مع غلاء الفبور.. أين يدفن اللبنانيون موتاهم؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
كتب صادق علوية في "الأخبار": في ظل ارتفاع أسعار كل شيء، إلا الإنسان، والزيادة الهائلة في كلفة المعيشة، شهدت أسعار القبور ارتفاعاً هائلاً. فهل للقبور والمدافن تنظيمات قانونية تقتضي مراعاتها؟ وهل يطال هذا الإهمال كله الذي نحيا به ونعيش معه في هذه الدولة القبور أيضاً؟ من المؤكد وجود تنظيمات قانونية ترعى شؤون المقابر والمدافن وإن كانت قديمة أو ربما بالية جداً، ولكنها تنظيمات تناولت أدقّ التفاصيل ومنها عمق الحفر في المقابر، عسى أن تحدد القوانين عمق الحفر التي يعيش فيها الأحياء بلا خدمات عامة في لبنانيعود المرسوم الاشتراعي الرقم 16/1932 الذي ينظّم الشؤون الصحية العامة إلى عهد الانتداب، إذ وقّعه رئيس الجمهورية شارل دباس و«مدير الصحة والإسعاف العام» كامل غرغور قبل أن يصدّقه المفوض السامي الفرنسي.
مرجعية القائمقام والبلدية
نصت المادة 35 من المرسوم الاشتراعي الرقم 116/59 المتعلّق بالتنظيم الإداري على صلاحية القائمقام لإعطاء الرخص التي تنص عليها القوانين والأنظمة الصحية النافذة، بما فيها إنشاء المدافن والمقابر، مع استثناء رخص إنشاء المستشفيات والمستوصفات واستثمارها. ونصّت المادة الـ84 من مرسوم تنظيم وزارة الصحة العامة 8377 /1961 على أن لطبيب القضاء صلاحية «الكشف وإبداء الرأي للقائمقام بطلبات الترخيص بإنشاء المدافن والمقابر»، كما أعطى قانون البلديات رئيس البلدية، بصفته رئيس السلطة التنفيذية في البلدية، مسؤولية وصلاحية «نقل الموتى وتنظيم سير الجنازات وتنظيم الدفن ونبش الجثث والمحافظة على النظام في المدافن وعلى حرمتها». ويحدد قانون التنظيم المدني (المرسوم الاشتراعي رقم 69/83) تصاميم تنظيم المدن والقرى وأنظمته، بما يمكن من تحديد شروط اختيار الأراضي التي تخصص كمدافن، وهو أمر يرد في التصميم التوجيهي للمناطق التي تحدد بمرسوم أيضاً. وبالنتيجة، فإن صلاحية القائمقام تكون بالنسبة إلى موضوع المدافن في مكان جامع، أي المدافن العامة، في حين يكون المدير العام لوزارة الصحة مختصاً بالنسبة إلى المدافن الخاصة. وتم عام 2004 تفويض صلاحيات المدير إلى رؤساء مصالح الصحة في المحافظات بالترخيص بالدفن خارج المقابر العمومية بموجب القرار الرقم 769 تاريخ 07/08/2004.
شروط الارتفاع والعمق
نظّم الباب الثامن من المرسوم الاشتراعي المذكور المقابر ودفن الموتى. ونصت المادة الـ29 منه على وجوب أن تنشأ المقابر والمدافن في مواضع جافة مرتفعة على وجه لا يحمل معه الهواء روائح إلى المكان الجامع، وأن تكون على مسافة 200 متر من أقرب مسكن، وأن تحاط بسور علوّه متر وثمانون سنتيمتراً على الأقل وأن تكون لها أبواب أو حواجز تحفظ على الدوام في حالة جيدة. وحدد القانون أن المساحة التي تخصص لمقبرة «مكان جامع» (أي مدافن عامة) تحدد بحسب متوسط وفياته في السنوات الخمس الأخيرة، ويجب أن تكون المساحة المنصوص عليها ثلاثة أضعاف المساحة اللازمة لاحتواء جثث الذين توفوا في السنوات الخمس الأخيرة.
العمق بحسب السن
أما عمق الحفر في المقابر، فهو متران على الأقل للأشخاص البالغين، ومتر وخمسون سنتيمتراً لمن هم دون الثانية عشرة من العمر، وخمسون سنتيمتراً لمن هم دون الثانية عشرة. ويمكن إنقاص عمق الحفرة لاعتبارات مختصة بطبيعة الأرض بناءً على قرارٍ من مدير الصحة والإسعاف العام. ويجب أن تبعد كلّ حفرة عن الأخرى 50 س. على الأقلّ من جميع جهاتها.
مكان الدّفن والإجازة الخاصة
لا يجوز الدفن في مباني العبادة ولا في المباني العامة ولا في أيّ مكان خاصّ إلا بإجازة خاصة من وزارة الصحة. ويستثنى من هذا المنع الأشخاص الذين استحقوا التكريم بعد وفاتهم والمحسنون أو الواهبون، الذين جعلوا دفنهم داخل أبنية كالتي تقدّم ذكرها شرطاً صريحاً لما وهبوه. وإنما يشترط أن يتأكد مدير الصحة توافر جميع الشروط الصحية اللازمة في تلك المدافن الاستثنائية وأن يوافق عليها. يجب أن ينشأ في كل مدينة يتجاوز عدد سكانها عشرين ألفاً أقبية يقال لها أقبية انتظار أو مستودعات تودع فيها الجثث التي أُجّل دفنها النهائي. منع الإعلانات
منعت المادة الـ4 من مرسوم تنظيم الإعلانات وضع الإعلانات واللوحات الإعلانية على دور العبادة وتوابعها وعلى المدافن وأسوارها وحتى ضمن شعاع 50 متراً منها.
