عربي21:
2025-02-08@13:14:52 GMT

طبخة رفح والميناء البحري

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح جنوب قطاع غزة، متحدياً المجتمع الدولي الذي يدعوه طوال الوقت إلى تجنب العدوان على هذه المحافظة وتجنب استهداف حوالى مليون و400 ألف فلسطيني نازح هناك.

المشكلة أن كل القيادة الإسرائيلية بمستوياتها السياسية والعسكرية منسجمة مع ضرورة توسيع العدوان البري حتى رفح، وتجنب ما يسمى تكرار عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من تشرين الأول الماضي.

وحتى الرأي العام الإسرائيلي متفق مع قيادته السياسية في هذا الإطار.
أكثر دولة يمكن أن تقيم لها إسرائيل وزناً هي الولايات المتحدة الأميركية التي دعمت تل أبيب وقدمت لها كل أنواع السلاح والمال لتمكينها من تحقيق أهدافها في قطاع غزة، غير أن واشنطن التي تتآكل سمعتها يوماً بعد يوم بسبب هذا الدعم السخي لإسرائيل تحتاج إلى إعادة صياغة موقفها من الحرب.

لا بد من ملاحظة أن الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر إسرائيل من العدوان على رفح بدون وجود خطة تحمي المواطنين الفلسطينيين العزّل، وجرى تضخيم الخلاف بين البلدين إلى درجة الحديث عن احتمالات صدام بين بايدن ونتنياهو.

في حقيقة الأمر، لم ولن تضع واشنطن خطوطاً حمراء لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، باستثناء أنها تريد لجيش الاحتلال أن يجتاح رفح بدون إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الفلسطينيين هناك، ولذلك يجري الحديث حالياً عن خطط لبناء ما يسمى بـ"جزر إنسانية" وسط غزة وفي منطقة المواصي غرب خان يونس ورفح.

إسرائيل التي تُمشّط غزة، براً وجواً، بحثاً عن المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس" وللقضاء على الأخيرة، تدفع جرافاتها ودباباتها لتجهيز وتأمين هذه المناطق العازلة وتحضير ممر فرز يمهد لنقل المواطنين من رفح إلى تلك المناطق.

هذا يعني أن الاحتلال سيتعمد حشر الفلسطينيين في منطقة بطول 14 كيلومترا وعرض لا يتجاوز الكيلومتر الواحد، مكتظة بالخيم والمنازل البدائية المؤقتة، ولا تتوفر فيها المواصفات الخدمية الحقيقية، مع احتمالات بناء مستوصف علاجي لتقييد حركة النازحين في حدود هذه المنطقة العازلة.

أسباب التأخر في توسيع العدوان على رفح يعود إلى عدم وجود خطة مسبقة لتأمين النازحين الفلسطينيين، إذ كانت تعتقد إسرائيل أن المجتمع الدولي ومصر سيغضون الطرف أو يسامحونها على نقل الفلسطينيين بالقوة إلى خارج قطاع غزة نحو سيناء.

هذا المخطط فشل ولم تتمكن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من دعمه تحت تخوفات وضغوط العديد من الدول الأخرى، لذلك لجأت تل أبيب إلى اختلاق خطة جديدة تقوم على إعادة تدوير عملية نزوح الفلسطينيين حتى تصل بالقوة إلى كامل قطاع غزة.

من المرجح أن يشرع الاحتلال الإسرائيلي بترجمة هذه الخطة في غضون الأسبوعين المقبلين، بالتوازي مع تحضيرات واشنطن لتشييد رصيف وميناء بحري، حتى تُسهّل عملية إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين فيما يسمى المناطق الآمنة.

من غير المستبعد أن يكون بناء هذا الممر البحري قد جاء لخدمة تسهيل حصول الفلسطينيين على المساعدات الغذائية بالتوازي مع توسيع العدوان على رفح، وكأن الأمر يأتي في سياق فهم احتياجات إسرائيل الأمنية وتخفيف الضغط عليها باختراع فكرة تأمين المساعدات، جواً وبحراً، حتى لا تتعرض لوابل من الانتقادات الدولية مع بداية حملتها العسكرية على رفح.

