عادة تصدر مخرجات مجلس الأمن إما فى شكل تصريح يدلى به رئيس المجلس لوسائل الإعلام أو ببيان صحفى press release أو بيان رئاسي presidential statement أو قرار صادر عن المجلس security council resolution….وماعدا تلك التى يصدرها المجلس فى شكل قرار فان البيانات الصحفية أو الرئاسية لاتحمل قوة أو أثراً، بل تعكس توازنات أو خلافات بشأن قضايا رئيسية ولا تترتب عليها تبعات أو مترتبات ذات أثر.

وخلافاً لما تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى تعتبر مقرراتها توصيات، فإن القرارات الصادرة من قبل مجلس الأمن بالإجماع أو بأغلبية تسع دول دون استخدام لحق النقض، ملزمة قانوناً بموجب المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة، إلا أن درجة الالزام تتفاوت فالقرارات الصادرة بموجب الفصل السابع ملزمة ويمكن استخدام القوة لإنفاذها، والقرار الصادر بموجب الفصل السابع يتم عادة الإشارة إليه فى نص القرار فيتم التنويه فى الفقرات التمهيدية إلى “واذ يتصرف وفقاً للفصل السابع من الميثاق” وعادة تتم الإشارة أيضاً إلى أن الوضع يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وقد تكون كل عناصر القرار تحت الفصل السابع أو في جزئية منه كما فى القرارات الخاصة بعمليات حفظ السلام حيث تبيح قرارات مجلس الأمن لهذه القوات إستخدام القوة لحماية نفسها ، بل إن التاريخ القريب يبين أن بريطانيا قد تدخلت عسكرياً بقواتها لإجلاء رعاياها عن سيراليون، كما حاربت مع قوات حفظ السلام للدفاع عن العاصمة فريتاون فى مواجهة هجوم الجبهة الثورية المتمردة عليها إبان الحرب الأهلية فى ذلك البلد.

واستخدامات الفصل السابع نفسها تتدرج فتبدأ بإجراءات سياسية واقتصادية ودبلوماسية، وتصل قمتها في القيام بحصار وعمل عسكري كبير ، وقد أوضحت التجربة أنه نادراً ماتم استخدام الفصل السابع فى حده الأقصى.

إذا كانت قرارات مجلس الأمن ملزمة قانوناً حتى تلك الصادرة بدون الإشارة للفصل السابع بموجب الميثاق فإن غياب الإشارة لذلك تجعل عدم الالتزام بتنفيذه وارداً كذلك من جهة اخرى، والمجلس نفسه يعلم ذلك وإلا لكان قد أشار للفصل الإلزامي السابع الذى يتطلب توافق الدول عليه بما فى ذلك دول الفيتو ويكون تنفيذه فرض عين من قبل الأطراف المعنية…إذن فإن قرار مجلس الأمن بشان “وقف العدائيات” خلال شهر رمضان المعظم لم ينطلق من محطة الفصل السابع بل اعتمد على مبدأ عام هو إلزامية تنفيذ قرارات المجلس كما أن الإطار الزمني محدد بشهر رمضان، وتنتهي المناشدة بانتهاء الشهر الكريم مالم يقرر المجلس خلاف ذلك، ومما يضعف قرار المجلس أيضاً أن قراره حث على “وقف العدائيات cessation of hostilities ” وهى تختلف عن الدعوة “لوقف إطلاق النار ” التي تتطلب آليات تنفيذ ومراقبة implementation ،verification and monitoring mechanisms سيمضي شهر رمضان كله قبل الإتفاق على تفعيلها ميدانياً. إذن فقرار مجلس الأمن أشبه بالمناشدة المتدثرة بقانونية المجلس وسلطته الأدبية، وقد اوضحت الحكومة شروط تجاوبها مع هذه المناشدة.

يُلاحظ أن بريطانيا هى التي تصدرت مشهد مشروع القرار، و كانت بعض الدوائر ترى أن تقديمه بواسطة الولايات المتحدة، أحد أقطاب منبر جدة، ربما كان أفضل كرسالة سياسية رغم أن بريطانيا تعد نفسها “حاملة قلم _penholder ” لقضايا السودان بمجلس الأمن، كما يلاحظ أن المشروع طرح بعد موافقة السودان على مسارات الإغاثة بما فى ذلك من الطينة التشادية ومعلوم أن مسائل وقف إطلاق النار والإغاثة معني بها منبر جدة، وله فيها التزامات واضحة، ورغم أن قضايا السودان قد شبعت من انغماس الأيادي الخارجية والتدويل إلا أن المشروع البريطاني عَبَر بالتدويل لمرحلة لافتة أخرى، ولابد فى معرض الحديث عن كثرة انغماس الأيادي وما تبعث به من تشويش وتشكيك، الإشارة لمؤتمر للمسائل الإنسانية تعتزم فرنسا عقده بعاصمتها دون التشاور مع السودان!!

