برغم أن تقاليد حفل تسليم جوائز الأوسكار تتضمن خطابات جادة وأحيانا سياسية، إلا أن الخطاب الأخير الذي جاء في خضم أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة أثار العديد من ردود الفعل.

بالنسبة للصحفية والناشطة السياسية ومؤلفة الأفلام التسجيلية الكندية نعومي كلاين فإن خطاب مخرج فيلم "نطاق الاهتمام" الذي حاز على الجائزة، كان مذهلا.



وتضيف كلاين في مقال في صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "تأثير خطاب جوناثان غليزر المذهل في حفل جوائز الأوسكار يوم الأحد الماضي سوف لن يبرح مكانه، ولسوف يستمر الناس في تحليل معناه ودلالته لسنوات عديدة قادمة".

وقالت "إذا كان الخطاب الشجاع لجوناثان غليزر في حفل الأوسكار قد أزعجكم، فتلك كانت هي الغاية".

وفيما يلي الترجمة الكاملة للمقال:
إنه تقليد من تقاليد حفل الأوسكار: خطاب سياسي جاد يثقب فقاعة البهرجة والتهنئة الذاتية. ثم تنهال ردود الفعل. اعتبر البعض أن الخطاب نموذج للفنان في أفضل أحوال تحوله الثقافي، بينما اعتبره البعض الآخر اختطاف أناني لما كان يفترض أنها أمسية احتفالية. ثم يذهب كل في طريقه.

إلا أنني أظن أن تأثير خطاب جوناثان غليزر المذهل في حفل جوائز الأوسكار يوم الأحد الماضي سوف لن يبرح مكانه، ولسوف يستمر الناس في تحليل معناه ودلالته لسنوات عديدة قادمة.

وكان غليزر يتسلم جائزة أفضل فيلم دولي عن فيلم "منطقة الاهتمام"(The Zone of Interest)، المستوحى من الحياة الحقيقية لرودولف هوس، قائد معسكر الاعتقال في أوشفيتز.

يتتبع الفيلم حياة هوس المنزلية المثالية مع زوجته وأطفاله في منزل فخم وحديقة مجاورة مباشرة لمعسكر الاعتقال.


لم يصف غليزر شخصيات فيلمه باعتبارهم وحوشاً وإنما "أشخاص لا يفكرون، برجوازيون، مرتكبو فظائع بحافز التطلع لتحسين أوضاعهم الوظيفية"، أناس تمكنوا من تحويل الشر البالغ إلى ضجيج أبيض.

قبل حفل يوم الأحد، توقعت شخصيات مهمة في عالم السينما فوز الفيلم ووصفه ألفونسو كوارون، مخرج فيلم روما الحائز على جائزة الأوسكار، بأنه "ربما يكون الفيلم الأكثر أهمية في هذا القرن". وقد أعلن ستيفن سبيلبرغ أنه "أفضل فيلم عن المحرقة شاهدته منذ فيلمي" ــ في إشارة إلى فيلم "قائمة شندلر".

ولكن بينما شكل فوز فيلم "قائمة شندلر" لحظة من المصادقة العميقة والوحدة للمجتمع اليهودي السائد، فإن فيلم "منطقة الاهتمام" يصل إلى منعطف مختلف تماما.

تحتدم المناقشات حول الكيفية التي ينبغي لنا بها أن نتذكر الفظائع التي ارتكبها النازيون: فهل ينبغي لنا أن ننظر إلى المحرقة باعتبارها كارثة يهودية على وجه الحصر، أو باعتبارها كارثة أكثر عالمية، مع قدر أعظم من الاعتراف بكل الجماعات المستهدفة بالإبادة؟ هل كانت الهولوكوست بمثابة قطيعة فريدة من نوعها في التاريخ الأوروبي، أم أنها عودة لعمليات الإبادة الجماعية الاستعمارية السابقة، إلى جانب عودة الأساليب والمنطق والنظريات العرقية الزائفة التي طوروها ونشروها؟ هل تعني عبارة "لن يحدث ذلك أبدا مرة أخرى" لأي أحد، أو أبدا مرة أخرى لليهود، وهو التعهد الذي تُتصور "إسرائيل" له كنوع من الضمان الذي لا يمكن المساس به؟

هذه الحروب حول عالمية المفهوم، وملكية [اليهود] الخاصة للصدمة [ما بعد الهولوكوست]، والاستثناء والمقارنة هي في قلب قضية الإبادة الجماعية التاريخية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية، كما أنها تمزق المجتمعات والتجمعات والعائلات اليهودية في جميع أنحاء العالم. في دقيقة واحدة مليئة بالإثارة، وفي لحظة الرقابة الذاتية الخانقة، اتخذ غليزر بلا خوف مواقف واضحة بشأن كل من هذه الخلافات.

