أزمة خطيرة للغاية في العلاقة بين بايدن ونتانياهو
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
سرايا - سلط صحف الجمعة، الضوء على العلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقال إنها دخلت في "أزمة خطيرة".
وأشار التقرير إلى أن العلاقة بين الزعيمين والتي تمتد لما يقرب من 50 عاما تقترب من حالة من "التصدع المفتوح" مدفوعة باختلافات عميقة فيما يتعلق بأجنداتهما السياسية وأهدافهما من الحرب في غزة.
وفي تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل الممتد لعقود من الزمن، نادرا ما كانت هناك لحظات كان فيها رئيس أميركي أقرب إلى إسرائيل وأكثر خلافا مع رئيس وزرائها كما يحصل اليوم، وفقا للصحيفة.
وتسلط العلاقة المتوترة بين بايدن ونتانياهو الضوء على حجم التباعد بين واشنطن وإسرائيل مع استمرار الصراع الإسرائيلي مع حماس في غزة، مما يثير تساؤلات حول مدى قوة العلاقات الثنائية على المدى الطويل.
وتنقل الصحيفة عن إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة وعمل أيضا مستشارا لعدد من رؤساء الوزراء في إسرائيل القول، إن "هناك أزمة خطيرة للغاية في العلاقة" بين الطرفين.
وفي تطور استثنائي، حذر كبار مسؤولي وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة علنا في شهادة أمام الكونغرس هذا الأسبوع من أن المستقبل السياسي لنتانياهو في خطر شديد.
كذلك دعا زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الخميس، إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل لاستبدال نتانياهو وهي دعوة لاقت إشادة من بايدن، الجمعة.
وقال بايدن ردا على سؤال عن تصريحات شومر بعد لقائه رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار في البيت الأبيض، "لقد ألقى خطابا جيدا، وأعتقد أنه عبّر عن قلق جدي لا يشعر به وحده، بل أيضا كثير من الأميركيين".
وكان شومر اعتبر أن نتانياهو هو واحد من أربع "عقبات رئيسية" أمام السلام إلى جانب حركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والإسرائيليين اليمينيين المتطرفين. واتهمه بإحاطة نفسه بالمتطرفين.
قبل ذلك ضغط بايدن من أجل ضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وأعلن أنه يمكنه حجب المساعدات الأميركية ما لم تتخذ إسرائيل المزيد من الخطوات لحماية المدنيين.
كانت آخر مرة تراجعت فيها العلاقات الأميركية الإسرائيلية إلى هذا المستوى خلال رئاسة باراك أوباما عندما قال نتانياهو إنه لن يقبل أبدا بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وندد بالاتفاق النووي مع إيران.
تقول الصحيفة إن لدى بايدن انجذاب عميق تجاه إسرائيل، مما دفعه إلى دعم حربها ضد حماس بقوة.
وفي بداية الصراع، امتد هذا الدعم حتى إلى نتانياهو، الذي زامنه بشكل متكرر خلال حياتهما السياسية الطويلة، بحسب الصحيفة.
وتضيف أنه وبدلا من الرد على احتضان بايدن، صده نتانياهو في كثير من المناسبات ومنها رفضه لمبادرة الولايات المتحدة التي تضمنت خطة لما بعد الحرب في غزة.
وتضمنت الخطة منح السلطة الفلسطينية دور أكبر في غزة وإطلاق حملة دبلوماسية جديدة لإقامة دولة فلسطينية.
أعاقت معارضة نتانياهو لهذه الخطة مساعي البيت الأبيض الرامية لتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع المملكة العربية السعودية، مما سيحرم البيت الأبيض من تحقيق نصر دبلوماسي مهم.
يقول الزميل في مجلس العلاقات الخارجية مارتن إنديك، وهو مسؤول أميركي سابق، إن "بايدن يمنح إسرائيل دعمه مقابل بعض التكلفة السياسية، وفي النهاية يتم رفض طلباته".