مخالفة الشروط تعني إبطال قرار إنشاء المدافن
نتيجة نظره في طعون بقرارات صادرة عن أكثر من بلدية بالترخيص لإنشاء مدافن جديدة، سبق لمجلس شورى الدولة أن قرر أن قرار البلدية لا يقع في محلّه القانوني الصحيح وهو مخالف لأحكام المادة الـ29 من المرسوم الاشتراعي رقم 16/1932 الواجب التطبيق. إذ يتبين، مثلاً، عبر تقرير الخبير عدم مراعاة قرار الترخيص لشرط المسافة بالابتعاد عن الأماكن السكنية وشرط عدم وجود مياه جوفية، ما يشكّل مخالفة للشروط الصحية والبيئية المنصوص عنها في المادة الـ29 من المرسوم الاشتراعي المذكور أعلاه، لذا يقوم مجلس شورى الدولة بإبطال قرار البلدية المطعون فيه.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وصلت إلى المقابر.. شكاوى من انتشار غير مسبوق للقمامة بشوارع بورسعيد والمحافظ يتحرك (صور)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اشتكى أهالي محافظة بورسعيد من انتشار غير مسبوق للقمامة بشوارع المدينة في كافة أحياء المحافظة، وذلك خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم تكليف اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، الدكتور مهندس عمرو عثمان، نائب المحافظ، بالإشراف على كافة الأحياء ومدينة بورفؤاد ويكون رؤساؤها مسئولين أمامه مسئولية كاملة.
أبدت "أم فراج" أرملة، استيائها الشديد من انخفاض مستوى النظافة في بورسعيد، قائلة:"الوضع كل يوم يزداد سوءا حتى المقابر أصبحت القمامة تغطي شوارعها ولم تفلت من الإهمال في الأحياء، فعندما أزور زوجي المتوفي في المقابر أجد أتلال من القمامة في كل مكان دون مراعاة لحرمة الموتى".
اتفق معها محمد السعيد، موظف قطاع خاص، مؤكدا أنه يسكن في منطقة فاطمة الزهراء والقمامة ومياه الصرف الصحي في كل مكان، والحي لا يأتي يوميا ولكن كل عدة أيام مما يتسبب في تراكم القمامة، وما ينتج عنها من انتشار الحشرات والروائح الكريهة والأمراض، وبالتالي تهديد صحتهم وصحة أبنائهم.
وأشار عمرو صالح، سائق أجرة، إلى أن مساكن الجيزة أمام مشتل الحى عند نادي الرباط أصبحت مركز لإلقاء القمامة فى المنطقة كلها وعندما ذهب إلى الحي للشكوى لم يتحرك أحد، والوضع يزداد سوءا يوم تلو الآخر، مطالبا الحي بتنظيف المنطقة يوميا وتحرير محاضر لمن يلقي قمامة في الشارع خارج صناديق القمامة.
حتى مدينة بورفؤاد التي كانت في الماضي واحدة من أجمل المدن المصرية لم تفلت من القمامة، حيث أكدت رباب حسين، مندوبة مبيعات، على أن شوارع بورفؤاد أصبحت غير آدمية فمستوى النظافة انخفض بشكل ملحوظ والإشغالات عادت للانتشار مرة أخرى، كما أنه لم يعد هناك اهتمام بتجميل المدينة.
شكاوى عديدة رصدتها "البوابة" من أبناء بورسعيد في كافة الأحياء ومدينة بورفؤاد، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أرسل المواطنون استغاثاتهم من خلال في ظل تجاهل الأحياء والقيادات التنفيذية لاستغاثاتهم على مدار أكثر من 3 أشهر ماضية.
وبعد شكاوى عديدة تحرك اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، من مكتبه، في الوقت الذي اختفى نائبه الذي كلفه بالإشراف على الأحياء من المشهد، وأجرى المحافظ جولات ميدانية في شوارع أحياء الزهور والضواحي التي تعتبر أكثر الأحياء كثافة سكانية وأكثرها انتشارا للقمامة في شوارعها.
ووجه محافظ بورسعيد بتكثيف أعمال النظافة ورفع القمامة والمخلفات بجميع المناطق، وزيادة أعداد العمالة وتقسيم العمل إلى ورديات، والمرور على جميع الشوارع للتأكد من نظافتها، مشددا على تكثيف الجهود في هذا الملف، نظرا لأهميته في تحقيق بيئة آمنة صحية، ومظهر حضاري لائق.
وأكد أنه لن يسمح بالتقصير في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في الأحياء الأكثر كثافة سكانية والتي تتطلب مزيد من الجهد و العمل للارتقاء بمستوى معيشة المواطن.
كما وجه بتكثيف حملات إزالة الإشغالات والمخالفات، ومنع التعدي على حرم الطريق، لتحقيق السيولة المرورية في حركة المواطنين و السيارات، مؤكدا على متابعته المستمرة لهذا الملف، والقيام بجولات ميدانية مفاجئة للوقوف على مستوى العمل الميداني بجميع أحياء بورسعيد.
FB_IMG_1731913082278 FB_IMG_1731912759709 FB_IMG_1731912744924 FB_IMG_1731912732953 FB_IMG_1731912729936 FB_IMG_1731912726808