زنقة20ا الرباط

لازالت تداعيات الدعوة القضائية التي رفعتها القيادية بحزب الإستقلال رفيعة المنصوري ضد رئيس الفريق البرلماني نورالدين مضيان ترخي بظلالها على مكونات حزب علال الفاسي بجهة الشمال، بعد إتهامها لمضيان بـ”التشهير” و”الإبتزاز” وقيام فريق الحزب بمجلس الجهة بـ”تجميد” عضوية رئيس الفريق النيابي نور الدين مضيان.

وفي هذا السياق، أعلن المركز العام لحزب الإستقلال مساء اليوم الجمعة توقيف محمد سعود، رئيس فريق المستشارين بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وذلك على خلفية توقيعه قرار “تجميد” عضوية نور الدين مضيان بدون سند قنوني.

وقال بلاغ للحزب، أنه “بناء على البلاغ المعمم من طرف عضو اللجنة التنفيذية للحزب، محمد سعود، بصفته رئيسا للفريق الإستقلالي بمجلس جهة تطوان الحسيمة، والذي يتضمن قرارات تعتبر تطاولا على اختصاصات وصلاحيات الأمين العام  للحزب، واعتبارا لخطورة المخالفات المرتكبة وتعرضها مع قوانين وأنظمة الحزب، فقد تقرر توقيف عضو الحزب محمد سعود إلى حين انعقاد اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب”.

وكشف مصدر من داخل لحزب لموقع Rue20، أن قرار توقيف محمد سعود كان وراءه الأمين العام نزار بركة ودعمه ولد الرشيد ووُقع باسم المركز العام للحزب.

الى ذلك، تناسلت بلاغات أخرى بإسم المقر العام لحزب الإستقلال تنفي صدور قرار بتوقيف “سعود” موقع المراسلة الموجهة للأمين العام باسم فريق الحزب بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، يعلن فيها تجميد عضوية نور الدين مضيان.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: محمد سعود

إقرأ أيضاً:

