أحد أهم الشبامات الحميرية المشهورة في اليمن: حصن “ذي مرمر” بشبام الغراس بني حشيش.. معلم تاريخي من بقايا أقيال حمير الأثرية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
الثورة /
حصن ذي مرمر وهو حصن تاريخي قديم يوجد في وادي السر في شبام الغراس وهي مدينة قديمة نسبة إلى شبام -سخيم يعود تاريخها إلى (القرون الثلاثة الميلادية الأولى) وهي المدينة التي اكتشفت فيها الموميات عام ١٩٨٣م والموجودة الآن في كلية الآثار جامعة صنعاء، والمومياوات المحنطة يعود عمر بعضها إلى 3200 سنة.
وجثث ” شبام الغراس ” قد قاومت الانحلال، وهي الآن معروضة في متحف قسم الآثار – جامعة صنعاء – ولكن الكثير من مقابر ” شبام الغراس” الصخرية قد تعرضت للانتهاك، ويمكن أن نلقي ضوءاً على إحدى الجثث السليمة، فقد تم لفها بطبقة من الكتان تعلوها سبع طبقات رقيقة من الجلد الخفيف ثم طبقة كتان خشن، وفوق ذلك جلد سميك يغطي الجسم كله محاط بطريقة فنية مدهشة، أما بالنسبة للأجزاء القابلة للتلف من الجثة خاصة الأمعاء والمعدة وغيرها فقد نزعت من الجثة، وتم حشو منطقة البطن بنبات الراء المعـروف، وهي مادة فعالة في امتصاص المواد السائلة والدهون والرطوبة من الجسم، أما طريقة الدفن في المقبرة، فالميت يرقد على هيئـة وضع القرفصاء والركبتان مضمومتان إلى البطن .
ويوجد وادي السر في مديرية بني حشيش محافظة صنعاء والذي ذكره الهمداني في كتابه “صفة جزيرة العرب” بقوله: “سر بن الروية فيه العيون والآبار وهو من عيون اليمن، وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضيافة ولمن سبل الطريق، وفيها من جبل مراد جبل برجام(رجام)، ومن السر منازل الروية بأعفاف وحذان”.
” وبنو حشيش” هي إحدى مديريات محافظة صنعاء، تقع شرقي العاصمة صنعاء قال عنها القاضي الحجري في كتابه “مجموعة بلدان اليمن وقبائلها” المجلد الأول: “بنو حشيش بن خولان العالية من نواحي صنعاء في الشرق من صنعاء متصلة بجبلي نقم وبراش المطلين على صنعاء من شرقها وتتصل بنو حشيش من شمالها ببلاد نهم وبني الحارث ومن جنوبها وشرقها ببلاد خولان العالية وهي في الأصل منها ومن غربها بني الحارث وصنعاء”، انتهى ما ذكره الحجري.
ومن جبال وادي السر المعروفة في بني حشيش ذَباب وصرع وسامك والفلكة وأذير.
مدينة الصناعة
منطقة ” شبام الغراس ” تنتج الجص أو الجير الأبيض المحروق واشتهرت به كصناعة وتجارة تدر عائداً اقتصادياً على المدينة وقاطنيها، كما كان أهلها يعملون على زراعة السهل الفسيح والخصب الذي يقع في شمالها فأقاموا بعض السدود ومدوا قنوات الري إلى ذلك السهل .
لقد أطلقت النقوش اليمنية القديمة على هذه المدينة مصطلح (هـ ج ر) بمعنى أنها كانت تحتوي على كافة مقومات المدينة اليمنية القديمة، حيث كانت محصنة طبيعياً، إضافة إلى السور الجزئي الذي مازالت أجزاء منه ظاهرة فيما بين جبلي قهال وذي مرمر، أما بقايا خرائب المدينة فهي مجرد بقايا أساسات للمباني التي كانت قائمة، وقد اشتهرت هذه المدينة بقصرها ومقابرها الصخرية الفريدة .
تقع ” شبام الغراس ” إلى الشمال الشرقي من مدينة صنعاء بمسافة (25 كيلومتراً) تقريباً على الجانب الأيمن للطريق الإسفلتي الذي يصل ما بين مدينة صنعاء ومدينة مارب، وتقع عند سفحي جبلين يطلق عليهما جبل ذي مرمر، وجبل قهال، وخاصة في سفحيهما الشمالي، والشمالي الغربي، وفي الجنوب الغربي من المدينة يوجد وادي السِّر الذي تصب مياهه في اتجاه الشرق إلى وادي الخارد في الجوف .