فقال غليزر: "لقد تم اتخاذ جميع خياراتنا لتعكسنا وتواجهنا في الحاضر، وليس لنقول: "انظروا ماذا فعلوا حينها'ولكن لنقول 'انظر إلى ما نفعله الآن'"، مسارعا إلى طرح فكرة مفادها أن مقارنة الفظائع الحالية بالجرائم النازية هي بطبيعتها تقليل أو نسبية، ولم يترك مجالا للشك في أن نيته الصريحة كانت استخلاص الاستمرارية بين الفظائع الوحشية. الماضي الوحشي والحاضر الوحشي.

وذهب أبعد من ذلك: "إننا نقف هنا كرجال يدحضون يهوديتهم والمحرقة التي اختطفها الاحتلال الذي أدى إلى الصراع بالنسبة للعديد من الأبرياء، سواء ضحايا 7 تشرين الأول/ أكتوبر في "إسرائيل" أو الهجوم المستمر على غزة". بالنسبة لغليزر، فإن "إسرائيل" لا تحصل على تصريح، وليس من الأخلاق استخدام الصدمة اليهودية المتوارثة بين الأجيال من المحرقة كمبرر أو غطاء للفظائع التي ترتكبها الدولة الإسرائيلية اليوم.

وقد أشار آخرون إلى هذه النقاط من قبل بطبيعة الحال، وقد دفع كثيرون منهم ثمنا باهظا، وخاصة إذا كانوا فلسطينيين أو عربا أو مسلمين. ومن المثير للاهتمام أن غليزر ألقى قنابله الخطابية محميا بهوية تعادل درعا، واقفا أمام الحشد المتلألئ كرجل يهودي أبيض ناجح - محاطا برجلين يهوديين أبيضين ناجحين آخرين- قاما معا بإخراج فيلم حول الهولوكوست.

ولم تنقذه كتيبة الامتياز هذه من طوفان التشهير والتشويه الذي أساء تفسير كلماته للادعاء خطأ بأنه تخلى عن يهوديته، الأمر الذي لم يؤد إلا إلى التأكيد على وجهة نظر غليزر حول أولئك الذين يحولون المظلومية إلى سلاح.

"تصبح الإبادة الجماعية محيطة بحياتهم"، هكذا وصف غليزر الجو الذي حاول تصويره في فيلمه، حيث تنشغل شخصياته بمسائلهم اليومية -أطفال بلا نوم، أم يصعب إرضاءها، وخيانات عرضية- في حياتهم في ظل المداخن التي تنفث بقايا بشرية. لا يعني ذلك أن هؤلاء الأشخاص لا يعرفون أن آلة القتل ذات النطاق الصناعي تنطلق خلف جدار حديقتهم. لقد تعلموا ببساطة أن يتعايشوا بسعادة مع الإبادة الجماعية المحيطة بهم.

هذا هو أكثر ما يجعل الفيلم يبدو معاصرا. بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على المذبحة اليومية في غزة، ومع تجاهل "إسرائيل" بوقاحة لأوامر محكمة العدل الدولية، ومع توبيخ الحكومات الغربية لـ"إسرائيل" بلطف بينما تشحن المزيد من الأسلحة، أصبحت الإبادة الجماعية محيطة مرة أخرى، على الأقل بالنسبة لمن هو محظوظ بما يكفي للعيش على الجوانب الآمنة من الجدران العديدة التي تقسم عالمنا. نحن نواجه خطر استمرارها لتصبح الموسيقى التصويرية للحياة الحديثة، وليس حتى الحدث الرئيس.

وقد أكد غليزر مرارا أن موضوع فيلمه ليس المحرقة، بأهوالها المعروفة وخصائصها التاريخية، بل هو شيء أكثر ديمومة وانتشارا: قدرة الإنسان على التعايش مع المحرقة وغيرها من الفظائع، بل والاستفادة منها.