نرجو أن نشير إلى أن مجلس الأمن اعتمد في ذات الجلسة قراراً بالرقم 2725 بموجب الفصل السابع بالتمديد لمدة عام لفريق عمل الخبراء الخاص بحظر توريد السلاح لدارفور.

السفير عبد المحمود عبد الحليم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفصل السابع مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

مجلس الشيوخ يناقش الأمن السيبراني وتجديد الخطاب الديني الأسبوع المقبل

يناقش مجلس الشيوخ تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن دراسة بعنوان: الأمن السييراني: متطلباته وأثره في تعزيز الاقتصاد الرقمي".

كما يناقش في جلساته العامة الأسبوع المقبل، تقرير لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة عن طلبي المناقشة المقدمين من عضو المجلس أحمد جلال أبو الدهب، وأكثر من عشرين عضوا لاستيضاح سياسة الحكومة، بشأن تطوير واستغلال ثروة مصر التعدينية".

ويناقش طلب عضو المجلس نهى أحمد زكي، وأكثر من عشرين عضوا الاستيضاح سياسة الحكومة بشأن تعظيم استغلال ثروات مصر المعدنية بالشكل الأمثل والرشيد.

ومن المقرر أن يناقش المجلس تقرير لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام عن الاقتراح برغبة المقدم من العضو عمرو عزت بشأن تسجيل دير الأنبا انطونيوس بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) .

كما يناقش مجلس الشيوخ تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة ومكتب لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل عن الاقتراح برغبة المقدم من عضو المجلس إيهاب أبو كليلة بشأن النهوض بمنظومة النظافة بمحافظة الإسكندرية للتخلص من ظاهرة تجمعات القمامة بالشوارع الرئيسية.

كما يناقش أيضا ترير لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل عن الاقتراحات برغبات المقدمة من العضو أبو النجا المحرزي بشأن إدارة الطريق السياحي الرابط بين 6 أكتوبر والمربوطية".

ومن المقرر تحديد موعد مناقشة طلبات مناقشة عامة لتحديد موعد المناقشة مقدمة من عضو المجلس محمد شوقي العناني، وأكثر من عشرين عضواً من لاستيضاح سياسة الحكومة، بشأن  سياسات الدولة في تجديد الخطاب الديني وتعزيز التعاون المؤسسي النشر الفكر الوسطي، وبناء وعي ديني مستنير لدى النشء والشباب، وطلب اخى من العضو علاء مصطفى، وأكثر من عشرين عضواً؛ لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر في خضم التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، فضلا عن الطلب القدم من العضو علاء الدين محمد جاد، وأكثر من عشرين عضواً؛ لاستيضاح سياسة الحكومة، بشأن دور الوقف الخيري في دعم المؤسسات العامة وتحقيق التنمية المجتمعية المتكاملة.

طباعة شارك مجلس الشيوخ الأمن السييراني الاقتصاد الرقمي سياسة الحكومة ثروة مصر التعدينية

مقالات مشابهة

  • اليونان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي
  • البديوي يؤكد أهمية القطاع الخاص في تعزيز جهود العمل الخليجي
  • في جلسته الـ87: مجلس جامعة مطروح يبحث الاستعدادات النهائية لامتحانات الفصل الدراسي الثاني
  • مجلس الشيوخ يناقش الأمن السيبراني وتجديد الخطاب الديني الأسبوع المقبل
  • محكمة العدل تحدد مواعيد ردها على شكوى السودان الإمارات
  • صحيفة إسرائيلية تكشف عن خسائر غير مسبوقة في جيش الاحتلال منذ بدء العدوان على غزة
  • انعقاد المجلس السابع والأربعين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين غدا
  • قرقاش: تقرير مجلس الأمن يدحض مزاعم الجيش السوداني ضد الإمارات
  • قراءة نقدية لمقال المجتمع الدولي والسودان
  • قرقاش: تقرير مجلس الأمن يدحض مزاعم جيش السودان ضد الإمارات