وتشرف ” مدينة شبام الغراس الأثرية “على سهل فسيح يحيط بها من شمالها الشرقي إلى شمالها الغربي .
واسم ” شبام الغراس ” الآن يطلق على قريتي رحابة وشبام الغراس إضافة إلى التل الأثري الذي يفصل بينهما، وتشكل المواقع الثلاثة الموقع القديم لمدينة يمنية قديمة عرفت في النقوش اليمنية القديمة باسم ( ش ب م )، وتعرف في المصادر الإخبارية باسم ( شبام ـ سخيم ) نسبة إلى ” بني سخيم ” الذين كانوا في فترة ( القرون الميلادية الأولى ) أقيال هذه المدينة .
ومقابر ” شبام الغراس ” كانت مقابر عائلية أي أنها تضم معظم أفراد العائلة حيث وجدت في تلك المقابر على عظام لرجال ونساء وأطفال، وقد وجدت بعض الأثاث الجنائزية إلى جوار تلك الجثث، منها أوانٍ فخارية، تمائم خشبية كتبت عليها اسم المتوفى بخط المسند، وتعلق إلى رقبة المتوفـى، إضافة إلى رؤوس سهام، وحِراب، ونعال ـ أحذية ـ جلدية، وأكياس جلدية لحفظ الأدوات .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
الجديد برس|
قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن التهديد الذي تشكله قوات صنعاء على “إسرائيل” والولايات المتحدة لن ينتهي بتوقف الحرب في غزة، وتوقع أن يقوم “الحوثيون” بتطوير وتوسيع صناعاتهم العسكرية، مقترحاً أن تقوم واشنطن بتشكيل تحالف يتضمن دولا إقليمية كالسعودية ومصر من أجل ردعهم.
ونشر المعهد مساء أمس الثلاثاء تقريراً، جاء فيه أنه “حتى لو أدى وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات في البحر الأحمر، فلن يغير ذلك من الطبيعة الانتهازية للحوثيين أو عدائهم تجاه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل”، حسب تعبير التقرير.
وأضاف: “على الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية العديدة ضد المواقع العسكرية للجماعة في اليمن، فإن الحوثيين لا يزالون يمتلكون ترسانة متطورة تشمل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى”.
واعتبر التقرير أنه “نظراً لتاريخ الحوثيين في استخدام وقف إطلاق النار لإعادة التجمع وإعادة التسلح، فقد يعتزمون استغلال التوقف الحالي في الأعمال العدائية للتحضير لهجمات مستقبلية”.
وقال إنه من المتوقع أن تعمل قوات صنعاء على “توسيع صناعاتها العسكرية بشكل أكبر وإنتاج تصاميم أسلحة متقدمة بكميات كبيرة وبكفاءة واستقلالية”.
وقال إنه: “حتى الأسلحة الحالية التي تمتلكها الجماعة تشكل خطراً شديداً على السفن التجارية والعسكرية على مسافات كبيرة، حتى وسط البحر الأحمر وغرب بحر العرب، وقد كانت قواربها غير المأهولة المحملة بالمتفجرات- والتي غالباً ما يتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي أو التحكم فيها عن بعد- صعبة بشكل خاص للكشف عنها واعتراضها، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى عمليات الأمن البحري في المنطقة”.
واعتبر أن “مثل هذه الأسلحة تشكل أيضاً مخاطر على البنية التحتية الحيوية في الدول الشريكة للولايات المتحدة في المنطقة”.
وخلص المعهد إلى إنه “يتعين على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ خطوات حازمة منها: الحفاظ على وجود بحري منسق ومستمر يهدف إلى الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة، والاستثمار في التقنيات المتقدمة للكشف وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدابير المضادة”.
وتضمنت اقتراحات المعهد أيضاً: “إنشاء تحالفات جديدة تضم دول البحر الأحمر مثل مصر وإريتريا والمملكة العربية السعودية والسودان لتنسيق التدابير الدفاعية والحفاظ على الممر الآمن” حسب تعبيره.