عندما عُرض الفيلم للمرة الأولى في شهر أيار/ مايو الماضي، قبل هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وقبل هجوم "إسرائيل" الذي لا ينتهي على غزة، كان ذلك بمثابة تجربة فكرية يمكن التفكير فيها بدرجة من المسافة الفكرية. من المحتمل أن أعضاء الجمهور في مهرجان "كان" السينمائي، الذين حضروا عرض الفيلم ووقفوا يصفقون بحرارة لمدة ست دقائق، شعروا بالأمان وهم يتعاملون مع تحدي غليزر. وربما نظر البعض إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الزرقاء اللازوردية، متأملين في كيف أنهم هم أنفسهم باتوا يشعرون بالراحة، بل ربما وعدم الاهتمام إزاء الأخبار التي تتحدث عن القوارب المكتظة بالبؤساء من الناس الذين تُركوا ليغرقوا على مسافة من الساحل. أو ربما فكروا بالطائرات الخاصة التي نقلتهم إلى فرنسا، وكيف أن الانبعاثات التي تخرج منها تداخلت مع اختفاء مصادر الغذاء للمحرومين الفقراء في أقاصي الأرض، أو بالأنواع المنقرضة من الكائنات، أو باحتمال أن تختفي من الوجود أمم بأسرها.

أراد غليزر أن يثير فيلمه هذا النوع من الأفكار المضطربة. قال إنه رأى "العالم المظلم من حولنا، وكان لدي شعور بأنه كان علي أن أفعل شيئا حيال أوجه التشابه بيننا وبين الجناة وليس الضحايا". لقد أراد أن يذكرنا بأن الإبادة ليست بعيدة كما نعتقد.

ولكن بحلول الوقت الذي وصل فيه فيلم "منطقة الاهتمام" إلى دور العرض في كانون الأول/ ديسمبر، كان التحدي الخفي الذي قدمه غليزر للجماهير للتفكير في هوسهم الداخلي أقرب كثيرا إلى العظم. يحاول معظم الفنانين يائسين الاستفادة من روح العصر، لكن فيلم "منطقة الاهتمام"، الذي تم وقف عرضه المسرحي نظرا للاستجابة الأولية، ربما عانى من شيء نادر في تاريخ السينما: فائض في الملاءمة، وفائض في المعروض من المواكبة الحثيثة.

يأتي أحد أكثر المشاهد التي لا تنسى في الفيلم عندما يصل طرد مليء بالملابس والملابس الداخلية المسروقة من سجناء المعسكر إلى منزل هوس. قررت زوجة القائد، هيدفيج (التي لعبت دورها بشكل مقنع للغاية ساندرا هولر)، أنه يمكن للجميع، بما في ذلك الخدم، اختيار عنصر واحد. إنها تحتفظ بمعطف من الفرو لنفسها، حتى أنها تحاول استخدام أحمر الشفاه الذي وجدته في جيب المعطف.

إن العلاقة الحميمة بين التشابكات مع الموتى هي التي تقشعر لها الأبدان. وليس لدي أي فكرة كيف يمكن لأي شخص أن يشاهد هذا المشهد ولا يفكر في الجنود الإسرائيليين الذين صوروا أنفسهم وهم يسرقون الملابس الداخلية للفلسطينيين الذين يحتلون منازلهم في غزة، أو يتفاخرون بسرقة الأحذية والمجوهرات لخطيباتهم وصديقاتهم، أو التقاط صور سيلفي جماعية مع أنقاض غزة كخلفية. (انتشرت إحدى هذه الصور على نطاق واسع بعد أن أضاف الكاتب بنجامين كونكيل التعليق "منطقة بنترست".

هناك الكثير من هذه الأصداء، حتى أن تحفة غليزر تبدو اليوم وكأنها فيلم وثائقي أكثر من كونها استعارة. يبدو الأمر تقريبا كما لو أنه من خلال تصوير فيلم "منطقة الاهتمام" بأسلوب عرض واقعي، مع وجود كاميرات مخفية في جميع أنحاء المنزل والحديقة (أشار إليها غليزر باسم "الأخ الأكبر في البيت النازي")، توقع الفيلم أول إبادة جماعية يتم بثها على الهواء مباشرة، النسخة التي تم تصويرها من قبل مرتكبيها.

