واجهت المملكة المتحدة تحديات اقتصادية غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة، حيث عانت من ارتفاعات تضخمية لم تشهدها حتى في أوقات الحروب الكبرى، وذلك الركود المالي جاء نتيجة الأزمة الطاحنة التي ضربت اقتصادات العديد من الدول بسبب جائحة كورونا، ومع تفاقم الوضع، وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتُضاف إلى هذه التحديات، مما زاد من الفوضى المالية وأثر على الاقتصاد البريطاني بشكل ملموس.

وفي هذا السياق، شهدت بريطانيا إغلاقات متسارعة في قطاع التجزئة، حيث بلغ متوسط إغلاق 14 متجرًا يوميًا خلال عام 2023، بحسب  صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأظهرت إحصائيات جديدة أن قطاع التجزئة في بريطانيا شهد إغلاق ما يقرب من 5000 سلسلة متاجر خلال العام الماضي، بمعدل يبلغ 14 متجرًا يوميًا، وكانت الصيدليات هي الخاسر الأكبر، حيث اختفت 787 نقطة بيع، بينما تراجع عدد البنوك والبارات في المراكز الحضرية التي تعاني من مشكلات التضخم وارتفاع الإيجارات المنزلية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان"، فإن البارات كانت من بين الأعمال الأكثر تضررًا، حيث بلغ عدد إغلاقاتها الصافية 722. كما أظهرت الأرقام التي نشرتها شركة البيانات المحلية "LDC" لـ "برايس ووترهاوس كوبرز" الاستشارية، أن معدل إغلاق النقاط التجارية زاد بنسبة الثلث عن العام السابق، ولكنه لا يزال أقل بكثير من ذروة الإغلاقات بعد الوباء التي تجاوزت العام الماضي أكثر من 10000 نقطة.

وعلى الجانب الآخر، سجلت مجمعات البيع بالتجزئة زيادة صافية في عدد نقاط البيع، بينما شهدت المتاجر في الشوارع الرئيسية أسوأ أداء بانخفاض نسبته 3.3% في عدد المواقع التجارية. ولقد تم إغلاق صافي 583 فرعًا بنوك.

ويعزى جزء من هذا التحول إلى إغلاق سلسلة ويلكو، حيث أغلقت جميع المتاجر الأربعمائة بعد إعلانها عن الإفلاس في أغسطس الماضي، مما تسبب في تغييرات كبيرة في المراكز الحضرية والمدن الصغيرة.

وعلى الرغم من افتتاح 9138 سلسلة منافذ جديدة، وهو أعلى مستوى منذ قبل الوباء، إلا أن عدد الإغلاقات زاد بوتيرة أسرع ليصل إلى 14081.

وقالت ليزا هوكر، رئيسة قطاع الأسواق الاستهلاكية في "برايس ووترهاوس كوبرز": "شهدنا تسارعًا في خروج المتاجر المتسلسلة من السوق في عام 2023، بسبب تأثير التضخم والتأثير المتأخر لجائحة كوفيد-19، حيث بلغ معدل الإغلاق 14 متجرًا يوميًا، وهناك بعض النتائج المخيبة للآمال في قطاع المتاجر المستقلة".

وأضاف كين تان، أحد كبار مستشاري التجزئة في الشركة، أنه من المتوقع استمرار انخفاض عدد نقاط السلسلة بنسبة 2٪، نظرًا للاتجاه المستمر نحو التسوق عبر الإنترنت.

وقالت لوسي ستاينتون، المديرة التجارية لشركة LDC: "لا يزال العديد من كبار المشغلين يعيدون تنظيم محافظهم الاستثمارية ويدمجونها حيث ظل الإنفاق الاستهلاكي حذرًا، مما أدى إلى عمليات إغلاق أكثر من الافتتاحات.

"في حين أننا لا نزال نواجه رياحًا اقتصادية معاكسة مستمرة إلى جانب بعض عدم اليقين السياسي هذا العام، فإن افتتاح المتاجر المتزايد يشير إلى أننا قد نرى هذه الفجوة تغلق إلى حد ما مع انتقالنا إلى عام 2024."

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بريطانيا

إقرأ أيضاً:

حماس: استمرار إغلاق المعابر جريمة حرب موصوفة

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استمرار إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات عقاب جماعي بحق المدنيين الأبرياء، وانتهاك صارخ للقانون الدولي، وإن منع وصول الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية جريمة حرب موصوفة، ومحاولة بائسة لخنق سكان القطاع.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني، إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، وفرض حصار كامل على جميع الإمدادات، بما في ذلك الغذاء والوقود، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويأتي هذا الإغلاق في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، بسبب نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية مع حلول شهر رمضان.

ودعت حركة حماس الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى "تحرك عاجل لإدخال المساعدات وكسر الحصار الصهيوني" لقطاع غزة، والذي يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، مؤكدة أن هدف منع الغذاء والدواء هو "فرض واقع كارثي على مليوني فلسطيني".

وأكدت أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع دخول المساعدات يمثل "تحديا سافرا للقيم الإنسانية والقانون الدولي"، و"يعكس استهتاره بالقوانين الدولية وعدم اكتراثه بعواقب جرائمه"، مستفيدا من "الغطاء السياسي والدعم الأميركي اللامحدود".

إعلان

وتكدست مئات الشاحنات التي تحمل إمدادات في الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، بعد رفض السماح لها بالدخول، في حين تحذر وكالات إغاثة من أن البضائع قد تفسد، وأنها ليس لديها سوى وسائل محدودة لتخزين البضائع على حدود غزة.

ويأتي ذلك بعدما انتهت مطلع الأسبوع المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، دون الاتفاق على ما سيحدث بعد ذلك، وفي حين تؤكد حماس أن المرحلة الثانية المتفق عليها يجب أن تبدأ الآن، عرضت إسرائيل تمديدا مؤقتا للمرحلة الأولى حتى أبريل/نيسان، وهو الأمر الذي رفضته الحركة.

مقالات مشابهة

  • ميناء "طنجة المتوسط" يرفع عائداته العام الماضي إلى 174 مليار درهم
  • لأن وزير الزراعة من حزب الدعوة..العراق يستورد أكثر من (294) ألف طناً من المحاصيل الزراعية الإيرانية من خلال منفذ واحد فقط
  • بلدية الشارقة تنفذ 11572 خدمة عامة خلال العام الماضي
  • حماس: استمرار إغلاق المعابر جريمة حرب موصوفة
  • انخفاض مبيعات تسلا في الدول الاسكندنافية بشكل حاد في فبراير الماضي
  • وزير الزراعة: العراق صدر أكثر من 700 ألف طن من التمور العام الماضي
  • بريطانيا تدعم زيلينسكي بـ 5000 صاروخ وتحذيرات من تقارب "روسي - أمريكي"
  • بريطانيا تدعم زيلينسكي بـ 5000 صاروخ
  • فيديو.. حرائق ضخمة في اليابان وإجلاء الآلاف
  • البرلمان الإيراني يقيل وزير المالية جراء طريقة معالجته أزمة التضخم