عربي21:
2024-11-23@09:25:53 GMT

طبخة رفح والميناء البحري

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح جنوب قطاع غزة، متحدياً المجتمع الدولي الذي يدعوه طوال الوقت إلى تجنب العدوان على هذه المحافظة وتجنب استهداف حوالى مليون و400 ألف فلسطيني نازح هناك.

المشكلة أن كل القيادة الإسرائيلية بمستوياتها السياسية والعسكرية منسجمة مع ضرورة توسيع العدوان البري حتى رفح، وتجنب ما يسمى تكرار عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من تشرين الأول الماضي.

وحتى الرأي العام الإسرائيلي متفق مع قيادته السياسية في هذا الإطار.
أكثر دولة يمكن أن تقيم لها إسرائيل وزناً هي الولايات المتحدة الأميركية التي دعمت تل أبيب وقدمت لها كل أنواع السلاح والمال لتمكينها من تحقيق أهدافها في قطاع غزة، غير أن واشنطن التي تتآكل سمعتها يوماً بعد يوم بسبب هذا الدعم السخي لإسرائيل تحتاج إلى إعادة صياغة موقفها من الحرب.

لا بد من ملاحظة أن الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر إسرائيل من العدوان على رفح بدون وجود خطة تحمي المواطنين الفلسطينيين العزّل، وجرى تضخيم الخلاف بين البلدين إلى درجة الحديث عن احتمالات صدام بين بايدن ونتنياهو.

في حقيقة الأمر، لم ولن تضع واشنطن خطوطاً حمراء لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، باستثناء أنها تريد لجيش الاحتلال أن يجتاح رفح بدون إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الفلسطينيين هناك، ولذلك يجري الحديث حالياً عن خطط لبناء ما يسمى بـ"جزر إنسانية" وسط غزة وفي منطقة المواصي غرب خان يونس ورفح.

إسرائيل التي تُمشّط غزة، براً وجواً، بحثاً عن المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس" وللقضاء على الأخيرة، تدفع جرافاتها ودباباتها لتجهيز وتأمين هذه المناطق العازلة وتحضير ممر فرز يمهد لنقل المواطنين من رفح إلى تلك المناطق.

هذا يعني أن الاحتلال سيتعمد حشر الفلسطينيين في منطقة بطول 14 كيلومترا وعرض لا يتجاوز الكيلومتر الواحد، مكتظة بالخيم والمنازل البدائية المؤقتة، ولا تتوفر فيها المواصفات الخدمية الحقيقية، مع احتمالات بناء مستوصف علاجي لتقييد حركة النازحين في حدود هذه المنطقة العازلة.

أسباب التأخر في توسيع العدوان على رفح يعود إلى عدم وجود خطة مسبقة لتأمين النازحين الفلسطينيين، إذ كانت تعتقد إسرائيل أن المجتمع الدولي ومصر سيغضون الطرف أو يسامحونها على نقل الفلسطينيين بالقوة إلى خارج قطاع غزة نحو سيناء.

هذا المخطط فشل ولم تتمكن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من دعمه تحت تخوفات وضغوط العديد من الدول الأخرى، لذلك لجأت تل أبيب إلى اختلاق خطة جديدة تقوم على إعادة تدوير عملية نزوح الفلسطينيين حتى تصل بالقوة إلى كامل قطاع غزة.

من المرجح أن يشرع الاحتلال الإسرائيلي بترجمة هذه الخطة في غضون الأسبوعين المقبلين، بالتوازي مع تحضيرات واشنطن لتشييد رصيف وميناء بحري، حتى تُسهّل عملية إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين فيما يسمى المناطق الآمنة.

من غير المستبعد أن يكون بناء هذا الممر البحري قد جاء لخدمة تسهيل حصول الفلسطينيين على المساعدات الغذائية بالتوازي مع توسيع العدوان على رفح، وكأن الأمر يأتي في سياق فهم احتياجات إسرائيل الأمنية وتخفيف الضغط عليها باختراع فكرة تأمين المساعدات، جواً وبحراً، حتى لا تتعرض لوابل من الانتقادات الدولية مع بداية حملتها العسكرية على رفح.

يبدو الأمر وكأن مسألة توصيل المساعدات الإنسانية بمثابة رشوة غربية لتمديد وتوسيع العدوان الإسرائيلي، المهم أن تصل المساعدات الفورية للمحتاجين وألا يكونوا تحت مرمى الاستهداف المباشر، وبعد ذلك لا يهم الحديث كثيراً عن وقف دائم لإطلاق النار.

ثم إن بدء توسيع العدوان على رفح سيتزامن ربما مع الانتهاء من تشييد الرصيف البحري، حتى تكون هناك أريحية لدى الاحتلال في التحرك وضرب رفح وشن عمليات فوق الأرض وتحت الأرض لتدمير الأنفاق خصوصاً تتبّع أي أنفاق بالقرب من الحدود الفلسطينية - المصرية.

على كل حال، ستواصل إسرائيل ترجمة ما في رأسها من أهداف طالما أن المجتمع الدولي وفي القلب منه العرب لا يتبنون مواقف حاسمة تدعم بالقول والفعل وقف هذا العدوان. أكثر من خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي ولم يحدث أن تحرك العرب بقلب رجل واحد لوقف الحرب على غزة.

من المعيب والمؤسف أن تخطط إسرائيل وتستكمل عدوانها على غزة وتمنع وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية، والعرب يتفرجون على الشهداء والجرحى ولا يمتلكون الإرادة الجماعية حتى لإيصال المواد التموينية إلى أهالي غزة في شهر رمضان الفضيل.


(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رفح غزة المساعدات غزة مساعدات رفح ميناء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان على رفح توسیع العدوان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين

أعلن وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه سيوقف إصدار أوامر اعتقال إداري ضد مستوطنين إرهابيين ينفذون اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وجاء في بيان صادر عن كاتس أنه أبلغ رئيس الشاباك، رونين بار، خلال الأسبوع الجاري، بقرار وقف أوامر الاعتقال الإداري ضد مستوطنين، وطلب من رئيس الشاباك القيام بإجراءات بديلة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قضائيين قولهم إن "قرار كاتس يمنح "رخصة للقتل"، وتقييد لأيدي الشاباك في التعامل مع جهات يهودية تآمرية في المناطق (المحتلة).

ومن شأن القرار أن يدفع عمليات منظمات سرية للاعتداء على العرب وإشعال المنطقة".

مقالات مشابهة

  • وصول 4 قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة لإغاثة الفلسطينيين النازحين
  • 413 يوماً من العدوان على قطاع غزة.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تتجاوز الـ 44 ألفا
  • الإمارات تسيِّر كسوة الشتاء للأشقاء الفلسطينيين في غزة
  • في اليوم 413 من العدوان.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تجاوز الـ 44 الف
  • إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين
  • حماس: 4 إجراءات يتخذها الاحتلال لمنع إغاثة الفلسطينيين
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 44056 شهيدًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان المستمر على غزة إلى 44056 شهيدًا
  • إسرائيل تقدم وعداً لبايدن: لن نسعى لتهجير الفلسطينيين
  • رتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 43,985 منذ بدء العدوان