موقع النيلين:
2024-07-18@11:34:07 GMT

لعلّكم تتقون

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT


لم يشرع الله عز وجل أمرًا إلا وفيه صالح العباد، علم من علم وجهل من جهل، ولو علموا غاية العبادة لازدادوا لله شكرًا، فهو سبحانه وتعالى يريد بهذه العبادة أن يرقيهم ويقربهم، ويقوي لديهم الضمير الإيماني، لتتحقق فيهم التقوى، فيصيروا أبعد عن سخط الله، فما التقوى إلا أن يجعل العبد بينه وبين ربه وقاية من العمل الصالح تقيه من عذابه.

وكما أن الله تعالى بين الحكمة والغاية من تشريع النحر {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ))[الحج:37]، بيّن الحق عز وجل تلك الغاية من افتراض صيام رمضان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183].

فكيف لله الحكيم الذي لا تنفك الحكمة عن أفعاله أن يشرع للناس جوعًا وعطشًا وحرمانًا لا غاية له؟ فالله عز وجل يريد أن يهذب نفوس عباده ويرقيهم في منازل عبوديته، فما تقرقر البطن من الجوع ويبس الحلق من الظمأ في رمضان إلا سبيل التقوى.

وقد يستبد الجوع بي ويهدني ظمأ ويخفت في حياتي كفاح

لكن تقوى الله تحفز همتي ويشد من أزري لديك صلاح

تحصل التقوى بالصيام عندما يدع العبد شهواته مختارًا، فقد ركب فيه الميل للشهوة، فكان الصيام ارتقاءً بالعبد حتى لا يميل إلى طباعه، بل هو في ذلك يتشبه بالملائكة الكرام الذين خلا تكوين خلقتهم من الشهوات.

ذلك التحكم بالنفس تدريب عملي خلال الشهر على مخالفة الهوى وهو أمرٌ رتّب الله عليه دخول الجنة {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 40-41]. وهذا هو لُبّ التقوى.

وتحصل التقوى بالصيام لأنه يدعم مقام المراقبة، فالصيام ليس كسائر العبادات التي يطلع عليها الناس كالصلاة والحج مثلًا، بل هو سرٌ بين العبد وربه، ففي نهار رمضان لا تستطيع التمييز بين العباد من منهم صائم، ومن منهم مفطر، لذلك نسبه الله تعالى إلى نفسه في الحديث القدسي المتفق عليه (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)، ويستنبط القرطبي رحمه الله الحكمة من هذه النسبة فيقول “لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله، فأضافه الله إلى نفسه”.

فما من شيء يمنع العبد من تناول طعامه وشرابه خلسة إلا المراقبة وعلمِه أن الله تعالى يرى مكانه ويعلم حاله:

إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفي عليه يغيب

فصيام شهر على هذا النحو، يقوي جانب المراقبة لدى العبد فيعتاد مراقبة الله في جميع شؤونه وتلك هي التقوى.

وتحصل التقوى بالصيام عندما يتذوق المسلم طعم الجوع والعطش، فيتذكر أن من العباد من لا يفارقهم ذلك طيلة العام وليس شهرًا واحدًا، فمن ثم يرقّ القلب الذي هو محل التقوى، وتلك حقيقة لا تحتاج إلى كثير فقه لإدراكها بقدر ما تحتاج إلى تأمّل ونظر، فشاعرٌ وأديب مثل أحمد شوقي الذي لم يكن من العلماء والفقهاء، أدرك هذه الحقيقة فقال في “أسواق الذهب” عن الصيام: “حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع وخضوع، ظاهره المشقة، وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة ويحض على الصدقة، يكسر الكبر، ويعلم الصبر، حتى إذا جاع من تعود الشبع، وحرم المترف ألوان المتع، عرف الحرمان كيف يقع، وألم الجوع إذا لذع”.

تلك هي الغاية من فرض الصيام الذي في ظاهره جوع وعطش، فتلك الجوائز العظيمة من العتق ومغفرة الذنوب لا تترتب على مجرد الامتناع عن الشهوات المباحة في غير رمضان دون أن يكون لها رصيد من الترجمة الواقعية لآداب العبودية، ولذا يحذر العبد أن يقع تحت طائلة الحديث النبوي الذي رواه أحمد في مسنده (رب صائم حظه من طعامه الجوع والعطش).

إذا لم يكن في السمع مني تصامم وفي العين غض وفي منطقي صمتُ

فحظي إذًا من صومي الجوع والظمأ فإن قلت إني صمت يومي فما صمت ُ.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

إحسان الفقيه – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رمضان صبحي "ضحية" جديدة من تخبط المسؤولين

في ظل انشغال الوسط الرياضي المصري بقضية الراحل أحمد رفعت، لاعب فريق مودرن سبورت، الذي وافته المنية منذ أيام بسبب تعرضه لأزمات نفسية، هلت علينا قضية أخري مشابهة لما مر بـ رفعت من ضغوطات، وهذه المرة مع اللاعب رمضان صبحي نجم فريق بيراميدز.

"الضغط النفسي يضعف عضلة القلب، وممكن الإنسان يموت" هكذا قالها الدكتور مجدى يعقوب، بروفيسور القلب والجراح الشهير، الذي أكد أن هناك متلازمة طبية يطلق عليها "القلب المفتور"  وهى حالة طبية معروفة تحدث نتيجة التعرض للضغوط والاكتئاب وتؤدي بصاحبها لأزمات قلبية حادة والموت.

