جواب ديبلوماسي على المبادرة الفرنسية لم يخرج عن المبدئية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": لا يمكن المقارنة بين تأثير الورقة الفرنسية التي تقدمت بها فرنسا إلى لبنان والمتعلقة بتنفيذ القرار1701 وبين الاقتراحات التي نقلها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، إذ لأميركا دورها وحضورها بالنسبة إلى اسرائيل، أما حضور فرنسا ومبادرتها، فلا يحتلان أولوية. المبادرة التي تقدمت بها فرنسا إلى لبنان وردّت عليها الخارجية أمس تناولت العموميات، بينما حمل هوكشتاين اقتراحات واضحة ومحددة هدفها تأمين الأمن على الحدود الشمالية.
لم يخرج الجواب عن سياق المواقف المبدئية للبنان حول تطبيق القرار الدولي 1701. والردّ المختصر في صفحة واحدة استفاض في شرح التأكيد على موقف لبنان من القرار واستعداده لالتزامه، شرط التزام إسرائيل.
صيغ البيان بالتنسيق والتعاون بين وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة وبالتشاور مع رئيس مجلس النواب والجهات التي يجب أن تطلع عليه، وتمحور على ثلاث مسائل أساسية، هي: استعداد لبنان لتنفيذ القرار 1701، وقف الخروق الاسرائيلية، ومعاودة اجتماع اللجنة العسكرية في حضور قوات «اليونيفيل» متى أوقفت اسرائيل اعتداءاتها.
وعُلم أنّ الردّ التزم الموقف المبدئي بالنسبة إلى جنوب لبنان والمطالبة بوقف الخروق، كما تضمّن إعلاناً رسمياً للبنان برفض الحرب وتعزيز الجيش وانتشاره على طول الحدود بالتفاهم مع «اليونيفيل»، واستكمال عملية إظهار الحدود المختلف عليها. بشكل مقتضب أجاب لبنان على الورقة الفرنسية بالتأكيد على المواقف المبدئية مع تجنّب الغوص في تفاصيل الأمور التقنية والعملية، ولا سيما تلك المتعلقة بابتعاد «حزب الله» عن الحدود الجنوبية. رهَن تطبيق المطلوب في الورقة بوقف اسرائيل إعتداءاتها في الجنوب ليكون ذلك مقدمة للبحث في الخطوات التالية التي من شأنها أن تؤمّن الاستقرار الدائم على الحدود. وعُلم أنّ السراي الحكومي أعاد صوغ بعض الاجابات متعمداً جعلها عمومية وتجنّب تقديم إجابة على بنود حساسة وردت في الورقة.
وذكرت مصادر ديبلوماسية أنّ لبنان لم يدخل في تفاصيل ما أوردته الورقة الفرنسية واكتفى بالإجابة على البنود الأساسية والمتعلقة بتعهد لبنان تنفيذ القرار الدولي متى التزمت اسرائيل وقف اعتداءتها، وشدد على مبدأ رفض الحرب وطالب بوقف الخروقات الاسرائيلية كمدخل لأي حل. كما اعتبر أنّ النقطة الأساسية هي وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان براً وبحراً وجواً لمعاودة اللجنة العسكرية المشتركة اجتماعاتها في حضور «اليونيفيل».
وجاء الجواب اللبناني ديبلوماسياً آخذاً في الحسبان أنّ أي اقتراح حل أو تجاوب مع أي طرح لا يمكن السير به قبل وقف الحرب في غزة وعودة الهدوء إلى جنوب لبنان، متطلعاً إلى وقف اسرائيل خروقاتها ليوقف «حزب الله» ضرباته في مواجهتها، متجنباً الانزلاق نحو مشكلة داخلية أو منح تعهد أحادي الجانب بالحل طالما لم يحصل على ضمانات. لبنان الذي ثمّن مبادرة فرنسا الحريصة على استقراره، لم يلاقِها إلى دور بارز والتماهي معها في حلول يدرك عدم قدرتها سلفاً على فرضها على اسرائيل.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701
قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.