يبدو الأمر وكأن مسألة توصيل المساعدات الإنسانية بمثابة رشوة غربية لتمديد وتوسيع العدوان الإسرائيلي، المهم أن تصل المساعدات الفورية للمحتاجين وألا يكونوا تحت مرمى الاستهداف المباشر، وبعد ذلك لا يهم الحديث كثيراً عن وقف دائم لإطلاق النار.

ثم إن بدء توسيع العدوان على رفح سيتزامن ربما مع الانتهاء من تشييد الرصيف البحري، حتى تكون هناك أريحية لدى الاحتلال في التحرك وضرب رفح وشن عمليات فوق الأرض وتحت الأرض لتدمير الأنفاق خصوصاً تتبّع أي أنفاق بالقرب من الحدود الفلسطينية - المصرية.

على كل حال، ستواصل إسرائيل ترجمة ما في رأسها من أهداف طالما أن المجتمع الدولي وفي القلب منه العرب لا يتبنون مواقف حاسمة تدعم بالقول والفعل وقف هذا العدوان. أكثر من خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي ولم يحدث أن تحرك العرب بقلب رجل واحد لوقف الحرب على غزة.

من المعيب والمؤسف أن تخطط إسرائيل وتستكمل عدوانها على غزة وتمنع وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية، والعرب يتفرجون على الشهداء والجرحى ولا يمتلكون الإرادة الجماعية حتى لإيصال المواد التموينية إلى أهالي غزة في شهر رمضان الفضيل.


(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رفح غزة المساعدات غزة مساعدات رفح ميناء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان على رفح توسیع العدوان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

رافضًا التهجير.. جوتيريش يؤكد حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، تقوم على حقه في العيش على أرضه، موضحًا أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم.
وشدد جوتيريش خلال كلمته في الاجتماع السنوي للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الذي عقد أمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على أهمية الالتزام بالقانون الدولي، وتجنب أي تصعيد قد يزيد من تعقيد الأزمة، وإيقاف أي إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع، بما في ذلك التهجير القسري الذي يشكل تطهيرًا عرقيًا.إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيينأوضح جوتيريش أن الأمم المتحدة تواصل جهودها على مدار الساعة لإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جوتيريش يؤكد حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم - الأناضول
ودعا المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى توفير التمويل الكامل للعمليات الإنسانية، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تقدم خدمات الإغاثة الأساسية للاجئين الفلسطينيين.الدولة الفلسطينية المستقبلية

شددت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على أن ثوابت القضية الفلسطينية تظل محل إجماع عربي كامل لا يرقى إليه التشكيك، وأن من أهم هذه الثوابت حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت الأمانة العامة في بيان أن الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، يشكلان معًا إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية، في إطار حل الدولتين، ومن دون فصلٍ بينهما، أو افتئات على حقوق الفلسطينيين الذين يُمثل بقاؤهم على أرضهم عنوان قضيتهم العادلة.

أخبار متعلقة الأمم المتحدة: التهجير من الأرض المحتلة محظور تمامًا"الأغذية العالمي": أكثر من مليوني شخص في غزة بحاجة إلى المساعدات

مقالات مشابهة

  • معبر رفح يواصل استقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج
  • معبر رفح يواصل استقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في مصر
  • بسبب البيض الأفريكان والقضية ضد إسرائيل..ترامب يوقف المساعدات لجنوب إفريقيا
  • إسرائيل: : ليس لدينا تفاصيل حتى الآن بشأن خطة ترامب حول غزة
  • «غزة تنهض من الركام».. الحياة تعود لمنازل الفلسطينيين «فيديو»
  • غزة تنهض من الركام.. عزيمة الفلسطينيين تتحدى مخططات الاحتلال
  • إسرائيل تُعلن انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
  • هل التزمت إسرائيل بإدخال المساعدات الضرورية إلى غزة؟
  • رافضًا التهجير.. جوتيريش يؤكد حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم
  • أحمد موسى يرد على مستشار ترامب: غزة خط أحمر ولن يتم تهجير الفلسطينيين