لبنان ٢٤:
2024-11-27@17:14:37 GMT

لماذا إيران لا تريد توسيع الحرب؟

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

لماذا إيران لا تريد توسيع الحرب؟

كتب صلاح سلام في" اللواء": ما كشفته «رويترز» عن زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى بيروت مرتين منذ إندلاع الحرب على غزة، والمحادثات السرية التي أجراها مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، حول إحتمالات توسع الحرب في المنطقة، محذراً من مغبة الوقوع في الفخ الإسرائيلي، يرسم بعض ملامح التفاهم الأميركي والإيراني، منذ الأسابيع الأولى للحرب، والقاضي بضرورة بذل الجهود اللازمة لإبقاء نيران الحرب محصورة في جغرافية غزة، وعدم السماح بإمتدادها إلى الساحات الأخرى، بغض النظر عن شعار «وحدة الساحات»، الذي كثر تداوله في محور الممانعة، في الفترة التي سبقت حرب غزة.

 
وإعتبارات تفويت الفرصة على نتانياهو وفريقه المتطرف والمتهور، كانت وراء حفاظ حزب الله على قواعد الإشتباك في المواجهات اليومية مع الجيش الإسرائيلي، والتركيز على قصف المواقع والثكنات العسكرية، والأجهزة اللوجستية، من أعمدة كاميرات ورصد وتجسس، رغم التصعيد المتعمد من الجانب الإسرائيلي، والذي وصل إلى إستعمال الطيران الحربي والمسيّرات في شن غارات يومية على القرى الجنوبية، وتدمير الآف المنازل، وتخريب البنية التحتية، فضلاً عن سقوط  مئات الشهداء من المقاتلين والمدنيين. 
وبدا واضحاً أن التفاهم الإيراني والأميركي أدّى أيضاً إلى خروج الساحة العراقية من المواجهة، خاصة بعد قصف القوات الأميركية  لقاعدة التنف من قبل «كتائب حزب الله العراقية»، وما أعقبها من إغتيال السلاح الجوي الأميركي لقائد الكتائب أبو باقر الساعدي، الذي أعلن مسؤولية ميليشياته عن قصف القاعدة الأميركية وسقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح، فكان أن زار قاآني بغداد، وطلب من تحالف الميليشيات الإيرانية، إسكات المدافع وإيقاف الصواريخ والمسيّرات، وعدم التعرض للقواعد الأميركية في العراق، أو في المناطق الأخرى.

ويبدو أن الهاجس الإيراني الأبرز وراء إبرام التفاهم التكتيكي مع الولايات المتحدة الأميركية بعدم توسيع الحرب خارج غزة، هو حماية المشروع النووي الإيراني، الذي وصل إلى مراحله الأخيرة، وعدم إعطاء ذريعة لنتانياهو بتنفيذ تهديداته السابقة بضرب منشآت المفاعل النووي، بحجة الرد على إيران وحلفائها في حال دخولهم بشكل مباشر وفعّال في حرب غزة، عبر فتح  الجبهات الأخرى. 
ولعل الحسابات الإيرانية أخذت بعين الإعتبار إيضاً، تجنب النتائج المترتبة على حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، سواء على بنية الحزب، أو على بيئته، وبالتالي على الوضع اللبناني المتهاوي أصلاً، وما يعانيه من مقاطعة عربية، لا سيما خليجية، مما يجعل من مسألة إعادة إعمار ما تهدمه الحرب عملية بالغة التعقيد، على عكس ما كان عليه الوضع في حرب تموز ٢٠٠٦.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

استياء إسرائيلي من تصاعد العزلة الدولية: لماذا بتنا مركز الكراهية العالمية؟

منذ أحداث العاصمة الهولندية أمستردام، تزايدت تعليقات وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تصاعد كراهية دولة الاحتلال، وهو المستوى الأشد من البغض لها، ونبذها، منذ اندلع عدوانها على قطاع غزة قبل أكثر من عام، ومع مرور الوقت تحولت مركزا للكراهية العالمية، وباتت معها مفردات عديدة ملاصقة على الفور حين تذكر في الخطابات السياسية والتقارير الصحفية.

أبراهام فرانك الأكاديمي الإسرائيلي والناشط التربوي، أكد أن "الحديث عن إسرائيل في الخطاب العالمي لابد أن يقترن بمصطلحات مشينة وقاسية، ومنها العداء، العداوة، السم، عدم التعاطف، التدنيس، الشراسة، الاستياء، المرارة، القذف، المصيبة، القسوة، الضيق، الغيرة، الانزعاج، الشجار، الاشمئزاز، الكراهية، وكل مصطلح منها يعود الى حقبة بنيامين نتنياهو سيئة الصيت، لأنه أقام حكمه على الأكاذيب والتلاعب وزلات اللسان، حتى تحولت الدولة في عهده إلى نموذج للانقسام والتفكك إلى حد كبير".

وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21" أن "دولة الاحتلال تشهد حالة من إهمال العدالة الاجتماعية وتعليم القيم والالتزام تجاه المجتمع، مع تفشي سلوكيات التنافس والعداء والفتنة والسخط والعداوة بين الإسرائيليين أنفسهم، حيث شكل نتنياهو حكومته السادسة الحالية نهاية 2022 وهي تبث قيم العداء والعداوة للدولة ذاتها".