ويضيف إنديك، الذي عمل سابقا سفيرا لواشنطن في إسرائيل: "لقد كان نتانياهو غير مرن وصدامي للغاية لدرجة أن بايدن اضطر لاتخاذ موقف".
يقول منتقدو نتانياهو الإسرائيليون إنه عارض خطط بايدن لما بعد الحرب في غزة من جل الحفاظ على دعم حلفائه في الائتلاف اليميني المتشدد، ولأن الوقوف في وجه الرئيس الأميركي يجذب أصوات الناخبين اليمينيين في إسرائيل.
يبلغ عمر الحكومة الإسرائيلية الحالية أقل من عام، ومن المستبعد إجراء انتخابات حتى عام 2026.
لكن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الإسرائيليين يتوقعون إجراء انتخابات بعد انتهاء الحرب نظرا لقلة الدعم للحكومة الحالية.
بالمقابل تواجه إدارة بايدن ضغوطا سياسية هائلة بسبب دعمها للحكومة الإسرائيلية في حربها مع حماس، بينما يتنافس الرئيس على إعادة انتخابه، خريف العام الجاري.
ويواجه بايدن انتقادات شديدة من بعض الأجنحة في حزبه لدعمه رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر عندما قتل مسلحون 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية. وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل نحو 28 ألف شخص أشخاص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
سفيرة إسرائيل السابقة في القاهرة تكشف خبايا العلاقة مع مصر
كشفت سفيرة إسرائيل السابقة في مصر، أميرة أورون، الكثير من تفاصيل مهمتها خلال فترة عملها في مصر، كما كشفت عن الكثير من خبايا العلاقات بين مصر وإسرائيل.
وأكدت أورون، خلال حديثها مع الصحفية الإسرائيلية المخضرمة والمتخصصة في الشؤون المصرية سامدار بيري، أن “اتفاقية السلام مع مصر متينة وقوية وليست في خطر، بل أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تتعزز بفضل قيادة البلدين”.
ونوهت السفيرة الإسرائيلية بأن “السلام مع مصر ليس في خطر، لكن من المستحيل تجاهل حقيقة أن المشاعر العامة في مصر ضدنا وتعادينا، وسيستمر هذا طالما هدير المدافع لم يتوقف، فإن اتفاق السلام هذا ينطوي على الكثير من الإمكانات”.
وتابعت: “لقد وصلنا إلى رقم قياسي وهو 700 ألف سائح إسرائيلي يزورون سيناء ومصر في عام واحد، وبشكل عام، هذا دليل على ما يمكن القيام به ويجب أن يزيد الرقم بعد انتهاء الحرب”.
وأكدت السفيرة الإسرائيلية أن صورة إسرائيل في مصر صعبة للغاية.. متابعة: “رأيت ذلك في محادثاتي مع الناس عندما أغلقت الأبواب في وجهي، وخاصة في وسائل الإعلام في مصر، إنها تتجاهل تماما ما حدث في 7 أكتوبر من جانب حماس، ويتم تصوير إسرائيل على أنها محتلة لغزة، وتقتل النساء والأطفال وتجويعهم بعد تدمير منازلهم وتهجيرهم، ولا أحد يذكر ما الذي أدى إلى الحرب، وأننا لم نبدأها، لا شك في ذلك بعد انتهاء الحرب في غزة، سيتعين علينا بناء الثقة ومحاولة تقريب الجمهور المصري لإسرائيل مرة أخرى حيث أنه يعادينا”.
ونوهت السفيرة بأن لديها انطباع مما ينشر في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بأن المصريين كنظام وحكومة ينتظرون بفارغ الصبر رئيس وزراء جديد في إسرائيل، ويعتقدون أنهم سيكونون قادرين على العمل بشكل أفضل مع شخصية أخرى، وهناك قضايا تجارية حادة بالنسبة لمصر، وإسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة تماما وأعتقد أنهم ينتظرون رئيس وزراء جديد، إنهم يريدون وقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن، ويعلمون أن ذلك لن ينجح مع نتنياهو.
