل الاسرى و قف اطلاق النار في مرحلتها الثانية التي تجري في عدد من الدول العربية والاجنبية والتي لم تصل الى نتيجة رغم طول امدها للآن.
اخيرا..
ان هذه الانزياحات من منظور علم اجتماع السياسة، انما تسعى الى خلق غموض معرفي لما ستؤول اليه الوقائع الجديدة في حال ايقاف الحرب والهادفة بدورها ضمنا الى اعادة توزيع القوى الاقليمية لاسيما ما يتمتع به وطننا العربي من مزايا جغرافيا سياسية نوعية وبما يحافظ على الكيان الاسرائيلي اولا مع الابقاء على اشتعال الصراعات الظاهرة والمستترة في الاقليم بغية إلاستئثار في الثروات الطبيعية الغنية في هذا الاقليم، وذلك عبر تأجيج صراع الدول الكبرى في الاقليم ولكن بادوات اقليمية تمنحها مبررات استمرار تواجد قواتها الهائلة الساعي ايضا الى ازاحة اميركا عن سيادة القطب الواحد الذي ما زالت تستأثر بقيادته منذ تسعنيات القرن الماضي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق. فهل يمكن الاستنتاج ان حرب غزة مرشحة للاطالة الا في حال نضوج توافقات اقليمية دولية تتوافق على ايقافها مؤقتا او لمدد اطول….؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن. مقالات ذات صلة في ظلال طوفان الأقصى “52” 2024/03/15
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حرب الشرق الأوسط غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل اقترب وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط؟
أكد الكاتبان الصحافيان صادق إمامي وحسين زينالي ضرورة وقف إطلاق النار وسط تصاعد العنف بين إسرائيل وإيران، حيث تتأرجح المنطقة على شفا حرب شاملة محتملة.
التدخل الدبلوماسي ليس ممكنا فحسب، بل إنه أمر ضروري
وتصاعد هذا الصراع بسرعة منذ الضربة الصاروخية الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، مما يشير إلى تحول كبير في الأعمال العدائية، حيث تفكر إيران في رد قوي. ضرورة الحل الدبلوماسيورأى الكاتبان في مقال مشترك بموقع "آسيا تايمز" أن الحل الدبلوماسي ضروري لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار التي قد تجتذب الدول المجاورة والولايات المتحدة وحلفاءها إلى دائرة الصراع.
وأوضح الكاتبان أن القيادة الإيرانية، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، تنظر إلى هذا الأمر باعتباره مسألة دفاع عن النفس. وصرح المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي وغيره من كبار المسؤولين بأن تصرفات إسرائيل لا يمكن أن تمر دون رد، لأن التقاعس عن العمل قد يشكل سابقة خطيرة ويشير إلى إضعاف موقف إيران على المستويين الإقليمي والمحلي.
Now is the moment for a Middle East ceasefire https://t.co/e7PRZNsOAl via @asiatimesonline
— Nino Brodin (@Orgetorix) November 1, 2024وأشار الكاتبان إلى أن موقف طهران معتدل بسبب إدراك المخاطر المرتبطة بحرب شاملة؛ ومع ذلك، فإن إيران حريصة على عدم تآكل "الخطوط الحمراء" التي حافظت عليها تاريخياً.
فرصة نادرة للتدخل وأوضح الكاتبان أن الوضع الحالي يمثل فرصة نادرة للتدخل الدبلوماسي. ومن الممكن أن يوفر وقف إطلاق النار لإسرائيل استراتيجية عملية للخروج من حملة عسكرية مكلفة، والتي على الرغم من تحقيقها أهدافاً قصيرة الأجل ضد حماس وحزب الله، فإنها أسفرت عن خسائر كبيرة. ارتفاع أعداد القتلى الاسرائيليينولفت الكاتبان النظر إلى الخسائر التي تكبدتها إسرائيل، مشيرين إلى العدد المرتفع من الضحايا، بما في ذلك مقتل 890 جندياً وضابطاً وإصابة ما يقرب من 5000 شخص بين 7 و25 أكتوبر (تشرين الأول).
علاوة على ذلك، تم تدمير الأصول العسكرية الرئيسة، بما في ذلك الدبابات المتقدمة والطائرات دون طيار.