وأشار إلى أن "أساس العداء العالمي لإسرائيل يعود في الأصل إلى الانقلاب القانوني الذي بدأه نتنياهو قبل عامين، مستندا لنماذج بولندا والمجر وروسيا وترامب، وبعد ذلك مباشرة، بدأ الصراع هنا بين الإسرائيليين، عقب عمله لمدة تسعة أشهر على تنفيذ مخطط تدمير للنظام الليبرالي الحاكم في الدولة، ونجح بذلك إلى حد كبير، رغم أنه بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واندلاع حرب السيوف الحديدية، بدا أن الانقلاب قد تجمّد، ولو مؤقتا، حيث صرفت الحرب المستمرة الأنظار مؤقتاً عن الانقلاب الذي بدأ يعود مرة أخرى في الأشهر الأخيرة بوتيرة متسارعة".

وأكد أنه "لم يكن من المفترض أن تستمر الحرب أكثر من 400 يوم، بل لا ينبغي لها أن تستمر أكثر من أربعة أشهر، لكن نتنياهو لم يرغب بذلك، رغم أن أهداف الجيش اختلفت عن أهدافه، حيث أراد إطالة أمد الحرب لأجل غير مسمى، فيما أراد الجيش أن يفعل ما هو ضروري، وينهيها، خاصة إعادة المختطفين، وبالتالي فقد شهدت حرب غزة أشياء فظيعة، مما يعني أن الدولة تسببت لنفسها بأضرار كبيرة، لأن جيشها يقتل ويجرح عدداً كبيراً من المدنيين، ويدمر المنازل والبنية التحتية، ويسبب معاناة رهيبة لهم".

وأضاف أن "أكثر من 70 بالمئة من المباني الخاصة والعامة في غزة تضررت أو دمرت، بنيران من الجو والبر، ودمرت معظم طرقاتها، وقُتل آلاف الأطفال بسبب القصف والنيران، وعشرات آلاف النازحين البائسين يتجولون من مكان لآخر؛ لا يعرفون كيف سيبقون على قيد الحياة في الشتاء الوشيك".

وكشف أن "حصول كل هذه الممارسات تؤكد أن هناك في الحكومة السابعة والثلاثين للدولة، وهي حكومة نتنياهو السادسة، عناصر معنية باحتلال القطاع، والاستيطان فيه، كما فعلنا وما زلنا نفعل في الضفة الغربية، وبذلك نشعل نار الكراهية ضدنا من ملايين المسلمين وغيرهم في جميع أنحاء العالم، ولا نقوم بشيء سوى برفض وقف الحرب في غزة، ونمنع أي سبيل لإعادة المختطفين".


ولفت إلى أنه "لولا الحرب الأبدية في غزة، ولولا حربنا الدائمة ضد الدولة الفلسطينية، لما حدثت كل هذه الكراهية والسموم ضد الإسرائيليين، لكن نتنياهو في سبيل أن يُظهر أنه لا يزال يتمتع بالقوة، وتسميم كل شيء، يزرع أدوات الكراهية تجاه كل من ليس مناصرا له، ولا يتبع مطالبه، بما يشمل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، ويجنّد في ذلك الأفراد ذوي الأفواه المليئة بالسموم، ومنهم مجرمون، ويدير بنفسه آلات تسميم إعلامية، ويواصل نشر أكاذيب وخداع جديد".

وختم بالقول إنه "بينما تعاني الدولة من تصاعد معدلات الكراهية ضدها حول العالم، فإنها في الداخلي تواجه المزيد من الثكالى الجدد كل يوم تقريبًا، ممن يصابون بجروح خطيرة بشكل جماعي، والنازحون من منازلهم، كل هؤلاء يرون أن الدولة تسير في طريقها للهاوية، يدخلون في حالة من الكساد العميق، مما يتطلب الكثير من القوة العقلية لإبقائهم على قيد الحياة، وإلا فإن استمرار هذا الواقع يعني مزيدا من الانغلاق، والشعور بالاستياء واليأس، ومغادرة الدولة، لأن البديل القادم هو مزيد من الكراهية التي تجتاحهم في الأيام القادمة".

مقالات مشابهة

  • "غنائم الحرب" تكشف حجم الدعم الإيراني لحزب الله
  • كل ما تريد معرفه عن تداعيات وقف إطلاق النار في لبنان
  • إيران تخلت عن حزب الله وتسببت بهزيمته.. لماذا أعلن الحزب الاستسلام لإسرائيل وتخلى عن فلسطين؟
  • إيران وابنها البكر.. موجة تحولات جذرية تنتظر حزب الله
  • إيران وابنها البكر.. موجة تحولات جذرية بانتظار حزب الله
  • روسيا تُقصف بالصواريخ الأميركية وبوتين يهدّد بالنووي... هل يسير العالم فعلاً إلى الحرب العالمية الثالثة؟
  • الحرب تلو الأخرى.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية
  • لماذا أيدت الصين قرار اعتقال نتيناهو؟
  • بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في لبنان؟
  • استياء إسرائيلي من تصاعد العزلة الدولية: لماذا بتنا مركز الكراهية العالمية؟