وتابعت: “عند الحديث عن الوسطاء، من المهم التفريق بين قطر ومصر، فمصر تعرف المنطقة وهي قريبة فعليا من غزة، أما قطر فلا تعرفها، وفوق كل شيء، فإن قطر تعرض إسرائيل للخطر من خلال وسائل إعلامها والقنوات الفضائية الهائلة التي تملكها، تأثير هذه القنوات، في مصر وفي العالم العربي بأكمله كبير، أعرف برامجها منذ عام 2003، عندما كنت متحدثا باسم وسائل الإعلام العربية في وزارة الخارجية”.
وأشارت السفيرة الإسرائيلية إلى أن مصر تعد مصدر موثوق كوسيط، فنحن بحاجة إلى فهم القيود المفروضة على الوساطة، المصريون ليسوا صهاينة، لقد وقعوا معنا اتفاقية سلام تاريخية عندما كانوا أول من اعترف بوجود إسرائيل، وهذا ليس بالأمر الهين، وعلينا أن نفهم أن قلوبهم مع الفلسطينيين، ويريدون دولة فلسطينية تقف إلى جانب إسرائيل، ويريدون حلا يحقق لهم السلام.
وأكدت أن مصر ليست فقط أكبر دولة عربية، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 110 ملايين نسمة، ولكنها كانت ولا تزال القائد المهيمن على العالم العربي، وتتمتع بأكبر وزن عسكري، وتمتلك أحد أقوى الجيوش في العالم.
وأضافت “مساحتها الشاسعة، وموقعها الاستراتيجي، على قناة السويس، التي كان يمر من خلالها – حتى وصول الحوثيين – 30 % من التجارة من آسيا إلى أوروبا، فهناك أيضًا الثقل الثقافي والديني لمصر، فمثلا مصر يوجد بها الأزهر أكبر وأضخم (مؤسسة تعليمية في القاهرة والعالم الإسلامي، والأهم للمذهب السني) الذي يعتنقه المسلمون من جميع أنحاء العالم ويذهبون إلى الأزهر للتعلم منه”.
وأضافت السفيرة الإسرائيلية أن “مصر غير قادرة على هضم الوجود الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني من محور فيلادلفيا”، وادعت أنها أغرقت 1500 نفق تم حفرها تحت المحور، وأصرت إسرائيل على بقاء 50 نفقا، وأنه لا يزال معظمها يستخدم للتهريب.
وهنا يكمن المشكلة، فهناك أسلحة وذخائر تصل لحماس والجهاد الإسلامي من مصر، والشهر الماضي، أرسلت مصر لأول مرة مسؤولا كبيرا في قوات الجيش وهو رئيس الأركان الجديد محمد خليفة إلى محور محور فيلادلفيا في جولة مفاجئة حظيت بتغطية إعلامية جيدة، وكان الهدف واضح، وهو إيصال رسالة مزدوجة إلى إسرائيل: لم تعد هناك أنفاق، وبالتالي لا يوجد تهريب أسلحة؛ ومصر ليست مستعدة للتسامح مع وجود الجيش الإسرائيلي على جانب غزة من المحور وبعد إصرار نتنياهو على أن المحور عبارة عن زجاجة أكسجين تمد حماس والجهاد بالسلاح، لم تصمت مصر وسارعت إلى التصريح بأنه ليس كذلك، مما أدى إلى إحباط جهود الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
ونوهت أورون بأنه “على الرغم من الانقطاع الشعبي والمدني الكامل، فإن استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر والذي بدأ في عام 2020 لم يستمر فحسب، بل زاد أيضًا خلال الحرب، ولا يبدو لي أن بيع الغاز سيتوقف، البلدان متمسكان باتفاق السلام، حتى لو لم يصبا عليه المحتوى التجاري والتطبيع منذ أكثر من عام”.