مدير المركز الثقافي الكوري: الأدب يلعب دورا حاسما في تقريب شعوب البلدين
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
تحت شعار "الكلمة تجمعنا"، أطلق المركز الثقافي الكوري فعالية "شهر الأدب الكوري لعام 2024" بهدف التعريف بالأدب الكوري خلال شهر رمضان.
وتتضمن الفعالية معرضًا للحكايات الشعبية التقليدية الكورية وروايات الشباب، وورشة عمل للكتابة الروائية، وندوة مع الكاتبة الكورية هونج بو يونج.
وعلى مدار الشهر، سيقدم المركز الثقافي الكوري الحكايات الشعبية التقليدية الكورية تحت عنوان "القصص الكورية" باللغة العربية.
ومن المقرر تنظيم ندوة للكاتبة الكورية هونج بو يونج، وهي من الروائيين الشباب الواعدين. وتقوم الكاتبة بعمل دراسات عليا في الأدب الكوري في جامعة دونج كوك، وقامت بتأليف العديد من الأعمال الأدبية بما في ذلك "أب للإيجار"، و"تزوجت شبحًا"، وقد تم تحويل قصة "أب للإيجار" إلى مسلسل كوميدي مصري بعنوان "بابا جه"، بطولة الفنان الكوميدي أكرم حسني، الذي يعرض حاليًا على قناة DMC المصرية ومنصتي شاهد وواتش إت.
ويستضيف المركز الثقافي الكوري، الندوة في 27 مارس الجاري، حيث ستقوم الروائية الكورية بعرض روايتها "أب للإيجار"، وقراءة بعض المقتطفات للجمهور، تليها جلسة للرد على الأسئلة.
وعلاوة على ذلك، ستشارك في ورشة عمل مع طلاب قسم اللغة الكورية في جامعة عين شمس في مصر، أول قسم للغة الكورية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي تأسس عام 2005.
وينظم المركز منذ عام 2022، فعالية K-Book بالتعاون مع وكالة ترويج صناعة النشر الكورية (KPIPA)، وهي منظمة حكومية تابعة لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، تأسست بهدف تعزيز صناعة النشر الكورية وتشجيع القراءة.
وتستهدف هذه الفعاليات إتاحة الفرصة للجمهور المصري للالتقاء مع الروائيين الكوريين، بما في ذلك كيم أون سو وجيونج يو جيونج. كما يخطط المركز للتعاون مع المؤسسات والناشرين المصريين لتوسيع شعبية الأدب الكوري في العالم العربي، من خلال تشجيع ترجمة الأدب الكوري إلى اللغة العربية.
وقال مدير المركز الثقافي الكوري، أوه سونج هو، إن "الأدب يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل بين شعبي البلدين"، مضيفًا أن "شعبية الأدب الكوري تتزايد في ظل الإقبال الكثيف على تعلم اللغة الكورية".
وأعرب مدير المركز، في بيان صحفي، عن أمله في أن يتمكن كل المهتمين بكوريا من استكشاف تاريخ كوريا الغني وثقافتها من خلال الأدب.
ويصادف عام 2024 الذكرى العاشرة لتأسيس المركز الثقافي في مصر. واحتفالًا بهذا الحدث المهم، يخطط المركز لتنظيم العديد من الفعاليات التي تغطي جميع عناصر الثقافة الكورية النابضة بالحياة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر المصري وزارة الثقافة المركز الثقافي رمضان شهر الشباب الثقافة شباب كوري الأعمال الأدبية العربية المرکز الثقافی الکوری الأدب الکوری
إقرأ أيضاً:
افتتاحية.. لحظة العيد المضرجة بالحزن
العيد لحظة زمنية لا بد أن نعيشها بغض النظر عن الأثر الذي يمكن أن تتركه في نفوسنا؛ فليس شرطا أن يمر العيدُ علينا عيدا كما نفهمه من المعنى اللغوي للكلمة، أو أن يأتي جميلا كما نراه في نشرات الأخبار وفي الصور الملونة، فكثيرا ما يأتي العيد مشحونا بالحزن، أو مشوبا بالانتظار، أو مسكونا بالغياب.
وإذا ما تجاوزنا الفكرة الدينية أو حتى الاجتماعية للعيد فإنه يبدو مناسبة يمكن فيها أن نكتشف جوهر الإنسان، تلك الروح التي تتأرجح بين فرح ننتظره فلا يأتي، وبين الحنين لِما كان أو لِما كان يجب أن يكون.. هذه الصورة هي الأكثر حضورا إذا ما تأملنا شكل العيد في النصوص الإبداعية.. شعرا وسردا ومسرحا أو حتى في الأعمال السينمائية.
نقرأ العيد في الأدب العربي باعتباره مناسبة تفتقر إلى الاحتفال منذ المتنبي وإلى شعراء الحداثة في اللحظة الراهنة؛ فالمتنبي يقول في بيته الشهير جدا: «عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى أم لأمر فيك تجديد..» ويصل إلى حد القول «فليت دونك بيدا دونها بيدُ».
ولا يحضر الفرح في قصيدة «العيد» لنازك الملائكة بل طفل حزين يطلّ من نافذة البيت على أضواء الآخرين، يتساءل عن معنى الفرح الذي يمرّ أمامه ولا يدخل بيته.
وهذا المشهد الذي رسمته نازك الملائكة للطفل الحزين في صباح العيد متكرر جدا في الأدب العربي الذي يحاول قراءة واقع الفقراء في يوم العيد بل إنها الصورة الأكثر شيوعا في محاولة رسم يوم العيد في الكثير من الأعمال الإبداعية وهي صورة لا تحضر في الأدب العربي فقط ولكنها متكررة جدا في الإبداع العالمي الذي تعامل مع العيد برؤى متعددة تراوحت بين الاحتفاء بالطقوس وبين تفكيك معاني العيد ومعاناة الفقراء فيه.
لكن العيد، حين يُستحضر في الأدب، يتجاوز طبيعته الزمنية ليصبح رمزا يتراوح بين أن يكون رمزا للبراءة المفقودة؛ كما في روايات الطفولة، أو رمزا للفقد؛ كما في قصائد الرثاء التي تتزامن مع الأعياد، أو رمزا للزيف الاجتماعي؛ حين يُطلب من الجميع أن يفرحوا قسرا، بينما الحزن يحاصرهم في كل مكان.
وإذا كانت بعض الأعمال الإبداعية قد حاولت استعادة العيد بصورته الطفولية النقية، فإنها في الوقت نفسه لم تغفل عن طرح السؤال الجوهري: ما الذي يجعل العيد عيدا؟ هل هو الطقس، أم اللقاء، أم استعادة المعنى في عالم فقدَ معانيه؟
لا يُعرّف الأدبُ العيدَ لكنه يضعنا أمام مرآته، يجعلنا نراه كما هو، وكما نتمنى أن يكون. قد يكون العيد في النصوص محطة أمل، أو لحظة وحدة، أو مجرد تاريخ نعلقه على جدار الذاكرة. لكنه يظل، في كل الأحوال، مناسبة للكشف: عن هشاشتنا، عن حاجتنا لبعضنا، وعن المعاني التي نركض خلفها كما يركض الأطفال خلف الحلوى.
وهذا العيد الذي ننتظره هذا العام يمر علينا مضرَّجا بالحزن ويذكِّرنا بقول الشاعر عمر بهاء الدين الأميري:
يمُر علينا العيدُ مُرَّا مضرَّجا
بأكبادنا والقدسُ في الأسْرِ تصرخُ