أين ومتى وكيف؟ تفاصيل مفاوضات سرية بين واشنطن وطهران
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة أجرت مفاوضات سرية مع إيران مطلع العام الجاري، تناولت حرب غزة والتوترات المرتبطة بها في منطقة الشرق الأوسط.
وحسب الصحيفة، جرت المفاوضات يوم 10 يناير في مسقط، وكان لدى كل جانب طلب واضح من الآخر، وفقا لمسؤولين أميركيين وإيرانيين.
فقد أرادت الولايات المتحدة من إيران كبح جماح وكلائها، ووقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر واستهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، وفي المقابل طلبت طهران من واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وخلال المفاوضات، تبادل المسؤولون العمانيون الرسائل ذهابا وإيابا بين وفدين إيرانيين وأميركيين جالسين في غرف منفصلة، وترأس وفد طهران نائب وزير الخارجية كبير المفاوضين النوويين علي باقري كاني، مقابل بريت ماكغورك منسق الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط الذي قاد وفد واشنطن.
وكان الحدث، الذي كشفت عنه لأول مرة صحيفة "فايننشال تايمز" قبل أيام، المرة الأولى التي يعقد فيها مسؤولون إيرانيون وأميركيون مفاوضات شخصية، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، منذ ما يقرب من 8 أشهر.
وقال مسؤولون أميركيون إن إيران طلبت عقد الاجتماع في يناير، وأوصت سلطنة عمان بنقل طلبها إلى الولايات المتحدة.
وقال مسؤولان إيرانيان، أحدهما من وزارة الخارجية، إن طهران أكدت خلال المحادثات أنها لا تسيطر على نشاط الفصائل المحسوبة عليها، خاصة الحوثيين، لكن يمكنها استخدام نفوذها لضمان تقليص الهجمات إلى النصف على الأقل، في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وليس قبل ذلك.
ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات، وفي غضون ساعات بعد مغادرة ماكغورك مسقط، قادت الولايات المتحدة ضربات عسكرية على أهداف متعددة للحوثيين في اليمن يوم 11 يناير.
وفي أوائل فبراير، شنت الولايات المتحدة ضربات على قواعد عسكرية مرتبطة بإيران في العراق وسوريا، ردا على مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركية في هجوم على قاعدة في الأردن، شنته ميليشيا عراقية مقربة من إيران.
وفي المقابل، انتهت الهجمات على القواعد الأميركية في العراق منذ ذلك الحين، ولم ترد سوى تقارير عن عدد قليل فقط من هذه الهجمات في سوريا.
وحسب "نيويورك تايمز"، فمنذ بداية الحرب في غزة طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض بأن أيا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي نُقل في الرسائل التي مررها الطرفان عبر وسطاء.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الولايات المتحدة إيران سلطنة عمان اليمن العراق الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة إيران سلطنة عمان اليمن العراق أخبار أميركا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل حقاً ستغير مفاوضات عمان مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة؟
أبريل 9, 2025آخر تحديث: أبريل 9, 2025
المستقلة/- في خطوة أثارت الكثير من الجدل في الساحة السياسية والإعلامية الإيرانية، أعلنت صحيفة “شرق” الإيرانية توقفها عن النشر لمدة يومين بعد نشر تقرير عن اجتماع سري بين رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف وعدد من المسؤولين الإيرانيين مع المرشد الأعلى علي خامنئي، ناقشوا فيه إمكانية بدء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة. هذه الخطوة لم تكن مجرد توقف مؤقت عن النشر، بل كانت بمثابة رسالة قوية حول حساسية الموضوع، وتعرض الصحيفة لضغوطات من المؤسسات الرسمية الإيرانية على خلفية التقرير، مما يعكس حالة التوتر والقلق بشأن ملف المفاوضات مع واشنطن.
التوتر داخل إيران: الإصلاحيون في مواجهة المتشددين
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران في سلطنة عمان، دخلت الساحة الإعلامية والسياسية في إيران في دوامة من التراشق والتناقضات. فبينما يشدد الإعلام المتشدد على أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تجلب أي فائدة لإيران، يُصر الإعلام الإصلاحي والمعتدل على أن التفاوض هو السبيل الوحيد لرفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي تؤثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية اليومية في إيران.
التقارير المتضاربة: هل هي مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة؟
واحدة من أكثر النقاط المثيرة للجدل تتعلق بطبيعة المفاوضات القادمة. بينما تصر إيران على أن المفاوضات ستكون “غير مباشرة”، تؤكد الولايات المتحدة أنها ستكون “مباشرة”. هذا التضارب في الروايات يكشف عن عدم التنسيق الكامل بين الطرفين، ويعكس التوتر الداخلي في إيران حول كيفية التعامل مع ملف المفاوضات النووية. فبينما يعتقد البعض في إيران أن الحديث عن المفاوضات هو مجرد إجراء شكلي، يشكك البعض الآخر في جدوى المفاوضات مع الولايات المتحدة التي تعتبرها تهديداً لسيادة البلاد.
من يقرر المصير؟ الإعلام أم السلطات؟
الاعتذار السريع لصحيفة “شرق” يعكس ما يبدو أنه ضغط كبير من السلطات الإيرانية على الإعلام للتخفيف من حدة التقارير التي تروج لفكرة التفاوض المباشر مع واشنطن. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى قدرة الإعلام في إيران على تناول القضايا الحساسة بحرية، خاصة عندما تكون هذه القضايا متعلقة بالعلاقات الدولية والسياسات الكبرى. فبينما يروج الإعلام الإصلاحي لفكرة الانفتاح على الغرب، يظل الإعلام المتشدد في موقف المعارضة الشديدة لهذا التوجه.
هل المفاوضات فعلاً الحل؟
رغم الاختلافات الداخلية حول قضية المفاوضات مع الولايات المتحدة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه المفاوضات في تغيير واقع الاقتصاد الإيراني؟ البعض يرى أن هذه المفاوضات قد تكون فرصة حقيقية لإيران للخروج من أزمتها الاقتصادية عبر رفع العقوبات، بينما يعتقد آخرون أن الولايات المتحدة قد تستخدم هذه المفاوضات كورقة ضغط لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية.
وفي هذا السياق، أشار حسن نمكدوست، أستاذ الصحافة والاتصال، إلى أن ما يتم الإعلان عنه في الإعلام ربما يكون مجرد إجراءات شكلية بعد أن تم التوصل إلى نتائج ملموسة في الأسابيع الماضية. هذا الطرح يعزز الاعتقاد بأن المفاوضات قد تكون قد بدأت بالفعل وراء الكواليس، وأن ما يتم كشفه في وسائل الإعلام ليس سوى جزء من لعبة دبلوماسية معقدة.
مستقبل العلاقات: نافذة دبلوماسية أم طريق مسدود؟
وفي النهاية، يبقى التساؤل الكبير: هل هذه المفاوضات ستكون خطوة نحو تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن، أم ستكون مجرد مسرحية سياسية لا تحقق النتائج المرجوة؟ مع توتر الأجواء الداخلية في إيران والاختلافات بين الإصلاحيين والمتشددين، يبقى الموقف الرسمي للبلاد ملتبسًا. ولكن، سواء كانت المفاوضات مباشرة أم غير مباشرة، فإن هذه النافذة الدبلوماسية قد تكون الفرصة الأخيرة للجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إرساء قاعدة لحل القضايا العالقة بينهما.