 

رمضان صبحي "سيناريو" جديد لتخبط المسؤولين

ها نحن الأن نري اللاعب رمضان صبحي، يُعيد نفس السيناريو الذي مر به الراحل أحمد رفعت، من ضغوطات نفسية وتشويه لمسيرته الكروية، بعد إعلان تعاطيه للمنشطات علنًا في الإعلام.

حيث أن تصريح رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام بأن العينات أثبتت تعاطي رمضان صبحي للمنشطات، هو بمثابة كارثة للرجل الأول الذي يدير المشهد الكروي في مصر.

فما المقصود من هذا التخبط الإداري للمسؤولين تجاه اللاعبين في مصر، من تعريضهم لضغوطات نفسية واتهامهم بدون وجه حق، ودون أدلة.

 

ماذا حدث لـ رمضان صبحي ؟

بداية القصة كانت حينما قامت لجنة من وكالة الكشف عن المنشطات بزيارة مفاجئة لتدريبات بيراميدز فى أغسطس الماضى، وقاموا بأخذ عينات من 3 لاعبين بينهم رمضان صبحى، الذى كان يريد مغادرة الملعب عقب المران مباشرة وحدثت مشادة بينه وبين مسئولى الوكالة، بعدها بأسابيع قليلة تواجدوا فى إحدى مباريات بيراميدز الأفريقية وقاموا بأخذ عينة أيضًا من اللاعب، وهناك من يؤكد أن هذه الأزمة مفتعلة، تسبب فيها أحد مسئولى الوكالة الذي قرر الانتقام.

وفى 25 مارس الماضى، أرسلت الوكالة خطابًا لاتحاد الكرة تؤكد فيه إيجابية عينة رمضان صبحى، وأن العينة الثانية فاسدة واختلطت بالماء، وأشارت إلى أن اللاعب عليه أن يقوم بالخضوع لأخذ عينة جديدة خلال 10 أيام.

رسالة الوكالة لاتحاد الكرة من المفترض أنها سرية وفقًا للوائح الوكالة ولا يتم الإعلان عن إيجابية عينة أى لاعب إلا إذا ثبت إيجابية العينتين الاثنتين، لكن جمال علام خرج فى أحد البرامج الإذاعية وأعلن إيجابية عينة رمضان وهو ما وضع اللاعب فى قفص الاتهامات.

وفي 27 مايو الماضي، غاب رمضان صبحي عن مباراة بيراميدز أمام الجونة التي أقيمت ضمن مباريات الجولة الـ 25 لبطولة الدوري، بسبب إرسال منظمة المنشطات قرارًا بإيقافه.

 ومنذ هذه المباراة لم يشارك رمضان صبحي في أي دقيقة مع بيراميدز، وبالفعل توقف اللاعب عن ممارسة كرة القدم منذ ثلاث شهر.

 

الكواليس الأخيرة في أزمة رمضان صبحي

تلقت المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات (النادو)ن أمس الثلاثاء، خطابًا يفيد برفع الإيقاف عن رمضان صبحي لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي بيراميدز ومنح حرية المشاركة في المباريات.

وقررت اللجنة بالأغلبية، الآتي:

عدم فرض عقوبة على اللاعب.الرفع الفوري للإيقاف المؤقت الإجباري المفروض على اللاعب.

وبات من حق اللاعب المشاركة مع بيراميدز في المباريات المقبلة، بدءا من مباراة الأهلي في الجولة 31 من الدوري المصري.

رمضان صبحي يتعرض لضغوطات نفسية صعبة

كشفت مصادر مقربة من اللاعب رمضان صبحي، أن اللاعب يمر بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، وذلك بعد إبتعاده عن ممارسة كرة القدم منذ ثلاث أشهر بدون وجه حق.

وأكدت المصادر أن رمضان صبحي غاضب من بعض المسؤولين في مصر بعد التشهير به بتعاطيه للمنشطات، بجانب إصدار قرار بإيقافه دون الانتظار لقرار اللجنة الدولية للمنشطات، والتي أثبتت مؤخرا بصحة موقفة.

مقالات مشابهة

  • محامي رمضان صبحي: هناك أضرار مادية وأدبية وقعت على اللاعب.. وسنطالب بتعويض
  • محامي رمضان صبحي: اللاعب تعرض للتشهير من البعض
  • هاني زهران يكشف كواليس قضيتي رمضان صبحي وعبد الله السعيد
  • «الصحة العالمية» تدين استهداف المرافق الصحية في السودان .. تحذير من انتشار الجوع الذي يعد سبباً أكبر للنزوح
  • رمضان صبحي "ضحية" جديدة من تخبط المسؤولين
  • انضم لخلية إرهابية وترصد لرجال الأمن.. تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بأحد الجناة
  • السبت المقبل.. الجامع الأزهر يتحدث عن التقوى
  • هل عدم صوم «عاشوراء» يمنع الأجر.. رمضان عبد المعز يوضح | فيديو
  • "الإرشاد الأسري والتمكين الاقتصادي للمرأة" ندوتان بشمال سيناء
  • دعاء يوم عاشوراء مفاتيح الجنان.. اللهم ارزقنا التقوى والفلاح والنجاح