يقدم فيلم "منطقة الاهتمام" صورة متطرفة لعائلة تتدفق حياتها الهادئة والجميلة مباشرة من الآلات التي تلتهم حياة الإنسان المجاور. من المؤكد أن هذه ليست صورة لأشخاص في حالة إنكار: فهم يعرفون ما يحدث على الجانب الآخر من الجدار، وحتى الأطفال يلعبون بأسنان بشرية. معسكر الاعتقال ومنزل العائلة ليسا كيانين منفصلين، إنهما ملتصقان. جدار حديقة العائلة -الذي يوفر مساحة مغلقة للعب الأطفال، وظلا لحمام السباحة- هو نفس الجدار الذي يحيط بالمخيم على الجانب الآخر.

كل من أعرفه وشاهد الفيلم لا يستطيع أن يفكر إلا في غزة. إن قول هذا لا يعني المطالبة بمعادلة واحد لواحد أو المقارنة مع "أوشفيتز". لا يوجد عمليتا إبادة جماعية متطابقتان: فغزة ليست مصنعا مصمما عمدا للقتل الجماعي، كما أننا لسنا قريبين من حجم حصيلة القتلى النازيين. لكن السبب الرئيسي وراء بناء صرح القانون الدولي الإنساني في فترة ما بعد الحرب هو أن يكون لدينا الأدوات اللازمة لتحديد الأنماط بشكل جماعي قبل أن يتكرر التاريخ على نطاق واسع. وبعض الأنماط ــ الجدار، والغيتو، والقتل الجماعي، والقصد الإقصائي المعلن مرارا وتكرارا، والمجاعة الجماعية، والنهب، والتجريد من الإنسانية، والإذلال المتعمدــ تتكرر.

ماذا نفعل لقطع زخم التسخيف والتطبيع؟ هذا هو السؤال الذي يعاني منه الكثير منا الآن. طلابي يسألونني. أسأل أصدقائي ورفاقي. يقدم الكثيرون إجاباتهم من خلال احتجاجات لا هوادة فيها، وعصيان مدني، والتصويت بـ"غير ملتزم"، وانقطاع الأحداث، وقوافل المساعدات إلى غزة، وجمع التبرعات للاجئين، وأعمال فنية متطرفة. ولكن هذا لا يكفي.

ومع تلاشي الإبادة الجماعية في خلفية ثقافتنا، أصبح بعض الناس يائسين للغاية تجاه أي من هذه الجهود. عندما كنت أشاهد حفل توزيع جوائز الأوسكار يوم الأحد، حيث كان غليزر وحيدا بين موكب المتحدثين الأثرياء والأقوياء عبر المنصة ليذكروا غزة، تذكرت أنه قد مر أسبوعان بالضبط على آرون بوشنيل، الطيار الأمريكي البالغ من العمر 25 عاما  الذي أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن.


لا أريد أن يستخدم أي شخص آخر هذا التكتيك الاحتجاجي المرعب؛ لقد كان هناك بالفعل الكثير من الموت. ولكن ينبغي لنا أن نقضي بعض الوقت في الاستماع إلى العبارة التي تركها بوشنيل، وهي كلمات أصبحت أعتبرها خاتمة معاصرة مؤرقة لفيلم غليزر: "يحب الكثير منا أن نسأل أنفسنا: ماذا كنت سأفعل لو كنت على قيد الحياة أثناء العبودية؟ أو [قوانين] جيم كرو في الجنوب [قوانين الفصل العنصري]؟ أو الفصل العنصري؟ ماذا كنت سأفعل لو كانت بلدي ترتكب إبادة جماعية؟ والجواب هو أنك تعيش ذلك الآن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة المحرقة منطقة الاهتمام غزة اوسكار المحرقة منطقة الاهتمام صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة جوائز الأوسکار منطقة الاهتمام الکثیر من یوم الأحد فی غزة

إقرأ أيضاً:

"الترشيحات المثيرة للجدل في إدارة ترامب".. تسليط الضوء على الجلسات الثلاث في الكونغرس

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قائمة الترشيحات لمنصبه الوزاري في الإدارة الجديدة، أثار العديد من الأفراد في القائمة الكثير من الجدل بسبب تصريحاتهم المثيرة للرأي العام وانتقاداتهم. 

تجسدت هذه الجدلية في جلسات الاستماع التي عقدت في الكونغرس الأمريكي والتي جذبت اهتمام وسائل الإعلام بسبب الشخصيات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرئيس ترامب.