الشهيد العفيف

لم يكن استشهاد القائد الحاج محمد عفيف النابلسي مفاجئاً البتّة. النبأ ليس مستهجناً، ولا مستغرباً. هو كان ينشد الشهادة، ويتوق لها، وفي طريقه إليها. وهي كانت مسألة وقت فحسب. لكن شهادته كانت لامعة. نعم هي كانت كذلك، بحيث لا بدّ من الوقوف والتوقّف عندها والتأمّل والتفكّر فيها. هو نجل العلّامة الراحل فضيلة الشيخ عفيف النابلسي، أحد أبرز علماء المقاومة. وهو من الجيل المؤسس والرعيل الأول في الحزب والمقاومة. وهو مسؤول الإعلام في الحزب والمقاومة. فما الذي يمكن تدوينه والإدلاء به هنا في حضرة الشهيد محمد عفيف؟
كاريزما القيادة الإعلامية
كانت شخصية القائد الشهيد محمد عفيف – بميزان لغة الجسد (Body Language)، فنّ التواصل أو الاتصال السياسي (Political Communication Art)، الخطاب السياسي والخطاب العمومي والخطاب الإعلامي (Political Discourse, Public Speech and Media Speaking) – ملفتة، وربما مثيرة للجدل، بالنسبة للبعض من الأشخاص والأطراف في الوسطين السياسي والإعلامي.
فقد كان حضوره الشخصي قويّاً وبارزاً داخل الحزب وعلى صعيد العلاقات مع الإعلام والعلاقات العامّة. بهذا المعنى، يمكننا القول إنه كان يتمتع ويمتاز بما يمكننا أن نصطلح على تسميته “كاريزما القيادة الإعلامية” لدى توصيفه وتصنيفه.
العلاقة مع قيادة الحزب والمقاومة
كانت علاقة الشهيد الحاج محمد عفيف بقيادة الحزب والمقاومة وثيقة جداً، بل ربما كانت خاصة جداً، سواء كانت مع الأمين العام الراحل الشهيد السيد عباس الموسوي سابقاً، أو كانت مع الأمين العام الراحل أيضاً الشهيد السيد حسن نصر الله لاحقاً – وهي الحقبة الذهبية من حياة الحزب والمقاومة وتجربتهما في السياسة والميدان – ومعهما نائب الأمين العام سابقاً والأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم.
هو لم يكن بعيداً على الإطلاق عن الأمانة العامة للحزب، بل كان لصيقاً بها، وربما أيضاً جزءاً لا يتجزّأ منها. هو كان يضطلع بمسؤولية وحدة العلاقات الإعلامية، وبالتالي أو بالتبعية كان يشغل العضوية الحكمية في المجلس السياسي لهذه الصفة؛ وهو كان يتولّى مسؤولية المعاونية الإعلامية في الأمانة العامة إلى جانب الأمين العام بشخصه. كما أنه كان على تماسٍ مباشر مع قادة الجناح العسكري للحزب، أو لنقل قادة المقاومة العسكرية.
المشاركة في صناعة القرار وممارسة السلطة
كان القائد الشهيد محمد عفيف شريكاً في عملية صناعة القرار بصورة خاصّة وعملية ممارسة السلطة بصورة عامّة داخل الحزب والمقاومة، والمقصود بالسلطة هو القيادة بشقّيها السياسي والعسكري، وليس الإعلامي فقط، بالنظر إلى ماهية وطبيعة منصبه الرفيع بالدرجة الأولى، وصفاته الشخصية، الذهنية والفكرية والأخلاقية، بالدرجة الثانية. فكانت مشاركته أو مساهمته في تسيير شؤون الحزب والمقاومة وازنة في زمن السلم بطبيعة الحال، ومضاعفة في زمن الحرب، كما في حالات الظروف الاستثنائية والقوة القاهرة والداهمة، وذلك لأسباب ذاتية تتصل بشخصه، وموضوعية تتصل بهيكلية الحزب ودوره ضمن هذه التركيبة.
الحزب والمقاومة والحرب الإعلامية
كان الشهيد الحاج محمد عفيف يدرك جيداً أهمية وخطورة الحرب الإعلامية والحرب النفسية على حد سواء، بالتوازي وبالتزامن مع الحرب العسكرية والمقاومة المسلحة في سياق وفي خضمّ المواجهة المفتوحة والصراع المفتوح مع العدو الإسرائيلي، ومن معه ومن خلفه.
من هنا، هو كان يولي في عهدته أهمية خاصة، وهي باتت أهمية مضاعفة، للمعركة الإعلامية، من ضمن المعركة السياسية، كما المعركة العسكرية، سواء كان قبلها أو في غمارها أو بعدها، وكذلك على صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للبلد والمقاومة وجمهورهما، وعلى صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للعدو وجمهوره في المقابل أيضاً.
البصمة الشخصية في وحدة العلاقات الإعلامية
لم يكن حضور القائد الشهيد محمد عفيف عابراً على رأس وحدة العلاقات الإعلامية، وهو ليس رتيباً من طبيعة شخصيته، ولا حتى في سلوكه وممارسته. هو مثّل علامة فارقة على صعيد الإدارة والقيادة لإعلام المقاومة، وهو شكّل بشخصه حالة فريدة ومتميّزة، فرضت وتفرض نفسها على إعلام المقاومة وإعلام البلد في الماضي والحاضر والمستقبل. لقد ترك بصمة شخصية عميقة وبليغة بهيبته وأدائه. وعليه، لن يكون سهلاً، ولا بسيطاً، على من يخلفه بموقعه أن يملأ الفراغ الذي خلّفه، وأن يبقى على القدر والمستوى نفسه من الحسّ بالمسؤولية والقدرة على الاضطلاع بها.
كان الرجل جريئاً وشجاعاً، لا يهاب الموت، بل يهوى الشهادة، كعشقه للشهيد المقدّس، سماحة السيد حسن نصر الله. كما أنه لم يكن يخشى في قول كلمة الحقّ أمام سلطان جائر لومة لائم، ولم يكن يخشى سلوك درب الحقّ والمضي به قدماً والذهاب به بعيداً، وإلى النهاية، حتى انقطاع النفس والرمق الأخير، أي الشهادة، لقلّة سالكيه. كان، بحضوره ونبرة خطابه ونظراته وحراكه، كالليث بالإعلام وميدان المعركة الإعلامية والحرب الإعلامية والمواجهة الإعلامية من الضاحية الجنوبية إلى الجبهة الجنوبية، وإن كان قليلون يعرفونه، وكثيرون يجهلونه، ولا يعرفونه، وعديدون يظلمونه. هكذا هم رجالات المقاومة.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • في زمن آل سعود.. “الكعبة المشرفة” من قبلة للمسلمين إلى قبلة للعاريات
  • محمد حيدر.. مسؤول العمليات العسكرية بحزب الله
  • طهران تحتج بعد توقيف “عنيف” لطالبَين إيرانيَين في روسيا
  • غارات إسرائيلية تهز بيروت وتستهدف رئيس قسم العمليات بحزب الله.. من هو محمد حيدر؟
  • “مبادرة محمد بن زايد للماء” تختتم مشاركتها في “COP29”
  • الشهيد العفيف
  • “الجنائية الدولية” تواجه تداعيات قرار توقيف نتنياهو وغالانت
  • “إسرائيل اليوم وأميركا غدا”.. لهذا تخشى واشنطن مذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت
  • الإمارات تدعو لتقييد “الفيتو” بمجلس الأمن وتعزيز المساءلة الدولية
  • “رايتس ووتش” تدين قرار واشنطن تزويد كييف بالألغام الأرضية