ويشير إمامي وزينالي إلى أن هذه الخسائر ساهمت في تنامي السخط العام في إسرائيل، حيث أعربت أسر الجنود والرهائن الذين سقطوا عن إحباطها إزاء نهج الحكومة.
حرب استنزافورأى الكاتبان أن استراتيجية إسرائيل الحالية تخاطر بدفع البلاد إلى صراع مطول وغير مستدام، أشبه بحرب استنزاف.
وهما يحذران من أن العناصر المتشددة في إسرائيل يجب أن تتذكر دروس حرب العراق عام 2003، والتي فشلت في نهاية المطاف في كبح نفوذ إيران وتركت المنطقة غير مستقرة.
She and the Biden WH having been using this exact rhetoric since last May, it’s not new or meaningful at all. The issue is that they simply redefined the phrases “ceasefire” and “ending the war” so they now just mean restatement of surrender demands https://t.co/QcVom0MUII
— Adam Johnson (@adamjohnsonCHI) November 4, 2024وقال الكاتبان إن جماعات مثل حزب الله وحماس ليست كيانات عسكرية فحسب، بل هي أيضاً جهات فاعلة اجتماعية وسياسية، راسخة بعمق داخل مجتمعاتها. وبالتالي، فإن الانتصارات العسكرية وحدها قد لا تضعف نفوذها بشكل كبير، حيث تؤدي هذه الجماعات أدواراً أساسية خارج ساحة المعركة.
وعلى المستوى الدولي، سلط الكاتبان الضوء على حقيقة أنه في حين قد يتوقع البعض في إسرائيل الدعم من إدارة أمريكية مستقبلية تحت قيادة دونالد ترامب، فإن الاعتماد على التدخل الأمريكي قد يكون قصير النظر.
وفضل ترامب العقوبات على العمل العسكري المباشر خلال فترة ولايته الأولى وتجنب توريط الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، فإن الدعم العام في الولايات المتحدة لمزيد من المشاركة في المنطقة منخفض، مما يعكس نفوراً متزايداً من الصراعات المكلفة في العراق وأفغانستان.
وقال الكاتبان إن الولايات المتحدة، التي تقدم بالفعل مساعدات كبيرة لإسرائيل، ستواجه ضائقة مالية أكبر إذا توسعت الأعمال العدائية.
وتقدر جامعة براون أن الولايات المتحدة خصصت ما يقرب من 22.76 مليار دولار لإسرائيل خلال العام الماضي وحده.
وأشار الكاتبان إلى أن هذا الاستثمار الضخم يؤكد الحافز الذي يدفع الولايات المتحدة إلى السعي إلى حل دبلوماسي لمنع الضغط الإضافي على الموارد، والتي يمكن توجيهها بخلاف ذلك إلى المخاوف المحلية والاستراتيجية الملحة.
الأولويات الاستراتيجية الأمريكيةوأوضح الكاتبان أن الصراع الأوسع في الشرق الأوسط من شأنه أن يحول تركيز الولايات المتحدة بعيداً عن أولوياتها الاستراتيجية، مثل مواجهة النفوذ الروسي والصيني في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي وأوروبا الشرقية. ويدعم هذا التشتيت المحتمل الحجة لصالح وقف إطلاق النار، مما يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على أهدافها العالمية دون الانخراط في صراع مطول آخر في الشرق الأوسط.
وشدد الكاتبان على أن التدخل الدبلوماسي ليس ممكنا فحسب، بل إنه أمر ضروري. فبالنسبة لإيران، يعد الانتقام ضرورياً للدفاع عن النفس والحفاظ على النفوذ الإقليمي. ولكن إطالة أمد هذا الصراع المكلف قد يؤدي بإسرائيل إلى مستنقع أعمق مع القليل من المكاسب.
ويمكن للولايات المتحدة، التي تدرك بالفعل حدودها الخاصة، أن تلعب دوراً محورياً في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
ورأى الكاتبان أن الهدنة التي يتم التفاوض عليها بعناية الآن من شأنها أن تفيد جميع الأطراف، وتقدم مساراً نحو الاستقرار، وتجنب المنطقة المزيد من المعاناة.