أحداث الجلسات الثلاث في الكونغرس

في يوم الخميس الماضي، عُقدت ثلاث جلسات استماع متوازية في الكونغرس الأمريكي، شهدت كل واحدة منها تساؤلات عدائية من أعضاء مجلس الشيوخ حول مواقف المرشحين الذين أعلن ترامب عنهم.

أبرز هؤلاء كان كاش باتيل، مرشح ترامب لرئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي واجه أسئلة صعبة حول ماضيه مع حركة QAnon ونظريات المؤامرة. في جلسة أخرى، كان روبرت ف. كينيدي جونيور، مرشح وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، في مرمى النيران بسبب تصريحاته المثيرة للجدل حول اللقاحات. 

أما تولسي جابارد، مرشحة منصب مديرة الاستخبارات، فقد كانت محط تساؤلات حول مواقفها السياسية وآرائها بشأن القضايا المثيرة للجدل.

التوجه العام لهذه الترشيحات

ووفقًا للكاتبة سوزان بي جلاسر في مقالها في نيويوركر، فإن هذه الترشيحات تكشف عن سمة مشتركة بين هؤلاء الأفراد: هم يجسدون المرشحين الذين لا يترددون في تقويض مصداقية المؤسسات التي سيتم تكليفهم بقيادتها. باتيل، ووعد في حال توليه منصب رئيس FBI بإغلاق المقر الرئيسي وإعادة فتحه كمتحف للدولة العميقة. 

بينما كان كينيدي جونيور يشكك بشكل متكرر في المؤسسات العلمية، ومن بينها مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، قائلًا إن سياسة التطعيم تشبه "معسكرات الموت النازية".

الجمهوريون وتبرير الترشيحات

 تجدر الإشارة إلى أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ حاولوا تبرير هذه الترشيحات التي واجهت انتقادات شديدة، مثلما فعل ثوم تيلس، السيناتور الجمهوري الذي حاول تهدئة الأجواء بتوزيع ورقة تحمل عبارة "قائمة الأعداء" تلميحًا إلى انتقاد باتيل الإعلامي. 

ومن الواضح أن هؤلاء المرشحين يتمتعون بسجل حافل في تشويه سمعة المؤسسات التي سيقودونها، وهو ما يعد من أبرز السمات التي يقدرها ترامب في اختياراته.

تفاصيل الجلسات

 الجلسات كانت مسرحًا لمجموعة من المواقف الصعبة التي تعرض لها المرشحون، مثلما حدث في جلسة استماع روبرت كينيدي جونيور حيث وجه له السيناتور بيل كاسيدى سؤالًا مباشرًا حول تأثير اللقاحات، ليقوم كينيدي بتقديم إجابة مبهمة دون أن يحدد موقفه بوضوح. 

أما تولسي جابارد فقد رفضت مرارًا الإجابة على سؤال حول تسريبات إدوارد سنودن وما إذا كان يعتبر خائنًا.

التفسير السياسي وراء التعيينات

من الواضح أن التعيينات تمثل شكلًا من أشكال الانتقام السياسي بالنسبة للرئيس ترامب، حيث أن وجود هؤلاء الأشخاص في المناصب العليا يمكن أن يُعتبر محاولة للانتقام من خصومه في المؤسسات الأمريكية.

 وقد أكدت جلاسر أن ما يحدث هو إعادة تشكيل للمؤسسات الأمريكية بطريقة تتماشى مع أجندة ترامب.

 

مقالات مشابهة

  • برلماني: الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي يدعم مسار التنمية المستدامة
  • بعد سنوات من صفعة الأوسكار.. ويل سميث يعود إلى منصات توزيع الجوائز
  • عضو بـ«الشيوخ»: الاهتمام بالبحث العلمي يدعم مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • الشؤون الخارجية بالصحفيين تستضيف سفيرة النرويج وممثلة الأونروا.. الأربعاء
  • رزان المبارك: الاهتمام العالمي بالطبيعة يكتسب زخمًا غير مسبوق
  • وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفيا جاسكون لن تنسحب من المنافسة على الأوسكار
  • "الترشيحات المثيرة للجدل في إدارة ترامب".. تسليط الضوء على الجلسات الثلاث في الكونغرس
  • بعد صفعة الأوسكار..ويل سميث مفاجأة حفل غرامي
  • "ملتقى أرياف مسقط" يسلط الضوء على المنتجات الريفية
  • الاتحاد الإفريقي يسلط الضوء على التزام المغرب بتعزيز السلم والمصالحة في القارة